الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
69 -
باب نَزْعِ السَّهْمِ مِنَ البدَنِ
[حديث اللهم اغفر لعبيد أبي عامر]
66 -
[2884] حَدَّثَنَا محَمَّد بْن الْعَلَاءِ: حَدَّثَنَا أَبو أسَامَةَ، عَنْ بريْدِ بْنِ عبد الله، عَنْ أَبِي برْدَة عَنْ أَبِي موسَى (1) رضي الله عنه قَالَ:«رمِيَ أَبو عَامِرٍ (2) فِي ركْبَتِهِ فانْتَهَيْت إِليْهِ، قَالَ: انْزَعْ هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْته، فَنَزَا مِنْه الْمَاء، فَدَخَلْت عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأَخْبَرته فَقَالَ: " اللَّهمَّ اغْفِرْ لِعبيدٍ أَبِي عَامِر» (3).
وفي رواية: «لَمَّا فَرَغَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم منْ حنَيْنٍ بَعَثَ أَبَا عَامِرٍ عَلَى جَيْشٍ إِلَى أوْطَاسٍ، فلَقِيَ درَيْدَ بنَ الصِّمَّةِ فَقتِلَ درَيد وَهَزَمَ الله أصْحَابَه، قَالَ أَبو موسَى: وَبَعَثَنِي مَعَ أَبِي عَامِرٍ فَرمِيَ أَبو عَامِرٍ فِي ركْبَتِهِ، رَمَاه جشَمِيّ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَه فِي ركْبَتِهِ فَانْتَهَيْت إِلَيْهِ فَقلْت: يَا عَمِّ مَنْ رَمَاكَ؛ فَأَشَارَ إِلَى أَبِي موسَى، فَقَالَ: ذَاكَ قَاتِلِي الَّذِي رَمَانِي، فَقَصَدْت لَه فَلَحِقْته، فَلَمَّا رَآنِي وَلَّى فَاتَّبَعْته وَجَعَلْت أَقول لَه: ألَا تَسْتَحي؟ ألَا تَثْبت؟ فَكَفَّ فَاخْتَلَفْنَا ضَرْبَتَيْنِ بِالسَّيْفِ فَقَتَلْته، ثمَّ قلْت لأَبِي
(1) عبد الله بن قيس بن سليم، بن حضّار، بن حرب، الإِمام الكبير، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو موسى الأشعري التيمي، الفقيه المقرئ. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل هجرته إلى المدينة فأسلم، ثم هاجر إلى الحبشة، ثم هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحاب السفينتين بعد فتح خيبر، فأسهم لهم منها ولم يسهم منها لأحد غاب عن فتحها غيرهم، ولأبي موسى مع حسن صوته فضيلة ليست لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر ثلاث هجرات: هجرة من اليمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهجرة من مكة إلى الحبشة، وهجرة من الحبشة إلى المدينة، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد، وعدن، وساحل اليمن، واستعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكوفة، والبصرة، وكان حسن الصوت بالقرآن قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:" لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود "[مسلم برقم 793] قدم الأشعريون من اليمن فلما قدموا تصافحوا، فكانوا أول من أحدث المصافحة. [مسند أحمد 3/ 155، 223] روي له عن النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وستون حديثا، اتفق البخاري ومسلم على خمسين، وانفرد البخاري بخمسة عشر، ومسلم بخمسة عشر، توفي بمكة وقيل بالكوفة سنة خمسين، وقيل سنة إحدى وخمسين، وقيل سنة أربع وأربعين ورجح الذهبي هذا القول. رضي الله عن أبي موسى ورحمه. انظر: تهذيب الأسماء واللغات للنووي 2/ 268، وسير أعلام النبلاء للذهبي، 2/ 380 - 402، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، 2/ 359.
(2)
أبو عامر واسمه: عبيد بن سليم بن حضار عم أبي موسى الأشعري، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش إلى أوطاس بعد معركة حنين، فقتل رضي الله عنه. انظر: الإِصابة في تمييز الصحابة لابن حجر 4/ 123.
(3)
[الحديث 2884] طرفاه في: كتاب المغازي، باب غزاة أوطاس، 5/ 119، برقم 4323. وكتاب الدعوات، باب الدعاء عند الوضوء، 7/ 209، برقم 6383. وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رضي الله عنهما، 4/ 1943، برقم 2498.
عَامِرٍ: قَتَلَ الله صَاحِبَكَ، قَالَ فَانزع هَذَا السَّهْمَ، فَنَزَعْته فَنَزَا مِنْه الْمَاء، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي أَقْرِئ النَّبِيَّ السَّلَامَ وِقلْ لَه استَغْفِرْ لِي، واسْتَخْلَفَنِي أَبو عَامِرٍ عَلَى النَّاسِ فَمَكَثَ يَسِيرا ثمَ مَاتَ، فرَجَعْت فَدَخَلْت عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهِ عَلَى سَرِيرٍ مرْمَلٍ وَعَلَيهِ فِرَاش قَدْ أثَّر رِمَال السَّرِيرِ فِي ظَهْرٍهِ وَجَنبيْهِ، فَأَخْبَرْته بِخَبَرِنَا وَخَبَرِ أَبِي عَامِرٍ وَقَال: قل لَه اسْتَغْفِرْ لِي فَدَعَا بِمَاءٍ فتَوَضَّأَ ثمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ: " اللَّهمَّ اغْفر لِعبيدٍ أَبِي عَامِرٍ " وَرَأَيْت بياضَ إبْطَيْهِ ثمَّ قَالَ: " اللَّهمَّ اجْعَلْه يَوْمَ الْقيَامَةِ فَوْقَ كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَ النَّاسِ " فَقلْت وَلي فَاسْتَغْفِرْ، فَقَالَ:" اللَّهمَّ اغْفر لِعَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَه، وَأَدْخِلْه يَوْمَ الْقِيَامَةِ مدْخَلا كَرِيْما " قَالَ أَبو برْدَةَ: إحْدَاهمَا لأَبِي عَامِرٍ وَالأخْرَى لأَبِي موسَى (1)».
* شرح غريب الحديث: * " فنزا منه الماء " يقال: نزِف دمه، ونزِيَ: إذا جرى ولم ينقطع (2).
* " سرير مرمَل " أي منسوج في وجه السرير بالسعف (3).
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
الابتلاء والامتحان للدعاة إلى الله عز وجل.
2 -
من صفة الداعية: التعاون على البر والتقوى.
3 -
من وسائل الدعوة: إرسال الدعاة والمجاهدين في سبيل الله عز وجل.
4 -
من صفات الداعية: الشجاعة.
5 -
حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
6 -
من أساليب الدعوة: التبشير والتهنئة.
(1) الطرف رقم: 4323.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر، باب النون مع الزاي، مادة " نزا " 5/ 43.
(3)
انظر: المرجع السابق، باب الراء مع الميم، مادة " رمل " 2/ 265، وتفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص 80.
7 -
من صفات الداعية: الزهد.
8 -
من صفات الداعية: التواضع.
9 -
من صفات الداعية: الرحمة.
10 -
من صفات الداعية: الرغبة فيما عند الله عز وجل.
11 -
من أصناف المدعوين: المشركون.
12 -
من أساليب الدعوة: الدعاء للمدعو.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: الابتلاء والامتحان للدعاة إلى الله عز وجل: دل هذا الحديث على أن من سنن الله تعالى ابتلاء عباده المؤمنين بالسراء والضراء، ومن هذا الابتلاء ما حصل لأبي عامر رضي الله عنه من رميه بالسهم ثم موته شهيدا رضي الله عنه بعد ابتلائه وصبره؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم:«أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة» (1). وقال صلى الله عليه وسلم: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السّخْط» (2)؛ قال الله عز وجل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214](3) وقال عز وجل: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [آل عمران: 179](4) وقال سبحانه وتعالى: {الم - أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ - وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 1 - 3](5).
