المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائتين: - شرح أبيات مغني اللبيب - جـ ٤

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الواحد والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثاني والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد المائتين:

- ‌حرف الفاء

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعين بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائتين:

- ‌في

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد المائتين:

- ‌حرف القاف

- ‌قد

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثمانون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التسعون بعد المائتين:

- ‌حرف الكاف

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والتسعون بعد المائتين:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتسعون بعد المائتين:

- ‌كي

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الموفي الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع بعد الثلاثمائة:

- ‌كم

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الخامس بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس بعد الثلاثمائة:

- ‌كأيِّن

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد السّابع بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن بعد الثلاثمائة:

- ‌كذا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التاسع بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد العاشر بعد الثلاثمائة:

- ‌ كان

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الحادي عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌كلّ

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الرابع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع عشر بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو افنشاد العشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والعشرون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والعشرون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌كلّا وكلّتا

- ‌أنشد فيهما، وهو الإنشاد الثالث والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الشاهد الخامس والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثلاثون بعد الثلاثمَّائة:

- ‌كيف

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والثلاثون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والثلاثون بعد الثلاثمائة:

- ‌حرف اللام

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد الأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌أنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والأربعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والخمسون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والستون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثامن والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والسبعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرابع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السادس والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السابع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده وهو الإنشاد الثامن والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌ لا

- ‌أنشد فيه، وهو الإنشاد التّاسع والثمانون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثاني والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الرّابع والتسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّادس والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد السّابع والتسّعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الثّامن والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد التاسع والتّسعون بعد الثلاثمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الموفي الأربعمائة:

- ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الواحد بعد الأربعمائة:

الفصل: ‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائتين:

التي لا تنبت شيئًا، وقيل: السهلة المستوية، والسؤال عنها هنا سؤال استفهام، أي: ألم تسأل الربع عن أهله. وقد أوردنا أكثر من هذا في الشاهد الثالث والستين بعد الستمائة من "شواهد الرضي" وتقدمت ترجمة جميل في الإنشاد الثالث والثلاثين.

‌وأنشد بعده، وهو الإنشاد الخامس والسبعون بعد المائتين:

الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه

إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلمه

زلَّت به إلى الحضيض قدمه

يريد أن يعربه فيعجمه

على أنَّ الفاء للاستئناف. قال سيبويه: أي: فإذا هو يعجمه. وقال الأعلم: الشاهد فيه رفع "فيعجمه" لأنَّ المعنى: فإذا هو يعجمه، ولا يجوز نصبه [على أن] لفساد المعنى، لأنه لا يريد إعجامه. ومذهب الفراء في هذه المسألة مثل مذهب البصريين، قال في تفسير سورة إبراهيم [الآية/ 4] قوله تعالى:{وما أرسلنا من رسول إلَاّ بلسان قومه ليبيِّن لهم} يقول: ليفهمهم وتلزمهم الحجة، ثمَّ قال:{فيضلُّ الله من يشاء} فرفع، لأنَّ النيَّة فيه الاستئناف لا العطف على ما قبله. ومثله:{لنبيِّن لكم ونقرُّ في الأرحام ما نشاء} [الحج/ 5] ومثله في براءة: [الآية/ 14]{قاتلوهم يعذِّبهم الله بأيديكم} ثمَّ قال بعد: {ويتوب الله على من يشاء} فإذا رأيت الفعل منصوبًا، وبعده فعل قد نسِّق عليه بواو أو "فاء" أو "ثم" أو "أو"، فإن كان يشاكل معنى الفعل الذي قبله نستقه عليه، وإن رأيته غير مشاكل معناه استأنفته فرفعته، فمن المنقطع ما أخبرتك به، ومثله قوله تعالى: {والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الَّذين يتَّبعون

ص: 57

الشَّهوات} [النساء/ 27] رفعت (ويريد) لأنها لا تشاكل (أن يتوب عليكم) ألا ترى أنَّ ضمّك إياهما لا يجوز، فاستأنفت، ، أو رددته على قوله {والله يريد} ومثله قوله:{يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلَاّ أن يتمَّ نوره} [التوبة/ 32] فيأبى في موضع رفع لا يجوز إلَاّ ذلك، ومثله قول الحطيئة:

والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه

يريد أن يعربه فيعجمه

وكذلك تقول، آتيك إن تأتني وأكرمك، فترد "أكرمك" على الفعل الأول، لأنه مشاكل له، وتقول: آتيك أن تأتيني وتحسن إليَّ، فتجعل "فتحسن" مردودة على ما شاكلها، ويقاس على هذا. انتهى كلامه. ونقل الجوهري عنه خلاف هذا، فإنه قال: وأعجمت الكتاب: خلاف قولك: أعربته، قال رؤبة:

والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه

يريد أن يعربه فيعجمه

أي: يأتي به أعجميًا، يعني يلحن فيه. قال القراء: رفعه على المخالفة، لأنه يريد أن يعربه ولا يريد أن يعجمه. وقال الأخفش: لوقوعه موقع المرفوع، لأنه أراد أن يقول: يريد أن يعربه فيقع موقع الإعجام، قلمَّا وضع قوله:"فيعجمه" موضع قوله: "فيقع" رفعه. انتهى. ولعله نقله من غير "تفسيره" كذا نسبه سيبويه إلى رؤبة، وأقرّ به ابن بري في "أماليه" على "الصحاح" قال: والرجز الذي أنشده لرؤبة قبله:

الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه

إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلمه

زلَّت به إلى الحضيض قدمه

انتهى. وقال الأزهري في "التهذيب" قال الليث: الحضيض: قرار الأرض

ص: 58

عند سفح الجبل، أبو عبيد عن الأصمعي: الحضيض: القرار من الأرض بعد منقطع الجبل، وأنشد بعضهم:

الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه

إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلم

زلَّت به إلى الحضيض قدمه

يريد أن يعربه فيعجمه

والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه

انتهى. وقد رجعت إلى ديوان رؤبة فلم أجد شيئًا ممَّا مرّ في أرجوزته التي أوَّلها:

قلت لزيرٍ لم تصله مريمه

وهي طويلة جدًا، وإنما هو للحطيئة، قال جامع "ديوانه" أبو سعيد السكري من رواية محمد بن حبيب: قل للحطيئة حين حضرته الوفاة: أوص، فقال: أبلغوا أهل الشماخ أنه أشعر العرب، قيل: اتق الله، فإنَّ هذا الأمر لا يرد عليك فأوص! قال: المال للذكور من ولدي دون الإناث، قيل: اتق الله أوص، فقال:

قد كنت أحيانًا شديد المعتمد

قد كنت أحيانًا على الخصم الألد

قد وردت نفسي وما كانت ترد

قالوا: لتِّق الله وأوص، قال: أوصيكم بالشِّعر

الشِّعر صعبٌ وطويلٌ سلَّمه

إذا ارتقى فيه الَّذي لا يعلم

زلَّت به إلى الحضيض قدمه

يريد أن يعربه فيعجمه

والشِّعر لا يسطيعه من يظلمه

ولم يزل من حيث يأتي يحرمه

من يسم الأعداء يبق مسيمه

وقال: لا تراهن على الصعبة، ولا تنشد القريض، وقيل له: أوص للمساكين،

ص: 59

فقال: قد أوصيت لهم بالمسألة، قالوا: أعتق غلامك يسارًا، قال: هو عبد ما بقي من عبس على الأرض رجل. انتهى. وقد أورد صاحب "الأغاني" قصة هذه الوصية بأبسط ممّا مرَّ، نقلناها في الشاهد التاسع والأربعين بعد المائة.

قال الدماميني: معناه أنَّ من لا يعرف أساليب الكلام، ولا يستطيع توفية كلّ مقام حقّه من العبارة، إذا تعاطى الشعر يريد أن يأتي به عربيًا فصيحًا، فيزل بسبب جهله بمقتضيات الأحوال فيعجمه، أي: ياتي به عجميًا لا رونق له ولا فصاحة. انتهى.

وقوله: والشعر لا يسطيعه من يظلمه، يقول: من ليس من رجال الشعر، إذا تعاطى نظمه ظلمه، ولم يستطع أن يأتي به كما ينبغي.

