الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 -
باب فضْلِ الجهَادِ والسِّيرِ
وَقَوْل اللهِ تَعَالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ} [التوبة: 111] إلى قوله: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112](1).
قَالَ ابن عَبَّاسٍ: الحدود: الطَّاعَة.
[حديث لا عمل يعدل الجهاد]
18 -
[2785] حَدَّثَنَا إِسْحَاق بْن مَنْصورٍ: أَخْبَرَنَا عَفَّان: حَدَّثَنَا هَمَّام: حَدَّثَنَا محَمَّد بن جحادة قَال: أخْبَرَني أَبو حَصِينٍ: أَنَّ ذَكْوانَ حدَّثه: أن أبَا هرَيْرَة رضي الله عنه (2) حدَّثَه قالَ: «جَاءَ رَجل إِلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: دلَّني عَلَى عَمَلٍ يَعدِل الجِهَادَ. قالَ: " لَا أَجِده ". قَالَ: " هَل تَسْتَطِيع إِذَا خَرَجَ المجَاهِد أَنْ تَدْخلَ مَسجِدَكَ فَتَقومَ وَلَا تَفْترَ، وَتَصومَ ولا تفْطِرَ؟ " قَالَ: وَمَنْ يَسْتَطِيع ذَلكَ؟ قال أَبو هرَيْرَةَ: " إنَّ فرَسَ المجاهدِ ليَسْتَنّ في طِوَلِه، فيكتَب له حسَنات» (3).
* شرح غريب الحديث: *قوله: " يعدل الجهاد ": يساويه ويماثله (4).
*قوله: " لا أجده ": أي: لا أجد عملا يماثل الجهاد في الفضل (5).
*قوله: " ليستن ": أي: يمرح بنشاط، ويرفع يديه ويطرحهما معا مقبلا ومدبرا (6).
(1) سورة التوبة، الآيتان 111، 112.
(2)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم: 7.
(3)
وأخرجه مسلم، في كتاب الإمارة، باب فضل الشهادة في سبيل الله تعالى، 3/ 1498، برقم 1878.
(4)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب العين مع الدال، مادة " عدل " 3/ 190، وعمدة القاري للعيني، 14/ 82.
(5)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الواو مع الجيم مادة:" وجد " 5/ 155، وعمدة القاري للعيني، 14/ 82.
(6)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب السين مع النون، مادة:" سنن " 2/ 410، وشرح الكرماني على صحيح البخاري، 12/ 95، وفتح الباري لابن حجر، 6/ 5، وعمدة القاري للعيني، 14/ 82.
قوله: " في طِوَلِه ": الحبل الذي تشدّ به الدابة ويطوَّل لها، ويمسك طرفه ويرسل الدابة ترعَى في المرعى (1).
قوله: " يكتب له حسنات ": أي: يكتب له الاستنان حسنات (2).
*قوله: " لا تفتر ": أي لا تسأم ولا تمل (3).
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
أهمية سؤال المدعو لأهل العلم.
2 -
من موضوعات الدعوة: الحث على الجهاد وبيان أهميته في الدعوة إلى الله عز وجل.
3 -
من أعظم وسائل الدعوة: الجهاد في سبيل الله تعالى.
4 -
من أساليب الدعوة: التشبيه.
5 -
من أساليب الدعوة: الترغيب.
6 -
أهمية مداومة الداعية على العمل الصالح.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية بالتفصيل على النحو الآتي:
أولا: أهمية سؤال المدعو لأهل العلم: إن من أهم الأمور في طلب العلم السؤال عنه، والحرص على طلبه، وقد دل هذا الحديث على حرص الصحابي رضي الله عنه على طلب العلم والسؤال عنه للاستفادة؛ ولهذا قال:" يا رسول الله دلني على عمل يعدل الجهاد؟ " وهذا شأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنهم كانوا يسألونه عن كثير من المعاني، وكان صلى الله عليه وسلم يجيبهم ويوضح لهم، وكانت طائفة تسأل، وأخرى تحفظ وتؤدي وتبلّغ حتى أكمل الله تعالى دينه (4)
(1) انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي، ص 330، وشرح الكرماني على صحيح البخاري 12/ 95، وفتح الباري لابن حجر، 6/ 5، وعمدة القاري للعيني، 14/ 82.
