الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَلِي حَزَنٌ يَزْدَادُ في كُلِّ لَحْظَةٍ
…
وَدَمْعُ جُفُونِيْ لِلْبُكَاءِ يُسَابِقُ
…
فَإِنْ يَغْفِرْ المضوْلَة الذي قَدْ أَتَيْتُه
…
فَذَاكَ الرَّجَا وَالظَّنُ حِيْنًا يُوافِقُ
«عَلَامةُ ما يُولِيْ مِن الفَضْل إنْ أَنَا
…
هَجَرْتُ الدُنَا أَوْ قُلْتُ إِنَّكِ طَالِقُ»
«وَأَقْبَلْتُ في تَصْلِيْحِ أَخْرَايَ مُدْلِجًا
…
أحَاسِبُ نَفْسِيْ كُلَّ مَا ذَرَّ شَارِقُ»
شِعْرَاً: هَذِهِ قَصِيْدَةٌ مَمْلُوءْةُ حِكَمًا رَائِعَةً لَاّ يَسْتَغْنِي عَنْهَا اللَّبِيْبُ:
أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ
…
وَذَاكَ في بَاهِرِ الأَخْلَاقِ والسِّيَرِ
هَمُّ الفَتَى المَاجِدِ الغِطْرَيْفِ مَكْرُمَةٌ
…
يَضُوْعُ نَادِيْ المَلَا مِنْ نَشْرِهَا العَطِرِ
وَحِلْيَةُ المَرْءِ في كَسْبِ المَحَامِدِ لَا
…
في نَظمِ عِقْدٍ مِنَ العِقْيَانِ والدُّرَرِ
تَكْسُوْ المَحَامِدُ وَجْهَ المَرْءِ بَهْجَتَهَا
…
كَمَا اكْتَسَى الزّهْرُ زَهْرَ الرَّوْضِ بالمَطَرِ
يُخَلِّدُ الذِّكْرُ حَمْدًا طَابَ مَنْشَؤُهُ
…
وَلَيْسَ يَمْحُو المَزَايَا سَالِفُ العَصِرِ
تَمَيَّزَ النَّاسُ بالفَضْلِ المُبِيْنِ كَمَا
…
تَمَيَّزّوْا بَيْنَهُمْ في خِلْقَةِ الصُّوَرِ
بِقَدْرِ مَعْرِفَةِ الإِنْسَانِ قِيْمَتُهُ
…
وبالفَضَائِل كَانَ الفَرْقُ في البَشَرِ
ما الفَضْلُ في بَزَّةٍ تَزْهُو بِرَوْنَقِهَا
…
وَأَيُّ فَضْلٍ لإبرِيزٍ عَلَى مَدَرِ
وَإِنَّما الفَضْلُ في عِلْمٍ وَفي أَدَبٍ
…
وفي مَكارِمَ تَجْلُو صِدْقَ مُفْتَخِرِ
فَلَا تُسَاوِ بِأَخْلَاقٍ مُهَذَّبَةٍ
…
أَخْلَاقَ سُوءٍ أََتَتْ مِنْ سَارِحِ البَقَرِ
وَخُذْ بِمَنْهَجِ مَنْ يَعْصِي هَوَاهُ وَقَدْ
…
أَطَاعَ أَهْلَ الحِجَا في كُلِّ مُؤْتَمَرِ
إنَّ الْهَوَى يُفْسِدُ العَقْلَ السَّلِيْمَ وَمَنْ
…
يَعْصِي الهَوَى عَاشَ في أمْنٍ مِنَ الضَّرَرِ
وَجَاهِدِ النَّفْسَ في غَيٍّ يُلِمُّ بِها
…
كَيْلَا تُمَاثِلَ نَذْلاً غَيْرَ مُعْتَبَرِ
وَفى مُعَاشَرَةِ الأَنْذَالِ مَنْقَصَةٌ
…
بَهَا يَعُمُّ الصَّدَا مِرْآةَ ذِي فِكَرِ
وَلَيْسَ يَبْلُغُ كُنْهَ المَجْدِ غَيْرُ فَتىً
…
يَرَى اكْتِسَابَ المَعَالِيْ خَيْرَ مُتَّجَرِ
إِنَّ الكَرِيْمَ يَرَى حَمْلَ المَشَقَّةِ في
…
نَيْلِ العُلَى مِنْ لَذِيْذِ العَيْشِ فَاصْطَبِرِ
فالصَّبْرُ عوْنُ الفَتَى فِيْمَا تَجَشَّمَهُ
…
إِنَّ السِّيادَة نَهْجٌ وَاضِحُ الوَعَرِ
وَأَفْضَلُ الصَّبْرِ صَبرٌ عن مُهَيَّأةٍ
…
مِنَ المَعَاصِيِ لِخَوْفِ اللهِ فَازْدَجِرِ
وَاصْبِرْ عَلَى نَصَبِ الطَّاعَاتِ تَحْظَ بِمَا
…
أَمَّلْتَهُ مِنْ عَظِيْمِ الصَّفْحِ مُغْتَفَرِ
نَيْفٌ وَسَبْعُونَ مِنْ آي الكِتَابِ أَتَتْ
…
في الصَّبْرِ فاعْمَلْ بِهَا طُوْبىَ لِمُصْطَبِرِ
وَعِشْ مُحَلاًّ بِأَخْلَاقِ مَحَاسِنُهَا
…
تُجَليْ عَلَى أَوْجُهِ الأَيَّامِ كَالْغُرَرِ
دِيْنٌٍ بِهِ عِصْمَةٌ مِنْ كُلِّ فَاحِشَةٍ
…
وَكُلِّ مَا اسْتَطَعْتَ مِنْ بِرٍّ فَلَا تَذَرِ
إِنَّ العَفَافَ حِِمَىً لِلنَّسْلِ صُنْهُ بِهِ
…
إِذَا أَضَعْتَ الحِمَى يَرْعَاهُ كُلُّ جَرِي
…
قَدْ قِيْلَ عِِفُّوْا تَعِفَنَّ النِسَاءُ وفي
…
مِثْقَالِ خَيْرٍ فَشَرٌ أَوْضَحُ النُذُرِ
وَمِنْ جَمَالِ الفَتَى صِدْقُ العفَافِ فَكُنْ
…
بهِ مُحَلَّىً خَلِيْقًا مُنْتَهَى العُمُرِ
وَالْزَمْ فَوَائِدَ تَقْوَى اللهِ تَعْلُ بِهَا
…
إِِنيّ سَأُوْرِدُهَا عَنْ مُحْكَمِ الزُّبُرِ
فَبِالتُّقَى مَخْرَجٌ مِنْ كُلِّ حَادِثَةٍ
…
والحِفْظُ مِنْ صَوْلَةِ الأَعْدَا مَعَ الظَّفَرِ
وَالرِّزْقُ في دَعَةٍ بِالْحِلِّ مُقْتَرِنٌ
…
وَحُسْنُ عَاقِبَةٍ في خَيْرِ مُدَّخَرِ
وَجَاء نُورٌ بِهِ تَمْشِي وَمَغْفِرَةٌ
…
مِنَ الذّنُوبِ وَمَنْجَاةٌ مِنَ الحَذَرِ
بهِ البَشَارَةُ في الدُّنْيَا وَضَرَّتِهَا
…
بِهِ النَّجَاةُ مِنَ الأَهْوالِ والشَّرَرِ
وَرَحْمَةُ اللهِ تَغْشَى المُتّقِي وَلَهُ
…
قَبُولُه وَلَهُ الإِكْرَامُ فاعْتَبِرِ
وَبِالتُّقَى تَغْنَمِ الإِصْلَاحَ في عَمَلٍ
…
وَتَسْتَفِيدُ بِهِ عِلْمَاً بِلَا سَهَرِ
وَنَفْعُ ذَلِكَ لَا يُحْصَى لَهُ عَدَدٌ
…
وَنَصُّ ذَلِكَ في آيِ الكِتَابِ قُرِي
وَخَيْرُ مَا يَقْتَنِي الإِنْسَانُ إِنْ كَرُمَتْ
…
أَخْلاقُهُ واسْتَفَادَتْ رِقَّةُ السَّحَرِ
وَمِنْ مَكَارِمِهَا عَشْرٌ عَلَيْكَ بِهَا
…
فَإِنّها حِكمٌ تُرْوَى عَنِ الأَثَرِ
صِدْقُ الحَدِيْثِ فَلَا تَعْدِل بِهِ خُلُقًا
…
تَبْلُغْ مِنَ المَجْدِ أَبْهَى بَاذِخِ السُّرُرِ
وَكُنْ خَلِيْقًا بِصِدْقٍ الْبَأْسِ يَوْمَ وَغَى
…
فَشَرُّ عَيْبِ الفَتَى بالجُبْنِ والْخَوَرِ
أَجِبْ مُنَادِي العُلَى في خَوْضِ غَمْرَتِهَا
…
فالعِزُّ تَحْتَ ظِلَالِ البِيْضِ والسُّمُرِ
بِالصَّبْرِ يَكْتَسِبُ المِقْدَامُ نُصْرَتَهُ
…
وَيُلْبِسُ الضِّدَّ مِنْهُ ثَوْبَ مُنْذَعِرِ
وَلَا يُدَنِّيْ لَهُ الإِقْدَامُ مِنْ أَجَلٍ
…
يَكْفِي حِرَاسَتَهُ مُسْتَأخِرُ القَدَرِ
واحْرِصْ عَلَى عَمَلِ المَعْرُوفِ مُجْتَهِدًا
…
فَإِنَّ ذَلِكَ أَرْجَى كُلَّ مُنْتَظَرِ
وَلَيْسَ مِنْ حَالَةٍ تَبْقَى كَهَيْئَتِهَا
…
فاغْنَمْ زَمَانَ الصَّفَاءِ خَوْفًا مِنَ الكَدَرِ
وَلَا يَضِيْعُ وإِنْ طَالَ الزَّمَانُ بِهِ
…
مَعْرُوفُ مُسْتَبْصِرٍ أُنْثَى أَوِ الذَّكَرِ
إِنْ لَمْ تُصَادِفْ لَهُ أَهْلاً فَأَنْتَ إِذا
…
كُنْ أَهْلَهُ واصْطَنِعْهُ غَيْرَ مُقْتَصِرِ
أَغِثْ بِإمْكَانِكَ المَلْهُوفَ حَيْثُ أَتَى
"
…
بِالكَسْرِ فاللهُ يَرْعَى حَالَ مُنْكَسِرِ
وَكَافِئَنَّ ذَوِي المَعْرُوفِ مَا صَنَعُوا
…
إِنّ الصَّنَائِعَ بالأَحْرَارِ كَالْمَطَرِ
وَلَا تَكُنْ سَبِخًا لَمْ يُجْدِ مَاطِرُهُ
…
وَكُنْ كَرَوْضٍ أَتَى بالزُّهْرِ وَالثَّمَرِ
واذْكُرْ صَنِيْعَةَ حُرٍ حَازَ عَنْكَ غِنَى
…
وَقَد تَقَاضَيْتَهُ في زِيّ مُفْتَقِرِ
وَاحْفَظْ ذِمام صَدِيْقٍ كُنْتَ تَأْلَفُهُ
…
وَذِمَةَ الجَارِ صُنْها عَنِ يَدِ الغِيْرِ
وَصِلْ أَخَا رَحِمٍ تَكْسَبْ مَوَدَّتَهُ
…
وَفي الْخُطُوبِ تَرَاهُ خَيْرَ مُنْتَصِرِ
…
وَوَصْلُهُ قَدْ يَجُرُّ الْوَصْلَ فِي عَقَبٍ
…
وَقَدْ يُزَادُ بِهِ فِي مُدَّةِ الْعُمُرِ
وَجُدْ عَلَى سَائِلٍ وَافى بِذِلّتِهِ
…
وَلَوْ بِشَيءٍ قَلِيْل النَّفْعِ مُحْتَقَرِ
وَاحْفَظْ أَمَانَةَ مَنْ أَبْدَى سَرِيْرَتَهُ
…
مَالاً وَحَالاً لِحُسْنِ الظَّنِّ وَالنَّظَرِ
وَاقرِ الضُّيُوفَ وَكُنْ عَبْدَاً لِخِدْمَتِهِمْ
…
وَهُشَّ بِشَّ وَلَا تَسْأَلْ عَن السَفَرِ
وَبَادِرَنَّ إِلَيْهِمْ بِالّذِي اقْتَرَحُوا
…
عَنْ طِيْبِ نَفْسٍ بِلَا مَنٍّ وَلا كَدَرِ
وَخُضْ بِهمْ في فُنُونٍ يَأْنَسُون بِها
…
مِنْ كلِّ مَا طَابَ لِلأسْمَاعِ في السَّمَرِ
لكُلِّ قَوْمٍ مَقَامٌ في الخِطَابِ فَلَا
…
تَجْعَلْ مُحَادَثَةَ الأَعْرَابِ كالحَضَرِ
وَاعْرِفْ حُقُوقَ ذَوِي الهِيْئَاتِ إذْ وَرَدُوا
…
وَلِلصَّعَالِيْكِ فاحْذَرْ حَالَةَ الضَّجَرِ
والْزَمْ لَدَى الأَكْلِ آدَابًا سَأُوْرِدُهَا
…
تَعِشْ حَمِيْدَ المَسَاعِي عِنْدَ كُلِّ سَرِي
كُنْ أَنْتَ أَوَّلَ بَادٍ بِامْتِدَادِ يَدٍ
…
إِلى الطَّعامِ وَسَمِّ اللهَ وَابْتَدِرِ
وَاشْرَعْ بأَصْفَى حَدِيْثٍ في مُنَاسَبَةٍ
…
بالزَّادِ أُنْسَاً وَتَرْغِيْبًا بِلَا هَذَرِ
لَا تُؤْثِرَنَّ بِشَيءٍ لَذَّ مَطْعَمُهُ
…
نَفْسَاً وَلَا وَلَدًا فالضَّيْفُ فِيْهِ حَرِي
وَكُنْ إِذَا قامَ كُلُّ القَوْمِ آخِرَهُمْ
…
وَغُضَّ عَنْ مَدِّ أَيْدِي القَوْمِ بالْبَصَرِ
وَمَنْ أَقَامَكَ أَهْلاً لِلضِّيَافَةِ قُمْ
…
بِشُكْرِهِ واسْتَزِدْ إنْعَامَ مُقْتَدِرِ
وَرَأْسُ مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ الحَيَاءُ فَكُنْ
…
مِنَ الحَيَاءِ بِأَوْفَى بَاهِرِ الحِبَرِ
لَا دِيْنَ إِلَاّ لِمَنْ كَانَ الحَيَاءُ لَهُ
…
إِلْفَاً قَرِيْنًا فَيَسْمُوْ كُلَّ مُسْتَتِرِ
فاسْتَحْيَي مِنْ خَالِقٍ يَرْعَاكَ في مَلأٍ
…
وَفي خَلَاءٍ وَكُنْ مِنْهُ عَلَى حَذَرِ
وَالعَاقِلُ الشَّهْمُ مَنْ يَأْبَى الرَّذَائِلَ بلْ
…
يَخْتَارُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَطْيَبَ الْخَبَرِ
بالْعَقْلِ تُدْرِكُ غَايَاتِ الْكَمَالِ كَمَا
…
بِهِ تُمَيّزُ بَيْنَ النّفْع والضَّررِ
لَوْلَاهُ لَمْ نَعْرِفَ اللهَ الكَرِيْمَ وَلَا
…
نَمْتَازُ يومًا عَنِ الأَنْعَامِ في الفِطَرِ
فاستْعَمِلِ العَقْلَ في كُلِّ الأُمَوْر وَلَا
…
تكُنْ كَخَاطِبِ لَيْلٍ أَعْمَشَ الْبَصَرِ
دَلِيْلُ عَقْلِ الفَتَى بَادِي مُرُوْءَتِهِ
…
فَمَنْ تَجَنَّبَهَا فالْعَقْلُ مِنْهُ برِي
عَارِي المُرْوْءَةِ نِكْسٌ لَا خَلَاقَ لَهُ
…
وَذُوُ المُرُوْءَةِ مَحْبُوبٌ لَدَى البَشَرِ
أَخُو المُرُوْءَةِ يَأْبَى أَنْ يَرُدَّ ذَوِي الْـ
…
آمَالِ مِنْ فَضْلِهِ في حَالِ مُنْكَسِرِ
وَالْجُودُ أَشْرَفُ مَا تَسْمُوْ الرِّجَالُ بِهِ
…
وَقَدْ يُنَالُ بِهِ مُسْتَجْمَعُ الفَخَرِ
وبالسِّخَاءِ لِحِفْظِ النَّعْمَةِ اعْتَمِدُوا
…
يَا حَبّذَا عَمَلٍ بالْحِفْظِ صَارَ حَرِي
لَا يَصْلُحُ الدّيْنُ إِلَاّ بالسّخَاءِ أَتَى
…
إِنّ السَّخَاءَ مِنَ الإِيْمَان فَاعْتِبَرِ
…
والْجُوْدُ مِنْ شَجَرِ الجَنَّاتِ فَاحْظَ بِهِ
…
وَخُذْ بِغُصْنٍ أَتَى مِنْ ذَلِكَ الشَّجَرِ
يُحِبُّ مَوْلَاكَ حُسْنَ الخُلُقِ مُقُتَرِنًا
…
بالجُودِ لَمْ يُبْقِيَا لِلذَّنْبِ مِنْ أَثَرِ
إِنَّ السَّخِيَّ حَبِيْبٌ لِلإلَهِ لَهُ
…
قُرْبٌ مِنَ اللهِ هَذَا جَاءَ في الخَبَرِ
ولا تَرُحْ بِلَئِيْمٍ سَرْحَ عَارِضَةٍ
…
تَرِدْ بِهِ في ظَمَا مِنْ حَافَةِ النَّهَرِ
وَلَا تَغُرَّنْكَ مِنْهُ طُوْلُ مُِكْنَتِهِ
…
حَلْفَاءَ عَارٍ بِلَا ظِلٍّ وَلَا ثَمَرِ
بَذْلُ النَّفِيْسِ عَلَى نَفْسِ الخَسِيْسِ عَنًا
…
فِعْلُ الْجَمِيْلِ لَدَيْهِ مُوْجِبَ الضَّرَرِ