الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقالَ بَعْضُهُمْ في مَدْحِ اللَّطِيْفِ الخَبِيْرِ جَلَّ وَعَلَا وَذَكَرَ بَعْضَ أَلْطَافِهِ:
أَحَاطَ بِتَفْصِيلِ الدَّقَائِقِ علْمُهُ
…
فَأتْقَنَها صُنْعَاً وَأحْكَمَها فِعْلَا
فَمِنْ لُطْفِهَ حِفْظُ الْجَنِيْنِ وَصَوْنُهُ
…
بمُسْتَوْدَعٍ قَدْ مَرَّ فِيْهِ وَقَدْ حَلَاّ
تَكَنَّفَهُ بِاللُّطْفِ في ظُلُمَاتِهِ
…
وَلَا مَالَ يُغْنِيهِ هُناكَ وَلَا أَهْلَا
وَيَأَتِيِه رِزْقٌ سَابِغٌ مِنْهُ سَائِغٌ
…
يَرُوحُ لَهُ طَوْلاً وَيَغْدُو لَهُ فَضْلَا
وَمَا هُوَ يَسْتَدْعِي غِذَاءً بِقِيْمَةٍ
…
ولا هُوَ مِمَّنْ يُحْسِنُ الشُّرْبَ وَالأَكْلَا
جَرَى في مَجَارِي عِرْقِهِ بتَلَطُّفٍ
…
بِلَا طَلَبٍ جَرْيًا عَلى قَدْرِهِ سَهْلَا
وَأَجْرَى لَهُ في الثَّدْي لُطْفَ غِذَائِهِ
…
شَرابًا هَنِيْئًا مَا أَلَذَّ وَمَا أَحْلَا
وَألْهَمَهُ مَصَّاً بِحِكْمَةٍ فَاطِرٍ
…
لهُ الْحَمْدُ وَالشِّكْرُ الْجَزِيْلُ بِمَا أَوْلَا
وَأَخَّرَ خَلْقَ السِّنِّ عَنْهِ لِوَقْتِهَا
…
فأبُرَزَهَا عَوْنًا وَجَاءَ بِهَا طَوْلَا
وَقَسَّمَها لِلْقَطْعِ وَالْكَسْرِ قِسْمَةً
…
وَلِلطَّحْنِ أعْطَى كُلَّ قِسْمِ لَهَا شَكْلَا
وَصَرَّفَ فِي لَوْكِ الطّعَام لِسَانَهُ
…
يُصَرِّفُهُ عُلْوًا إذَا شَاءَ أوْ سُفلا
وَلَوْ رَامَ حَصْرًا في تَيَسُّرِ لُقْمَةٍ
…
وألْطَافِهِ فِيْمَا تَكَنَّفَها كَلَاّ
فَكَمْ خَادِمٍ فٍيْها وَكَمْ صانِع لَّهَا
…
كَذلِكَ مَشرُوبٌ وَمَلْبَسُهُ كلَاّ
وَكَمْ لُطِفٍ مِن حَيْثُ تَحْذَرُ أكرَمَتْ
…
ومَا كُنْتَ تَدِرْي الفَرْعَ مِنها وَلَا الأَصْلَا
وَمِنْ لُطْفِهِ تَكْلِيْفُهُ لِعَبادِهِ
…
يسَيْرًا وأعْطَاهُمْ مِن النِّعِمِ الْجَزْلَا
وَمِنْ لُطْفِهِ تَوْفِيْقُهُمْ لاِنابَةٍ
…
تُوَصّلُ لِلْخَيْراتِ مِن حَبْلِهم حَبْلا
وَمِنْ لُطْفِهِ بَعْثُ النَّبِي مُحَمَّد
…
لَيَشْقِعَ في قَوْمِ وَلَيْسُوا لَها أهْلَا
وَمِنْ لُطْفِهِ حِفْظُ الْعَقائِدِ مِنْهُمُو
…
وَلَوْ خَالَفَ الْعاصِي الُمُسِيءُ وَإنْ زَلَاّ
وَمِنْ لُطْفِهِ إخْراجُهُ عَسَلاً كَمَا
…
تُشاهِدُ مِمَّا كَان أَوْدَعَهُ النَّحْلَا
وَإخْرَاجُهُ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ مُجَاوِرٍ
…
دَمَاً لَبَنًا صِرْفًا بلَا شَائِبٍ رِسْلَا
وَإِخْرَاجُهُ مِنْ دُوْدَةٍ مَلْبَسًا لَّهُ
…
رُوَاقَاً عَجِيْبًا أحْكَمَتْهُ لَنَا غَزْلَا