الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَيْهِ سَلَامُ اللهِ في كُلِّ شَارقٍ
…
أَلَاحَ لَنَا ضَوْءَا وفي كُلِّ غَارِبِ
انْتَهَى
…
آخر:
لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
…
فلا يُغَرَّ بطِيْبِ العيش إنسانُ
هي الأمورُ كَما شَاهَدْتُها دُوَلُ
…
مَن سَرَّهُ زمنُ ساءتْه أزْمَان
وعَالَم الكَوْنِ لا تَبقَى محاسِنُه
…
ولا يَدُوْمُ على حالٍ لَهَا شَانُ
يُمزّقُ الدهرُ حَتْمًا كُلُّ سَابِغَةٍ
…
إِذا نَبَتْ مشرفيات وخِرْصَان
ويُنْتَضَى كُلُّ سَيْفٍ لِلفَنَاءِ ولو
…
كان ابنَ ذِي يَزَنٍ والغِمْدُ غِمدانُ
أين الملوكُ ذَوو التّيْجانِ مِنَ يَمنِ
…
وأين منهم أكاليل وتِيْجانُ
وأينَ ما شَادَهُ شَدَّادُ مَن إِرَمٍ
…
وأين ما سَاسَه في الفُرس ساسان
وأينَ ما حَازَهُ قَارونُ مِن ذَهبٍ
…
وأينَ عاد وشدادٌ وقَحْطانُ
أتىَ على الكُلّ أَمْرٌ لا مَردَّ لَهُ
…
حتى قَضَوا فَكَانَّ الكلَّ ما كانوا
وصَارَ مَا كَانَ مِن مُلْكٍ ومِن مَلِكٍ
…
كَما حَكَى عن خَيَالِ الطَيْف وَسْنَانُ
دَارَ الزمانُ على دارَا وقَاتِلِهِ
…
وأمَّ كِسْرى فما آواهُ إِيْوَانُ
كأنما الصَّعْب لم يَسْهُلْ لَه سَبَبُ
…
يومًا ولم يِمْلِكِ الدُنْيَا سُلَيْمانُ
فَجَائعُ الدهرِ أنواعٌ مُنِوَّعَةٌ
…
وللزمانِ مَسَرِّاتٌ وأحزَانُ
ولِلْمَصَائِبِ سُلْوانُ يُهَّوِنُها
…
وَما لِمَا حَلَّ بالإسلامِ سُلْوَانُ
دَهىَ الجزيرةَ أمر لا عَزَاءَ لهُ
…
هَوىَ لَهُ أحْدٌ وانْهَدَّ ثَهْلَانُ
أصَابَها العينُ في الإسلامِ فارْتَزأتْ
…
حتى خَلَتْ منه أقطار وبلدانُ
فإسأل بلنسيةً ما شأنُ مُرْسيةٍ
…
وأينَ قُرطبةٌ أَمْ أَيْنَ جَيَّانُ
وأَيْنَ حِمْصٌ وما تَحوِيهِ مِن نُزَهٍ
…
ونَهْرُها العِذْبُ فَيَّاضٌ وَمْلآنُ
كَذا طُلَيْطلةٌ دَارُ العُلُومِ فَكَمْ
…
مِن عَالمٍ قَدْ سَمَا فِيهَا لَه شَانُ
وَأيْنَ غرْنَاطةٌ دِارُ الجهادِ وكَمْ
…
أسْدٍ بها وهُمُ في الحَرْبِ عُقْبِانُ
وأيْنَ حَمْراؤُها العَلْيَا وزُخْرُفُها
…
كَأنها مِن جِنانِ الخُلْدِ عَدْنانُ
قَوَاعِدٌ كُنَّ أَرَكانَ البلادِ فَما
…
عَسَى البقاءُ إذا لم تَبْقَ أركانُ
وَالماءُ يَجْرِي بسَاحَاتِ القُصُور بها
…
قَدْ حَفَّ جَدوَلَهَا زَهْرٌ وَرَيْحَانُ
وَنهْرُها العَذْبُ يَحْكِي في تَسَلْسُلِهِ
…
سُيُوفَ هِنْدٍ لَها في الجوِّ لَمْعانُ
وأينْ جَامِعُها المشْهُوْرُ كَمْ تُلُيَتْ
…
فِي كُلِّ وَقُتٍ بِه آي وَفُرْقَانُ
وعَالِمٌ كان فَيه لِلْجَهُولِ هُدَى
…
مُدَرِّسٌ ولَه في العِلْمِ تِبْيَانُ
…
وعابِدٌ خاضعٌ لله مُبْتَهِلٌ
…
والدَمْعُ منه عَلَى الخَدَّين طُوفَانُ
وأيْنَ مَالِقَةٌ مَرْسَى المراكب كَمْ
…
أرْسَتْ بِسَاحَتِهَا فُلْك وغُرْبانُ
وكَم بداخِلِهَا مِن شَاعِرِ فَطِنٍ
…
وذِي فُنُونٍ لَهُ حذْقٌ وتِبْيَانُ
وكَمْ بِخَارِجها مِن مَنْزَهٍ فَرِجٍ
…
وَجَنَّةٍ حَوْلَهَا نَهْرٌ وبُسْتانُ
وأينَ جَارَتُها الزَّهْرَا وقُبَتَّهُا
…
وأينَ يا قَومُ أَبْطَالُ وفُرْسَانُ
وأيْنَ بَسْطةُ دَار الزَّعْفَرِانِ فَهَلْ
…
رَآى شَبِيْهَاً لَها في الحُسْنِ إِنسَانُ
وكَمْ شُجَاع زَعِيْمٍ في الوَغَى بَطلٍ
…
تَبْكِيْه مِن أَرْضِهِ أهلَّ وَوِلْدَانُ
وَوَادِيَاً مَن غَدَتْ بالكُفْرِ عَامِرةً
…
وَرَدَّ تَوْحِيْدَهَا شِرْكٌ وطُغْيَانُ
كذا المَريَّةُ دَارُ الصَّالحِينَ فَكَمْ
…
قُطْبٌ بِهَا عَلَمٌ بَحْرٌ له شَانُ
تَبْكِيْ الحَنيفيةُ الَبْيضَاءُ مِن أَسَفٍ
…
كما بَكَى لِفِرَاقِ الإِلفِ هَيْمَانُ
حتَّى المحَارِيْب تِبْكِي وهي جَامِدَة
…
حتَّى المَنَابرَ تَبْكِيْ وهي عِيْدَانُ
على دِيارٍ مِن الإسلامِ خَالِيةٍ
…
قَدْ أقْفَرَتْ ولهَا بالكُفْرِ عُمْرَانُ
حَيْثُ المساجِدَ قَدْ أَمْسَتْ كَنَائِسَ ما
…
فيْهِنَّ إِلا نَوِاقِيْس وصُلْبَانُ
يا غافلاً ولَهُ في الدهرِ مَوْعِظَةٌ
…
إن كُنْتَ في سِنَةٍ فالدهرُ يَقْظَانُ
وماشيًا مَرحَاً يُلْهِيْهُ مَوْطَنُهُ
…
أبَعْدَ حِمْصٍ تَغُرُ المرء أوْطَانُ
تِلْكَ المصُيْبَةُ أنْسَتْ مَا تَقَدَّمَهَا
…
ومَالَهَا مَعْ طَوِيْل الدهرِ نِسْيَانُ
يا رِاَكَبِيْنَ عِتَاقَ الخَيْلَ ضَامِرةً
…
كَأَنَّهَا في مَجَالِ السَّبْقِ عقْبَانُ
وحِامِلَيْنَ سُيُوفَ الهِنْدِ مُرْهَفَةً
…
كَأَنَّها في ظَلامِ الليلِ نِيْرَانُ