الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
51 -
بَاب سهامِ الفرس
وقَالَ مَالِك: يسهَم لِلْخَيْلِ وَالْبَرَاذِينِ مِنْهَا لِقَوْلِه تَعَالَى: {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا} [النحل: 8](1) وَلَا يسْهَم لأِكْثر مِنْ فَرَسِ.
[حديث جعل رسول الله للفرس سهمين ولصاحبه سهما]
60 -
[2863] حَدَّثَنَا عبَيد بْن إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي أسَامَة، عَنْ عبَيْدِ الله، عنْ نَافِعٍ، عَنْ ابْنِ عمَرَ (2) رضي الله عنهما:«أَنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم جَعَلَ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ ولِصَاحِبِه سَهْما» (3).
وفي رواية: «قَسَمَ رَسول الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَ خَيْبَرِ لِلْفَرَسِ سَهْمَيْنِ وَلِلرَّاجِلِ سَهْما» قالَ: فَسّرَه نافِع فَقَالَ: " إِذَا كَانَ مَع الرَّجلِ فرَس فَلَه ثَلاثة أَسْهمٍ، فإِنْ لَمْ يَكنْ لَه فَرس فَلَه سَهم "(4).
* شرح غريب الحديث: * " السهم " السهم في الأصل واحِد السِّهام التي يضرب بها في الميْسِرِ، وهي القداح، ثم سمِّي به ما يفوز به الفالج سهمه، ثم كثر حتى سمِّي كل نصيبٍ سهما. ويجمع السَّهم على أسْهم، وسِهَام، وسهْمَان (5).
* " الراجل " أي الماشي (6).
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
(1) سورة النحل، الآية:8.
(2)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم: 1.
(3)
[الحديث 2863] طرفه في كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، 5/ 94، برقم 4228.
وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب كيفية قسمة الغنيمة بين الحاضرين، 3/ 1383، برقم 1762.
(4)
الطرف رقم 4228.
(5)
الفائق في غريب الحديث للزمخشري، باب السين مع الهاء، 2/ 212، والنهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب السين مع الهاء، مادة " سهم " 2/ 429.
(6)
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الراء مع الجيم، مادة " رجل " 2/ 204.
1 -
من موضوعات الدعوة: الحث على الإِعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل.
2 -
من صفات الداعية: العدل.
3 -
من أساليب الدعوة: الترغيب.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من موضوعات الدعوة: الحث على الإعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل: دل هذا الحديث على الحث على الإِعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل للفرس سهمين، وللراجل سهما واحدا، وهذا فيه حث على الإِعداد للجهاد؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وفي الحديث حث على اكتساب الخيل واتخاذها للغزو؛ لما فيها من البركة، وإعلاء الكلمة، وإعظام الشوكة "(1).
وهذا يبيِّن أهمية الإِعداد للجهاد وأخذ الحذر والحيطة (2).
ثانيا: من صفات الداعية: العدل: إن من الصفات الحميدة التي ينبغي للداعية أن يتخلق بها صفة العدل، وقد دل هذا الحديث على هذه الصفة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الراجل سهما وإن كان معه فرس أعطاه ثلاثة أسهم: سهم له وسهمان لفرسه؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " واستدل الجمهور من حيث المعنى بأن الفرس يحتاج إلى مؤنة لخدمتها وعلفها، وبأنه يحصل بها من الغنى في الحرب ما لا يخفى "(3) وذكر الخطابي رحمه الله: أن مؤنة الفرس مضاعفة على مؤنة صاحبه فضوعف له العرض من أجله وهذا قول عامة العلماء (4).
وهذا يدل على عدله صلى الله عليه وسلم وإنصافه تطبيقا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ} [النساء: 135](5).
(1) فتح الباري 6/ 68، وانظر: أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري للخطابي 2/ 1381.
(2)
انظر: الحديث رقم 2، الدرس الثالث، ورقم 18، الدرس الثاني.
(3)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6/ 68، وانظر: أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري للخطابي 2/ 1381.
(4)
انظر: معالم السنن للخطابي 4/ 51.
(5)
سورة النساء، الآية:135.
وهذا يبين للداعية أهمية العدل والإِنصاف.
ثالثا: من أساليب الدعوة: الترغيب: دل عمل النبي صلى الله عليه وسلم في إعطاء الفارس ثلاثة أسهم، والراجل سهما واحدا على الترغيب في اقتناء الخيل وإعدادها للجهاد في سبيل الله عز وجل، وهذا فيه تشجيع وإعانة على الإعداد وأخذ الحذر (1).
(1) انظر: الحديث رقم 7، الدرس الرابع عشر.