(1) الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، 4/ 601، برقم 2398 وقال:" هذا حديث حسن صحيح "، وابن ماجه، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، 2/ 1334، برقم 403، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 143.
(2)
الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، 4/ 601، برقم 2396 وحسنه، وابن ماجه، كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء، 2/ 1338، برقم 4031، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي 2/ 286.
(3)
سورة البقرة، الآية:214.
(4)
سورة آل عمران، الآية:179.
(5)
سورة العنكبوت، الآيات: 1 - 3.
ثانيا: من صفات الداعية: التعاون على البر والتقوى: ظهرت هذه الصفة الحميدة في هذا الحديث؛ لأن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه، جاء إلى أبي عامر فقال: يا عمِّ من رماك؟ فأشار أبو عامر إلى قاتله، وقال: ذاك قاتلي الذي رماني، قال أبو موسى الأشعري: فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولَّى فاتبعته وجعلت أقول له: ألا تستحي؟ ألا تثبت؟ وعند ذلك وقف ثم قاتله أبو موسى حتى قتله.
فينبغي للداعية أن يكون متعاونا على البر والتقوى كما قال عز وجل: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [المائدة: 2](1).
ثالثا: من وسائل الدعوة: إرسال الدعاة والمجاهدين في سبيل الله عز وجل: دل هذا الحديث على أن من الوسائل النافعة إرسال الدعاة والمجاهدين في سبيل الله عز وجل، للدعوة إلى الله عز وجل والجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عامر على جيش إلى أوطاس ومعهم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وهذه سنته صلى الله عليه وسلم أن يرسل السرايا ويبعث البعوث؛ وقد ذكر أهل العلم أنه بعث منذ هجرته حتى وفاته صلى الله عليه وسلم: ستا وخمسين سرية، وغزا سبعا وعشرين غزوة، قاتل في تسع منها؛ وما ذاك إلا من أجل الدعوة إلى الله عز وجل (2).
رابعا: من صفات الداعية: الشجاعة: ظهرت صفة الشجاعة في هذا الحديث، وذلك بما قام به أبو موسى
(1) سورة المائدة، الآية:2.
(2)
انظر: شرح النووي على صحيح مسلم 12/ 436، والبداية والنهاية لابن كثير، 3/ 241، 5/ 216 - 217، وزاد المعاد لابن القيم 3/ 5، 122 - 592.
الأشعري رضي الله عنه، من قتال من قتل أبا عامر حتى قتله، وقد ظهرت حكمته وبراعته في القتال حيث قال له:" ألا تستحي؟ ألا تثبت؟ " حتى وقف له خجلا من عار الفرار، قال أبو موسى رضي الله عنه:" فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته ".
فينبغي للداعية أن يتحلى بالشجاعة والثبات (1).
خامسا: حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دل هذا الحديث على عظم حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال أبو عامر رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: " يا ابن أخي أقرئ النبي السلام وقل له استغفر لي ".
وهذا يدل على محبته العظيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وهو يلفظ أنفاسه عند نزع الموت لروحه. فينبغي لكل مسلم أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة كاملة صادقة (2).
سادسا: من أساليب الدعوة: التبشير والتهنئة: وقد ظهر هذا الأسلوب في هذا الحديث؛ لأن أبا موسى بَشَّرَ أبا عامر وأعلمه أنه قتل من رماه بالسهم فقال: " قتل الله صاحبك " وهذا يدل أيضا على حسن الأدب، فإنه أسند الأمر إلى الله عز وجل؛ لأن الله سبحانه الذي أعانه على قتله.
فينبغي للدعاة إلى الله عز وجل أن يعرفوا أهمية التهنئة والتبشير، وأن يلتزموا الآداب الحسنة (3).
