الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المناقشة الثانية: "فأشبهت أن المفتوحة المجمع علي امتناع دخول اللام بعدها" وليس كذلك، بل فيه خلاف شاذ عن المبرد، وهو مسموع من كلام العرب، وقرأ بعض القراء:{إلَاّ أنَّهم ليأكلون الطَّعام} ] الفرقان/20 [بفتح الهمزة، وقال الشاعر:
ألم تكن حلفت الله العلي
…
أنَّ مطاياك لمن خير المطيّ
روي بفتح همزة، إن. وينبغي أن يحمل ذلك علي زيادة اللاّم، ولا يقاس علي ما ورد منه.
المناقشة الثالثة: قوله: "ولو صحَّ إسناده لوجه .. الخ" وهذا قول الفراء في توجيه اللَاّم في خبر لكن. هذا آخر كلام أبي حيان، وسقناه برمته لفوائده.
والعميد: المعمود، وهو الذي هدهًّ العشق، وروي بدله:"لكميد" وهو الحزين، من الكمد وهو الحزن المكتوم، وفعله من باب تعب
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الثلاثمائة:
(382)
وما زلت من ليلي لدن أن عرفتها
…
لكالهائم المقصى بكلِّ مراد
علي أنَّ اللام قد زيدت في خبر زال. وأورد ابن عصفور هذا في "الضرائر الشعرية" ومنها إدخال لام التأكيد في موضع لا تدخل فيه سعة الكلام، نحو ما أنشده قطرب من قوله:
ألم تكن حلفت بالله العلي
…
أنَّ مطاياك لمن خبر المطيّ
فزاد اللَاّم في خبر "أن" المفتوحة، مثله قول الآخر، أنشده ابن دريد عن أبي عثمان المازني:
فنافس أبا المعزاء فيها ابن دارع
…
علي أنَّه فيها لغير منافس
وقول الآخر، أنشده الفراء:
وأعلم أنَّ تسليمًا وتركًا
…
للا متشابهان ولا سواء
ألا تري أنَّ اللام قد زيدت في البيتين في خبر أنَّ المفتوحة؟ وقد جاء مثل ذلك في الشاذ، قرأ ابن جبير (إَّلا أنَّهم ليأكلون الطَّعام)] الفرقان/20 [بفتح أنَّ، ونحوه قول الآخر، أنشده أبو علي:
مرُّوا عجالًا وقالوا كيف صباحكم
…
قال الَّذي سألوا أمسي لمجهودا
فزاد اللَاّم في خبر أمسي، وقول الآخر، أنشده ابن الأعرابي:
تمَّت يعدو لكأن لم يشعر
…
رخو الإزار زمخ التَّبختر
فزاد اللَاّم في كأن. وقول الآخر:
وما زلت من ليلي لدن أني عرفتها
…
لكالهائم المقصي لكلِّ بلاد
فزاد اللام في خبر زال، وقول الآخر:
ولكنَّني من حبِّها لعميد
فزاد اللَاّم في خبر لكن، وقول الآخر:
أم الحليس لعجوز شهربه
فزاد اللَاّم في خبر المبتدأ. فأمّا رواه أبو الحسن الأخفش عن العرب من قولهم: إنَّ زيدًا وجهه لحسن، فالذي سهّله كون الجملة من المبتدأ والخبر في موضع خبر إنَّ، وهو مع ذلك ضعيف. انتهي كلامه.
والبيت من قصيدة لكثير عزَّة، لكن قافيته قد تغيرت، ورويت علي وجوه، فابن النّاظم رواها:"بكل مراد" وتبعه المصنف هنا، وقال في "شرح أبيات ابن الناظم": المراد بفتح الميم: الموضع الذي يذهب ويجاء، وظنَّ أنه ليس من شعر
كثير عزَّة، فقال: ولكثير عزَّة بيت يشبه هذا في معناه وغالب لفظه، فلا أدري من الآخذ من صاحبه، وقد يكونان تواردا، وهو:
وما زلت من ليلي لدن طرَّ شاربي
…
إلي اليوم كالمقصي بكلِّ سبيل
انتهي. وتبعه السيوطي هنا. وبعضهم صحّفها "بمذاد" بالميم والذال والمعجمة، وهو محل الذود، أي: الطّرد، ووقع في إنشاد ابن عصفور "بكل بلاد" كما رأيت. وقد حرف بيت آخر من هذه القصيدة، وقد تقدَّم في الإنشاد الثامن والخمسين من يحث اللَاّم قريبًا، وهو قوله:
أريد لأنسي ذكرها فكأنما
…
تمثَّل لي ليلي بكلِّ سبيل
استشهد به صاحب "الكشاف" والقاضي في سورة الحديد، قال شارح شواهدهما خضر الموصلي: صواب البيت هكذا، وكذا أورده الفاضل اليمني والطيبي، والعلامة الشيرازي، إذ هو من قصيدة لامية، وأورده صاحب "الكشف" بلفظ "مكان" بدل "سبيل" ونسبه للمجنون، وليس في شعره المنسوب إليه، وقد ظفرت به في شعر كثير عزَّة. انتهي كلامه.
والبيت من قصيدة طويلة لكثير، كلها نسيب جيّد ومنها:
وقالوا نأت فاختر من الصَّبر والبكا
…
فقلت البكا أشفي إذًا لغليلي
ولم أر من ليلي نوالًا أعده
…
ألا ربَّما طالبت من غير منيل
وكم من خليلٍ قال لي هل سألتها
…
فقلت نعم ليلي أضنٌّ بخيل
وأبعده نيلًا وأوشكه قِلًى
…
وإن سئلت عرفًا فشرٌّ مسول
حلفت بربِّ الرًّاقصات إل منًى
…
خلال الملا يمددن كلَّ جديل