(2)
انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب السين مع النون، مادة:" سنن " 2/ 411، وفتح الباري لابن حجر، 6/ 5، وعمدة القاري للعيني، 12/ 83.
(3)
انظر: القاموس المحيط، للفيروز آبادي، باب الراء فصل الفاء، ص 583، وتحفة الأحوذي بشرح سنن الترمذي، للمباركفوري، 5/ 248.
(4)
انظر. حديث رقم 8، الدرس الأول، ورقم 11، الدرس الأول، ورقم 12، الدرس الثاني.
فعلى المدعو أن يسأل عما أشكل عليه حتى يكون على بصيرة من أمره.
ثانيا: من موضوعات الدعوة: الحث على الجهاد وبيان أهميته في الدعوة إلى الله عز وجل: إن الجهاد ذروة سنام الإسلام وقبَّته، ومنازل أهله أعلى المنازل في الجنة، كما لهم الرفعة في الدنيا (1) ويظهر من مفهوم هذا الحديث: حث النبي صلى الله عليه وسلم على الجهاد وذلك ببيان فضله؛ والجهاد الغرض منه والهدف: هو إعلاء كلمة الله تعالى، وإخراج الناس من عبودية المخلوق إلى عبادة الله تعالى، كما قال الله عز وجل:{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39](2) فينبغي للداعية أن يبيِّن للناس هذه الأهداف، وأن الجهاد شرع؛ لإِعلاء كلمة الله تعالى، ولنصر المظلوم، وحفظ الإسلام، ورد العدوان، وإرهاب أعداء الإسلام، كما قال سبحانه وتعالى:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60](3).
ثالثا: من أعظم وسائل الدعوة: الجهاد في سبيل الله تعالى: لا شك أن الجهاد في سبيل الله تعالى أفضل الوسائل في نشر الإسلام وإخماد الشرك؛ لأن الأعمال قسمان: مقاصد: كأركان الإِيمان الستة، وأركان الإِسلام. فهذه أركان وأسس وأصول ووسائل، وأفضل الوسائل إطلاقا الجهاد (4) ولهذا قال الإمام ابن دقيق العيد:" القياس يقتضي أن يكون الجهاد أفضل الأعمال التي هي وسائل؛ لأن الجهاد وسيلة إلى إعلان الدين ونشره، وإخماد الكفر ودحضه، ففضيلته بحسب فضيلة ذلك، والله أعلم "(5).
رابعا: من أساليب الدعوة: التشبيه: التشبيه وضرب الأمثال من أساليب الدعوة النافعة؛ لأنه يقرِّب المعاني،
(1) انظر: زاد المعاد لابن القيم، 3/ 5.
(2)
سورة الأنفال، الآية:39.
(3)
سورة الأنفال، الآية: 60، وانظر: الحديث رقم 2، الدرس الثالث.
(4)
انظر: منار القاري في شرح مختصر صحيح البخاري، لحمزة محمد قاسم، 4/ 84.
(5)
نقلا عن فتح الباري للحافظ ابن حجر، 6/ 5، وانظر: إحكام الأحكام، لابن دقيق العيد، 2/ 301.
ويوصلها إلى ذهن السامع، ويكشف ما بها من غموض بتصوير الأمر المعنوي بأمر حسي يظهر فيه المشبه به صورة حسية للمشبَّه (1) ولهذه الأهمية ضرب الله الأمثال في الكتاب العزيز كثيرا، وضرب النبي صلى الله عليه وسلم في سنته الأمثال كثيرا (2) ويظهر في هذا الحديث استخدام التشبيه في ضرب مثل المجاهد كمثل الصائم القائم، وهو في رواية مسلم أظهر (3).
فعلى الداعية أن يستخدم أسلوب التشبيه وضرب الأمثال في دعوته؛ لأهميته؛ ولتوضيحه للمعاني وتقريبها إلى ذهن السامع.
خامسا: من أساليب الدعوة: الترغيب: إن الترغيب أسلوب مؤثر على السامع؛ ولهذا أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من استخدامه في دعوته، ومن ذلك ما يظهر في هذا الحديث من الترغيب في الجهاد، وذكر فضله. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:" وفي هذا الحديث العظيم فضل الجهاد؛ لأن الصلاة والصيام والقيام بآيات الله أفضل الأعمال، وقد جعل المجاهد مثل من لا يفتر عن ذلك في لحظة من اللحظات، ومعلوم أن هذا لا يتأتَّى لأحد. . "(4) ولهذا قال هذا السائل للنبي صلى الله عليه وسلم: " ومن يستطيع ذلك؟ ".
