الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"لي" زيادة، ومثل قول محمد بن يزيد الأموي:
فلا قدرت عليك يد اللَّيالي
…
ولا وجدت إليك لها سبيلا
وقد جاء في بيت للشمّاخ ما هو أنفر من هذا، وهو قوله:
وكنت إذا لاقيتها كان سرُّنا
…
لنا بيننا مثل الشِّواء الملهوج
المعنى غير مفتقر إلى قوله: لنا بيننا، والملهوج من الشواء: الذي فيه نيوءة، فأما موضع قوله: لها، فإنه وصف في المعنى لسبلًا، فالأصل: سبلًا كائنة لها، فلما قدمه صار حالًا من سبل، ومثله قوله: إلى أرواحنا، الأصل: سبلًا مسلوكة إلى أرواحنا، فلما قدم بطلت الوصفية فيه، وحكم بأنه حال. هذا آخر كلام ابن الشجري. وأشار بترك ذكر تعلق "لها" بوجدت إلى ما يرد عليه من تعدي فعل الظاهر إلى ضميرهالمتصل، كما ذكره المصنف. والبيت من قصيدة للمتني مدح بها سعيد بن عبد الله بن الحسين الكلابي ومطلعها:
أحيا وأيسر ما قاسيت ما قتلا
…
والبين جار على ضعفي وما عدلا
وتقدَّم شرحه في الإنشاد التاسع من أوَّل الكتاب مع ترجمته.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الثلاثمائة:
(368)
فلا تستطل منِّي بقائي ومدَّتي
…
ولكن يكن للخير منك نصيب
على أنَّ اللام الجازمة محذوفة تقديرها: ولكن ليكن وأورده الفراء في "تفسيره"
عند قوله تعالى: {والَّذين يتوفَّون منكم ويذرون ازواجًا وصيَّة} ] البقرة/240 [قال: "يكن" مجزوم بنية الأمر؛ لأنَّ أوَّل الكلام نهي. وقوله: "ولكن" نسق وليست بجواب، ولكن ليكن للخير فيك نصيب، ومثله قول الآخر:
من كان لا يزعم أنّي شاعر
…
فيدن مني ننهه المزاجر
فجعل الفاء جوابًا للجزاء، فأضمر في "ليدن" لا ما يجزم بها، وقال الآخر:
فقلت ادعي وأدع فإنَّ أندى
…
لصوتٍ أن ينادي داعيان
أراد: ولأدع. وفي قوله: وأدع، طرف من الجزاء، وإن كان أمرًا قد نسق أوله على آخره، وهو مثل قول الله عز وجل:{اتَّبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم} ] العنكبوت/12 [والله اعلم. انتهى.
وعدَّ ابن عصفور حذف اللام الجازمة من الضرائر الشعرية، قال: إضمار الجازم وإبقاء عمله أقبح من إضمار الخافض وإبقاء عمله، لأنَّ عوامل الأفعال أضعف من عوامل الأسماء، فمما جاء من ذلك قوله:
محمَّد تفد نفسك كل نفسٍ .. البيت
وقوله:
قلت لبوَّابٍ لديه دارها .. البيت
يريد: لتيذن. وقوله: أنشده الفراء:
من كان لا يزعم أني شاعر .. البيت
يريد: فليدن. وقوله: