المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الأربعمائة: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٤

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الواحد والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثاني والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد المائتين:

- ‌حرف الفاء

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعين بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائتين:

- ‌في

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد المائتين:

- ‌حرف القاف

- ‌قد

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون بعد المائتين:

- ‌حرف الكاف

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد المائتين:

- ‌كي

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الموفي الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع بعد الثلاثمائة:

- ‌كم

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس بعد الثلاثمائة:

- ‌كأيِّن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السّابع بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن بعد الثلاثمائة:

- ‌كذا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التاسع بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الثلاثمائة:

- ‌ كان

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌كلّ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو افنشاد العشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌كلّا وكلّتا

- ‌أنشد فيهما، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الشاهد الخامس والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌كيف

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الثلاثمائة:

- ‌حرف اللام

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌أنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌ لا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التّاسع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع والتسّعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الأربعمائة:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الأربعمائة:

بالعراق، والحرث بن جبلة الغسائي: من ملوك عرب الشّام وهو الحارث بن أبي شمّر الأعرج الغسّاني من بني جبلة، وكانت بينهما عداوة.

واعلم أنَّ الدّماميني لما لم يقف على رواية الرّجز ولا على منشئه، اعترض المصنّف من جهات أخرى، قال: لا حاجة- على رواية تخفيف النّون- إلى أن يدعى أنَّ الأصل زناء بالهمز، بل يكون من الزّنا، والألف منقلبة عن ياء، يقال: زنى يزني: إذا فعل الفاحشة الموجبة للجلد أو الرَّجم، وضمّن الفعل معنى التّعديّ فعدّاه بعلى، أي: تعدّى على أبيه بالزّنا، والمراد أنّه زنى بامرأة أبيه، ثم لم أقف على أنَّ زنأ بالهمز وتخفيف النّون بمعني ضيّق، ولم أر هذا المعنى إلَاّ تشديد النّون. وأمّا على رواية التّشديد، فظاهر كلام المصنّف أنَّ المراد بفعل فاحشة الزّنا، ولذلك قال: والأصل: زنا بامرأة أبيه .. الخ، فهذا لا حاجه إليه أيضًا، بل المراد التّضييق كما صرَّح به الجوهري، وعليه فلا حذف ولا إنابة أصلًا، ولا حاجة إلى ارتكاب تلك الضّرورة. هذا كلامه، وهو معذور، فلله دره على هذا، فإنّه ألف هذا الكتاب في الغربة، وليست عنده مادَّة من كتب الأدب!

ولا همّ: أصله: اللهمّ، كما وقع في رواية حبيب، بالجزم بمعجمتين. والعهد: الذّمّة والحرمة، قيل: إنّه كان إذا أعجبته امرأه اغتصبها، حتى قال فيه بعض الكلابيين:

يا أيها الملك المخوف أما ترى

ليلًا وصبحًا كيف يعتقبان

هل تستطيع الشمس أن تأتي بها

ليلًا وهل لك بالمليك يدان

اعلم وأيقن أنَّ ملكك زائلٌ

واعلم بأنَّ كما تدين تدان

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الأربعمائة:

(401)

إن تغفر اللَّهمَّ تغفر جمَّا

وأيُّ عبدٍ لك لا ألمَّا

ص: 397

على أنَّ مجيء "لا" هنا مكرَّرة شاذ أيضًا. وهو بيت مفرد لأميّة بن أبي الصّلت الثّقفي، قال جامع ديوانه: ذكروا أنَّ أميّة بن أبي الصّلت لمّا حضره الموت، رفع رأسه إلى السّماء، فنظر ثمَّ قال: لا عشيرتي تحميني، ولا مالي يفديني، ثم أغمي عليه ساعة، ثمَّ رفع رأسه إلى السّماء فقال:

لبيَّكما لبيَّكما

ها أنا ذا لديكما

لا بريء من الذَّنب فأعتذر، ولا ذو قوَّة فأنتصر. ثمَّ أغمي عليه الثّانية، ثمَّ أفاق فرفع رأسه إلى السّماء فقال: لبيّكما لبيَّكما، ها أنا ذا لديكما، تلبية محقود من الذنوب، مخضود من النّعم. والمحقود: المثقل الذي قد كثرت عليه الذنوب، والمخضود: المكسور من كثرة النّعم عليه، ثمَّ أغمي عليه الثّالثة، ثمَّ أفاق، فرفع رأسه إلى السّماء، فقال: لبيَّكما لبيّكما ها أنا ذا بين يديكما، تلبية من لم يأخذ ما أعطي بشكر، ولا براءة له ولا عذر، ثمَّ قال:

