الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غيره:
قَدْ طَوَاكَ الزَّمانُ شَيْئًا فشيْئا
…
وبَرَتْكَ الخُطُوب جُزْءًا فَجُزْءَا
كان ما كَانَ وانْقَضَتْ مُدَّةُ الْـ
…
ـعُمْر وَوَلَّى الشبَابُ خَبَرًا ومَرْءَا
وقَديْمًا قَدْ أعْلَمَتكَ اللَّيَالِي
…
أنَّ أدْوَاءَهَا تَفُوتُكَ بُرْءَا
فأدْرِكْ منها فائتًا بِمَتَابٍ
…
بِلْ بإيْمَانٍ أنْشِيءَ اليَومَ نَشْئَا
واتِخَّذْ لِلْهِيَامُ وْيَحَكَ ريًا
…
واتَّخِذ لِلْسُّهُومِ وَيْلَكَ فَيْئَا
وإذَا ما خَرَقْتَ بالدِين خَرْقًا
…
فارْفِيْنهُ بالإِنَابَةِ رَفْئَا
…
وإذَا ما وَرَدْتَ مَوْرِد دُنيًا
…
فلْيَكُنْ ما وَرَدْتَ مِن ذَاكَ ظمْئا
ولْتَدَعْهَا تَخَيُّلاً وأمَانِي
…
أَلْبَسَتْ قَلْبَكَ المُغَفَّلَ صَدْأَ
وَإِذَا مَا الحِمَامُ جَاءَكَ يَوْمًا
…
لَمْ تَجِدْ مِن جَمِيْعِ ذَلِكَ شَيْئَا
انْتَهَى
وهذه قصة الذبيح إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام.
الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ على
…
إنعامِهِ فهو ذُو الإنعامِ والنِّعمِ
وبَعْدَ هَذا فآلافُ الصلاة على
…
مُحَمَّدٍ سَيِّدِ العُربانِ والعَجَمِ
والآلِ والصحبِ ثم التابعينَ لَهُمْ
…
ما لَاحَ بَرقٌ وسَحَّتْ أعينُ الدِيمِ
إني نَظَمْتُ لأَمرٍ للخَلْيِلِ بما
…
أدَّاهْ فِكْرِيْ وما أَبْدَى به قَلَمِ
فبينما كانَ إبراهيمُ مُضْطَجِعًا
…
العَبْنُ نائَمةٌ والقلبُ لَمْ يَنَمِ
رَأىَ مَنَامًا بِأنَّ اللهِ يأَمَره
…
بِذَبْحِ ابن صَدْوْقِ القولِ ذِي الشِّيَمِ
أَعِنْي أبا العَرَبِ إسماعيلَ قال به
…
جَماعةٌ مِن ذَوِي الألبابِ والحِكَمِ
وَبَعْضُهم قال إسحقَ الذبيحَ وقد
…
تَوَاتَر القولُ فِيْمَنْ قَبْلُ كَانَ سُمِي
نَاداهُ إني أَرَى في النومِ ذَبْحَكَ يَا
…
بُنَىَّ فانْظُرْ فَمَا رُؤْيَايَ بالحُلُمِ
فقال يَا أَبَتِ افْعَلَ ما أَمرْتَ بِهِ
…
مُبَادِرًا أَنْتَ أَمْرَ اللهِ لَنْ تُلَمِ
لَكِنَّ وَالدَتِي وَارَحْمَتَاهُ لَهَا
…
ماذَا يَحِلُ بِهَا إنْ خُبِرَّتْ بِدَمِ
فأقْرِي وَالدَتِي مِنّي السَلامَ وقُلْ
…
لَهَا اصْبِرِي لِقضاءِ الله واعْتَصِمِ
حَولْ لِوَجْهِكَ عِند الذبح يا أَبَتي
…
