الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جماء، وهي التي لا قرن لها، يقال: جمت الشاة جمًّا من باب تعب: إذا لم يكن لها قرن، والذكر أجم، وفائدة الوصف بجم نفي ما يكسبهنَّ سماجة، والبرد بفتحتين حبّ الغمام، والمنهم: الذائب، قال الجوهريّ: انهمَّ البردُ والشحم: ذاب، وهمّه: أذابه. شبّه ثغر النساء بالبرد الذائب في اللطافة والجلاء، والثغر: أصله المبسم، ويُطلق على الثنايا.
وقوله: تحت العرانين: متعلق بمحذوف على أنه صفة ثانية للبرد والعرانين: جمع عرنين، وهو ما تحت مجتمع الحاجيين من الأنف، والشّم: جمع أشم وشماء، والشمم: ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاه، فإن كان احد يداب فهو القنا والأنف، والرجل أقني والأنثى قنواء. وترجمة العجاج تقدمت في الإنشاد الثاني عشر من أوائل الكتاب.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد المائتين:
(296)
ما يرتجى وما يخاف جمعًا
…
فهو الَّذي كاللَّيث والغيث معا
على أنه يتعين أن تكون الكاف حرفًا لوقوعها صلة للموصول. قال ابن جني في "سرّ الصناعة"/ الكاف الجارة على ضربين: حرف واسم، فأمّا الحرف: فما لم يقع مواقع الأسماء، وذلك [نحو] قولك: مررت بالذي كزيد، فالكاف هنا حرف لا محالة، لأنّك لو قلت: مررت بالذي مثل زيد، أو مررت بالذي [مثل] جعفر، لكان خلفًا وقبيحًا من الكلام حتى يظهر الضمير المبتدأ المحذوف، فتقول: مررت بالذي هو مثل زيد، ومررت بالذي هو [مثل] جعفر، فإجماعهم على استحسان "مررت بالذي كزيد" دلالة على أن الكاف حرف جرّ، وأنه بمنزلة قولك: مررت بالذي في الدار، وهذا استدلال سيبويه، وهو الصواب الذي لا يعدل عنه. انتهى.