الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقُمْ في ظَلَامِ اللَّيْلِ لله قانتًا
…
وَصَلِّ لَهُ وَاخْتِمْ صَلَاتَكَ بالوِتْرِ
وَكُنْ تَائبًا مِنْ كُلِّ ذَنْبِ أَتَيْتَهُ
…
وَمُسْتَغْفِرًا في كُلِّ حِيْنٍ مِنْ الوِزْرِ
عَسَى المُفْضِلُ المَوْلَى الكَرِيْمُ بِمَنِّهِ
…
يَجُودُ على ذَنْبِ المُسِيئِينَ بِالغَفْرِ
فَإحْسَانُهُ عَمَّ الأنَامَ وُجُوْدُه
…
عَلَى كُلِّ مَخْلُوقٍٍ وَإِفْضَالُهِ يَجْرِيْ
وَصَلِّ عَلى خَيْر البَريَّةِ كُلِّهَا
…
مُحَمَّدٍ المَبْعُوثِ بالبِشْرِ وَالنُّذْرِ
انْتَهَى
قال الناظم رحمه الله:
وكُنْ بَيْنَ خَوْفٍ والرَّجَا عَاملاً لِمَا
…
تَخَافُ وَلا تَقْنَطْ وُثُوقًا بِمَوْعِدِ
تَذَكَّرْ ذُنوبًا قَدْ مَضَيْنَ وَتُبْ لَهَا
…
وَتُبْ مُطْلقًا مَعْ فَقْدِ عِلْمِ التَّعَمُّدِ
وبادِرْ مَتَابًا قَبْلَ يُغْلَقُ بَابُه
…
وَتُطوَى عَلَى الأَعْمَالِ صُحْفُ التزَوُّدِ
فحِيْنَئِذٍ لا يَنْفَعُ المَرْءَ تَوْبَةٌ
…
إِذَا عايَنَ الأَمْلاكَ أو غَرْغَرْ الصَّدِي
وَلا تَجْعَلِ الآمَالَ حِصْنًا فَإِنَّها
…
سَرَابٌ يَغُرُّ الغافلَ الجاهلَ الصَّدِي
فَبَيْنَا هُوْ مُغْتَرًا يُفَاجِئُهُ الرَّدَى
…
فَيُصْبحُ نَدمانًا يَعَضُّ على اليَدِ
وَتَوْبَةُ حقِّ اللهِ يَسْتَغْفرُ الفَتى
…
وَيَندمُ يَنوي لا يَعودُ إلى الرَّدِي
وإنْ كانَ مِمَّا يُوجِبُ الحدَّ ظاهِرًا
…
فسَتْرُكَ أَوْلَى مِنْ مُقِرٍّ لِيُحْدَدِ
وإن تابَ مِنْ غَصْبٍ فيُشرَطُ رَدُهُ
…
وَمَعْ عَجْزِهِ يَنْوِي مَتَى وَاتَ يَرْدُدِ
وَمِنْ حَدِّ قَذْفٍ أو قِصاصٍ مَتَابُهُ
…
بتَمْكِيْنِهِ مِنْ نَفْسِهِ مَعَ مَا ابتُدِي
وَتَحْلِيْلُ مَظْلُومٍ مَتَابٌ لِنَادِمٍ
…
تَدَارُكُ عُدوانِ اللِسَانِ أَو اليَدِ
انْتَهَى
وَقَالَ ابن القيم رحمه الله يَصِفُ الدُّنْيَا:
لَكِنَّ ذَا الإيْمَانِ يَعْلَمُ أنَّ ها
…
ذَا كالضَّلالِ وَكُلُّ هَذَا فَانِ
كَخَيَالِ طَيْفٍ مَا اسْتَتَمَّ زِيَارَةً
…
إِلَاّ وَصُبْحُ رَحِيْلِهِ بِأذَانِ
وَسَحَابَةٍ طَلَعَتْ بِيَوْمٍ صَائِفٍ
…
فَالظِّلُّ مَنْسُوخٌ بِقُرْبِ زَمَانِ
وَكَزَهْرَةٍ وَافَى الرَّبِيْعُ بِحُسْنِهَا
…
أَوْ لَامِعَاً فَكِلَاهُمَا أَخَوَانِ
أَوْ كَالسِّرَابِ يَلُوْحُ لِلظَّمْآنِ في
…
وَسَطَ الهَجِيْرِ بِمُسْتَوَى القِيْعَانِ
أَوْ كَالأَمَانِيْ طَابَ مِنْهَا ذِكْرُهَا
…
بالقَوْلِ وَاسْتِحْضَارُهَا بِجنَانِ
وَهِيَ الغَرُوْرُ رُؤُوسُ أَمْوَالِ المَفَا
…
لَيْسِ الأولِي اتَّجَرُوا بِلَا أَثْمَانِ
أَوْ كَالطَّعَامِ يَلَذُّ عِنْدَ مَسَاغِهِ
…
لَكِنَّ عُقْبَاهُ كَمَا تَجِدَانِ
هَذَا هُوَ المَثَلُ الذِيْ ضَرَبَ الرَّسُو
…
لُ لَهَا وَذَا في غَايَةِ التِّبْيَانِ
وَإِذَا أَرَدْتَ تَرَى حَقِيْقَتَهَا فَخذْ
…
مِنْهُ مِثَالاً وَاحِدَاً ذَا شَانِ
أَدْخِلْ بِجَهْدِكَ أَصْبُعًا فيْ الْيَمِّ وانْـ
…
ـظُرْ مَا تَعَلَّقَهُ إِذًا بعَيَانِ
هَذَا هُوَ الدُّنْيَا كَذَا قَالَ الرَّسو
…
لُ مُمَثِّلاً وَالحَقّ ذُوْ تِبْيَانِ
وَكَذَاكَ مَثَّلَهَا بِظِلِّ الدَّوْحِ في
…
وَقْتِ الحَرُوْرِ لِقَائِلِ الرُّكْبَانِ
هَذَا وَلَوْ عَدَلَتْ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ
…
عِنْدَ الإِلَهِ الحَقِّ في المِيْزَانِ
لَمْ يَسْقِ مِنْهَا كَافِرًا مِنْ شَرْبَةٍ
…
مَاءٍ وَكَانَ الحَقُّ بِالحِرْمَانِ
تَاللهِ مَا عَقَل امْرُؤٌ قَدْ بَاعَ مَا
…
يَبْقَى بِمَا هُوَ مُضْمَحِلِّ فَانِ
هَذَا وَيُفْتِى ثُمَّ يَقْضِي حَاكِمًا
…
بالحَجْرِ مِنْ سَفَهٍ لِذَا الإِنْسَان
إِذْ بَاعَ شَيْئًا قَدْرُهُ فَوْقَ الذِيْ
…
يَعتَاضُهُ مِنْ هَذِهِ الأثْمَانِ
فَمَنِ السَّفِيْهُ حَقِيْقَةً إِنْ كُنْتَ ذَا
…
عَقْلٍ وَأَيْنَ العَقْلُ لِسَّكْرَانِ
وَاللهِ لَوْ أَنَّ القُلُوْبَ شَهدْنَ مِنْ مِـ
…
ـنَّا كَانَ شَأْنٌ غَيْرُ هَذَا الشَّانِ
نَفَسٌ مِنْ الأَنْفَاسِ هَذَا العَيْش إِنْ
…
قِسْنَاهُ بالعَيْشِ الطَّويْل الثَّانيْ
يَا خِسَّةَ الشُّرَكَاء مَعْ عَدَمِ الوَفَا
…
ءِ وَطُوْلَ جَفْوَتِهَا مِن الهِِجْرَانِ
هَلْ فِيْكِ مُعْتَبَرٌ فَيَسْلُو عَاشِقٌ
…
بِمَصَارِعِ العُشَّاقِ كُلَّ زَمَانِ
لَكِنْ عَلى تِلْكَ العُيُونِ غِشَاوَةٌ
…
وَعَلى القُلُوْبِ أكِنَّةُ النِّسْيَانِ
وَأَخُوْ البَصَائِرِ حَاضِرٌ مُتَيَقِّظٌ
…
مُتَفَرِّدٌ عَنْ زُمْرَةِ العُمْيَانِ
…
يَسْمُو إلى ذَاكَ الرَّفِيْقِ الأرْفَعِ ألْأ
…
عْلَى وَخَلَّى اللِّعِبَ لِلْصِّبْيَانِ
وَالنَّاسُ كُلُّهُم فَصِبْيَانٌ وَإنْ
…
بَلَغُوا سِوَى الأفْرَادِ وَالوِحْدَانِ
وَإِذَا رَأَى مَا يَشْتَهِيْه يَقُولُ مَوْ
…
عِدْكِ الجِنَانُ وَجَدِّ في الأَثْمَانِ
وإِذا أَبَتْ إِلَاّ الجِمَاحَ أعَاضَهَا
…
بالعِلْمِ بَعْدَ حَقَائِقِ الإِيْمَانِ
ويَرَى مِن الخُسرانِ بَيْعَ الدَّائمِ الْـ
…
ـباقِي بِهِ ياذِلَّةَ الخُسْرَانِ
وَيَرَى مَضَارِعَ أَهْلِهَا مِنْ حَوْلِهِ
…
وَقُلُوْبُهُمْ كَمَراجِلِ النِّيْرَانِ
حَسَرَاتُهَا هُنَّ الوَقُوْدُ فَإِنْ خَبَتْ
…
زَادَتْ سَعِيْرًا بِالوُقُوْدِ الثَّانِيْ
جَاؤُا فُرَادَى مِثْلَ مَا خُلِقُوْا بِلَا
…
مَالٍ وَلَا أهْلٍ وَلَا إِخْوَانِ
مَا مَعْهُمُو شَيءٌ سِوَى الأَعْمَالِ فَهْـ
…
ـيَ مَتَاجِرٌ لِلنَّارِ أَوْ لِجِنَانِ
تَسْعَى بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ شَوْقًا إلى الدَّ
…
دَارَيْنِ سَوْقَ الخَيْلِ بِالرُّكْبَانِ
صَبَرُوا قَلِيْلاً فَاسْتَرَاحُوا دَائِمًا
…
يَا عِزَّةَ التَّوْفِيْقِ لِلإنْسَانِ
حَمَدُوا التُّقَى عِنْدَ المَمَاتِ كَذَا السُّرَى
…
عِنْدَ الصَّبَاحِ فَحَبَّذَا الحَمْدانِ