الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
122 -
باب قوْل النّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نصرت بِالرّعبِ مَسيرة شهْر»
وقَولِهِ عز وجل: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ} [آل عمران: 151](1).
قَالَه جَابِر عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم.
[حديث بعثت بجوامع الكلم ونصرت بالرعب]
106 -
[2977] حَدَّثَنَا يَحْيى بْن بكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيث، عَنْ عقَيْلٍ، عَن ابنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هرَيْرَة (2) رضي الله عنه أَنَّ رَسولَ اللهِ قَالَ:«بعِثْت بِجَوَامِعِ الكَلِم، وَنصِرْت بِالرعْبِ. فبينا أَنَا نَائم أوتيت مَفَاتِيحَ خزَائِنِ الأَرْضِ فَوضِعتْ فِي يَدي» . قَالَ أَبو هرَيرَةَ: وَقد ذَهَبَ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم وأنتمْ تنتثلونها (3).
وفي رواية: «أعْطِيت مَفَاتِيحَ الْكَلمِ، وَنصرت بِالرعْبِ، وَبينا أَنَا نَائِم البارِحَةَ إِذْ أتِيت بِمَفاتيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ حتَّى وضِعَتْ فِي يَدِي» ، قَالَ أَبو هرَيْرَةَ: فذَهَبَ رَسول اللهِ صلى الله عليه وسلم، وأَنتمْ تَنْتَقِلونَهَا (4).
وفي رواية: " وأَنتمْ تَلْغَثونَهَا، أَوْ تَرْغَثونَهَا، أوْ كَلِمة تشْبِههَا "(5).
وفي رواية: " قَالَ أَبو عبد الله: وَبَلَغَنِي أَنَّ جَوامِعَ الْكَلِم أَنَّ اللهَ يَجْمَع الأمورَ الْكَثِيرَةَ الَّتِي كَانَتْ تكْتَب فِي الْكتبِ قَبْلَه فِي الأَمْرِ الْوَاحِدِ وَالأَمْرَيْنِ، أو نَحْوَ ذَلِكَ ". (6).
* شرح غريب الحديث: * " تنتثلونها " أي تستخرجون وتأخذون الأموال وما فتح عليكم من زهرة الدنيا (7).
(1) سورة آل عمران، الآية 151.
(2)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم 7.
(3)
[الحديث 2977] أطرافه في: كتاب التعبير، باب رؤيا الليل، 8/ 92، برقم 6998. وكتاب التعبير، باب المفاتيح في اليد، 8/ 97، برقم 7013. وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:" بعثت بجوامع الكلم "، 8/ 176، برقم 7273. وأخرجه مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 1/ 371، برقم 523.
(4)
الطرف رقم 6998.
(5)
الطرف رقم 7273.
(6)
الطرف رقم 7013.
(7)
النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير، باب النون مع الثاء، مادة:" نثل " 5/ 16.
* " تلغثونها " أي تأكلونها من اللغيث: وهو طعام يغلث بالشعير: أي يخلط بالشعير (1).
* " ترغثونها " يعني الدنيا: ترضعونها، من رغث الجدي أمَه: إذا رَضَعَها (2).
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
من موضوعات الدعوة: بيان خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
2 -
من صفات الداعية: الإِيجاز في اللفظ واتساع المعاني.
3 -
من موضوعات الدعوة: الحث على حسن التفهم لمعاني جوامع الكلم.
4 -
من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإِخبار بالمغيبات.
5 -
من صفات الداعية: التحدث بنعم الله عز وجل وتعديدها.
6 -
أهمية إلقاء العلم قبل السؤال.
7 -
من أساليب الدعوة: التشبيه.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من موضوعات الدعوة: بيان خصائص النبي صلى الله عليه وسلم: إن من الموضوعات المهمة التي ينبغي أن يبينها الدعاة للناس خصائص النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذه الخصائص تدل على يسْرِ دين الإِسلام وسماحته وتفضيله على سائر الأديان السابقة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: " بعثت بجوامع الكلم، ونصرت بالرعب، فبينا أنا نائم أوتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي " وهذا يؤكد ما أعطاه الله عز وجل من الخصائص العظيمة؛ فإن القرآن الكريم جمع الله سبحانه وتعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة، وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بجوامع الكلم: قليل اللفظ كثير المعاني والأحكام والفوائد النافعة (3) ونصر الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالرعب، فجعل في قلوب أعدائه الفزع والخوف والهيبة
(1) انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب اللام مع الغين، مادة:" لغث " 4/ 256.
(2)
المرجع السابق، باب الراء مع الغين، مادة:" رغث " 2/ 238.
(3)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 7، وشرح الكرماني على صحيح البخاري، 13/ 3، 24/ 108، وفتح الباري لابن حجر، 6/ 128.
على بعد مسيرة شهر بينه وبينهم (1) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " وظهر لي أن الحكمة في الاقتصار على الشهر أنه لم يكن بينه وبين الممالك الكبار التي حوله أكثر من ذلك: الشام والعراق، واليمن، ومصر، ليس بين المدينة النبوية للواحدة منها إلا شهر فما دونه "(2) وهذا تحقق له صلى الله عليه وسلم، وأعطي صلى الله عليه وسلم مفاتيح خزائن الأرض، التي هي مفاتيح لأمته من بعده من الفتوح العظيمة، فغنموا أموال أعدائهم، وأخذوا خزائن ملوكهم المدخرة: كخزائن كسرى وقيصر، وغيرهما من الملوك، ويحتمل أن يكون المراد به معادن الأرض: من الذهب والفضة (3) وقد يدخل في هذا ما وجد من خزائن النفط في باطن الأرض والله عز وجل أعلم.
وخصائص النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة منها ما جاء في حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان الرجل يبعث في قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة» (4).
وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة» . . . " (5) وذكر خصلة الأرض، وخصلة مبهمة بينها ابن خزيمة في صحيحه، وهي: «وأوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة، من بيت كنز تحت العرش لم يعط منه أحد قبلي». . . "(6) وفي رواية لأبي هريرة عند مسلم: «فضلت على الأنبياء بست» ذكر منها: ". . . «وختِمَ بي النبيّون» (7) وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله خصائص النبي صلى الله عليه وسلم فيما اطلع عليه
(1) انظر: شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 11/ 3635.
(2)
فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/ 128، وانظر: 1/ 437 - 439.
(3)
انظر: أعلام الحديث للخطابي 2/ 1422، وفتح الباري لابن حجر، 6/ 128.
(4)
متفق عليه: البخاري، كتاب التيمم، باب؛ حدثنا عبد الله بن يوسف، 1/ 100 برقم 335، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 1/ 370، برقم 521.
(5)
صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 1/ 371، برقم 522.
(6)
صحيح ابن خزيمة 1/ 133، برقم 264، وانظر: تلخيص الحبير، لابن حجر، 1/ 148.
(7)
صحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، 1/ 371، برقم 523.
من الروايات ثم قال: " فينتظم بهذا سبع عشرة خصلة ويمكن أن يوجد أكثر من ذلك لمن أمعن التتبع "(1).
قال ابن حجر رحمه الله في الجمع بين هذه الخصائص: " وطريق الجمع أن يقال: لعله اطلع أولا على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي، ومن لا يرى مفهوم العدد حجة يدفع هذا الإِشكال من أصله "(2). قال الإِمام القرطبي رحمه الله: " لا يظنّ القاصد أن هذا تعارض، وإنما يظن هذا من توهم أن ذكر الأعداد يدل على الحصر، وأنها لها دليل خطاب، وكل ذلك باطل؛ فإن القائل عندي خمسة دنانير- مثلا- لا يدل هذا اللفظ على أنه ليس عنده غيرها، ويجوز له أن يقول تارة أخرى: عندي عشرون، وتارة أخرى: عندي ثلاثون، فإن من عنده ثلاثون صدق عليه أن عنده عشرين، وعشرة، فلا تناقض ولا تعارض. ويجوز أن يكون النبيّ صلى الله عليه وسلم أعلم في وقت بالثلاث، وفي وقت بالخمس، وفي وقت بالست، والله أعلم "(3).
فينبغي للداعية أن يعلم خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الأمة، ثم ينشرها بين الناس.
ثانيا: من صفات الداعية: الإيجاز في اللفظ واتساع المعاني: إن من الصفات الحميدة التي ينبغي للداعية أن يتصف بها الإِيجاز في الألفاظ والاتساع في المعاني؛ لأن من درب عقله ولسانه على اختيار الألفاظ المشتملة على المعاني الكثيرة تعوَّد على ذلك ونفع الناس؛ ولهذا أعطي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم؛ وقد جمع كثير من علماء الإِسلام بعض الأحاديث قليلة الألفاظ كثيرة المعاني والأحكام والفوائد (4).
(1) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 1/ 439.
(2)
المرجع السابق 1/ 436.
(3)
المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 2/ 115.
(4)
مثل: كتاب الأربعين النووية فيه اثنان وأربعون حديثا من جوامع الكلم، ثم زاد عليها الحافظ ابن رجب ثمانية أحاديث وشرح جميعها، وسمى كتابه " جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم " ومن ذلك كتاب " بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخبار في شرح جوامع الأخبار " للعلامة عبد الرحمن السعدي، جمع فيه مائة حديث وشرحها. وغير ذلك. وانظر: جامع العلوم والحكم لابن رجب 1/ 56.
فينبغي للداعية أن يحفظ هذه الأحاديث، أو ما تيسر منها، ويعتني بشروحها مع العناية التامة بكتاب الله عز وجل؛ لأنه في الحقيقة قليل الألفاظ كثير المعاني والفوائد والأحكام؛ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: " فجوامع الكلم التي خص بها النبي صلى الله عليه وسلم نوعان:
أحدهما: ما هو في القرآن، كقوله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ} [النحل: 90](1).
الثاني: ما هو في كلامه صلى الله عليه وسلم، وهو منشور موجود في السنن المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم " (2).
