الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَإنِيْ حَقيقٌ بالتّضرُّع والبُكَا
…
إذا ما هَدَا النُّوَّامُ والليلُ غَيْهَبُ
وَجَالَتْ دَوَاعي الحُزِنِ مِنْ كُل جانبٍ
…
وغارتْ نُجُومُ الليلِ وانْقضَّ كَوْكبُ
كََفَى أَنَّ عَيْنِي بالدُمُوع بَخِيْلَةٌ
…
وأَنِّيْ بآفاتِ الذّنوبِ مُعَذَّبُ
…
فَمَنْ لي إذا نادَى المُنادِي بِمَنْ عَصَى
…
إِلىَ أَيْنَ إلْجَائِي إِلىَ أَيْنَ أهْرُبُ
وقد ظَهَرتْ تِلكَ الفضائحُ كُلها
…
وَقَدْ قُرّبَ المِيزانُ والنارُ تَلْهَبُ
فَيَا طُولَ حُزْني ثم يا طُولَ حَسْرَتي
…
لئنْ كُنتُ في قَعْرِ الجحِيم أُعَذَّبُ
فقد فازَ بالمُلْكِ العَظيمِ عِصَابةٌ
…
تَبيتُ قِيامًا في دُجَى الليلِ تَرْهَبُ
إذا أشْرَفَ الْجَبَّارُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ
…
وقد زُيِنّتْ حورُ الجِنانِ الكَواعِبُ
فَنادَاهُمُ أَهلاً وسهلاً ومَرْحَبًا
…
أبَحْتُ لُكْم دارِي وما شِئْتُمُ اطْلُبُوا
انْتَهَى
آخر:
تَفُتُّ فُؤادَكَ الأيَّامُ فَتًّا
…
وتَنْحَتُ جِسْمَكُ الساعاتُ نَحْتًا
وَتُدعُوكَ المَنُونُ دُعَاءَ صِدْقٍ
…
أَلَا يَا صَاحِ أنتَ أُريدَ أَنْتَا
أَرَاكَ تُحِبُّ عِرْسَاً ذاتَ غَدْرٍ
…
أَبَتَّ طلاقَها الأكْيَاسُ بَتًّا
تَنَامُ الدَّهرَ، وَيَحَكَ، في غَطِيْطٍ
…
بِهَا حَتَّى إذا مِتَّ انتَبَهْتَا
فَكَمْ ذَا أَنْتَ مَخْدُوْعٌ فَحَتَّى
…
مَتَى لَا تَرْعَوِي عنها وَحَتَّى؟!
أَبَا بَكْرٍ دَعَوْتُك لَوْ أَجبتَ
…
إلى ما فِيهِ حَظُّكَ لو عَقِلْتَا
إلى عِلْمٍ تكونُ بهِ إمامًا
…
مُطاعًا إنْ نَهَيْتَ وإنْ أَمَرْتَا
وَيَجْلو ما بِعَيْنِكَ مِنْ غِشَاءٍ
…
وَيَهْدِيْكَ الصِراطَ إذا ضَلَلْتَا
وَتَحْمِلُ منهُ في نادِيكَ تَاجًا
…
وَيَكْسُوكَ الجَمَالَ إذا اغْتَرَبْتَا
يَنَالُكَ نَفعُهُ ما دُمْتَ حيَّاً
…
وَيَبْقَى ذِكْرُهُ لَكَ إنْ ذَهَبْتَا
هُوَ العَضْبُ المُهنَّدُ لَيْسَ يَكْبُو
…
تَنَالُ بِهِ مَقَاتِلَ مَنْ ضَرَبْتَا
وكنزٌ لا تخافُ عليهِ لِصَّاً
…
خفيفُ الحَمْلِ يُوجَدُ حيثُ كُنْتَا
يَزِيدُ بِكَثْرةِ الإِنفاقِ مِنْهُ
…
وَيَنْقُصُ إنْ بِهِ كفًّا شَدَدْتَا
فلو قدْ ذُقْتَ مِنْ حَلْواهُ طَعْمَاً
…
لآثرْتَ التَعَلُّمَ واجتهدْتَا
ولم يَشْغَلْكَ عنهُ هَوَىً مُطاعٌ
…
ولا دُنْيَا بِزُخْرُفِهَا فُتِنْتَا
وَلا يُلْهيكَ عنْهُ أنيقُ رَوْضٍ
…
ولا خَوْدٌ بزينَتِهَا كُلِفْتَا
فَقُوْتُ الرُّوحِ أرْواحُ المَعَالي
…
وَليس بأنْ طَعِمْتَ وأنْ شَرِبْتَا
فَوَاظِبْهُ، وَخُذْ بالجِدِّ فيهِ
…
فإنْ أعطاكَهُ البارِي أَخَذْتَا
وإنْ أُوتِيْتَ فِيهِ بِطُولِ بَاعٍ
…
وقال الناسُ: إنكَ قدْ سَبَقْتَا
…
فلا تأَمَنْ سُؤالَ اللهِ فيهِ
…
بتَوْبِيْخٍ عَلِمْتَ فهلْ عَمِلْتَا؟!
فرأسُ العِلْمِ تَقْوَى اللهِ حَقّاً
…
وَلَيْسَ بأنَ تَعَالَى أوْ رَئِسْتَا
وَضَافِي ثَوْبِكَ الإِحسانُ لَا أنْ
…
تُرَى ثوبَ الإِساءةِ قد لَبِسْتَا
وإنْ أَلْقَاكَ فَهْمُكَ في مَهَاوٍ
…
فَلَيْتَكَ ثم لَيْتَكَ ما فَهِمْتَا
إذا ما لمْ يُفِدْكَ العلمُ خَيْرًا
…
فَخيرٌ مِنْهُ أنْ لَوْ قَدْ جَهِلْتَا
سَتَجْنِي مِنْ ثِمارِ اللَّهْوِ جَهْلاً
…
وَتَصْغُرُ في العُيُونِ إذا كَبرْتَا
وَتُفْقَدُ إنْ جَهِلْتَ، وأنتَ باقٍ
…
وَتُوجَدُ إنْ عَلِمْتَ إذا فُقِدْتَا
سَتَذْكُرُ لِلنَّصِيْحَةِ بَعْدَ حِينٍ
…
وَتَطْلُبُها إذا عَنْهَا شُغِلْتَا
وَسَوْفَ تَعَضُّ مِنْ نَدَمٍ عليها
…
وَمَا تُغْني النَّدَامَةُ إنْ نَدِمْتَا
إذا أَبْصَرْتَ صَحْبَكَ في سَماءٍ
…
وقَدْ رُفِعُوا عليكَ، وَقَدْ سُفِلْتَا
فراجعها وَدَعْ عنكَ الهُوَيْنا
…
فَمَا بالبُطْءِ تُدْرِكُ ما طَلَبْتَا
وَلَا تَحْفِلْ بِمَالِكَ، وَالْهُ عنهُ
…
فَليسَ المَالُ إلا مَا عَلِمْتَا
وليسَ لِجَاهِلٍ في الناس مَغْنى
…
وَلَوْ مُلْكُ الأنَامِ لَهُ تَأَتَّى
سَيَنْطِقُ عنْكَ مالُكَ في نَدِّيٍّ
…
وَيَكْتُبُ عنكَ يَومَاً إنْ كَتَبْتَا
وما يُغْنِيْكَ تَشْييدُ الْمَبَانِي
…
إذا بالجَهْلِ دِينَك قد هَدَمْتَا
جَعَلْتَ المالَ فوقَ العِلْمِ جَهْلاً
…
لَعَمْرُكَ في القَضِيَّةِ مَا عَدَلْتَا
وَبَيْنُهُمَا بِنَصِّ الوَحْيِ فرْقٌ
…
سَتَعْلمُهُ إذا «طَهَ» قَرَأْتَا
لَئِنْ رَفَعَ الغَنِيُّ لِوَاءَ مَالٍ
…
فَأَنْتَ لِوَاءَ عِلمِكَ قَدْ رَفَعْتَا
وإنْ جَلَسَ الغَنِيُّ على الحَشَايَا
…
فأنتَ على الكواكِبِ قدْ جَلَسْتَا
وإنْ رَكِبَ الجِيادَ مُسَوَّماتٍ
…
فأنتَ مَنَاهِجَ التقْوَى رَكِبْتَا
وَمَهْمَا افتَضَّ أَبكَار الغَوَاني
…
فكَمْ بِكْرٍ مِنَ الحِكَمِ افْتضَضْتَا
وَلَيْسَ يَضُرُّكَ الإقْتِارُ شَيْئًا
…
إذا مَا أنْتَ رَبَّكَ قدْ عَرَفْتَا
فيا مَن عِنَدَهُ لكَ مِنْ جَزْيْلٍ
…
إذا بِفِنَاءِ طاعتِهِ أَنَخْتَا
فَقَابِلْ بالقَبُولِ صَحيْحَ نُصْحِي
…
وإنْ أعْرَضْتَ عنهُ فقَدْ خَسِرْتَا
وإنْ راعَيْتَهُ قَوْلاً وَفِعْلاً
…
وَعامَلْتَ الإِلهَ بِهِ رَبِحْتَا
فَلَيْسَتْ هذه الدنيا بشيءٍ
…
تَسُوْؤكَ حِقْبَةً، وَتَسُرُّ وَقْتَا
وَغَايَتُهَا إذا فَكّرْتَ فِيها
…
كَفَيْئِكَ، أو كَحُلْمِكَ إنْ رَقَدْتَا
…
سُجِنْتَ بِهَا وأنتَ لَهَا مُحِبٌ
…
فكيفَ تُحبُّ مَنْ فِيها سُجِنْتَا؟!
وَتُطْعِمُكَ الطَّعَامَ وَعَنْ قَلِيْلٍ
…
سَتُطْعَمُ مِنْكَ ما مِنْهَا طَعِمْتَا
وَتَعْرَى إنْ لِبسْتَ بِهَا ثِيابًا
…
وَتُكْسَى إنْ مَلَابِسَهَا خَلَعْتَا
وَتَشْهَدُ كُلَ يومٍ دَفْنَ خِلٍّ
…
كأنك لا تُرادُ بِمَا شَهِدْتَا
ولمْ تُخْلَقْ لِتَعْمُرَهَا وَلَكِنْ
…
لِتَعْبُرَها فَجِدَّ لِمَا خُلقْتَا
وإنْ هُدِمَتْ فَزِدْهَا أنْتَ هَدْمًا
…
وَحَصِّنْ أمرَ دِينِكَ مَا اسْتَطَعْتَا
ولا تَحْزَنْ لِمَا قدْ فاتَ مِنْها
…
إذا مَا أَنْتَ في أُخْرَاكَ فُزْتَا
فَلَيسَ بِنَافِعٍ ما نِلْتَ منها
…
من الفاني إذا الباقي حُرِمْتَا
وَلَا تَضْحَكْ مَعَ السُفهاءِ جَهْلاً
…
فإنَّكَ سَوف تَبْكِيْ إنْ ضَحِكْتا
وَكَيفَ بِكَ السُرورُ وأنتَ رَهْنٌ
…
ولا تَدْرِي غَدًا أنْ لَوْ غُلِبْتَا؟!
وسَلْ مِنْ رَبِّكَ التوفيقَ فيها
…
وأَخْلِصْ في الدُعاءِ إذا سَأَلْتَا
ونادِ إذا سُجِنْتَ بِهِ اعْتِرافًا
…
كَمَا نَادَاهُ ذُو النُّونِ ابنُ مَتَّى
ولازِمْ بابَهُ قَرْعًا عَسَاهُ
…
سَيَفْتَحُ بابَهُ لَكَ إنْ قَرَعْتَا
وأكْثِرْ ذِكْرَهُ في الأرِضِ دَأبًا
…
لِتُذْكَرَ في السماء إذَا ذَكَرْتَا
وَلَا تَقُلِ الصِّبَا فيه امْتِهالٌ
…
وَفَكِّرْ كَمْ صَغِيْرٍ قدْ دَفَنْتَا
وَقُلْ لِيْ يا نَصِيْحِيْ لأَنْتَ أَوْلَى
…
بنُصْحِكَ، إذْ بِعَقْلِكَ قَدْ عُرِفْتَا
فَتَعْذِلني عن التَّفْرِيطِ يَوْمًا
…
وبالتفرِيْطِ دَهْرَك قد قَطَعْتَا
وفي صِغَرِيْ تُخَوِّفُني المَنَايَا
…
وَمَا تَجْرِيْ بِبَالِكَ حِيْنَ شِخْتَا
وَكُنْتَ مَعَ الصّبَا أهْدَى سَبيلا
…
فَمَا لَكَ بَعْدَ شَيْبِكَ قَدْ نُكِسْتا
وَهَا أَنَا لَمْ أَخُض بَحْرَ الخَطايا
…
كما قد خُضْتَهُ حَتَّى غَرِقْتَا
وَلَمْ أَشْرَبْ حُمَيا أمّ دَفْرٍ
…
وأَنْتَ شَرِبْتَها حَتَّى سَكِرْتَا
ولم أحْلِلْ بِوَادٍ فيهِ ظُلْمٌ
…
وأنْتَ حَللتَ فيهِ، وانْتَهَكْتا
ولمْ أَنْشَأْ بعَصْرٍ فيهِ نَفْعٌ
…
وأنتَ نشأْتَ فيه، فما انْتَفعْتَا
وناداكَ الكِتابُ فلمْ تُجِبْهُ
…
وَنَبَّهَكَ المشيبُ فما انتَبهْتَا
وقد صاحبْتَ أعْلَامًا كثيرًا
…
فلم أَرَكَ انْتَفَعْتَ بِمَنْ صَحِبْتَا
ويَقْبُحُ بالفَتَى فِعْلُ التَّصَابِي
…
وأقْبَحُ منه شيخٌ قدْ تَفَتَّى
فأَنْتَ أَحَقُّ بالتَفنِيدِ مِنّي
…
ولو سَكَتَ المُسيءُ لَمَا نَطَقْتَا
…
فَنَفْسَكَ ذُمَّ لا تَذْمُمْ سِوَاها
…
بِعَيْبٍ فهي أجْدرُ إنْ ذَمَمْتَا
ولو بَكَتِ الدِّمَا عَيْنَاكِ خَوْفًا
…
لِذَنْبِكَ لم أقُلْ لكَ قدْ أَمِنْتَا
فَمَنْ لكَ بالأَمانِ وأَنْتَ عبدٌ
…
أُمِرْتَ، فما ائتَمَرْتَ، ولا أَطَعْتَا
فسٍِرْتَ القَهْقَرَى، وَخَبَطْتَ عَشْوًا
…
لَعَمْرُكَ لَوْ وَصلْتَ لَمَا رَجَعْتَا
ثَقُلْتَ مِنَ الذُنُوبِ، وَلَسْتَ تَخْشَى
…
لِجَهْلِكَ أَنْ تَخِفَّ إذا وُزِنْتَا
وَلَوْ وَافَيْتَ رَبَّكَ دُونَ ذَنْبٍ
…
وناقَشَكَ الحسابَ إذًا هَلَكْتَا
ولم يظْلمْكَ في عَمَل ولكنْ
…
عَسِيرٌ أنْ تقُومَ بما حَمَلْتَا
تَوَجَّعُ لِلْمُصِرِّ على الخَطَايَا
…
وَتَرْحَمُهُ، وَنَفْسَكَ مَا رَحِمْتَا
ولو قد جِئْتَ يومَ الفصْلِ فَرْدًا
…
وأَبْصَرْتَ المَنازِلَ فيهِ شَتَّى
لأَعَظَمْتَ النَدَامَةَ فيهِ لَهْفًا
…
على ما في حَيَاتِكَ قَدْ أَضَعْتَا
تَفِرُّ مِنَ الهَجِيْرِ وَتَتَّقِيْهِ
…
فَهَلَّا مِن جَهَنَّمَ قدْ فَرَرْتَا!!
وَلَسْتَ تُطيقُ أَهْوَنَها عَذابًا
…
ولو كُنْتَ الحَدِيْدَ بِها لَذُبْتَا
ولا تكْذِبْ، فإنَّ الأَمْرَ جِدٌّ
…
وَلَيسَ كَمَا حَسِبْتَ، وَمَا ظَنَنْتَا
أَبَا بَكْرٍ، كَشَفْتَ أقَلَّ عَيْبي
…
وما اسْتَعْظَمْتَهُ منهَا سَتَرْتَا
فَقُلْ مَا شِئْتَ فِيَّ مِن المَخازِي
…
وضاعِفْهَا، فإنَّكَ قَدْ صَدَقْتَا
وَمَهْمَا عِبْتَنِي فَلِفَرْطِ عِلْمي
…
بباطِنَتِي كأنك قد مَدَحْتَا
ولا تَرْضَى المعائبَ فهي عارٌ
…
عظيمٌ، يُورِثُ الإِنْسَانَ مَقْتَا
وَتَهْوَى بالوَجِيْهِ مِنَ الثُّرَيَّا
…
وَتُبدِلُهُ مَكانَ الفَوْقِ تَحْتَا
كَذَا الطَّاعَاتُ تُبلِغُكَ الدَّرَارِي
…
وَتَجْعَلُكَ القَرِيْبَ، وإنْ بَعُدْتَا
وَتَنْشُرُ عَنْكَ في الدُنْيَا جَمِيْلاً
…
فَتَلْقَى البِرَّ فيها حَيْثُ شِئْتَا
وتُمسِي في مَسَاكِنِهَا عَزِيْزًا
…
وَتَجْنِي الحَمْدَ مِمَّا قد غَرَسْتَا
وأَنْتَ اليومَ لمْ تُعْرَفْ بِعَيْبٍ
…
وَلَا دَنَّسْتَ ثوبَك مُذْ نَشَأْتا
ولا سابَقْتَ في مَيْدانِ زُورٍ
…
ولا أوْضَعْتَ فيه، ولا خَبَبْتَا
فإنْ لمْ تَنْأَ عنهُ نَشَبْتَ فيهِ
…
فَمَنْ لكَ بالخَلاصِ إذا نَشَبْتَا؟!
وَدُنِّسَ مِنْكَ ما طَهَّرْتَ حَتَّى
…
كأنك قَبْلَ ذلك ما طَهُرْتَا
وصِرْتَ أَسِيرَ ذنبك في وثاقٍ
…
وكيف لك الفكاك وقد أسرتا
وخف أبناء جنسك واخْشَ مِنْهُمْ
…
كما تَخْشَى الضَّراغِمَ والسِّبِنْتَا
…
فَخالِطْهُم، وَزَايِلْهُمْ حذارًا
…
وكُنْ كالسّامِرِيّ إذَا لُمستَا
وإن جَهِلُوا عليكَ فقُلْ: سلامٌ
…
لَعَلَّكَ سَوْفَ تَسْلَمُ إنْ سَلِمْتَا
وَمَنْ لَكَ بالسَّلامَةِ في زَمَانٍ
…
يُزِلُّ العُصْمَ إلَاّ إِنْ عُصِمْتَا
ولا تَلْبثْ بِحَيٍّ فيهِ ضَيْمٌ
…
يُميتُ القَلْبَ إلَاّ إنْ كُبِلْتَا
فَغَرِّبْ، فالتَّغَرُّبُ فيه خَيْرٌ
…
وَشَرِّقْ إنْ بِرِيْقِكَ قدْ شَرِقْتَا
فَلَيسَ الزُّهْدُ في الدنيا خُمُولاً
…
فأنْتَ بها الأميرُ إذا زَهِدْتَا
فَلَو فَوقَ الأمِيرِ يكُونُ عَالٍ
…
عُلُوًّا وارْتِفَاعًا كُنْتَ أَنْتَا
فإنْ فارَقْتَهَا، وَخَرجْتَ منها
…
إلى دارِ السَّلامِ، فقد سَلِمَتَا
وإنْ أكرْمتَها، وَنَظَرْتَ فيها
…
بإجْلالٍ، فنفسَكَ قدْ أهَنْتَا
جَمَعْتُ لكَ النَّصَائحَ فامتَثِلْها
…
حَيَاتَكَ، فَهْيَ أفضَلُ ما امتَثَلْتَا
وَطَوَّلْتُ العِتابَ، وَزِدْتُ فيهِ
…
لأنكَ في البَطَالةِ قدْ أَطَلْتَا
فلا تأخُذْ بتَقْصِيرِي، وَسَهْوي
…
وَخُذْ بِوَصِيَّتي لَكَ إنْ رُشِدْتَا