الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
40 -
بَاب فَضلِ الطلِيعةِ
[حديث لكل نبي حواري وحواري الزبير]
52 -
[2846] حَدَّثَنَا أَبو نعَيمٍ: حَدَّثَنَا سفْيَان، عَنْ محَمَّدِ بْنِ المنكَدِرِ، عَنْ جَابِر (1). رضي الله عنه قَالَ:«قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ يأتيني بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " يَوْمَ الأحْزَاب، قَالَ الزّبَيْر (2) أنا. ثَمَّ قَالَ: " مَنْ يأتيني بِخَبَرِ الْقَوْمِ؟ " قَالَ الزّبَيْر: أنا. فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكلِّ نَبي حَوَارِيّا وَحَوَارِي الزّبير» (3).
وفي رواية: «نَدَب النَّبِي صلى الله عليه وسلم النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزّبَيْر، ثمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزّبَيْر، ثمَّ نَدَبَ النَّاسَ فَانْتَدَبَ الزّبَيْر، قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ لِكلِّ نِبي حَوَاريّا.
(1) جابر بن عبد الله، تقدمت ترجمته في الحديث رقم 32.
(2)
الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في قصي، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. أسلم الزبير رضي الله عنه قديما وهو ابن خمس عشرة سنة، وقيل ست عشرة سنة، وقيل أقل من ذلك، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر رضي الله عنه بقليل، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وهاجر الزبير رضي الله عنه إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وكان أول من سل سيفا في سبيل الله عز وجل، شهد بدرا وما بعدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وكان بالزبير ثلاث ضربات بالسيف كان ابنه عبد الله يدخل يده فيها: اثنتان يوم بدر وواحدة باليرموك [البخاري برقم 3721] وكان من الذين استجابوا لله ورسوله من بعد ما أصابهم القرح يوم أحد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب " من يأتيني بخبر القوم " فقال الزبير: أنا قال ذلك ثلاث مرات. والزبير رضي الله عنه يقول أنا. فقال صلى الله عليه وسلم " إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير " وذكر الإِمام النووي من مناقبه أنه كان له ألف مملوك يؤدون إليه الخراج فيتصدق به في مجلسه، وما يقوم بدرهم منه. وذكر ابن حجر أن عثمان والمقداد، وابن مسعود، وابن عوف، ومطيع بن الأسود، وأبا العاص رضي الله عنهم أوصوا إلى الزبير فكان يحفظ أموالهم وينفق على أولادهم من ماله. وقصته في وفاء دينه وفيما وقع في تركته من البركة مذكورة في صحيح البخاري، في كتاب الخمس، باب بركة الغازي في ماله حيا وميتا، برقم 3129. وكان الزبير رضي الله عنه قد قابله علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم معركة الجمل فذكره علي بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدل على أن عليا على الحق، فأقر الزبير رضي الله عنه بذلك، وذكر أنه أنسي هذا الحديث ثم انصرف وترك القتال راجعا فلحقه بعض الغواة فقتلوه رضي الله عنه مظلوما وذلك في سنة ستة وثلاثين وله ست أو سبع وستون سنة رضي الله عنه. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي 1/ 194، وسير أعلام النبلاء للذهبي 1/ 41، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، 1/ 545.
(3)
[الحديث 2846] أطرافه في: كتاب الجهاد والسير، باب هل يبعث الطليعة وحده، 3/ 283، برقم 2847. وكتاب الجهاد والسير، باب السير وحده، 4/ 21، برقم 2997. وكتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه، 4/ 253، برقم 3719. وكتاب المغازي، باب غزوة الخندق وهي الأحزاب، 5/ 58 و 59، برقم 4113. وكتاب أخبار الآحاد، باب بعث النبي صلى الله عليه وسلم الزبير طليعة وحده، 8/ 172، برقم 7261. وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، 4/ 1879، برقم 2415.
وإِنَّ حَوَارِي الزّبير بن العَوَّامِ» (1).
