الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
94 -
باب قتال اليهود
[حديث تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله هذا يهودي ورائي فاقتله]
83 -
[2925] حدثنا إسحاق بن محمد الفروي: حدثنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر (1). رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله، هذا يهودي ورائي فاقتله» (2). وفي رواية: «تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم، حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله» (3).
[حديث لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله]
84 -
[2926] حدثنا إسحاق بن إبراهيم: أخبرنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة عن أبي هريرة (4). رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله» .
* شرح غريب الحديثين: فتسلطون عليهم: تمكنون منهم، يقال: تسلط: تمكن وتحكم (5).
* الدراسة الدعوية للحديثين: في هذين الحديثين دروس وفوائد دعوية، منها:
1 -
من أساليب الدعوة: البشارة (6).
(1) تقدمت ترجمته في الحديث رقم 1.
(2)
[الحديث 2925] طرفه في كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، 4/ 211، برقم 3593. وأخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب " لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء "، 4/ 2238، برقم 2921.
(3)
الطرف رقم 3593.
(4)
تقدمت ترجمته في الحديث رقم: 7.
(5)
المصباح المنير، للفيومي، كتاب السين مادة:" تسلط " 1/ 285.
(6)
البشارة: يقال للخبر السار: البشارة، والبشرى. مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني، كتاب الباء، مادة:" بشر " ص 125، وانظر: المصباح المنير، للفيومي كتاب الباء، مادة:" بشر " 1/ 49.
2 -
من خصائص الإسلام: البقاء إلى قيام الساعة.
3 -
من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإخبار بالأمور الغيبية.
والحديث عن هذه الدروس والفوائد الدعوية على النحو الآتي:
أولا: من أساليب الدعوة: البشارة: إن البشارة بالخير من أساليب الدعوة التي تجذب قلوب المدعوين، وقد ظهر هذا الأسلوب في قوله صلى الله عليه وسلم:«تقاتلون اليهود حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر فيقول: يا عبد الله، [وفي الرواية الأخرى: يا مسلم، هذا يهودي ورائي فاقتله» ، وهذا فيه بشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته أن الله عز وجل سوف ينصرهم على اليهود، ويسلطهم عليهم، فيتمكنون من قتلهم وإبادتهم، وأن الساعة لا تقوم حتى يكون ذلك القتال والنصر على أعداء الله عز وجل (1).
فينبغي للداعية أن يستخدم أسلوب البشارة بالخير للمدعوين (2).
ثانيا: من خصائص الإسلام: البقاء إلى قيام الساعة: دل هذا الحديث على أن الإسلام يبقى إلى قيام الساعة؛ لأن هؤلاء اليهود هم أتباع الدجال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا. .» (3). وهؤلاء يتبعون الدجال آخر الزمان، وينزل عيسى صلى الله عليه وسلم ويقتل الدجال، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شجر ولا حجر يتوارى به يهودي - إلا الغرقد؛ فإنه من شجرهم- إلا قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي فتعال اقتله (4). وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حدد بقاء الإسلام بعد قتل عيسى ابن
(1) انظر: فتح الباري، لابن حجر، 6/ 103، 610، وعمدة القاري للعيني، 14/ 199، وإرشاد الساري، للقسطلاني، 5/ 105.
(2)
انظر: الحديث رقم 9، الدرس التاسع.
(3)
صحيح مسلم، كتاب الفتن، باب في بقية من أحاديث الدجال، 4/ 2266، برقم 2944. عن أنس رضي الله عنه.
(4)
انظر: سنن ابن ماجه، كتاب الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم، 2/ 1361، برقم 4077، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه وانظر: فتح الباري، لابن حجر 6/ 610.
مريم صلى الله عليه وسلم للدجال فقال صلى الله عليه وسلم: «ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته. .» ثم يبين صلى الله عليه وسلم: أن بعد ذلك يبقى شرار الخلق فعليهم تقوم الساعة (1).
وهذا كله يبين أن الإسلام يبقى إلى قبيل قيام الساعة، والحمد لله رب العالمين (2).
ثالثا: من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم: الإخبار بالأمور الغيبية: دل هذا الحديث على أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله حقا؛ لأنه أخبر بأمور غيبية كثيرة وقعت كما أخبر، وأمور غيبية أخرى لم تقع وستقع لا محالة كما أخبر صلى الله عليه وسلم، ومنها قتل اليهود، وتطهير الأرض منهم، وتخليص المسلمين من شرهم؛ قال العلامة العيني رحمه الله في فوائد هذا الحديث:" وفيه معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بما سيقع عند نزول عيسى عليه السلام: من تكلم الجماد والإخبار والأمر بقتل اليهود، وإظهاره إياهم في مواضع اختفائهم "(3). وسيقع ذلك كما أخبر صلى الله عليه وسلم (4).
* * * *
(1) صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب خروج الدجال ومكثه في الأرض ونزول عيسى وقتله إياه، وذهاب أهل الخير والإيمان، وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان، والنفخ في الصور، وبعث من في القبور، 4/ 2259، برقم 2940.
(2)
انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 7/ 293، وانظر أيضا: الحديث رقم 55، الدرس الرابع.
(3)
عمدة القاري شرح صحيح البخاري، 14/ 199، و 16/ 134، وانظر: فتح الباري، لابن حجر 6/ 103، 610، وإرشاد الساري للقسطلاني 5/ 105.
(4)
انظر: الحديث رقم 21، الدرس الرابع.