الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال أبو علي: قولها: إخلاف النجوم، تريد: أخلفت النجوم التي يكون بها المطر، فلم تأت بمطر، وكلب البرد: شدته، والرفد: المعونة، والفج: كل سعة بين نشازين. وقولها: المبرك معتلّ، أرادت الإبل، فأقامت المبرك مقامها لعلم المخاطب، والمختل: المحتاج، والخلَّة: الحاجة، وقولها: والهالك للقلّ، أي: من أجل القلَّة. ومسنتون: مقحطون، والسنة: القحط. وقولها: مبلطة أي: ملزقة بالبلاط، وهي الأرض الملساء، والهبع: ما نتج في الصيف، والربع: ما نتج في الربيع، والعافطة: الضائنة والعفط: الضَّرط، والنَّافطة: الماعزة، والنفط: العطاس، يقال: نفطت تنفط: إذا عطست. إلى هنا كلام القالي.
قال ابن قتيبة في كتاب (الشعراء): ليلى الأخيلية: هي بنت عبد الله بن الرحّالة ابن كعب بن معاوية، ومعاوية: هو الأخيل بن عبادة.
وهي من أشعر النساء، لا يقدم عليها غير الخنساء، وكانت تهاجي النابغة الجعدي، ودخلت على عبد الملك وقد أسنت، فقال لها: ما رأي توبة فيك حين عشقك؟ قالت: ما أرى الناس فيك حين جعلوك خليفة؟ فضحك حتى بدت له سنّ سوداء كان يخفيها.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الثلاثمائة:
(363)
كأنَّ قلوب الطَّير رطبًا ويابسًا
…
لدى وكرها العنَّاب والحشف البالي
على أن قوله: رطبًا حال، وعاملها حرف التشبيه لما فيه من معنى الفعل. وقد أطنب المصنف في هذه المسألة، وأوردها في الباب الثالث.
والبيت من قصيدة طويلة لامرئ القيس، تقدَّم شرح أولها في بحث (قد) وبعضها في بحث (ربَّ) وبعضها في بحث (الباء) وقبله:
فعادى عداءً بين ثورٍ ونعجةٍ
…
وكان عداء الوحش مني على بال
كأني بفتخاء الجناحين لقوةٍ
…
صيود من العقبان طأطأت شيمالي
تخطَّف خزَّان الشَّربة بالضُّحى
…
وقد جحرت منها ثعالب أورال
كأنَّ قلوب الصَّير
…
البيت
قوله: فعادى عداءً .. الخ. وصف فرسه بأنه صاد عليها ثورًا ونعجة في طلق واحد، وقوله: كأني بفتخاء الجناحين، الفتحاء بالخاء المعجمة: العقاب الليِّنة الجناح، واللِّقوة، بكسر اللام وسكون القاف، والعقاب الأنثى، والخفيفة السريعة، وطأطأت: حركت، والجملة خبر كأني، والباء متعلقة به، وشيمالي: أصله شمالي، أراد يده الشمال خلاف اليمين، فتولدت الياء من كثرة الشين، قال ابن قتيبة في كتاب (أبيات المعاني) يقول: كأني بمطأطأتي هذه الفرس طأطأت فتخاء، وهي العقاب، سميت بذلك لفتخٍ في جناحها، والفتخ: اللين إذا انقضّت، وشيمال وشملال: خفيفة. وقال أبو عبيدة: أراد شمالي فزاد ياء، كما قالوا من يانع الثيمار، أراد: الثمار، ويقال: فلان يطأطئ في ماله، أي: يسرع. انتهى. ورواه الصاغاني في (العباب) طأطأت شملالي وقال: قال أبو عمرو: أراد بقوله: شملالي، يده الشمال، قال: والشملال والشمال سواء، وقال أبو عبيدة: من روى شيمالي بزيادة الياء بين الشين والميم، أراد الشمال فزاد ياء. انتهى. وقال أيضًا: طأطأ الفارس فرسه: غذا ركضه بفخديه، ثمَّ حركه للحضر وشمالي: مفعول طأطأت، وخصّ الشمال لأنها تمسك العنان، يقول: لما حركت شمالي بعنان هذه الفرس لتسرع، فكانت كأنها عقاب انقضَّت على الصيد، وقوله: تخطف، أصله تتخطف، فحذفت التاء، والفاعل ضمير الفتخاء، وخزَّان مفعوله، وهو بكسر
الخاء وتشديد الزاء المعجمتين، جمع خزر، بضم أوله وفتح ثانيه، وهو ذكر الأرانب. والشربة، بفتح الشين والموحدة المشددة: موضع، وجحرت: دخلت جحرها بضم الجيم، وهو الموضع الذي يحتفره السباع والهوام لأنفسها مأوى لها، وأورال، بفتح الألف: موضع، يريد أن ثعالب هذا الموضع توارت في جحرتها، فلا ترعى خوفًا من هذه العقاب.
وقوله: كأنَّ قلوب الطير .. الخ، وصفها بكثرة صيدها للطيور تأخذ قلوبها لتغذي به فراخها، واليابس منها هو الفاضل من الغذاء. قال ابن قتيبة: والقلوب أطيب ما في الطير، فهي تأتي به فراخها. انتهى. وقال غيره: إنَّ العقاب تأكل الطيور إلَاّ قلوبها. وأنشد هذا البيت، وقول صخر الغي الهذلي:
ولله فتخاء الجناحين لقوة
…
توسد فرخيها لحوم الأرانب
كأنَّ قلوب الطَّير في جوف وكرها
…
نوى القسب ملقى عند بعض المآدب
جمع مآدبة، وهي الدعوة التي يتخذها الإنسان لأصحابه، فيكون المراد بالرطب واليابس: الجديد والقديم، والوكر بالفتح: عشُّ الطائر أين كان في جبل أو شجر، والعنّاب: ثمر معروف، والحشف بفتح الحاء المهملة، والشين المعجمة: أردأ التمر، وهو الذي يجف من غير نضج ول إدراك، فلا يكون له لحم، الواحدة حشفة، شبه القلب الرطب بالعناب في الحمرة، واليابس منه بالحشف البالي في اليبوسة والسواد. قال المبرد: هذا البيت بإجماع الرواة أحسن ما جاء في تشبيه شيئين مختلفين في حالين مختلفين. انتهى. وهو من شواهد علماء البيان للتشبيه الملفوف، وهو أن يؤتى بالمشبهات أولاً بعطف أو غيره، ثمَّ بالمشبه بها كذلك، وقد ضمّن ابن نباتة المصري المصراع الثاني، وقد دنا من امرأة مخضوبة البنان، فلم ينعظ ذكره، فقال: