الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والد حنيفة، وعجل ابي لجيم، وكانت حذام امرأته، وثار القوم فلجؤوا إلى واد كان منهم قريبًا، واعتصموا به حتى أصبحوا وامتنعوا منهم. انتهى كلامه. وكذا قال إسماعيل بن هبة الله الموصلي الشافعي في كتاب "الأوائل" وكذا في "مجمع الأمثال" للميداني.
وقال في باب القاف أيضًا: "القول ما قالت حذام" أي: القول المعتد به ما قالته، وإلَاّ فالصدق والكذب يستويان في أنَّ كلَاّ منهما قول يضرب في التصديق. قال ابن الكلبي: إنَّ المثل للجيم بن صعب، وكانت حذام امرأته، فقال فيها زوجها لجيم: إذا قالت حذام فصدّقوها .. البيت
ويروى: "فأنصتوها" أي: أنصتوا لها، كما قال تعالى:{وإذا كالوهم أو وزنوهم} ] المطففين/3 [أي: كالوا لهم، أو وزنوا لهم. انتهى.
وقال الصاغاني في مادة: "ضرط" من "العباب": زعموا أنه كانت تحت لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل امرأة من عنزة بن أسد بن ربيعة، يقال لها حذام بنت العتيك بن أسلم بن عنزة بن أسد بن ربيعة، فولدت له عجل ابن لجيم، والأوقص بن لجيم، ثمَّ تزوَّج بعد حذام صفية بنت كاهل بن أسد بن خزيمة، فولدت له حنيفة بن لجيم ثمَّ إنه وقع بين امرأتيه تنازع، فقال لجيم
إذا قالت حذام فصدِّقوها
…
فإنَّ القول ما قالت حذام
ويروي: "فأنصتوها": أي: فأنصتوا لها، فذهبت مثلًا. انتهى.
وهذه القصة مع أمثالها من أمور الجاهلية، وحذام مبني على الكسر.
والبيت الشاهد قيل: إنه لديسم بن طارق، وقيل: للجيم زوج حذام، وكلاهما جاهليان. والله أعلم.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الثلاثمائة:
(367)
لولا مفارقة الأحباب ما وجدت
…
لها المنايا إلى أرواحنا سبلا
على أنَّ الجيد أن يقدر قوله: "لها" مؤخرًا عن قوله: "سبلًا" وكان صفة لها، فلما قدم عليها صار حالًا منها، وهذا تخريج ابن الشجري قال في "أماليه": هذا البيت مأخوذ من قول أبي تمام:
لو حار مرتاد المنيَّة لم يجد
…
إلَاّ الفراق على النُّفوس دليلا
والأحباب: جمع حبّ، كعدل وأعدال، ومثله في الوصف نقض وأنقاض، ولا ينبغي أن يكون جمع حبيب، كشريف وأشرف، ويتيم وأيتام لأمرين، أحدهما: أنَّ الأوَّل أقيس وأكثر، والثاني: أنَّ يتيمًا وشريفًا من باب فعيل الذي بمعني فاعل، وحبيبًا من باب فعيل بمعنى مفعول، فأصله محبوب، كما أنَّ قتيلًا أصله مقتول، فقد افترقا، والمصدر الذي هو مفارقة مضاف إلى فاعله، وليس بمضاف إلى مفعوله، كإضافة السؤال في قوله تعالى:{لقد ظلمك بسؤال نعجتك} ] ص/24 [ولا يحسن أن يقدر: لولا مفارقة المحبين الأحباب، وإن كان ذلك جائزًا من طريق الإعراب، لأنَّ المحب لا يوصف بمفارقة محبوبه، وإيجاد سبيل للمنية إلى روحه، وإنما هو مفارَق، أي: بفتح الراء، لا مفارِق.
وقوله: لها، من الحشو الذي لا فائدة فيه، لأنَّ المعنى غير محتاج إليه، فهو من الزيادات الموضوعة لإقامة الوزن. وقد حمل عدم الفائدة به بعض أدباء المغرب على أن جعله جمع لهاة، على حدّ حصاةٍ وحصًا، وأضافه إلى المنايا، ورفعه بإسناد "وجدت" إليه، فاستعار للمنايا لهوات، على معنى أنها كشيءٍ يبتلع الناس، والمراد أفواه المنايا، ولكنه استعمل اللها في موضع الأفواه، لمجاورة اللهاة للفم، وهذا قول محتمل لو كان مرادًا للشاعر، وهو لعمر الله يشبه طريقته في الاستعارات. وإذا لم يكن مرادًا له حملت "لها" على ما تريده العرب مبالغة في التبيين، وإن كان الكلام مستغنيًا عنه كقولك: ما وجدت لي إليك طريقًا، فقولك: