الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبان: اسم رجل، وأعلاج جمع علج، بالكسر، وهو الكافر من غير العرب، وسودان: جمع أسود، كعميان جمع أعمي. وهذا البيت أيضًا لم يعرف قائله ولا يقيته، والله أعلم.
وأنشد بعده
أمٌّ الحليس لعجوز شهربه
وتقدَّم شرحه قريبًا في الخامس والسبعين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الثلاثمائة:
(381)
ولكنَّني من حبها لعميد
علي أنَّ اللام في خبر لكن زائدة. قال أبو حيان في "شرح التسهيل": نقل المصنف وابن عصفور أنَّ الكوفيين أجازوا دخول اللام بعد لكن، قال المصنف: اعتبارًا ببقاء معني الابتداء معها، كما بقي إن، واحتجاجًا بقول بعض العرب:
ولكنَّني من حبها لعميد
ولا حجة في ذلك، أما الأول فلأن اللام لم تدخل بعد إن لبقاء معني الابتداء فحسب، بل لأنها مثلها في التوكيد، ولكن بخلاف ذلك، ولأنَّ معني الابتداء معني لم يبق مع "لكن" فإنه مفتقر إلي كلام قبله، فأشبهت "أن" المفتوحة المجمع علي امتناع دخول اللام بعدها، واللام تقطع سابق، حتى إنها تعلق الأفعال القوية، وأما:"ولكنني من حبها لعميد" فلا حجة فيه، لشذوذه، إذ لا يعلم له تتمة ولا قائل، ولا راٍو عدل يقول: سمعته ممن يوثق بعربيته، والاستدلال بما هو هكذا في غاية الضعف، ولو صح إسناده إلي من يوثق بعربيته لوجَّه يجعل أصله: ولكن أنَّني،
ثمَّ حذفت إنني ونون لكن، وجيء باللام في الخبر لأنه خبر إن. أو حمل علي أنَّ لامه لام زائدة. انتهي كلامه.
وقال أبو جعفر بن النحاس: واعلم أنَّ اللام لا تدخل علي شيء من أخوات إن إلَاّ علي قول الفراء، فإنه أجاز أن تدخل اللام على خبر لكن، وأنشد:
ولكنَّني من حبها لعميد
قال: وإنما جاز دخولها في "لكن" لأنَّ معناه: لكن إنني، فخفف لكن، وترك الهمز من إن، وأسقطت نون لكن حيث استقبلت ساكنًا، كما قال:
فلست بآتيه ولا أستطيعه
…
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
انتهي كلام أبي جعفر، وبين تخالف، وهو أنَّ المصنف وابن عصفور نقلا ذلك الكوفيين، والنحاس عن الفراء وحده.
وفي كلام المصنف مناقشات:
الأولي: أنه قال: "احتجاجًا بقول بعض العرب" فقد أقر بأنه قول بعض العرب، ثمَّ قال: ولا حجة فيه إذ لا يعلم له تتمة ولا قائل، وهذا لا يقدح في الاحتجاج، بل متى روي أنه من كلام العرب فليس من شرطه تعيين قائله.
وأما كونه لا تتمة له، فلا يقدح ذلك، لأنه إنما وقع الاعتناء بمكان الشاهد، ولا حاجة إلي معرفة ما قبله وما بعده، إذ لا شاهد فيه.
وأما قوله: ولا راٍو عدل يقول: سمعته ممن يوثق بعربيته، وكفي بذلك نقل الكوفيين أو الفراء، وإنشادهم إياه من العرب وفي "كتاب سيبويه" أبيات استشهد بها لا يعرف لها قائل، ولا تروي إلَاّ من الكتاب، واكتفينا بنقل سيبويه إياها، واستشهاده بها.