كلُّ عيش وإن تطاول دهرًا

صائرٌ مرَّةً إلى أن يزولا

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي

فى رؤوس الجبال أرعى الوعولا

ثمَّ قال:

إن تغفر اللَّهمَّ تغفر جمّا

وأي عبدٍ لك لا ألمَّا

يعني: أي عبد لك لم يلمم بذنبٍ، ثمَّ مات. انتهى.

وروى خضر الموصلي في شرح شواهد التفسيرين في ترجمة أميّة هذا عن الزهري أنه قال: دخل أميّة على أخته، فنام على سرير لها في جانب البيت، فانشقَّ سقف البيت، وإذا بطائرين قد وقع أحدهما على صدره وأخرج قلبه، فقال له الآخر: ردَّه ما تصنع به؟ فرد قلبه مكانه، ثمَّ نهض فأتبعه أميّه طرفه، وقال:

لبيَّكما لبَّيكما

ها أنا ذا لديكما

أنا لا بريء فأعتذر ولا ذو عشيرة فأنتصر، فرجعا وفعلا مثل الأوّل، ثمَّ مضيا

ص: 398

فأتبعها طرفه، وقال: لبيكما لبيكما، ها أنا ذا لديكما، لا مال يغنيني، ولا عشيرة تحميني، فرجعا وفعلا مثل ذلك، وقال في الثّالثة: لبيكما ها أنا ذا لديكما، محفوف بالنّعم، مخضود بالذّنب، ثمَّ ذهبا فقال أميّة:

إن تغفر اللَّهمَّ تفغر جمّا

وأيُّ عبدٍ لك لا ألمَّا

ثمَّ انطبق السّقف وجعل أمية يمسح صدره، قالت أخته: يأخي هل تجد شيئًا؟ قال: لا، ولكن أجد حرًّا في صدري، ثمَّ أنشأ يقول:

ليتني كنت قبل ما قد بدا لي

في رؤوس الجبال أرعى الوعولا

اجعل الموت نصب عينيك واحذر

غولة الدَّهر إنَّ للدَّهر غولا

وذكر ابن قتيبة أنَّ أميّة قال البيتين حين حضرته الوفاة، وذكر قبلهما بيتًا وهو:

كل عيشٍ وإن تطاول يومًا

إلى آخره.

انتهى. وقد اشتهر هذا البيت لأبي خراش الهذلي، وأورده ابن الشّجري في "أماليه" وتبعه المصنّف. ورأيت في "طبقات النحويين" للتّاريخي: حدَّثنا أحمد ابن عبيد قال: حدَّثنا الأصمعي قال: كان أبو خراش يسعى بين الصَّفا والمروة ويقول

لا همَّ هذا خامسٌ إن تمَّا

أتمَّه الله وقد أتمَّا

إن تغفر اللَّهمَّ تغفر جمَّا

إلى آخره.

وقد فحصت عن هذا الشعر فى شعر أبي خراش من كتاب "أشعار الهذليين" جمع السكري فلم أجده فيه، والنّسخة التي عندي نسخة قديمة صحيحة، يغلب على ظني أنها بخطّ السّكري، وعلى ظهرها خطّ الإمام أحمد بن فارس اللّغوي صاحب "المجمل في اللّغة".

وقال السّيوطي: قال السّكري في "أشعار هذيل": قال الأصمعي: أخبرنا ابن أبي طرفة الهذلي قال: قال أبو خراش، وهو يسعى بين الصّفا والمروة ويرتجز:

لا همَّ هذا رابعٌ إن تمَّا

أتمَّه الله وقد أتمَّا

إن تغفر اللَّهمَّ

. . . .. البيت

ص: 399

انتهى. ولا أدري حقيقة الحال والله به أعلم، ثمَّ قال السّيوطي: وأخرج ابن جرير في "تفسيره" عن مجاهد في قوله تعالى: {إلَاّ اللَّمم} [النجم/ 32] قال: الرَّجل يلم بالذّنب ثمَّ ينزع عنه، قال: وكان أهل الجاهلية يطوفون بالبيت وهم يقولون: إن تغفر اللهمَّ

إلى آخره. وأقول: قول مجاهد يدلّ أنَّ هذا الرّجز قبل الإسلام بدهر، فإنَّ أبا خراش صحابيّ، وتقدَّمت ترجمته في الإنشاد الثامن والعشرين بعد المائتين.