وفي رواية: قَالَ سفْيَان: حَفِظْته مِنْ ابْنِ المنكَدِرِ، وَقَالَ لَه أَيّوب: يَا أَبَا بَكْرٍ، حدّثْهمْ عَنْ جَابِرٍ؛ فَإِنَّ الْقَوْمَ يعْجِبهمْ أَنْ تحَدِّثَهمْ عَنْ جَابِرٍ، فَقَالَ فِي ذَلِكَ المَجْلِسِ: سَمِعْت جَابِرا، فَتَتَابَعَ بَيْنَ أَحَادِيثَ سَمِعْت: جَابِرا، قلْت لِسفْيَانَ: فَإِنَّ الثَّوْرِي يَقول: يَوْمَ قرَيْظَة، فَقَالَ: كَذَا حَفِظْته مِنْه كَمَا أنكَ جَالِس: " يَوْمَ الْخَنْدَقِ " قَالَ سفْيَان: هوَ يَوْم وَاحِد، وتَبَسَّمَ سفْيَان (3).
وفي رواية: " قَالَ سفْيَان: الْحَوَارِي: النَّاصِر "(4).
* شرح غريب الحديث: * «إن لكل نبي حواريّا» الحواري: الناصر المجتهد في النصر، والخاصة من الأصحاب، ومنه الحواري من الطعام، وهو: ما بيِّض واجتهد في تبييضه. والحواري: أصله: من التحوير: وهو التبييض (5).
* " ندب. . . فانتدب " يقال: ندبت الرجل للأمر أو للجهاد فانتدب: أي بعثته ودعوته فأجاب (6).
(1) الطرف رقم 2847.
(2)
الطرف رقم 4113.
(3)
من الطرف رقم 7261.
(4)
من الطرف رقم 2997.
(5)
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين، للحميدي ص 209، والنهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، باب الحاء مع الواو، مادة:" حور " 1/ 257 - 258.
(6)
انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين، للحميدي، ص 330، 336، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب النون مع الدال، مادة " ندب " 5/ 34.
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
من موضوعات الدعوة: الحض على الجهاد.
2 -
من فقه الدعوة: معرفة أحوال المدعوين.
3 -
من صفات الداعية: الشجاعة.
4 -
من صفات الداعية: صحة اليقين وقوته.
5 -
سرعة استجابة المدعو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
6 -
أهمية نصر الداعية وشد عضده.
7 -
من أساليب الدعوة: التأكيد والتكرار.
8 -
من أساليب الدعوة: الحوار.
9 -
من صفات الداعية: الدقة والضبط في نقل الحديث.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من موضوعات الدعوة: الحض على الجهاد. دل هذا الحديث على أن من موضوعات الدعوة الحث على الجهاد والتحريض عليه؛ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث وندبه الناس في قول جابر رضي الله عنه: «ندب النبي الناس فانتدب الزبير» قال الإِمام النووي رحمه الله في هذا المعنى؛ " أي دعاهم للجهاد وحرضهم عليه فأجابه الزبير "(1) وهذا يبين أهمية العناية بالحث على الجهاد والحض عليه (2).
ثانيا: من فقه الدعوة: معرفة أحوال المدعوين: لا شك أن من فقه الدعوة معرفة الداعية لأحوال المدعوين؛ لمعرفة ما هم عليه، وللحذر من مكائد الأعداء، والاستعداد لهم بما يناسبهم من دعوة أو
(1) شرح صحيح مسلم، 15/ 197، وانظر إكمال إكمال المعلم للأبي 8/ 258، وعمدة القاري للعيني، 8/ 258.
(2)
انظر الحديث رقم 18، الدرس الثاني.
جهاد، وقد قال الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: 71](1) وقال عز وجل: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55](2) والله عز وجل قد بين سبيل المؤمنين مفصَّلة وسبيل المجرمين مفصَّلة (3) وقوله سبحانه وتعالى: {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55] قال الإِمام الطبري رحمه الله على قراءة الرفع {سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} [الأنعام: 55] وكأن معنى الكلام عندهم: {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ} [الأنعام: 55] ولتتضح لك وللمؤمنين طريق المجرمين " وقال على قراءة من قرأه بالنصب (وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلَ الْمجْرِمِينَ) " كأن معناه عندهم: ولتستبين، أنت يا محمد [أو يا مخاطب] سبَيلَ المجرمين " ثم قال رحمه الله: وأولى القراءتين بالصواب عندي في " السبيل " الرفع؛ لأن الله تعالى ذِكْره فصَّل آياته في كتابه وتنزيله؛ ليتبين الحقَّ بها من الباطل جميع من خوطب بها، لا بعض دون بعض (4) وقال الإِمام ابن القيم رحمه الله:" فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية، وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية، فاستبان لهم السبيلان "(5).
