الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتمامه:
ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وتقدَّم شرحه في الإنشاد السبعين.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الثلاثمائة:
(365)
فتولّى غلامهم ثمَّ نادى
…
أظليمًا أصيدكم أم حمارا
على أنَّ أصله: أصيد لكم، فحذفت اللام، واتصل الضمير بالفعل، فصار منصوبًا بعد أن كان مجرورًا. قال الأزهري في "التهذيب": صاد الصيد يصيده صيدًا: إذا أخذه، وصدت فلانًا صيدًا إذا صدته له، كقولك: بغيته حاجة، أي: بغيتها له. انتهى. وقال الليث: الحمار: العير الأهلي والوحشي، والظليم: الذكر من النعام، وقالت الليث أيضًا: والغلام: الطارّ الشارب، وجاء في الشعر: غلامة، للجارية، قال:
يهان لها الغلامة والغلام
وقد سمعت العرب تقول للمولود حين يولد ذكرًا: غلام، وسمعتهم يقولون للكهل: غلام نجيب، وكل ذلك فاش في كلامهم. انتهي.
وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الثلاثمائة:
(366)
إذا قالت حذام فأنصتوها
تمامه:
فإنَّ القول ما قالت حذام
على أن أصله فأنصتوا لها، فحذفت اللام، فاتصل الفعل بالضمير، وكذا أنشده الفراء قبيل تفسير سورة النحل من كتاب "المعاني" قال إن العرب تقول: إني لآمرك وآمر بك، وأكفرك وأكفر بك، في معنى واحد، ومثله كثيير، منه قولهم، إذا قالت حذام فأنصتوها .. البيت
يريد: أنصتوا لها، وقال الله، وهو أصدق قيل:{ألا إنَّ ثمود كفروا ربَّهم} ] هود/68 [هي في موضع آخر: (يكفرون بالله) و (كفروا بالله) انتهى كلامه ورواه المبرد في "الكامل" وأصحاب كتب الأمثال والأوائل: "فصدِّقوها" فلا حذف فيه، قال أبو طالب المفضل بن سلمة الضبي في كتاب "الفاخر": قولهم: "لو ترك القطا ليلًا لنام": أول من قاله حذان ابنة الديان، وذلك أنَّ عاطس بن خلَاّج بن سهم بن شمر بن ذي الجناح سار إلي أبيها في حمير وخثعم وهمدان، فلقيهم الدَّيان في أربعة عشر حيًا من أحياء اليمن، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، ثمَّ تحاجزوا، وأنَّ الدَّيان خرج تحت ليله وأصحابه هرّابًا، فساروا يومهم وليلتهم، ثمَّ عسكروا، فأصبح عاطس، فغدا لقتالهم، فإذا الأرض منهم بلاقع، فجرَّد خليه في الطلب، فانتهوا ألى عسكر الدَّيان ليلًا، فلما كانوا قريبًا منه أثاروًا القطا، فمرت بأصحاب الديان، فخرجت حذام ابنة الديّان إلى قومها فقالت:
ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا
…
فلو ترك القطا ليلًا لناما
أي: إن القطا لو نرك ما طار في هذه الساعة، وقد أتاكم القوم، فلم يلتفتوا إلي قولها، وأخلدوا إلى المضاجع لما نالهم من الكلال، فقام ديسم بن طارق فقال بصوت عالي:
إذا قالت حذام فصدِّقوها
…
فإنَّ القول ما قالت حذام
وحكى أبو عبيدةأنه سمع ابن الكلبي يقول: إنَّ هذا البيت للجيم بن صعب