الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تيسَّرَ، واغفِرْ لنا ولوالدِينا ولجميعِ المسلمينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلى اللهُ على محمدٍ وعَلى آله وصحبه أجمعين.
آخر:
تَبَارَكَ مَنْ شُكْرُ الوَرَى عَنْهُ يَقْصُرُ
…
لِكَوْنِ أَيَادِي جُوْدِهِ لَيْسَ تُحْصَرُ
وَشَاكِرُهَا يَحْتَاجُ شُكْرَاً لِشُكْرِهَا
…
كَذَلِكَ شُكْرُ الشُّكْرِ يَحْتَاجُ يُشْكَرُ
فَفِيْ كُلِّ شُكْرٍ نِعْمَةٌ بَعْدَ نِعْمَةٍ
…
بِغَيْرِ تَنَاءٍ دُوْنَهَا الشُّكْرُ يَصْغُرُ
فَمَنْ رَامَ يَقْضِيِ حَقٍّ وَاجِبِ شُكْرهَا
…
تَحَمَّلَ ضِمْنَ الشُّكْر مَا هُو أَكْبَرُ
تَسَبِّحُهُ الحِيْتَانُ في الْمَا وفي الْفَلَا
…
وُحُوْشٌ وَطَيْرٌ في الهَوَاء مُسَخَّرُ
وَفي الفُلْكِ وَالأَمْلَاكِ كُلٌ مُسَبِّحٌ
…
نَهَارَاً وَلَيْلاً دَائِمَاً لَيْسَ يَفْتُرُ
تُسَبِّحُ كُلُّ الكَائِنَاتِ بحَمْدِهِ
…
سَمَاءٌ وَأَرْضٌ وَالجِبَالُ وَأَبْحَرُ
جَمْيَعًا وَمَنْ فِيْهنَّ وَالكُلُّ خَاشِعٌ
…
لِهَيْبَتِهِ العُظْمَى وَلَا يَتَكَبَّرُ
لَهُ كُلُّ ذرَّاتِ الوُجُوْدِ شَوَاهِدٌ
…
عَلَى أنهُ البَارِيْ الإِلَهُ المُصَوِّرُ
دَحَا الأَرْضَ وَالسَّبْعَ السَّمَاوَاتِ شَادَهَا
…
وَأَتْقَنَهَا لِلْعالَمِيْنَ لِيَنْظُرُوا
وَأَبْدَعَ حُسْنَ الصُّنْعِ في مَلَكُوْتِهَا
…
وَفي مَلَكُوْتِ الأَرْضِ كَيْ يَتَفَكَّرُوا
وَأَوْتَدَهَا بِالرَّاسِيَاتِ فَلَمْ تَمِدْ
…
وَشًقَّقَ أَنْهَارَاً بِهَا تَتَفَجَّرُ
وَأَخْرَجَ مَرْعَاهَا وَبَثَّ دَوَابَهَا
…
وَلِلْكُلِّ يَأَتِي مِنْهُ رَزْقٌ مُقَدَّرُ
مِنْ الحَبِّ ثُمَّ الأبِّ والقَضْبِ وَالكَلَا
…
وَنَخْلٍ وَأَعْنَابٍ فَوَاكِهُ تُثْمِرُ
فأَضْحَتْ بِحُسْنِ الزَّهْرِ تَزْهُوْ رِيَاضُهَا
…
وَفِي حُلَلٍ نَسْجُ الرَّبِيْعِ تَبَخْتَرُ
وَزَانَ سَمَاءً بِالمَصَابِيْحِ أَصْبَحَتْ
…
وأَمْسَتْ بِبَاهِي الحُسْنِ تَزْهُوْ وَتُزْهَرُ
تَرَاهَا إِذَا جَنَّ الدُّجَى قَدْ تَقَلَّدَتْ
…
قَلَائِدَ دُرِّيٍّ لِدُرٍّ تُحَقِّرُ
…
فَيَا نَاظِرًا زَهْرَ البَسَاتِيْنَ دُوْنَهَا
…
أَظُنُّكَ أَعْمَى لَيْسَ لِلْحُسْنِ تَبْصِرُ
وَيَا مَنْ لَهَا إِنَّ المَحَاسِنَ كلَّهَا
…
بدَارٍ بهَا مالا عَلَى القَلْبِ يَخْطُرُ
وَلَا سمِعَتْ أُذْنٌ وَلَا الْعَيْنُ أَبْصَرَتْ
…
وَمَا تشْتهيْهِ النَّفْسُ في الحَالِ يَحْضُرُ
تَزِيْدُ بَهَاءً كُلَّ حِيْنٍ وَعَيْشُهَا
"
…
يَزِيْدُ صَفَاءً قطُّ لَا يَتَكَدَّرُ
مِنْ الدُّرِّ وَاليَاقُوْتِ تُبْنَى قُصًوْرُهَا
…
وَمِنْ ذَهَبٍ مَعْ فِضَّةٍ لَا تَغَيَّرُ
وَمَا يُشْتَهَى مِنْ لَحْمِ طَيْر طَعَامُهَا
…
وَفَاكِهةٍ مِمَّا لَهُ يُتَخَيَّرُ
وَمَشْرُوْبُهَا كَافُوْرُهَا وَرَحٍيْقُهَا
…
وَتَسْنِيْمُهَا والسَّلْسَبِيْلُ وَكَوْثَرُ
وَمِنْ عَسَلٍ وَالخَمْر نَهْرَانِ جَوْفُهَا
…
وَنَهْرَانِ ألبَانٌ وَمَاءٌ يُفْجَّرُ
وغَالي حريرِ فُرُشُهَا ولباسُها
…
وحَصبَاؤُهَا والتُربُ مسكٌ وجوهرُ
ومنْ زَعْفَرَانٍ نَبْتُهَا وَحَشٍيْشُهَا
…
وَمِنْ جَوْهَرٍ أَشْجَارُهَا تِلْكَ تُثْمِرُ
فَوَاكِهُ تَكْفِي حَبَّةٌ لِقَبِيْلَةٍ
…
أُدِيْمَتْ أُبِيْحَتْ لا تُبَاعُ وَتُحْجَرُ
وَأَكْوَابُهَا مَنُ فِضَّةٍ لَا كَبِيْرَةٍ
…
عَلى شَارِب مِنْهَا وَلا هِيَ تَصْغُرُ
وَمِنْ ذَهَبٍ زَاهِي الجَمَالِ صِحَافُهَا
…
يَلِذُّ بِهَا عَيْشٌ بِهِ العَيْنُ تَقْرُرُ
وَأَزْوَاجُهُا حُوْرٌ حٍسَانٌ كَوَاعِبٌ
…
رَعَابِيْبُ أَبْكَارٌ بِهَا النُّوْرُ يَزْهُرُ
هَرَاكِيْلُ خُودَاتٌ وَغيدٌ وخُرَّدٌ
…
مَدَى الدَّهْرِ لَا تَبْلَىَ وَلا تَتَغَيَّرُ
نَشَتْ عُرُبًا أَتْرَاب سِنٍّ قَوَاصِرٍ
…
لِطَرْفٍ كَحِيْلٍ لِلْمَلاحَةِ يَفْتُرُ
عَوَالي الحُلَى وَالحَلْيُ عَيْنٌ فَوَاخِرٌ
…
زَكَتْ طَهُرَتْ مِنْ كُلِّ مَا يُتَقَذَّرُ
ثُوَتْ في خِيَامِ الدُّرِّ في رَوْضَةِ البَهَا
…
عَلَى سُرُرِ اليَاقُوْتِ تَغْدُو وَتَحْضُرُ
مِلاحٌ زَهَتْ في رَوْنَقِ الحُسْنِ وَالبَهَا
…
وَكُلُّ جَمَالٍ دُوْنَهُ الَمَدْحُ يَقْصُرُ
وَمَا الْمَدَحُ فَيْمَنْ نَشْرُهَا وَابْتِسَامُهَا
…
يُضِيءُ الدَّيَاجِي وَالوُجُوْدَ يُعَطِرُ
وَمَنْ يَعْذُبُ البَحْرُ الأُجاجُ بِرْيقِهَا
…
وَمَنْ حُسْنهَا لِلْعالَمِينَ يُحَيِّرُ
وَمَنْ لَوْ بَدَتْ مِنْ مَشْرِقٍ ضَاءَ مَغْربٌ
…
وَحَارَ الوَرى مِنْ حُسْنِهَا حِيْنَ تَظْهَرُ
وَمَنْ مُخُّهَا مِنْ تَحْتِ سَبْعِيْنَ حُلَّةً
…
يُرَى كَيْفَ مُوْفي المَدْحِ عَنْهَا يُعَبِّرُ
فَخَيْرٌ مِن الدُّنْيَا جَمِيْعًا خِمَارُهَا
…
فأَحْسِنْ بِمَنْ تَحْتَ الخِمَارِ مُخَمَّرُ
وَأَحْقِرْ برَبَّاتِ الْمَحاسِن وَالتَّيِ
…
بتَشْبيهِ أَوْصَافِ الجنَانِ تُصَدَّرُ
فَمَا الفِضَّةُ البَيْضَاءُ شِيبَتْ بِعَسْجِدٍ
…
وَمَا البَيْضُ مَكْنُونُ النَّعَام المُسَتَّرُ
بَهَاءً وَحُسْنًا مَا الْيَوَاقِيْتُ في الصَّفَا
…
وفي رَوْنَقِ مَا اللُّؤْلٌؤ الرَّطْبُ يُنْثَرُ
…
وَمَا شَبَّهَ الرَّحْمَنُ مِنْ بَعْضِ وَصْفِها
…
بَبَيْضٍ وَيَاقُوتٍ فَذَلِكَ يُذْكَرُ
عَلى جِهَةِ التَّقْرِيْبِ لِلذهْنِ إِذْ لَنَا
…
عُقُوْلٌ عَلَيْهَا فَهْمُ مَا يَتَعَسَّرُ
تَبَارَكَ مُنْشِي الخَلْقِ عَنْ سِرِّ حِكْمَةٍ
…
هُوَ اللهُ مَوْلانَا الحَكَيْمُ المُدَبّرُ
إِذا مَا تَجَلَّى اللهُ لِلْخَلْقِ جَهْرَةً
…
تَعَالَى لِكلِّ المُؤْمِنِيْنَ لَيَنْظُرُوا
وَقَدْ زُيِّنَتْ جَنَّاتُ عَدْنٍ وَزُخْرفَتْ
…
نَسُوا كلَّ مَا فَيْهَا لَمَا مِنْهُ أَبْصَرُوا
جَمَالاً وَوَصْفًا جَلَّ لَيْسَ كَمِثْلِهِ
…
وَفَضْلاً وَإِنْعَامَاً يَجِلُّ وَيَكْبُرُ
نَعِيْمٌ وَلَذَّاتٌ وَعِزٌّ وَرِفْعَةٌ
…
وَقُرْبٌ وَرِضْوَانٌ وَمُلْكٌ وَمَتْجَرُ
بِمَقْعَدِ صِدْقٍ في جِوَارِ مَلِيْكِهمْ
…
هَنِيئًا لِمَسْعُودٍ بِذَلِكَ يَظْفُر
أَيَا سَاعَةً فِيهَا السَّعَادَاتُ يُجْتَلَى
…
عَلى وَجْهِهَا دُرُّ العِنَايَاتِ يُنْثَرُ
وَيَا سَاعَةً فِيْهَا المفاخِرُ تُرْتَقَى
…
عُلاهَا وَخَلْعَاتُ الكِرَامِ تُنَشَّرُ
أَلَا مُشْتَرٍ جَنَّاتِ خُلْدٍ وَخَيْرَها
…
وَحُوْرًا حِسَانًا في المَلَاحَةِ تَفخَرُ
أَلَا بَائِعُ الفَانِي الحقيرِ بِبَاقي
…
خَطِيْرٍ وَمُلكٍ لَيْسَ يَبْلَى وَيَدمُرُ
أَلَا مُفْتَدٍ مٍنْ نَارِ حَرٍّ عَظِيْمَةٍ
…
أُلوْفُ سِنْينٍ تِلْكَ تُحْمَى وَتُسْعَرُ
لَها شَرَرٌ كَالقَصْرِ فِيْهَا سَلاسِلٌ
…
عِظامٌ وَأَغلالٌ فَغُلُّوا وَجُرْجِرُوا
عُصَاةٌ وَفُجَّارٌ وَسَبْعٌ طِبَاقُهَا
…
وَسَبْعِيْنَ عَامًا عُمْقُهَا قَدْ تَهَوَّرُوا
وَحَيَّاتُهَا كَالبُخْتِ فِيْهَا عَقَارِبٌ
…
بِغَالٌ وضَرْبٌ وَالزَّبَانِيُ يَنْهَرُ
غَلِيْظٌ شَدِيْدٌ في يَدَيْهِ مَقَامِعٌ
…
إِذَا ضَرَب الصُّمَّ الجِبَالَ تَكَسَّرُ
وَمَطْعُومُهُمْ زَقُّوْمُهَا وَشَرَابُهُمْ
…
حَمِيْمٌ بَهَا أَمْعَاؤُهُمْ مِنْهُ تَنْدُرُ
وَيُسْقَوْنَ أَيْضَا مِنْ صَدِيدٍ وَجِيفَة
…
تَفَجَّرُ مِنْ فَرْجِ الذِي كَانَ يَفْجُرُ
وَقَدْ شَابَ مِنْ يَوْمٍ عَبُوسٍ شَبَابُهُم
…
لِهَوْلٍ عَظِيْمِ لِلْخَلائِقِ يُسْكِرُ