وقد دل هذا الحديث على أهمية معرفة أحوال الأعداء في قوله صلى الله عليه وسلم: «من يأتينا بخبر القوم. . . " " وانتدب الناس فانتدب الزبير» وهذا يوضح للداعية أهمية معرفة أحوال المدعوين؛ ليقدم للمستجيبين منهم ما يناسبهم، وَليَحْذَرَ كيد الكائدين منهم؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه حينما أرسله إلى اليمن:«إنك تأتي قوما أهل كتاب» . . . " (6). فبين له حالهم؛ ليستعد لهم بما يناسبهم.
ثالثا: من صفات الداعية: الشجاعة: ظهرت في هذا الحديث شجاعة الزبير بن العوام رضي الله عنه حينما انتدب النبي
(1) سورة النساء، الآية:71.
(2)
سورة الأنعام، الآية:55.
(3)
انظر: الفوائد، لابن القيم ص 201، والضوء المنير على التفسير من كتب ابن القيم لعلي الصالحي 3/ 37.
(4)
جامع البيان عن تأويل آي القرآن 11/ 395، وانظر كتاب مشكل إعراب القرآن، لمكي بن أبي طالب القيسي، 1/ 269، وتفسير البغوي 2/ 101، وتفسير ابن كثير 2/ 137، وفتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، للشوكاني 2/ 120.
(5)
الفوائد ص 201.
(6)
متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: البخاري، كتاب الزكاة، باب لا تؤخذ كرائم أموال الناس في الصدقة 2/ 152 برقم 1458، ومسلم، في كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا اله وشرائع الإسلام 1/ 5 برقم 19.
صلى الله عليه وسلم الناس فانتدب الزبير ثلاث مرات؛ ولهذا قال العلامة القسطلاني رحمه الله؛ " فيه منقبة للزبير وقوة قلبه وشجاعته "(1).
فينبغي للداعية أن يكون شجاعا: قلبيّا، وأدبيّا: حسيّا ومعنويّا (2).
رابعا: من صفات الداعية: صحة اليقين وقوته: دل هذا الحديث على صحة يقين الزبير رضي الله عنه وقوته؛ فإنه كان أوَّلَ الناس في إجابة النبي صلى الله عليه وسلم حينما ندب الناس؛ لقوة يقينه ورغبته فيما عند الله عز وجل، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" فيه منقبة للزبير، وقوة قلبه، وصحة يقينه "(3) رضي الله عنه ورحمه (4).
خامسا: أهمية سرعة استجابة المدعو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم: إن سرعة الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم من أهم المهمات، ومن أعظم القربات؛ لأن بها تحصل السعادة في الدنيا والآخرة، وقد دل هذا الحديث على أهمية سرعة استجابة المدعو عندما قال صلى الله عليه وسلم:«من يأتينا بخبر القوم " فقال الزبير: أنا» . وانتدب صلى الله عليه وسلم الناس فانتدب الزبير فكان رضي الله عنه أسرع الصحابة في الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإِمام الكرماني: " فانتدب الزبير، أي أجاب وأسرع "(5).
فينبغي لكل مسلم وخاصة الداعية أن يكون مستجيبا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم على الفور لكل ما كلف به (6).
سادسا: أهمية نصر الداعية وشَدِّ عَضده: ظهر في هذا الحديث أن نصر الداعية وإعانته، ومؤازرته من أهم المهمات؛ ولهذا عندما ندب النبي صلى الله عليه وسلم الناس فانتدب الزبير ثلاث مرات قال صلى الله عليه وسلم: «إن
(1) إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 5/ 68، وانظر: فتح الباري لابن حجر 6/ 53.
(2)
انظر: الحديث رقم 35، الدرس الخامس.
(3)
فتح الباري، 6/ 53، وانظر: 13/ 240.
(4)
انظر: الحديث رقم 28، الدرس الرابع، ورقم 51، الدرس الرابع.
(5)
شرح الكرماني على صحيح البخاري 25/ 22، وانظر: فتح الباري لابن حجر، 13/ 239.
(6)
انظر: الحديث رقم 46، الدرس التاسع عشر.
لكل نبي حواريا وحواري الزبير» والحواري هو الناصر والخاصة من الأصحاب، والصحابة رضي الله عنهم كلهم كانوا أنصارا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلا ريب، ولكن الزبير رضي الله عنه كان له اختصاص بالنصرة وزيادة فيها، ولاسيما في يوم الأحزاب (1).
