المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحسن جنى الحمد تغنم لذة العمر - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ١

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌يا فَاطِرَ الخَلْقِ البَدِيْعِ وكَافِلاً

- ‌بِذِكْرِكَ يَا مَوْلى الْوَرَى نَتَنَعَّمُ

- ‌صَرَفْتُ إلى رَبِّ الأنام مَطَالِبي

- ‌يَا خَالقِي عَبدُكَ الخاطِي الحَزينُ لَقَدْ

- ‌يَا مَنْ إلَيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ يبتهلوا

- ‌يا مَنْ يُغِيْثُ الوَرَى مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا

- ‌أَيَا لائِمِي مَالِي سِوَى البَيْتِ مَوْضِعٌ

- ‌لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءً وَالمُلْكُ رَبَّنَا

- ‌يَا نَفْسُ قَدْ طَابَ في إمْهَالِكِ العَمَلُ

- ‌لَكَ الحَمْدُ يَا ذَا الجُوْدِ والمَجْدِ والعُلَا

- ‌تَمَسَّكَ بِحَبْلِ اللهِ وَاتَّبِعِ الهُدَى

- ‌الَقْلبُ أَعْلَمُ يا عَذُولُ بِدَائِهِ

- ‌تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لمَا تَبَسَّمَا

- ‌ولَيْسَ اغْتِرَابُ الدِّينِ إلَاّ كَمَا تَرَى

- ‌لهَفِيْ عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ أَشْيَاعِهِ

- ‌خَاتِمَة وَنِدَاء لِلعلماءيا مَعْشَرَ العُلَمَآءِ لَبُّوا دَعْوةً

- ‌تَيَقَّضْ لِنَفْسٍِ عَنْ هُدَاهَا تَوَلتِ

- ‌أَيَا لَاهِيًا في غَمْرَةِ الجَهْلِ وَالهَوَى

- ‌ذُنُوبُكَ يَا مَغْرُورُ تُحْصَى وَتُحْسَبُ

- ‌إلَى كَمْ تَمَادَى في غُرُوْرٍ وَغَفلَةٍ

- ‌عَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ لَا تَتْرُكُوْنَهَا

- ‌وَقَدِّمْ أَحَاديثَ الرسولِ ونَصَّهً

- ‌على العِلمِ نبكي إِذْ قَدِ انْدرَسَ العِلْمُ

- ‌وللدَّهْرِ تَارَاتٌ تَمرُ على الفَتَى

- ‌عِلْمُ الحَدِيْثِ أجِلُّ السُّؤلِ والوَطَر

- ‌دَعِ البكاءَ على الأطْلَالِ والدَّار

- ‌يا تارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوطَانًا

- ‌دعونِيْ على نَفْسِي أَنُوحُ وأنْدُبُ

- ‌تَفُتُّ فُؤادَكَ الأيَّامُ فَتًّا

- ‌يَقُولُونَ لِي فِيْكَ انْقِباضٌ وإنَّمَا

- ‌مَعَ العِلْمِ فاسْلُكُ حيثُ مَا سَلَك العِلْمُ

- ‌لَقَدْ عَفَتْ مِنْ دِيَارِ العِلْمِ آثَارٌ

- ‌ذَوو العِلْمِ في الدنيا نُجومُ هِدايةٍ

- ‌تَعَلَّمْ فإنَّ العِلْمَ زينٌ لأهْلِهِ

- ‌واعْلمْ بأنَّ العِلمَ أرفعُ رُتْبَةً

- ‌جَزَى الله أَصْحَابَ الحَدِيثِ مَثْوبَةً

- ‌سَلَامِي على أهل الحديث فإِنني

- ‌أُوْصِيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ

- ‌يُشَارِكُكَ المُغْتَابُ في حَسَنَاتِهِ

- ‌تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ

- ‌إذا طَلَعتْ شمسُ النَّهارِ فإنِّها

- ‌نَمْضِي عَلَى سُبُلٍ كَانُوا لَهَا سَلَكُوا

- ‌وَمَا النَّاسُ إلَا رَاحِلُوْنَ وَبَيْنَهُمْ

- ‌يَا طَالِبًا رَاحَةً مِنْ دَهْرِهِ عَبَثًا

- ‌اكْدَحْ لِنَفْسكَ قَبْلَ المَوْتَِ في مَهلٍ

- ‌أَيَا لِلْمَنَايَا وَيْحَهَا مَا أَجَدَّهَا

- ‌أَلَمْ تَر أنَّ المرءَ يَِحْبسُ مَالَهُ

- ‌خَفِّضْ هُمُومَكَ فَالحَيَاةُ غَرُوْرُ

- ‌نَادَتْ بِوَشْك رَحْيْلكَ الأيَّامُ

- ‌فَاسْمَعْ صِفَاتِ عَرَائِس الْجَنَّاتِ

- ‌بِاللهِ مَا عُذْرُ امْرِءٍٍ هُو مُؤْمِنٌ

- ‌سِهَامُ المَنَايَا في الوَرَى لَيْسَ تُمْنَعُ

- ‌وَلَا بَأْسَ شَرْعاً أَنْ يَطِبَّكَ مُسْلِمٌ

- ‌فَيَا سَاهيًا فِي غَمْرِة الجَّهْلِ والْهَوَى

- ‌إِلَى مَتى أَرَى يا قَلْبُ مِنْكَ التَّرَاخِيَا

- ‌وَكَيْفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلْمِ أَعْيُنُهم

- ‌دَعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ

- ‌مَنْ ذَا الَّذِي قَدْ نَالَ رَاحَةَ فِكْرِهِ

- ‌يَا أيُّها السُّنيُّ خُذْ بِوَصِيَّتي

- ‌أَتَبكِيْ لِهَذَا الموتِ أمْ أنتَ عارِفُ

- ‌أَعَارَتْكَ دُنْيَا مُسْتَردٌ مُعارُهَا

- ‌أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا

- ‌لَيْسَ الغَرِيْبُ غَرِيْبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ

- ‌يَا نَفْسُ هَذَا الَّذِي تَأْتِينَهُ عَجَبٌ

- ‌هو اللهُ مَن أَعْطَى هُدَاهُ وَصحّ مِِن

- ‌مَحَمَّد الْمَبْعُوثُ لِلخَلْقِ رَحْمَةً

- ‌بِحَمْدِكَ ذِي الإِكْرَامِ مَا رُمْتُ أَبْتَدي

- ‌وَكُنْ عَالِمًا إِنَّ الذُّنُوبَ جَمِيْعَهَا

- ‌ومالِيْ ولِلدُّنْيَا وَلَيْسَتْ ببُغْيَتِي

- ‌تَبَارَك مَنْ عَمَّ الوَرَى بِنَوَالِهِ

- ‌إِلَى اللهِ نَشْكُوا غُربَةَ الدِّيْن والهُدَى

- ‌فَلَا يَغُرَنَّكُمَّ لَمَّا جَرَى قَدَرٌ

- ‌وأَنَّ ذَوِي الإِيمَانِ والعِلْمِ والنُهَى

- ‌سَعِدَ الذِيْنَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى

- ‌ فيما جرى على الإسلام وأهله من الظلمة والطغاة والمجرمين: جَازَاهُم اللهُ بِمَا يَسْتَحِقُّوْن:

- ‌وَكُنْ ذَاكِرًا للهِ في كُلِّ حَالَةٍ

- ‌إِليْكَ إِلهَ العَرْشِ أَشْكُو تضَرُّعَا

- ‌فِيْمَ الرُّكُونُ إلى دَارِ حَقِيْقَتُهَا

- ‌حَمِدْتُ الذِيُ يُوْلي الجَمِيْلَ وَيُنْعِمُ

- ‌الحمدُ للهِ القَوِيّ الماجدِ

- ‌إِنِّي أرِقتُ، وَذِكْرُ المَوتِ أَرَّقَني

- ‌مَنْ كَانَ يُوْحِشُهُ تَبْدِيْلُ مَنْزِلِه

- ‌إِذَا شِئْتَ أَن تَحْيا سَعيْدًا مَدَى العُمْرِ

- ‌وكُنْ بَيْنَ خَوْفٍ والرَّجَا عَاملاً لِمَا

- ‌قَوْمٌ مَضَوْا كَانَتِ الدُّنْيَا بهم نُزَهًا

- ‌إِنَّ القَنَاعَةْ كَنْزٌ لَيْسَ بالفَانِيْ

- ‌يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ

- ‌رَأَيْتُكَ فِيْمَا يُخْطِيءُ النَّاسُ تَنْظُرُ

- ‌يَا مُطْلِقَ الطَّرْفِ المُعَذَّبِ بالأُولَى

- ‌يَا خَاطِبَ الحُورِ الحِسَانِ وَطَالبًا

- ‌لِيَبْكِ رسولَ اللهِ مَن كان بَاكِيَا

- ‌يا مَن يَطُوفُ بكَعْبَةٍ الحُسْنِ التي

- ‌تَذَكَّرْ وَلَا تَنْسَ الْمِعَادَ وَلا تَكُنْ

- ‌إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ في الحَيَاةِ فَهاتِ

- ‌عَسَى توْبَةٌ تُمْحَى بِهَا كُلُّ زَلَّةِ

- ‌لَيْسَ الحَوادِثُ غَيرَ أَعْمَالِ امْرِيءٍ

- ‌إلَهِي لا تُعَذَبَنْي، فَإِنِّي

- ‌وَالجَنَّةُ اسْمُ الجنسِ وهْيَ كَثِيْرَةٌ

- ‌أذَلّ الحِرْصُ والطّمَعُ الرِّقابَا

- ‌لَيْتَ شِعْري سَاكَن القَبرِ المشِيْدْ

- ‌وَعَبْدُ الهَوَى يَمْتَازُ مِن عَبْدِ رَبِّهِ

- ‌قَدْ أَمْسَتْ الطَّيرُ وَالأَنْعَامُ آمِنةً

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيْمَانِ

- ‌محَمَّدُ المُصْطفى المُخَتارُ مَنْ ظَهَرَتْ

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَرَانِيْ إِذَا حَدَّثْتُ نَفْسِيْ بِتَوْبَةٍ

- ‌أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ

- ‌وَلَمَّا رَأيتُ القَوْمَ لا وِدَّ عِنْدَهُمْ

- ‌أَقُولُ وَأَوْلَى ما يُرَى في الدَّفَاترِ

- ‌جَزَا اللهُ رَبَّ الناس خَيَر جَزَائه

- ‌لَقَدْ خَابَ قَومٌ زَالَ عَنْهُم نَبِيُّهُم

- ‌رَسَائِلُ إِخوانِ الصَّفَا والتَّودُّدِ

- ‌يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيّدَ الثَّقَلانِ

- ‌مُرَادُكَ أنْ يَتِمَّ لَكَ المُرَادُ

- ‌لِمَنْ وَرْقَاءُ بِالوَادِي المَرِيْعِ

- ‌هُوَ الموتُ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعُ

- ‌يَا صَاحِبِيْ إِنَّ دَمْعِيْ اليَوْمَ مُنْهَمِلٌ

- ‌كرِهْتُ وَعَلَاّمِ الغُيوبِ حَيَاتِي

- ‌وَاهًا لِدُنْيَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ قَتَلَتْ

- ‌أخْلِ لِمَنْ ينْزِلُ ذَا المَنْزِلِ

- ‌يا قَومُ فَرْضُ الهِجْرَتَيْنِ بحَالِهِ

- ‌الدهْرُ يُعقب ما يَضَرُّ وينفع

- ‌يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنْفَاسُهُ

- ‌يَا مَنْ يَرُوْمُ الفَوزَ في الجَنْاتِ

- ‌يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُرِيْدُ نَجَاتَهُ

- ‌أَتَأَمَلُ في الدُنْيَا تَجِدُ وَتَعْمُرُ

- ‌لَقَدْ دَرَجَ الأسْلَافُ مِن قَبْلِ هَؤُلاءِ

- ‌أيا نَفْسُ لِلْمَعْنَى الأجَلِّ تَطَلَّبِي

- ‌أيَا ابْنَ آدَمَ والآلَاءُ سَابِغَةٌ

- ‌حَمَدْتُ الّذي أغْنَى وَأَقْنَى وَعَلَّمَا

- ‌عُرىَ الأعمارِ يَعْلُوها انْفِصَامُ

- ‌إلى مَتَى يَا عَيْنُ هَذَا الرُّقادُ

- ‌ألَا اِرْعِوَاءَ لِمَنْ كَانَتْ إِقَامَتُهُ

- ‌للهِ دَرُّ رِجَالٍ وَاصَلُوا السَّهَرا

- ‌ألَا يَا غَوَانِي مَنْ أرادت سَعَادَةً

- ‌إِلى اللهِ أُهْدِي مِدْحَتِيْ وَثَنَائِيَا

- ‌خُلِقْنَا لأَحْدَاثِ الليَالِي فَرائِسَا

- ‌غفلتُ وليس الموتُ في غفلةٍ عنِّي

- ‌وَإنِّيْ امْرُؤٌ بِالطَّبْعِ أُلْغِيْ مَطَامِعِيْ

- ‌هَذَا وَنَصْرُ الدِّيْنِ فَرْضٌ لَازِمٌ

- ‌أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ وَاقِفُ

- ‌خُزَّانُ وَحْي اللهِ لَمْ يُرَ غَيْرُهُم

- ‌يا جامعَ المالِ إن العُمَر مُنْصَرِمٌ

- ‌زِيادةُ المرءِ في دُنياهُ نقصانُ

- ‌خَبَتْ نَارُ نَفْسِي باشْتِعَالِ مَفَارِقِي

- ‌أَلَا قُلْ لأَهلِ الجهلِ مِن كُل مَن طَغى

- ‌اللهُ أَعْظَمَ مِمَّا جَالَ في الفِكَر

- ‌تَبَارَكَ مَنْ شُكْرُ الوَرَى عَنْهُ يَقْصُرُ

- ‌مشِيبُ النَّواصِيِ للِمنون رَسَول

- ‌أَفي كُلَّ يَوْمٍ لي مُنىً أَسْتَجِدُّها

- ‌عَجَبًا لِعَيني كَيْفَ يَطْرقُها الكَرى

- ‌نَادِ القُصورَ التي أقوَتْ مَعالِمُها

- ‌لاحَ المشيبُ بعَارِضَيْكَ كَما تَرى

- ‌يَا بَائعَ الدِّيْنِ بِالدُنْيَا وبَاطِلِهَا

- ‌خَلِيْلَيَّ عُوْجَا عَنْ طَرِيْقِ العَوَاذِلِ

- ‌بأَمْر دُنْياك لا تَغْفُلْ وكُنْ حَذِرًا

- ‌يَا نَائِمًا وَالْمَنُونَ يَقْضِي

- ‌باتُوا على قُلَلِ الأجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ

- ‌خَبَتْ مَصَابِيْحُ كُنَّا نَسْتَضِيْئُ بِهَا

- ‌يَقُولُون ليْ هَلَاّ نَهَضَتَ إلى العُلَا

- ‌أَحَاطَ بِتَفْصِيلِ الدَّقَائِقِ علْمُهُ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌بَكَيْتَ فَمَا تَبْكِيْ شَبَابَ صَبَاكَا

- ‌وَصِيَّتِيْ لَك يَا ذَا الفَضْلِ وَالأَدَبِ

- ‌يَا آمِنَ السَّاحَةِ لَا يَذْعَرُ

- ‌كل يَزَوْلُ وَكَلٌ هَالكٌ فَان

- ‌عَلَامَةُ صِحَّةٍ لِلْقَلْبِ ذِكرٌ

- ‌أَجَلُ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِيْ

- ‌صَبَرْتُ على بَعْضِ الأَذَىَ خَوفَ كُلِّه

- ‌هُوَ المَوْتُ ما مِنْهُ مَلاذٌ ومَهْرَبُ

- ‌إِذا ما حَذِرْتَ الأَمْرَ فاجْعَلْ إِزاءَه

- ‌إِلى اللهِ نَشْكُ قَسْوةً وَتَوَحَّدَا

- ‌قالَ ابنُ عباسٍ وَيُرْسَلُ رَبُنا

- ‌تَمَسَّكْ بِتَقْوَى اللهِ فالمَرءُ لَا يَبْقَى

- ‌قَضَى اللهُ أنْ لا تَعْبُدوا غَيْرَهُ حَتْما

- ‌فلا تُطِعْ زَوْجَةً في قَطْعِ وَالِدَةٍ

- ‌أعوُذُ برَبِّ العَرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرُهُ

- ‌إذا مُوْجِدُ الأشْيَاءِ يَسَّرَ لِلْفَتَى

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذَارِ المنَايَا

- ‌كم ذا أُؤمِّلْ عفوًا لسْتُ أكْسَبهُ

- ‌إِنَّ أُولِي العِلْمِ بِما فِي الفِتَنْ

- ‌فُجُدَّ ولا تَغْفُلْ وَكُنْ مُتَيَقِّظًا

- ‌أأحُورُ عنْ قَصْدِي وقد بَرِحَ الخَفا

- ‌دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ كَانَ في زَمَنِ الصِّبَا

- ‌إِنَّ الحَيَاةَ مَنَامٌ والمَآلُ بِنَا

- ‌طُوبي لِمن في مَراضِي رَبِّه رَغِبَا

- ‌لا يَأمَنِ المَوْتِ إلَاّ الخَائِنُ البَطِرُ

- ‌أَرَى الصَّبْرَ مَحْمُودَاً وَعَنْهُ مُذَاهِبٌ

- ‌اصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ خَيْرٌ لَوْ عَلِمْتَ بِهِ

- ‌وَكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ

- ‌نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثارُ تَنْدَرِسُ

- ‌لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرّتْهُ دُنْيا دَنِيَّةٌ

- ‌نَبيُ تَسَامَى في الْمَشارقِ نُورُهُ

- ‌لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ

- ‌ألَا إِنّما الدٌّنيا مَطِيَّةُ راكِبِ

- ‌أَنْتَ المُسَافِرُ والدُنْيَا الطَّرِيْقُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدنيا بِسَاعَتِكَ التي

- ‌يَا غَافِليْنَ أَفِيْقُوا قَبْلَ مَوْتِكُمُ

- ‌بِسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌يا نَفْسُ كُفِي فَطُولُ العُمرِ في قِصَرٍ

- ‌يَا مَنْ يُجِيْبُ دُعَا المُضْطَرِّ في الظُّلَمِ

- ‌مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ

- ‌قد آنَ بعد ظلامِ الجهلِ إبصارِي

- ‌نُورُ الحَدِيْثِ مُبِينٌ فادْنُ وَاقْتَبِِسِ

- ‌إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوْهُ

- ‌لَحَى الله دُنيا لا تَكُونُ مَطِيَّةً

- ‌أَطِل جَفْوَةَ الدُنْيَا وَدَعْ عَنْكَ شَأْنَهَا

- ‌بِرُوحِي أُناسًا قَبْلَنا قَد تَقَدَّمُوا

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌يَمْشُونَ نَحْوَ بُيُوتِ اللهِ إذ سَمِعُوا

- ‌لا في النهار ولا في الليل لِي فرحٌ

- ‌لَعَمْرِي لَقْد نُودِيْتَ لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ

- ‌وَلَمَّا قَسَا قَلْبِيْ وَضَاقَتْ مَذَاهِبِيْ

- ‌أَجَاعَتْهُمْ الدُّنْيَا فَخَافُوا وَلَمْ يَزَلْ

- ‌اجْعَل شِعَارَكَ حَيْثُمَا كُنْتَ التُقَى

- ‌ونَفسَكَ فازْجُرْها عَن الغَي والخَنَا

- ‌تَجهَّزِي بجَهازٍ تَبلَغينَ به

- ‌كَيْفَ احْتِيَالي إِذا جَاءَ الْحِسَابُ غَدَاً

- ‌وَإِنَّ جِهَادَ الكُفْرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ

- ‌نَرْضَى بما قَدَّرَ الرحمنُ مَوْلَانَا

- ‌قَلَّ الْحُمَاةُ وَمَا فِي الْحَيِّ أَنْصَارُ

- ‌حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا

- ‌تَطَاوَلَ ليْليِ في اكْتِسَابِ المَعَائِبِ

- ‌لِمَنْ جَدَثٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي

- ‌لِمَنِ الأقْبُرُ فِي تِلْكَ الرُّبَى

- ‌أُمْدُد يَمِيْنَكَ مِن دُنْيَاكَ آخِذة

- ‌أَلَم تَسْمَعْ عَنِ النَّبَأِ العَظَيمِ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌ومُجَرِّرٍ خَطِّيَّةً يَوْمَ الوَغَي

- ‌أَبَادَ ذَا المَوْتُ أَمْلاكًا وَمَا مَلَكَوا

- ‌وشَيَّعُوْهُ جَمَاعَاتٌ تَطُوْفُ بِهِ

- ‌ماذا تُؤْمِّلُ والأيَّامُ ذَاهِبَةٌ

- ‌واذكُرْ رُقَادَكَ في الثَّرى

- ‌ولَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايةَ جَانِبًا

- ‌قَطَعْتُ زَمَانِي حِيْنًا فَحِيْنَا

- ‌وما تَبْنِيهِ في دُنْيَاكَ هَذِي

- ‌لأَمْرِ مَا تَصَدَّعَتِ القُلُوبُ

- ‌يَا بَاكِيًا مِن خِيْفَةِ الموتِ

- ‌يَا رَبِّ يا مَنْ هُوَ العَلَاّمُ في الأَزَلِ

- ‌ورَيَّانَ مِن مَاء الشَّبَابِ إذا مَشَى

- ‌تَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا

- ‌رَفَعْتَ عَرْشكَ في الدنيا وَتُهْتَ بِهِ

- ‌قَدْ طَوَاكَ الزَّمانُ شَيْئًا فشيْئا

- ‌الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ على

- ‌اعتَزلْ ذكر الغواني وَالغَزَلْ

- ‌تدبَّرْ كِتابَ اللهِ يَنْفَعْكَ وَعْظُهُ

- ‌ولكِنَّنَا والحمدُ للهِ لَمْ نَزَلْ

- ‌انَتَبِهْ مِن كُلِ نَوْمٍ أَغْفَلَكْ

- ‌دَوَامُ حَالٍ مِن قَضَايَا المُحَالْ

- ‌سَأَنْظِمُ مِنْ فَخْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌يا أَيُّهَا العَاصِي الْمُسِيء إِلَى مَتَى

- ‌يا مَنْ لَهُ سِتْرٌ عليَّ جَمِيْلُ

- ‌يا مَن لهُ السِتْرُ الجميل على الورى

- ‌كرِّرْ عَليَّ الذَّكْرَ مِن أسْمَائِهِ

- ‌مَن رَامَ أَنْ يَأْخُذَ الأَشْيَا بقُوّتِهِ

- ‌مَضَى الزَّمَانُ وَعَيْشِيْ عَيْشُ تَنْكِيدْ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌أَحَاطَتْ بِهِ أَحْزَانُهُ وهُمُومُهُ

- ‌أَلَا إنما الدُّنيا مَتَاعُ غُرُورِ

- ‌فَيَا مَعْشَرَ الحُكَّامِ مِن كُلِّ مسلٍم

- ‌فَأَمْسَوا رَمِيْمًا فِي التُّرابِ وَعُطلتْ

- ‌إِليْكَ رَسُولَ اللهِ منَّا تَحِيَّةً

- ‌لا بد للضّيق في الدنيا من الفرج

- ‌أتيت إِليكَ يا رَبَّ العِبَادِ

- ‌إذا شِئْتَ أَنْ تَرْثي فَقِيْدًا مِن الوَرَى

- ‌كَأَنَّكَ لََم تَسْمَعْ بِأخْبَارِ مَن مَضَى

- ‌فَلِلَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ

- ‌إلىْ كَمْ إِذَا مَا غِبْت تُرْجَى سَلامَتِي

- ‌أَسَأتُ فَمَا عُذْرِي إِذَا انْكَشفَ الغِطَا

- ‌صُنِ الحُسْنَ بالتَّقْوَى وإلا فَيَذْهَبُ

- ‌غَفَلْتُ وَحَادِيْ المَوتِ فِي أَثَرِيْ يَحْدُوْ

- ‌«إذا شَغَّلَ الضُّيَاعُ آلاتِ لَهُوِهِمْ

- ‌فَلَا تَرْجُ إِلَاّ اللهَ في كُلِّ حَادِثٍ

- ‌هُوَ الوقتُ فَاصْبِرْ مَا عَلَى الوقت مَعْتَبُ

- ‌وإنْ تُبْدِ يَوْمًا بالنَّصيحَةِ لامْرِئ

- ‌يا مُنْفِقَ العُمْرِ فِي حِرْصٍ وَفِي طَمَعٍ

- ‌فَهُبُّوا أُهِيْلَ العِلْمِ مِنْ رَقْدَةِ الهَوَى

- ‌أرَىَ الوقت أَغْنَى خَطْبُهُ عن خِطَابِهِ

- ‌لَنَا كُلَّ يَوْمٍ رَنَّةٌ خَلْفَ ذَاهِبٍ

- ‌ولَمَّا قَسَا قَلْبِي وضَاقَتْ مَذَاهِبِي

- ‌أَسْتغْفِرُ الله رَبي في مُنَاجَاتي

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ المَرْءَ يُوْدِى شَبَابُهُ

- ‌سِنُّوا هِجْرَةِ المخَتارِ فِيهَا حَوَادِثٌ

- ‌إذَا رُمْتَ أن تَنْجُو مَن النارِ سَالِمًا

- ‌يا ذَا الجَلالِ ويا ذَا الجُوَدِ وَالكَرمِ

- ‌خَلِ ادَّكَارَ الأَرْبُعِ

- ‌كأني بِنفْسِي وهْيَ في السَّكَرِاتِ

- ‌مَا دَارُ دُنْيا لِلْمُقِيمِ بِدَارِ

- ‌قِفْ بِالقُبُورِ بِأَكْبَادٍ مُصَدَّعَةً

- ‌إِني بُلِيتُ بِأَرْبعٍ مَا سُلِّطُوا

- ‌ألا أيَّهُا اللَاّهِي وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ

- ‌فلا تَجْزَعَنْ لِلْبَيْنِ كل جَمَاعَةٍ

- ‌يَشْتاق كُلُ غَرِيْبٍ عند غرْبتِهِ

- ‌أشتَاقُ أهْلِي وَأوْطَانِي وقَدْ مُلِكَتْ

- ‌خَلَتْ دُوْرُهُم مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِرَاصُهُمْ

- ‌وَفي ذِكْرِ هَوْلِ المَوْتِ وَالقَبْرِ والْبِلَى

- ‌وَلم تَتَزَوَّدْ لِلرَّحِيْل وَقَدْ دَنَا

- ‌لهفي على عُمُري الذي ضَيَّعْتُهُ

- ‌تُخَرِّبُ مَعْمُوْرًا وَتَعْمُرُ فَانِيا

- ‌كم ضَاحكِ والمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ

- ‌يُفْنِي البَخِيْل بِجَمْعِ المَالِ مُدَّتَهُ

- ‌وذِيْ حِرْصٍ تَرَاهُ يَلِمُّ وَفْرًا

- ‌قُلْ لِيْ بِرَبِّكَ مَاذَا يَنْفَعُ المَالُ

- ‌تَمُرُّ لِدَاتِي واحِدًا بَعْدَ واحِدِ

- ‌يا آمنَ الأقدارِ بَادِرْ صَرْفَها

- ‌والمرءُ يُبْلَيِْه فِي الدنيا ويَخْلقُهُ

- ‌«أُؤَمِّلُ أَنْ أَحُيَا وَفي كُلِّ سَاعَةٍ

- ‌يا أيُّهَا البَانِي الناسِي مَنِيَّتهُ

- ‌سِتٌّ بُلِيْتُ بِهَا والمُسْتَعاَذُ بِهِ

- ‌تَصْفُو الحَيَاةُ لِجَاهِلِ أَوْ غَافِلٍ

- ‌ضيَّعْتَ وَقْتَكَ فانقضَى في غَفْلَةٍ

- ‌أَتَبْنِي بِنَاءَ الخَالِدين وإِنَّمَا

- ‌إذا اكْتَسَبِ المالَ الفَتَى مِن وُجُوْهِهِ

- ‌أَبَدًا تُفهِّمُنَا الخُطُوبُ كُرُوْرَهَا

- ‌لا تَحْسِدَنَّ غَنِيًا في تنعُمِهِ

- ‌يا عينُ فابِكِي عَلَى الإِخوانِ لَوْ بِدَمِ

- ‌سُؤآلٌ فَهَلْ مُفْتٍ مِن القومِ يَنْظِمُ

- ‌أُفٍّ لَهَا دُنْيَا فلا تَسْتَقِرَّ

- ‌يا نَفسُ مَا عيشُك بالدائبِ

- ‌ومن عاش في الدنيا طويلا تَكررتْ

الفصل: ‌أحسن جنى الحمد تغنم لذة العمر

وَلِي حَزَنٌ يَزْدَادُ في كُلِّ لَحْظَةٍ

وَدَمْعُ جُفُونِيْ لِلْبُكَاءِ يُسَابِقُ

فَإِنْ يَغْفِرْ المضوْلَة الذي قَدْ أَتَيْتُه

فَذَاكَ الرَّجَا وَالظَّنُ حِيْنًا يُوافِقُ

«عَلَامةُ ما يُولِيْ مِن الفَضْل إنْ أَنَا

هَجَرْتُ الدُنَا أَوْ قُلْتُ إِنَّكِ طَالِقُ»

«وَأَقْبَلْتُ في تَصْلِيْحِ أَخْرَايَ مُدْلِجًا

أحَاسِبُ نَفْسِيْ كُلَّ مَا ذَرَّ شَارِقُ»

شِعْرَاً: هَذِهِ قَصِيْدَةٌ مَمْلُوءْةُ حِكَمًا رَائِعَةً لَاّ يَسْتَغْنِي عَنْهَا اللَّبِيْبُ:

‌أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ

وَذَاكَ في بَاهِرِ الأَخْلَاقِ والسِّيَرِ

هَمُّ الفَتَى المَاجِدِ الغِطْرَيْفِ مَكْرُمَةٌ

يَضُوْعُ نَادِيْ المَلَا مِنْ نَشْرِهَا العَطِرِ

وَحِلْيَةُ المَرْءِ في كَسْبِ المَحَامِدِ لَا

في نَظمِ عِقْدٍ مِنَ العِقْيَانِ والدُّرَرِ

تَكْسُوْ المَحَامِدُ وَجْهَ المَرْءِ بَهْجَتَهَا

كَمَا اكْتَسَى الزّهْرُ زَهْرَ الرَّوْضِ بالمَطَرِ

يُخَلِّدُ الذِّكْرُ حَمْدًا طَابَ مَنْشَؤُهُ

وَلَيْسَ يَمْحُو المَزَايَا سَالِفُ العَصِرِ

تَمَيَّزَ النَّاسُ بالفَضْلِ المُبِيْنِ كَمَا

تَمَيَّزّوْا بَيْنَهُمْ في خِلْقَةِ الصُّوَرِ

ص: 294

بِقَدْرِ مَعْرِفَةِ الإِنْسَانِ قِيْمَتُهُ

وبالفَضَائِل كَانَ الفَرْقُ في البَشَرِ

ما الفَضْلُ في بَزَّةٍ تَزْهُو بِرَوْنَقِهَا

وَأَيُّ فَضْلٍ لإبرِيزٍ عَلَى مَدَرِ

وَإِنَّما الفَضْلُ في عِلْمٍ وَفي أَدَبٍ

وفي مَكارِمَ تَجْلُو صِدْقَ مُفْتَخِرِ

فَلَا تُسَاوِ بِأَخْلَاقٍ مُهَذَّبَةٍ

أَخْلَاقَ سُوءٍ أََتَتْ مِنْ سَارِحِ البَقَرِ

وَخُذْ بِمَنْهَجِ مَنْ يَعْصِي هَوَاهُ وَقَدْ

أَطَاعَ أَهْلَ الحِجَا في كُلِّ مُؤْتَمَرِ

إنَّ الْهَوَى يُفْسِدُ العَقْلَ السَّلِيْمَ وَمَنْ

يَعْصِي الهَوَى عَاشَ في أمْنٍ مِنَ الضَّرَرِ

وَجَاهِدِ النَّفْسَ في غَيٍّ يُلِمُّ بِها

كَيْلَا تُمَاثِلَ نَذْلاً غَيْرَ مُعْتَبَرِ

وَفى مُعَاشَرَةِ الأَنْذَالِ مَنْقَصَةٌ

بَهَا يَعُمُّ الصَّدَا مِرْآةَ ذِي فِكَرِ

وَلَيْسَ يَبْلُغُ كُنْهَ المَجْدِ غَيْرُ فَتىً

يَرَى اكْتِسَابَ المَعَالِيْ خَيْرَ مُتَّجَرِ

إِنَّ الكَرِيْمَ يَرَى حَمْلَ المَشَقَّةِ في

نَيْلِ العُلَى مِنْ لَذِيْذِ العَيْشِ فَاصْطَبِرِ

فالصَّبْرُ عوْنُ الفَتَى فِيْمَا تَجَشَّمَهُ

إِنَّ السِّيادَة نَهْجٌ وَاضِحُ الوَعَرِ

ص: 295

وَأَفْضَلُ الصَّبْرِ صَبرٌ عن مُهَيَّأةٍ

مِنَ المَعَاصِيِ لِخَوْفِ اللهِ فَازْدَجِرِ

وَاصْبِرْ عَلَى نَصَبِ الطَّاعَاتِ تَحْظَ بِمَا

أَمَّلْتَهُ مِنْ عَظِيْمِ الصَّفْحِ مُغْتَفَرِ

نَيْفٌ وَسَبْعُونَ مِنْ آي الكِتَابِ أَتَتْ

في الصَّبْرِ فاعْمَلْ بِهَا طُوْبىَ لِمُصْطَبِرِ

وَعِشْ مُحَلاًّ بِأَخْلَاقِ مَحَاسِنُهَا

تُجَليْ عَلَى أَوْجُهِ الأَيَّامِ كَالْغُرَرِ

