الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
46 -
باب اسم الفرسِ وَالحمارِ
[حديث فرس النبي صلى الله عليه وسلم]
57 -
[2855] حَدَّثَنَا عَلِي بْن عبد الله بْنِ جَعْفَر: حَدَّثَنَا مَعْن بن عِيسى: حَدَّثَنِي أبَي بْن عباسِ بْنِ سَهْل عَنْ أَبِيه، عَنْ جَدِّه (1) قَالَ:«كَانَ للنَّبِي صلى الله عليه وسلم في حَائِطِنَا فَرَس يقَال لَه اللحَيْف» .
قَالَ أَبو عبد الله: وَقَالَ بَعْضهمْ: اللخَيْف.
* شرح غريب الحديث: * " حائطنا " الحائط: " هو البستان من النخيل إذا كان عليه حائط وهو الجدار "(2).
* " اللحَيْف " قال القاضي عياض رحمه الله: " اللحَيْف: بالحاء المهملة وضم اللام على التصغير كذا ضبطناه، وضبطناه أيضا بفتح اللام وكسر الحاء مكبرا، " اللَّحِيف " وقال بعضهم: بالخاء المعجمة والمعروف الأول "(3) وهو اسم فرس النبي صلى الله عليه وسلم، وسمِّي بذلك؛ لطول في ذنبه، فعيل بمعنى فاعل. كأنه يلحف الأرض بذنبه، أي يغطيها به، يقال: لحفت الرّجلَ باللِّحاف: طرحته عليه. قال ابن الأثير " ويروى بالجيم والخاء "(4) وقال في موضع آخر: " وأما من رواه بالخاء فلا وجه له "(5).
* الدراسة الدعوية للحديث: في هذا الحديث دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
من موضوعات الدعوة: الإِعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل.
2 -
أهمية تعاون المدعو مع ولي أمر المسلمين.
(1) سهل بن سعد رضي الله عنه، تقدمت ترجمته في الحديث رقم:25.
(2)
النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير، باب الحاء مع الواو، مادة:" حوط " 1/ 462.
(3)
مشارق الأنوار على صحاح الآثار، حرف اللام مع الحاء، مادة:" لحف " 1/ 356.
(4)
النهاية في غريب الحديث والأثر، باب اللام مع الحاء، مادة:" لحف "، 4/ 238، وانظر: أعلام الحديث للخطابي، 2/ 1376.
(5)
جامع الأصول، 5/ 52.
والحديث عن هذين الدرسين والفائدتين الدعويتين على النحو الآتي:
أولا: من موضوعات الدعوة: الإعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل: دل هذا الحديث على عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالإِعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل؛ ولهذا جعل الفرس في حائط الصحابي سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنهما؛ ولعناية النبي صلى الله عليه وسلم بإعداد الخيل فقد كان لها أسماء تعرف بها في زمنه صلى الله عليه وسلم (1).
فينبغي العناية بالإِعداد للجهاد، وحث المسلمين على ذلك (2).
ثانيا: أهمية تعاون المدعو مع ولي أمر المسلمين: لا شك أنه ينبغي التعاون مع ولاة أمر المسلمين، والدعاة وشد أزرهم ابتغاء وجه الله عز وجل، وقد دل هذا الحديث على حرص الصحابة رضي الله عنهم على التعاون مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن هذا التعاون ما فعله سهل بن سعد بن مالك الساعدي رضي الله عنهما من حفظ فرس رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائطه تعاونا على الإِعداد للجهاد في سبيل الله عز وجل. ومن حرص الصحابة رضي الله عنهم على التعاون في الإِعداد للجهاد ما فعله سعد بن مالك (3) أبو سهل بن سعد؛ فإنه أوصى برحل راحلته عند موته للنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله (4).
فينبغي للمدعوين أن يتعاونوا مع ولاة الأمر والعلماء والدعاة في كل ما يكون فيه خدمة وحماية ودفاع ونصرة للإِسلام والمسلمين، كما قال سبحانه وتعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2](5).
(1) انظر: شرح صحيح البخاري للكرماني 12/ 138، وزاد المعاد لابن القيم، 1/ 133، وفتح الباري لابن حجر، 6/ 58، وعمدة القاري للعيني 14/ 146.
(2)
انظر: الحديث رقم 56، الدرس الأول.
(3)
هو سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الساعدي، تجهز؛ ليخرج إلى بدر فمرض فمات، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبد البر، المطبوع بهامش الإصابة، 2/ 35، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر، 2/ 34.
(4)
انظر: الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 34.
(5)
سورة المائدة، الآية:2.