وأمية بن أبي الصّلت هلك في عصر النبيّ، صلى الله عليه وسلم كما يأتي، فجائز أن يكون كلّ منهما تلّقفه ممّن كان قبله من الجاهلية. ثمَّ قال السيّوطي: وأخرج الترمذي وابن جير والبزار، وغيرهم من طريق زكريا بن أبي إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عبّاس في قوله تعالى:{إلَاّ اللَّمم} قال: هو الرّجل يلم بالفاحشة ثمَّ يتوب، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إن تغفر اللَّهم تغفر جمّا

وأيُّ عبدٍ لك لا ألمَّا

قال الترمذي: حديث حسن صحيح غريب. انتهى.

أقول: وأورده في "الجامع الصّغير" عن الترمذي والحاكم عن ابن عبّاس، قال شارحه المناوي في "شرحه الكبير": هذا البيت لأميّة بن أبي الصّلت، تمثّل به صلى الله عليه وسلم، والمحرّم عليه إنشاء الشّعر لا إنشاده، ومعناه: إن تغفر ذنوب عبادك فقد غفرت ذنوبًا كثيرة، فإنَّ جميع عبادك خطّاؤون، أخرجه الترمذي في تفسيره، والحاكم في الإيمان والتّوبة عن ابن عبّاس، قال الترمذي: حسن صحيح، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقره الذَّهبي. وقوله: لا ألمّا، أي: لم يلم بمعصية، يعني: لم يتلطّخ بالذّنوب، وألم إذا فعل اللَّمم، وهو صغار الذّنوب، واللّمم في الأصل: الشيء القليل. انتهى كلامه.

ص: 400

وأميّة بن أبي الصّلت من ثقيف. قال ابن قتيبة في كتاب "الشّعراء": وكان قد قرأ الكتب المتقدّمة، ورغب عن عبادة الأوثان. واسم أبي الصّلت: عبد الله بن ربيعة ابن عوف بن أميَّة، وكان يخبر أن نبيًّا يخرج قد أطَّل زمانه، وكان يؤمِّل أن يكون ذلك النّبي، فلمَّا بلغه خروج النبيّ صلى الله عليه وسلم كفر به حسدًا له، ولمّا أنشد النّبيُّ صلى الله عليه وسلم شعره قال:"آمن لسانه وكفر قلبه" وأتى بألفاظ كثيرة لا تعرفها العرب، وكان يأخذها من الكتب:

بآية قام ينطق كلُّ شيءٍ

وخان أمانة الدّيك الغراب

وزعم أنَّ الديك كان نديمًا للغراب، فرهنه على الخمر، وغدر به، وتركه عند الخمّار، فجعله الخمّار حارسًا. ومنها قوله:

قمرٌ وساهور يسلُّ ويغمد

وزعم أهل الكتاب أنَّ السّاهور غلاف القمر، يدخل فيه إذا انكسف، وكان يسمِّي السّماوات: صاقورة وحاقورة، ويقول: وأبدت الثّغرورا يريد الثّغر. وعلماؤنا لا يرون شعره حجّة على الكتاب، ولما حضرته الوفاة قال: كلّ عيش وإن تطاول

البيت. ليتني كنت ما قد .. البيت. هذا آخر ما ذكره ابن قتيبة.

وله قصيدة جيّدة في مدح النّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ولم يوفق للإسلام، وقد ذكرناها في ترجمته في الشّاهد السادس والثَّلاثين من أوائل شواهد الرَّضي.

وأنشد بعده:

آليت حبَّ العراق الدَّهر أطعمه

والحبُّ يأكله في القرية السُّوس

وتقدَّم شرحه في الإنشاد السّابع والثّلاثين بعد المائة.

ص: 401

تم بعونه تعالى

الجزء الرابع من شرح أبيات مغني اللبيب

ص: 402