ثالثا: من موضوعات الدعوة: الحث على حسن التفهم لمعاني جوامع الكلم: إن من أهم الموضوعات في الدعوة إلى الله عز وجل أن يحث الداعية المدعوين على الفهم الدقيق لمعاني جوامع الكلم " لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت بجوامع الكلم» وهذا يؤكد أهمية العناية التامة بفهم كتاب الله عز وجل وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ قال الإِمام الخطابي عند ذكره لبعض فوائد هذا الحديث: " وفيه الحض على حسن التفهم، والحث على الاستنباط لاستخراج تلك المعاني، ونبش تلك الدفائن المودعة فيها " (3) والله عز وجل لم ينزل القرآن الكريم إلا للتدبر والتفهم والعمل؛ قال سبحانه وتعالى:{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29](4).
رابعا: من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإِخبار بالمغيبات: لا ريب أن من المعجزات الباهرة ما أعلم الله به نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ومن هذه الأمور قوله
(1) سورة النحل، الآية 90.
(2)
انظر: جامع العلوم والحكم، 1/ 55، وشرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 7، وفتح الباري لابن حجر، 6/ 128، 13/ 247، وعمدة القاري للعيني، 14/ 235، 25/ 24، وإرشاد الساري للقسطلاني، 5/ 129، ومرقاة المفاتيح لملا علي القاري 1/ 14.
(3)
أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري 2/ 1422، وانظر: شرح الكرماني على صحيح البخاري 3/ 3، وعمدة القاري للعيني 14/ 235.
(4)
سورة ص، الآية 29.
صلى الله عليه وسلم: «أوتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي» قال الإِمام النووي رحمه الله: " هذا من أعلام نبوته؛ فإنه إخبار بفتح هذه البلاد لأمته، ووقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم، ولله الحمد والمنة "(1).
وهذا من دلائل صدق نبوته صلى الله عليه وسلم، وأنه عبد الله ورسوله (2).
خامسا: من صفات الداعية: التحدث بنعم الله عز وجل وتعديدها: ظهر في هذا الحديث أن التحدث بنعم الله عز وجل من أجمل الصفات، التي ينبغي للداعية أن يأخذ منها بأوفر الحظ والنصيب؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:«بعثت بجوامع الكلم» . . . " وذكر صلى الله عليه وسلم كثيرا من خصائصه؛ لبيان فضل الله عليه وإحسانه؛ ولبيان ما أمره الله بتبليغه من خصائصه، والتحدث بنعم الله عز وجل، وقد قال سبحانه:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11](3).
فينبغي للداعية أن يشكر الله على نعمه، وأن يتحدث بها، وينسبها إلى الله، ولا شك أنه لن يستطيع حصرها كما قال عز وجل:{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} [إبراهيم: 34](4) ولكن ينبغي التسديد والمقاربة، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وفي حديث الباب من الفوائد غير ما تقدم: مشروعية تعديد نعم الله "(5) والله المستعان (6).
سادسا: أهمية إلقاء العلم قبل السؤال: دل هذا الحديث على أنه ينبغي للداعية ومعلم الناس الخير أن يبدأهم بالتعليم والتوجيه، ولا ينتظر حتى يسأَل؛ فإن كثيرا من الناس لا يهتمون بالسؤال عن
(1) شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 8.
(2)
انظر: دلائل النبوة، لأبي بكر جعفر بن محمد الفريابي، ص 41 رقم 25، ودلائل النبوة للحافظ أبي نعيم الأصبهاني 2/ 537، ودلائل النبوة لإِسماعيل بن محمد بن فضل التيمي الأصبهاني، ص 90 - 91، والشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض 1/ 470، وانظر: الحديث رقم 21، الدرس الرابع.
(3)
سورة الضحى، الآية 11.
(4)
سورة إبراهيم، الآية 34.
(5)
فتح الباري بشرح صحيح البخاري، 1/ 439.
(6)
انظر: الحديث رقم 46، الدرس السادس عشر.
العلم؛ ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ كثيرا بإلقاء العلم على الناس ونشره بينهم، ولو لم يسألوا؛ وقد بدأهم بقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:" أعطيت مفاتيح الكلم ونصرت بالرعب. . . "(1).
سابعا: من أساليب الدعوة: التشبيه: إن التشبيه من أساليب الدعوة التي ينبغي استخدامها عند الحاجة في تعليم الناس الخير، وقد ظهر هذا الأسلوب في هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم؛ «أوتيت مفاتيح خزائن الأرض فوضعت في يدي» وقال في رواية الحديث الأخرى:«أعطيت مفاتيح الكلم» . قال الإِمام الكرماني رحمه الله: " أي لفظ قليل يفيد معاني كثيرة، وهذا غاية البلاغة، وشبه ذلك القليل بمفاتيح الخزائن التي هي آلة للوصول إلى مخزونات متكاثرة ". (2).
فينبغي العناية بهذا الأسلوب عند الحاجة إليه (3).
(1) انظر: الحديث رقم 58، الدرس الخامس.
(2)
شرح الكرماني على صحيح البخاري، 24/ 108.
(3)
انظر الحديث رقم 18، الدرس الرابع.