الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لغات: حمًا مثل قفًا، وحمو مثل أبو، وحم مثل أب، وحمء، ساكنة النيم مهموزة عن اافراء، وأنشد: قلت لبواب لديه دارها .. الخ، ويروى حمها بترك الهمزة. انتهى. وكذا في "المقصور والممدود" للقالي، وزاد لغة خامسة عن اللحياني، وهي: حمؤها، بفتح الميم والهمز، وفي "المصباح": قال ابن فارس: الحمء: أبو الزوج وأبو امرأة الرجل، وقال في "المحكم": وحمء الرجل: أبو زوجته أو أخوها أو عمها، فحصل من هذا أن الحمء يكون من الجانبين كالصهر، وهكذا نقل الخليل عن العرب. انتهى. وقال العيني: هو من رجز لمنظور بن مرثد الأسدي، وهو:
جارية بسفوان دارها
…
لم تدر ما الدَّهنا ولا تسفارها
قد أعصرت أو قد دنا إعصارها
…
تمشي الهويني ساقطًا خمارها
ينحلُّ من غلمتها إزارها
…
قلت لبواب لديه دارها
إلى آخره. وسفوان، بالتحريك: ماء بين ديار بني شيبان وديار بني مازن، على أربعة أميال من البصرة عند جبل سنام، ومكان سفوان من البصرة كمكان القادسية من الكوفة، والد هنا: اسم رمال في ديار بني تميم، والتسفار: مبالغة السَّفر، قال الصاغاني: يقال للجارية أول ما تدرك وتحيص: معصر ومعصرة، لانعصار رحمها، أو لأنها دهلت عصر شبابها، أو بلغته، وأنشد ابن دريد:
معصرة أو قد دنا إعصارها
والغلمة بالضم: شهوة الجماع، وفعله من باب فرح. وتقدَّمت ترجمة منظور ابن مرثد الأسدي في الإنشاد التاسع والستين بعد المائة.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الثلاثمائة:
(373)
لا نسب اليوم ولا خلًّة
…
إتَّسع الخرق على الرّاقع
على أن همزة اتسع همزة وصل، وقد قطعها الشاعر هنا في الدرج للضرورة، وحسنَّه هنا أنه في أول الشطر الثاني. قال ابن عصفور في كتاب "الضرائر": قطع ألف الوصل في الدرج إجراء لها مجراها في حال ابتدأها أكثر ما يكون ذلك في أولَّ النصف الثاني، قال حسان:
لتسمعنَّ وشيكًا في دياركم
…
الله أكبر يا ثارات عثمانا
وقال:
ولا يبادر في الشِّتاء وليدنا
…
القدر ينزلها بغير جعال
ألا ترى أنَّ همزة الوصل الداخلة علي لام التَّعريف مقطوعة، وقال آخر:
اتَّسع الخرق على الرّاقع
ألا ترى أنه قطع ألف اتسع، وهي ألف وصل، وقد يقطع في حشو البيت، وذلك قليل، ومنه قول ابن الخطيم:
إذا جاوز الاثنين سرُّ فإنَّه
…
بنثّ وتكثير الوشاه قمين
والبيت من شواهد سيبويه في باب "لا النافية للجنس" قال الاعلم: الشّاهد فيه نصب المعطوف، وتنوينه علي إلغاء لا الثانية وزيادتها لتأكيد النفي، ولو رفعت الخلة على الموضع لجاز. وصف شدة إصابته تبرأ منه فيها الولي والصديق وضرب اتساع الخرق مثلًا لتفاقم الأمر، وقطع الألف من "اتسع" ضرورة، وساغ له ذلك لأنَّ الشطر يوقف عليه، ثمَّ يستأنف ما بعده فيبتدأ به. انتهى. وحكى ابن جني في "اعراب الحماسة" عن يونس أن "خلةً" مما نون اضطرارًا وأنَّ الحركة بل التنوين حركة بناء لا حركة إعراب، وإنما دخل التنوين لخلة اضطرارًا لإقامة الوزن، وأنه إنما أراد: ولا خلة، فكما أنَّ ضمة راء "مطر" من قوله:
سلام الله يا مطرُ عليها
ضمَّة بناء، فكذلك فتحة تاء خلة فتحة بناء. انتهى. واشتهر آخر البيت بالراقع، وصوابه "الراتق" وإلَاّ يلزم أن يكون مركبًا من شعرين، والمصراع الذي آخره الراقع صدره غير هذا المذكور، وإنما هو من شعر أورده الآمدي في "المؤتلف والمختلف" لابن حمام الأزدي الجاهلي، بضم الحاء المهملة وبميمين، وهو:
كفا نداريها وقد مزِّقت
…
واتَّسع الخرق على الرَّاقع
كالثَّوب إن أنهج فيه البلى
…
أعيى علي ذي الحيلة الصانع
وأنهج الثوب: أخذ في البلى والتَّمزق، الذي أوله:
لا نسب اليوم ولا خلَّةً
إنما هو من شعر لابن حارثة السلمي قال أبو محمد الأسود الاعرابي في كتاب "فرحة الأديب": قرأت على أبي الندى في في كتاب بني سليم قال: جاور أبو عامر بن حارثة السلمي أخواله بني مرة، فأطردوا إبله، فخرج هو ومرة بن جارية، وسنّة ابن جارية، وسنان بن جارية، حتى أوقعوا ببني مرّة بين أبانين، وهما جبلان، فقتلوا أناسًا منهم، وأطردوا إبلًا منهم عظيمة، فقال أبو عامر في ذلك:
أعرف أخوالي وأدعوهم
…
كأنَّ أمي ثمَّ من بارق
لا نسب اليوم ولا خلَّةً
…
اتَّسع الخرق على الرَّاتق
إنَّ بغيضًا نسب فاسخ
…
ليس بموثوقٍ ولا واثق
أسيافنا تأخذ أولاهم
…
خطف عصيِّ المورد الواسق
لا صلح بيني فاعلموه ولا
…
بينكم ما حملت عاتقي
سيفي وما كنَّا بنجد وما
…
قرقر قمر الواد بالشّاهق
ومعنى قوله: وما قرقر قمر الواد بالشاهق، يعني: أنه يجيء من السيل ما لا يمكن