دِيْنٌٍ بِهِ عِصْمَةٌ مِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ

وَكُلِّ مَا اسْتَطَعْتَ مِنْ بِرٍّ فَلَا تَذَرِ

إِنَّ العَفَافَ حِِمَىً لِلنَّسْلِ صُنْهُ بِهِ

إِذَا أَضَعْتَ الحِمَى يَرْعَاهُ كُلُّ جَرِي

قَدْ قِيْلَ عِِفُّوْا تَعِفَنَّ النِسَاءُ وفي

مِثْقَالِ خَيْرٍ فَشَرٌ أَوْضَحُ النُذُرِ

وَمِنْ جَمَالِ الفَتَى صِدْقُ العفَافِ فَكُنْ

بهِ مُحَلَّىً خَلِيْقًا مُنْتَهَى العُمُرِ

وَالْزَمْ فَوَائِدَ تَقْوَى اللهِ تَعْلُ بِهَا

إِِنيّ سَأُوْرِدُهَا عَنْ مُحْكَمِ الزُّبُرِ

فَبِالتُّقَى مَخْرَجٌ مِنْ كُلِّ حَادِثَةٍ

والحِفْظُ مِنْ صَوْلَةِ الأَعْدَا مَعَ الظَّفَرِ

وَالرِّزْقُ في دَعَةٍ بِالْحِلِّ مُقْتَرِنٌ

وَحُسْنُ عَاقِبَةٍ في خَيْرِ مُدَّخَرِ

ص: 296

وَجَاء نُورٌ بِهِ تَمْشِي وَمَغْفِرَةٌ

مِنَ الذّنُوبِ وَمَنْجَاةٌ مِنَ الحَذَرِ

بهِ البَشَارَةُ في الدُّنْيَا وَضَرَّتِهَا

بِهِ النَّجَاةُ مِنَ الأَهْوالِ والشَّرَرِ

وَرَحْمَةُ اللهِ تَغْشَى المُتّقِي وَلَهُ

قَبُولُه وَلَهُ الإِكْرَامُ فاعْتَبِرِ

وَبِالتُّقَى تَغْنَمِ الإِصْلَاحَ في عَمَلٍ

وَتَسْتَفِيدُ بِهِ عِلْمَاً بِلَا سَهَرِ

وَنَفْعُ ذَلِكَ لَا يُحْصَى لَهُ عَدَدٌ

وَنَصُّ ذَلِكَ في آيِ الكِتَابِ قُرِي

وَخَيْرُ مَا يَقْتَنِي الإِنْسَانُ إِنْ كَرُمَتْ

أَخْلاقُهُ واسْتَفَادَتْ رِقَّةُ السَّحَرِ

وَمِنْ مَكَارِمِهَا عَشْرٌ عَلَيْكَ بِهَا

فَإِنّها حِكمٌ تُرْوَى عَنِ الأَثَرِ

صِدْقُ الحَدِيْثِ فَلَا تَعْدِل بِهِ خُلُقًا

تَبْلُغْ مِنَ المَجْدِ أَبْهَى بَاذِخِ السُّرُرِ

وَكُنْ خَلِيْقًا بِصِدْقٍ الْبَأْسِ يَوْمَ وَغَى

فَشَرُّ عَيْبِ الفَتَى بالجُبْنِ والْخَوَرِ

أَجِبْ مُنَادِي العُلَى في خَوْضِ غَمْرَتِهَا

فالعِزُّ تَحْتَ ظِلَالِ البِيْضِ والسُّمُرِ

بِالصَّبْرِ يَكْتَسِبُ المِقْدَامُ نُصْرَتَهُ

وَيُلْبِسُ الضِّدَّ مِنْهُ ثَوْبَ مُنْذَعِرِ

ص: 297

وَلَا يُدَنِّيْ لَهُ الإِقْدَامُ مِنْ أَجَلٍ

يَكْفِي حِرَاسَتَهُ مُسْتَأخِرُ القَدَرِ

واحْرِصْ عَلَى عَمَلِ المَعْرُوفِ مُجْتَهِدًا

فَإِنَّ ذَلِكَ أَرْجَى كُلَّ مُنْتَظَرِ

وَلَيْسَ مِنْ حَالَةٍ تَبْقَى كَهَيْئَتِهَا

فاغْنَمْ زَمَانَ الصَّفَاءِ خَوْفًا مِنَ الكَدَرِ

وَلَا يَضِيْعُ وإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ

مَعْرُوفُ مُسْتَبْصِرٍ أُنْثَى أَوِ الذَّكَرِ

إِنْ لَمْ تُصَادِفْ لَهُ أَهْلاً فَأَنْتَ إِذا

كُنْ أَهْلَهُ واصْطَنِعْهُ غَيْرَ مُقْتَصِرِ

أَغِثْ بِإمْكَانِكَ المَلْهُوفَ حَيْثُ أَتَى

"