واغْضُضْ بِطَرفِكَ لا تَجزَعْ لِسَفك دَمِي
فإنَما أَنَا عَبْدُ اللهِ يَفْعَلُ بِي
…
ما شاءَ واللهُ ذُوْ فَضْل وذُوْ كَرَمِ
فاسْتَسْلَمَا ثم سَارَا عَازِمَيْنِ عَلَى
…
إنْفَاذِ أَمْرِ إلِهٍ مُحْيِي الرِمَمِ
فَجَاءَ إبِليسُ يَسْعَى وهُوَ ذُو عَجَلٍ
…
فَي زَيِّ شَيْخٍ كَبِيْرِ السِّنِ ذِيْ هَرَمِ
فقالَ أنْتَ خَلْيِلُ اللهِ تَسْمَعُ مَا
…
يُوحِيْهِ إبْلِيسُ في الأضْغَانِ والحُلُمِ
أَجَابَه اخْسأْ عَدَّوَ اللهِ إنكَ إبْـ
…
ـلِيْسُ اللَّعَيِنُ قَرِيْنُ الشِّرِ والنَّدَمِ
فَرَاحَ عنه وَوَلَّى خَاسِئًا خَجِلاً
…
يَقولُ قَدْ فَاتَنِي المطْلُوبُ وَا ألَمِي
ثم انْثَنَى نَحَو إسماعيلَ مُمْتَحِنًا
…
له يَقُولُ ادْنُ مِني واسْتَمِعْ كَلَمِ
أَبُوكَ يَزْعُمُ أنَّ الله يَأْمُرُهُ
…
بِذَبْحِكَ اليومَ ما هَذَا من الشيم
فقالَ إنْ كان ربُّ العرشِِ يأْمُرُه
…
فإنني صابرٌ راض بلا ندمِ
…
وطَاعةُ الربِ فَرْضٌ لا مَحِيصَ لَنَا
…
عَنهَا لأَنْ كُتِبَتْ في اللَّوحِ بالقلَمِ
فارْجِعْ بِكبرِكَ عَنَّا إنَّنَا بَرءَآ
…
مِنْكَ فإنكَ مَطْرُودٌ مِن الرحِمِ
فراحَ عنه لِنَحْوِ الأم قال لَهَا
…
إنَّ ابنَكِ اليومَ مَذْبُوحٌ على وَهَمِ
مَن أجْلِ رُؤيا رَآها الشيخُ حَقَّقَهَا
…
يُريْدُ انْجَازَهَا هَلْ ذَا بِمُلْتَزَمِ
قالتْ نَعَمْ ما لَهُ بُدٌ وكيفَ لَهُ
…
بأنْ يُخَالِفَ مَن أَنْشَاهُ مِن عَدَمِ
لَمَّا رَأىَ اليَأْسَ مِنْهُمْ رُدَّ مُكْتَئِبًا
…
يَرنُّ أرْنَانَ ذاتِ الثُكْلِ واليُتُمِ
إذا فاتَه مَا جَرَى منهُ وَأمَّلَهُ
…
وباءَ بالخِزْيِ والخُذْلانِ والنَّدَمِ
وانقادَ لِلذَّبح إسماعيلُ مُحْتَسبًا
…
لِحُكْم مَوْلَاهُ يَمشِيْ حَافِي القَدَمِ
فبينما هُوَ مُنْقَادٌ لِسَيَّدِهِ
…
ما فِيهِ مِن جَزَعٍ كَلَاّ ولا سَئمِ
أَتَى الخَلِيْلُ بِسكِّينٍ فأشْحَذْهَا
…
حَتَّى غَدَتْ مِثْلَ بَرْقٍ في دُجَى الظُلَمِ
فقال يا أَبَتَاهُ ارْفَعْ ثِيَابَكَ لا
…
يُصِيْبُهَا قَذَرٌ عندَ اصْطَبَابِ دَمِيْ
ويَفْجَعُ الأُمَّ مَهْمَا شَاهَدَتْهُ كَذَا
…
فاللهُ يُعْصِمُهَا مِن زَلَّةَ القَدَمِ
والأُمُ يا وَالدِي مَهْمَا رَجَعْتَ لَهَا
…
فاطْلُبْ لِي الحِلَّ مِنْهَا واحْفَظْ الذَمَمِ