فَيَا عَجَبًا نَدْرِي بِنَارٍ وَجَنَّةٍ
…
وَلَيْسَ لِذَيْ نَشْتَاقُ أَوْ تِلْكَ نَحْذَرُ
إِذَا لَمْ يَكُنْ خَوْفٌ وشَوْقٌ وَلا حَيَا
…
فَمَاذَا بَقِي فِيْنَا مِنَ الخَيْر يُذْكَرُ
وَلَيْسَ لحِرَّ صَابِريْنَ وَلَا بَلَا
…
فَكَيْفَ عَلى النِّيْرَانِ يَا قَوْمُ نَصُبِرُ
وَفَوْتُ جِنَانِ الخُلْدِ أَعْظَمُ حَسْرَةً
…
عَلى تِلْكَ فَلْيَسَتَحْسِر المُتَحَسِّرُ
فَأُفًّ لَنَا أُفٍّ كِلابُ مَزَابِلٍ
…
إلى نَتْنِهَا نَغْدَو وَلَا نَتَدَبَّرُ
نَبِيْعُ خَطِيْرًا بِالحَقِيْرِ عِمَايَة
…
وَلَيْسَ لَنَا عَقْلٌ وَلُبُّ مُنَوَّرُ
فَطُوْبَى لِمَنْ يُؤْتَى القَنَاعَةَ وَالتُّقَى
…
وَأَوْقَاتُهُ في طَاعَةِ اللهِ يَعْمُرُ
…
فَيَا أَيُّهَا الأَخْوَانُ مِنْ كُلِّ سَامِعٍ
…
لَهُ فَهْمُ قَلبٍ حَاضِرٍ يَتَذَكَّرُ
أَلَا إِنَّ تَقْوَى اللهِ خَيْرُ بِضَاعَةٍ
…
لِصَاحِبها رِبحٌ بِهَا لَيْسَ يَخْسَرُ
وَطَاعَتُهُ لِلْمُتَّقِى خَيْرُحرفةٍ
…
بِهَا يَكْسِبُ الخَيْرَاتِ وَالسَّعْيُ يُشْكَرُ
إِذَا أَصْبحِ البَطَّالُ في الحَشْرِ نَادِمًا
…
يَعُضُّ عَلى كَفٍّ أَسىً يَتَحسَّرُ
فَطُوْبَى لِمَنْ يُمْسِيْ وَيُصْبحُ عَامِلاً
…
عَلى كُلِّ شَيءٍ طَاعَة اللهِ يُؤْثِرُ
بِهَا يَعْمُرُ الأَوْقَاتَ أَيَّامَ عُمْرِهِ
…
يُصَلّي وَيَتْلُو لِلكِتَابِ وَيَذْكُرُ
وَيَأْنَسُ بِالمَوْلَى وَيَسْتَوْحِشُ الوَرَى
…
وَيَشْكُرُ في السَّرَّا وَفي الضَّرَّا يَصْبِرُ
وَيَسْلُوْ عنَّ اللَّذَّاتِ بالدُّونِ قَانِعُ
…
عَفِيْفٌ لَهُ قَلبٌ نَقِيٌّ مُنَوَّرُ
حَزِيْنٌ نَحِيْلٌ جِسْمُهُ ضَامِرُ الحَشَا
…
يَصُوْمُ عَنَّ الدُّنْيَا عَلى المَوْتِ يُفْطِرُ
إِذَا ذُكِرَتْ جَنَّاتُ عَدْنٍ وَأَهْلُهَا
…
يَذُوْبُ اشْتِيَاقًا نَحْوَهَا وَيُشَمِّرُ
وَيَعْلُو جَوَادَ العَزْمِ أَدْهَمَ سَابِقًا
…
وَأَبْيَضَ مَجْنُوبَاً عَن النُّوْرِ يُسْفِرُ
فَأَدْهَمُ يَسْقِي مَاءَ عَيْنٍ وَأَبْيَضٌ
…
لِصَبْرٍ عَلى صَوْمِ الهَجِيْرِ يُضَمَّرُ
وَيَرْكُضُ في مَيْدَانِ سَبْقٍ إلى العُلا
…
وَيَسْرِي إلى نَيْلِ المَعَالي وَيَسْهَرُ
فَمَجْدُ العُلَا مَا نَالهُ غَيْرُ مَاجِدٍ
…
يُخَاطِرُ بالرُّوْحِ الخَطِيْرَِويظفَرُ
سَأَلْتُ الذِيْ عَمَّ الوُجُودَ بِجُودِهِ
…
وَمَنْ مِنْهُ فَيْضُ الفَضْل لِلْخَلْق يَغْمُرُ