بِالكَسْرِ فاللهُ يَرْعَى حَالَ مُنْكَسِرِ

وَكَافِئَنَّ ذَوِي المَعْرُوفِ مَا صَنَعُوا

إِنّ الصَّنَائِعَ بالأَحْرَارِ كَالْمَطَرِ

وَلَا تَكُنْ سَبِخًا لَمْ يُجْدِ مَاطِرُهُ

وَكُنْ كَرَوْضٍ أَتَى بالزُّهْرِ وَالثَّمَرِ

واذْكُرْ صَنِيْعَةَ حُرٍ حَازَ عَنْكَ غِنَى

وَقَد تَقَاضَيْتَهُ في زِيّ مُفْتَقِرِ

وَاحْفَظْ ذِمام صَدِيْقٍ كُنْتَ تَأْلَفُهُ

وَذِمَةَ الجَارِ صُنْها عَنِ يَدِ الغِيْرِ

وَصِلْ أَخَا رَحِمٍ تَكْسَبْ مَوَدَّتَهُ

وَفي الْخُطُوبِ تَرَاهُ خَيْرَ مُنْتَصِرِ

ص: 298

وَوَصْلُهُ قَدْ يَجُرُّ الْوَصْلَ فِي عَقَبٍ

وَقَدْ يُزَادُ بِهِ فِي مُدَّةِ الْعُمُرِ

وَجُدْ عَلَى سَائِلٍ وَافى بِذِلّتِهِ

وَلَوْ بِشَيءٍ قَلِيْل النَّفْعِ مُحْتَقَرِ

وَاحْفَظْ أَمَانَةَ مَنْ أَبْدَى سَرِيْرَتَهُ

مَالاً وَحَالاً لِحُسْنِ الظَّنِّ وَالنَّظَرِ

وَاقرِ الضُّيُوفَ وَكُنْ عَبْدَاً لِخِدْمَتِهِمْ

وَهُشَّ بِشَّ وَلَا تَسْأَلْ عَن السَفَرِ

وَبَادِرَنَّ إِلَيْهِمْ بِالّذِي اقْتَرَحُوا

عَنْ طِيْبِ نَفْسٍ بِلَا مَنٍّ وَلا كَدَرِ

وَخُضْ بِهمْ في فُنُونٍ يَأْنَسُون بِها

مِنْ كلِّ مَا طَابَ لِلأسْمَاعِ في السَّمَرِ

لكُلِّ قَوْمٍ مَقَامٌ في الخِطَابِ فَلَا

تَجْعَلْ مُحَادَثَةَ الأَعْرَابِ كالحَضَرِ

وَاعْرِفْ حُقُوقَ ذَوِي الهِيْئَاتِ إذْ وَرَدُوا

وَلِلصَّعَالِيْكِ فاحْذَرْ حَالَةَ الضَّجَرِ

والْزَمْ لَدَى الأَكْلِ آدَابًا سَأُوْرِدُهَا

تَعِشْ حَمِيْدَ المَسَاعِي عِنْدَ كُلِّ سَرِي

كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ بَادٍ بِامْتِدَادِ يَدٍ

إِلى الطَّعامِ وَسَمِّ اللهَ وَابْتَدِرِ

وَاشْرَعْ بأَصْفَى حَدِيْثٍ في مُنَاسَبَةٍ

بالزَّادِ أُنْسَاً وَتَرْغِيْبًا بِلَا هَذَرِ

ص: 299

لَا تُؤْثِرَنَّ بِشَيءٍ لَذَّ مَطْعَمُهُ

نَفْسَاً وَلَا وَلَدًا فالضَّيْفُ فِيْهِ حَرِي

وَكُنْ إِذَا قامَ كُلُّ القَوْمِ آخِرَهُمْ

وَغُضَّ عَنْ مَدِّ أَيْدِي القَوْمِ بالْبَصَرِ

وَمَنْ أَقَامَكَ أَهْلاً لِلضِّيَافَةِ قُمْ

بِشُكْرِهِ واسْتَزِدْ إنْعَامَ مُقْتَدِرِ

وَرَأْسُ مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ الحَيَاءُ فَكُنْ

مِنَ الحَيَاءِ بِأَوْفَى بَاهِرِ الحِبَرِ

لَا دِيْنَ إِلَاّ لِمَنْ كَانَ الحَيَاءُ لَهُ

إِلْفَاً قَرِيْنًا فَيَسْمُوْ كُلَّ مُسْتَتِرِ

فاسْتَحْيَي مِنْ خَالِقٍ يَرْعَاكَ في مَلأٍ

وَفي خَلَاءٍ وَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرِ

وَالعَاقِلُ الشَّهْمُ مَنْ يَأْبَى الرَّذَائِلَ بلْ

يَخْتَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَطْيَبَ الْخَبَرِ

بالْعَقْلِ تُدْرِكُ غَايَاتِ الْكَمَالِ كَمَا

بِهِ تُمَيّزُ بَيْنَ النّفْع والضَّررِ

لَوْلَاهُ لَمْ نَعْرِفَ اللهَ الكَرِيْمَ وَلَا

نَمْتَازُ يومًا عَنِ الأَنْعَامِ في الفِطَرِ

فاستْعَمِلِ العَقْلَ في كُلِّ الأُمَوْر وَلَا

تكُنْ كَخَاطِبِ لَيْلٍ أَعْمَشَ الْبَصَرِ

دَلِيْلُ عَقْلِ الفَتَى بَادِي مُرُوْءَتِهِ

فَمَنْ تَجَنَّبَهَا فالْعَقْلُ مِنْهُ برِي

ص: 300

عَارِي المُرْوْءَةِ نِكْسٌ لَا خَلَاقَ لَهُ

وَذُوُ المُرُوْءَةِ مَحْبُوبٌ لَدَى البَشَرِ

أَخُو المُرُوْءَةِ يَأْبَى أَنْ يَرُدَّ ذَوِي الْـ

آمَالِ مِنْ فَضْلِهِ في حَالِ مُنْكَسِرِ

وَالْجُودُ أَشْرَفُ مَا تَسْمُوْ الرِّجَالُ بِهِ

وَقَدْ يُنَالُ بِهِ مُسْتَجْمَعُ الفَخَرِ

وبالسِّخَاءِ لِحِفْظِ النَّعْمَةِ اعْتَمِدُوا

يَا حَبّذَا عَمَلٍ بالْحِفْظِ صَارَ حَرِي

لَا يَصْلُحُ الدّيْنُ إِلَاّ بالسّخَاءِ أَتَى

إِنّ السَّخَاءَ مِنَ الإِيْمَان فَاعْتِبَرِ

والْجُوْدُ مِنْ شَجَرِ الجَنَّاتِ فَاحْظَ بِهِ

وَخُذْ بِغُصْنٍ أَتَى مِنْ ذَلِكَ الشَّجَرِ

يُحِبُّ مَوْلَاكَ حُسْنَ الخُلُقِ مُقُتَرِنًا

بالجُودِ لَمْ يُبْقِيَا لِلذَّنْبِ مِنْ أَثَرِ

إِنَّ السَّخِيَّ حَبِيْبٌ لِلإلَهِ لَهُ

قُرْبٌ مِنَ اللهِ هَذَا جَاءَ في الخَبَرِ

ولا تَرُحْ بِلَئِيْمٍ سَرْحَ عَارِضَةٍ

تَرِدْ بِهِ في ظَمَا مِنْ حَافَةِ النَّهَرِ

وَلَا تَغُرَّنْكَ مِنْهُ طُوْلُ مُِكْنَتِهِ

حَلْفَاءَ عَارٍ بِلَا ظِلٍّ وَلَا ثَمَرِ

بَذْلُ النَّفِيْسِ عَلَى نَفْسِ الخَسِيْسِ عَنًا

فِعْلُ الْجَمِيْلِ لَدَيْهِ مُوْجِبَ الضَّرَرِ

ص: 301