سابعا: من صفات الداعية: الزهد: إن الزهد من أهم صفات الداعية، وقد ظهر في هذا الحديث من فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين نام على السرير المرمل حتى أثَّرَ في جنبيه، قال أبو موسى رضي الله عنه:" فرجعت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في بيته على سرير مرمل. . . قد أثَّر رمال السرير في ظهره وجنبيه ".
(1) انظر: الحديث رقم 35، الدرس الخامس، ورقم 61، الدرس الثاني.
(2)
انظر: الحديث رقم 62، الدرس الثامن، ورقم 63، الدرس الثامن.
(3)
انظر: الحديث رقم 9، الدرس التاسع.
فينبغي للداعية أن ينظر إلى هذا الزهد العظيم، فيعلم أن الدنيا دار ممر ومتاع زائل (1).
ثامنا: من صفات الداعية: التواضع: التواضع من أجمل الصفات وأحسنها وقدوة الداعية في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد دل هذا الحديث على ذلك حينما وصل الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بموت أبي عامر شهيدا وطلبه رضي الله عنه الاستغفار من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماءٍ فتوضأ ثم رفع يديه فدعا لأبي عامر دعوات عظيمة. فينبغي للداعية إلى الله عز وجل أن يتصف بالتواضع اتباعا لسيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم (2).
تاسعا: من صفات الداعية: الرحمة: ظهرت صفة الرحمة في هذا الحديث؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لأبي عامر بقوله: «اللهم اغفر لعبيد أبي عامر» ورفع يديه في الدعاء حتى رأى أبو موسى رضي الله عنه بياض إبطيه ثم قال: «اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس» فالمبالغة في رفع الأيدي (3).
وتكرير الدعاء وتنويعه يدل على رحمته صلى الله عليه وسلم (4).
عاشرا: من صفات الداعية: الرغبة فيما عند الله عز وجل: إن من أجل الأعمال الصالحة وأجمل الصفات الحميدة: الرغبة فيما عند الله سبحانه وتعالى، وقد ظهرت هذه الصفة الكريمة في طلب أبي عامر الاستغفار له من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهرت هذه الرغبة أيضا عند أبي موسى رضي الله عنه عندما سمع استغفار النبي صلى الله عليه وسلم لأبي عامر، فقال:" ولي فاستغفر " فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما» .
(1) انظر: الحديث رقم 2، الدرس الأول، ورقم 15، الدرس الأول.
(2)
انظر: الحديث رقم 65، الدرس الثالث.
(3)
انظر: مواطن رفع الأيدي في الدعاء: صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب رفع الأيدي في الدعاء، 7/ 198، وكتاب رفع اليدين في الصلاة، للإمام البخاري أيضا، ص 17 - 161.
(4)
انظر: الحديث رقم 3، الدرس الأول، ورقم 50، الدرس الرابع.
فينبغي لكل مسلم أن يرغب ويطمع في رحمة الله وفيما عنده من الخيرات (1).
الحادي عشر: من أصناف المدعوين: المشركون: دل هذا الحديث على أن من أصناف المدعوين أهل الشرك، ولهذا بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبا عامر على جيش إلى أوطاس، وقبل ذلك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مشركي مكة، وقاتلهم في معركة بدر، وأحد، وغير ذلك من سراياه وبعوثه التي أرسل بها وبعثها صلى الله عليه وسلم إلى أهل الشرك؛ لدعوتهم إلى التوحيد الخالص (2).
الثاني عشر: من أساليب الدعوة: الدعاء للمدعو: إن من الأساليب المهمة في الدعوة إلى الله عز وجل: الدعاء للمدعو؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي موسى الأشعري: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما» ، وهذا يؤكد أهمية الدعاء للمدعو؛ لما فيه من تأليف القلوب ونفع المدعوين (3).
(1) انظر: الحديث رقم 13، الدرس الثاني، ورقم 16، الدرس الثالث، ورقم 21، الدرس السادس، ورقم 28، الدرس الثالث.
(2)
انظر: الحديث رقم 91، الدرس الثامن.
(3)
انظر: الحديث رقم 21، الدرس الخامس، ورقم 45، الدرس الثامن.