فينبغي لكل مسلم أن ينصر الدعاة إلى الله عز وجل ويعينهم بقوله وفعله؛ ولأهمية هذه النصرة سأل موسى صلى الله عليه وسلم ربه أن يجعل له من يؤازره من أهله ويعينه وينصره فاستجاب الله سبحانه وتعالى له، كما بيَّن الله عز وجل ذلك في القرآن الكريم بقوله:{وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي - هَارُونَ أَخِي - اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي - وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي - كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا - وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا - إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا - قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 29 - 36](2) وقال عز وجل: {سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص: 35](3). وهذا يبين أهمية نصر الدعاة إلى الله عز وجل والشد من أزرهم.
سابعا: من أساليب الدعوة: التأكيد والتكرار: إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم هذا الأسلوب في هذا الحديث؛ وذلك بإعادة الكلام ثلاث مرات بقوله صلى الله عليه وسلم: «من يأتينا بخبر القوم» وقد كان صلى الله عليه وسلم يكَرِّر الكلام عند الحاجة لذلك حتى يفهم عنه، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه كان إذا تكلَّم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه. .» (4).
فينبغي للداعية أن يعتني بهذا الأسلوب عند الحاجة إليه (5).
ثامنا: من أساليب الدعوة: الحوار: دل هذا الحديث على أسلوب الحوار الهادي المثمر بين أيوب السختياني،
(1) انظر: مشكل الآثار للطحاوي، 9/ 94، وشرح السنة، للبغوي، 14/ 122، وشرح الكرماني على صحيح البخاري، 25/ 22، وعمدة القاري للعيني، 25/ 18، وشرح ثلاثيات مسند الإمام أحمد بن حنبل، للسفاريني، 1/ 199.
(2)
سورة طه، الآيات: 29 - 36.
(3)
سورة القصص، الآية:35.
(4)
البخاري، كتاب العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه فقال:" ألا وقول الزور " فما زال يكررها، وقال ابن عمر قال النبي صلى الله عليه وسلم:" هل بلغت " ثلاثا، 1/ 37، برقم 95.
(5)
انظر: الحديث رقم 7، الدرس الثاني عشر.
وأبي بكر محمد بن المنكدر، وبين علي بن المديني شيخ البخاري وسفيان بن عيينة رحمهم الله، وفي نهاية الحوار قال سفيان: هو يوم واحد وتبسم. وقد أثمر هذا الحوار على أن لفظة " يوم قريظة " في الحديث، ويوم " الخندق " في الرواية الأخرى، و " يوم الأحزاب " في الرواية الأولى كلها تدل على معنى واحد؛ وذلك أنه أريد بقوله " يوم قريظة " أي اليوم الذي أراد صلى الله عليه وسلم أن يعلم فيه خبر بني قريظة وهو لا يزال في الخندق. قال الكرماني رحمه الله:" إذ الثلاثة في زمن واحد "(1) وقال ابن حجر رحمه الله: " وقعة الخندق دامت أياما آخرها لما انصرفت الأحزاب ورجع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى منازلهم جاء جبريل عليه السلام بين الظهر والعصر فأمره بالخروج إلى بني قريظة فخرجوا "(2) وهذا يبين أهمية الحوار في الدعوة إلى الله عز وجل (3).
تاسعا: من صفات الداعية: الدقة والضبط في نقل الحديث: دلت هذه المحاورة في هذا الحديث على عناية السلف الصالح رحمهم الله تعالى بالدقة والعناية بضبط الحديث حتى يصل إلى الناس سليما من الخطأ والتصحيف، والكذب (4) وهذا يبين للداعية أهمية الالتزام بذلك في نقله للعلم وتبليغه للناس (5).
(1) شرح الكرماني على صحيح البخاري 25/ 22، وانظر: عمدة القاري للعيني 25/ 18.
(2)
فتح الباري 13/ 140.
(3)
انظر: الحديث رقم 28، الدرس السادس.
(4)
انظر: شرح الكرماني على صحيح البخاري 25/ 22، وفتح الباري لابن حجر 13/ 140 وعمدة القاري للعيني 25/ 18.
(5)
انظر: الحديث 21، الدرس العاشر.