والحطيئة: اسم جرول بن أوس بن جؤية بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة ابن عبس، وكنيته: أبو مليكة. واختلف في تلقيبه بالحطيئة- بضم الحاء المهملة وفتح الطّاء وسكون المثناة التحتية بعدها همزة- فقيل: لقِّب بذلك لقصره وقربه من الأرض، قال الجوهري: والحطيئة: الرجل القصير، وقال الثعلب: وسمي الحطيئة لدمامنه، وقيل: لأنه ضرط بين قوم، فقيل له: ما هذا؟ فقال: حطأة. يقال: حطأ: إذا ضرطّ، وقيل: لأنه كان محطوء الرجل، والرِّجل المحطوءة: التي لا أخمص لها.

وهو أحد فحول الشعراء، متصرف في فنون الشعر من المديح والهجاء والفخر والنسيب، وكان سفيهًا شريرًا ينتسب إلى القبائل، وكان إذا غضب على قبيلته انتمى إلى أخرى. قال ابن الكلبي: كان الحطيئة مغموز النسب، وكان من أولاد الزنا الذين شرفوا، قال: وكان أوس بن مالك العبسي تزوج بنت رياح بن عوف الشيبانية، وكانت لها أمة يقال لها الضرّاء، فأعلقها أوس، وكانت لبنت رياح أخ يقال له الأفقم، فلما ولدت الضرّاء جاءت به شبيهًا بالأفقم، فقالت مولاتها: من أين لك هذا الصبي؟ قالت: من أخيك، وهابت أن تقول: من زوجك. ثم مات الأفقم وترة ابنين من حرَّة، وتزوج الضرّاء رجل من عبس، فولدت له ابنين، فكان أخوي الحطيئة من

ص: 60

أمّه، وأعتقت بنت رياح الحطيئة وربَّته، فكان كأنه أحدهم، ثم اعترفت أمّه بأنه من أوس. وترك الأفقم نخيلًا باليمامة فأتى الحطيئة أخويه من أوس، فقال لهم: أفردوا [إليَّ] من مالكم قطعة، فقالا: لا، ولكن أقم معنا [فنحن] نواسيك، فهجاهما وسأل أمّه من أبوه، فخلَّطت عليه، فغضب عليها، وهجاها ولحق بإخواته من بني الأفقم، ونزل عليهم في القريَّة ومدحهم، وسألهم عن ميراثه من الأفقم، فأعطوه نخيلات فلم تقنعه، فسألهم ميراثه كاملًا، فلم يعطوه شيئًا، فغضب عليهم وهجاهم، ثمَّ عاد إلى بني عبس وانتسب إلى أوس بن مالك. وقال ابن قتيبه: وكان الحطيئة راوية زهير، وكان جاهليًا إسلاميًا، ولا أراه أسلم إلَاّ بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأني لم أجد له ذكرًا فيمن وفد عليه من وفود العرب، غير أني وجدته في خلافة أبي بكر يقول:

أطعنا رسول الله إذ كان حاضرًا

فيالهفي ما بال دين أبي بكر

أيورثها بكرًا إذا مات بعده

فتلك وبيت الله قاصمة الظَّهر

وقال ابن حجر في "الإصابة": كان أسلم في عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم، ثمَّ ارتدَّ ثمَّ أسر وعاد إلى الإسلام. وروى الأصمعي عن عمه قال: كان الحطيئة جشعًا سؤولًا ملحفًا دنيء النّفس، كثير الشر بخيلًا، قبيح المنظر، رث الهيئة، مغموز النسب، فاسد الدّين. وقال أبو عبيدة: النمس الحطيئة ذات يوم إنسانًا يهجوه فلم يجده، وضاق ذلك عليه، فجعل يقول:

أبت شفتاي اليوم إلَاّ تكلُّما

بسوءٍ فما أدري لمن أنا قائله

وجعل يهدر هذا البيت في أشداقه، ولا يرى إنسانًا، إذ طلع في حوض، فرأى وجهه فقال:

أرى لي وجهًا شوَّه الله وجهه

فقبَّح من وجهٍ وقبِّح حامله

قال ابن حجر: وعاش الحطيئة إلى زمن معاوية.

ص: 61