ولا شك أن الجهاد فضله عظيم، ومنزلته كبيرة، ولهذا عظَّم الله شأنه فقال عز وجل:{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ - فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ - يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 169 - 171](5)
(1) انظر: البرهان في علوم القرآن، للزركشي، 2/ 414، والإتقان في علوم القرآن، للسيوطي، 2/ 273.
(2)
انظر: مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني ص 759، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 3/ 709.
(3)
انظر: مرقاة المفاتيح، شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري 7/ 352، وفيض القدير شرح الجامع الصغير، لعبد الرؤوف المناوي 5/ 515.
(4)
شرح النووي على صحيح مسلم 13/ 28.
(5)
سورة آل عمران، الآيات: 169 - 171.
وقال عز وجل: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74](1) وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 111](2) وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4](3) وقال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ - تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ - يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف: 10 - 12](4) وغير ذلك من الآيات الكريمة التي رغب الله فيها المؤمنين في الجهاد، أما الأحاديث فهي كثيرة، وسيأتي معظمها في هذا الفصل إن شاء الله تعالى (5) فينبغي للداعية أن يستخدم وسيلة الترغيب في دعوته، حتى يكون موفقا بإذن الله تعالى (6).
سادسا: أهمية مداومة الداعية على العمل الصالح: دل مفهوم الحديث على أهمية المداومة على العمل الصالح؛ لأن المداومة عليه أحب إلى الله تعالى من الكثير المنقطع؛ لأن بدوام العمل الصالح القليل تدوم الطاعة، والذكر، والمراقبة، والنية، والإِخلاص، والإِقبال على الخالق، والقليل الدائم يثمر؛ لأنه يزيد على الكثير المنقطع أضعافا كثيرة (7) ولهذا
(1) سورة النساء، الآية:74.
(2)
سورة التوبة، الآية: 111، وانظر الآيات 120 - 121 من هذه السورة.
(3)
سورة الصف، الآية:4.
(4)
سورة الصف، الآيات: 10 - 12.
(5)
انظر: فضل الجهاد وأهميته وأهدافه في كتاب: " أهمية الجهاد في نشر الدعوة الإِسلامية " رسالة دكتوراه، قدمت لجامعة أم القرى، قسم العقيدة، للدكتور علي بن نفيع العلياني ص 158 - 254.
(6)
انظر: الحديث رقم 7، الدرس الرابع عشر، ورقم 16، الدرس السادس.
(7)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 318، وفتح الباري لابن حجر، 1/ 103.
قال صلى الله عليه وسلم: «أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل» (1).
والمجاهد ما بلغ الدرجات العلى إلا بفضل الله تعالى ثم بما كتِبَ له من دوام العمل؛ قال الإمام القرطبي رحمه الله: ". . . كل ما يصدر من المجاهد في حالتي: نومه ويقظته، وسكونه وحركته، هو عمل صالح يكتب له ثوابه دائما، بدوام أفعاله، إذ لا يتأتَّى لغيره فيه؛ لأنه على كل حال في الجهاد، وملابس أحواله، وذلك: أن المجاهد إمَّا أن ينال من العدوِّ، أو يغيظه، أو يروِّعه، أو يكثر سواد المسلمين، أو يصيبه نصب، أو مخمصة. وكل ذلك أعمال كثيرة لها أجور عظيمة "(2) كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ - وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [التوبة: 120 - 121](3).
وهذا يبين أهمية دوام العمل الصالح، فعلى الداعية أن يداوم على الأعمال الصالحة، وإن قلت؛ فإن في ذلك الخير الكثير. والله المستعان (4).
(1) متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها: البخاري، في كتاب الصوم، باب صوم شعبان، 2/ 298، برقم 1970، ومسلم واللفظ له، في كتاب الصيام، باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، 2/ 811، برقم 782.
(2)
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 3/ 708، وانظر: عارضة الأحوذي للحافظ ابن العربي، 4/ 112، ومرقاة المفاتيح، للملاّ علي القاري، 7/ 352.
(3)
سورة التوبة، الآيتان: 120 - 121.
(4)
انظر: الحديث رقم 9، الدرس الخامس عشر.