الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شُقَّ حُجْبَ الكَونِ لِلْمَعْبُودِ لا
…
تَلْتَفِتْ إلَاّ إليْهِ يَقْبَلَكْ
صُنْ عَنْ الدنيا لِسَانًا ويَدًا
…
وفُؤادًا ولَهُ اخلِصْ عَمَلَكْ
ضُمَّ أحْشَاكَ عَلَى تَوْحِيْدِهِ
…
فَهْوَ نُورٌ يُذهِبُ الدَّاجِى الحَلِكْ
…
طِبْ لَهُ واقْنَعْ بِهِ عَنْ غَيْرِهِ
…
فَهْوَ كَافٍ فَضْلُه قَدْ شَمَلَكْ
ظنَّ خَيْرًا تَلْقَ ما قَدْ تَرْتَجِي
…
مِن جَمِيْعِ الخَيْرِ حَتَّى يَقْبَلَكْ
عُدْ إليهِ كُلَّمَا حَلَّ البَلَا
…
علَّ تَسْلَمْ مِن رَجيْمٍ سَوَّلَكْ
خُضْ بِحَارَ العُذْرِ في جَنْحِ الدُجَى
…
لكَرِيْمٍ بالعَطَايَا خَوَّلَكْ
فاتْرَكِ التَّدْبِيْرَ والعِلْمَ لَهُ
…
اسْألِ المَوْلَى يُصْفِّيْ مَنْهَلَكْ
قُلْ بِذُلٍّ: يَا رَحِيْمُ الرُّحَمَا
…
يَا مُنَجِّي بالعَطَايَا مَن هَلَكْ
كُنْ مُجِيْرًا ونَصِيْرًا وحِمىً
…
لِعُبَيْدٍ مُذْنِبٍ قَدْ سَأَلَكْ
لُذْتُ بالبَابِ فَحَاشَا أَنْ أُرَى
…
تَعِبًا والأَمْرُ والتَّدْبِيْرُ لَكْ
مَرَّ عَيْشِي والخَطَا أَبْعَدنِي
…
واعْتِقَادِي الصَّفحُ عَمَّا كَانَ لَكْ
نَجِّنَا مِن كُلِّ كَرْبٍ وبَلا
…
يَوْمَ يَلْقَى العَبْدُ مَكْتُوْبَ المَلَكْ
هَبْ لَنَا السِتْرَ ولا تَفْضَحْ لَنَا
…
يَا إلهي واعْفُ عَمَّنْ سَاءَلَكْ
يَا مُجِيْبَ العَفْوِ يَسِّرْ أَمْرَنَا
…
واقْضِ عَنَّا مَا لِمَخْلُوقٍ ولَكْ
وتَحَنَّنْ بالعَطَايَا كَرَمًا
…
أَنْتَ مَوْلَانَا وأَوْلَى مَنْ مَلَكْ
انْتَهَى
آخر:
دَوَامُ حَالٍ مِن قَضَايَا المُحَالْ
…
واللُّطْفُ مَوْجُودٌ علَى كُلِّ حَالْ
والنصرُ بالصبرِ مُحَلَّى الظُّبى
…
والجَدُ بالجَدِ مَرِيشُ النِّبَالْ
وعادة الأيْامِ مَعْهُوْدَةٌ
…
حَرْبٌ وسَلْمٌ والليَّالِي سِجَالْ
وما على الدهرِ انْتِقَادٌ على
…
حالٍ فإنَّ الحَالَ ذَاتُ انْتِقَالْ
مَن لِلِّيالِي بائتِلافٍ وكِمْ
…
مِن اعْتِبَارٍ باخْتِلافِ اللِّيَالْ
أَخْذٌ عَطَاءٌ، مِحْنَةٌ مِنْحَةٌ
…
تَفُرُّقٌ جَمْعٌ، جَلالٌ جَمَالْ
حَالُ انْتِظَام وانْتِثَارٍ مَعًا
…
كَأنَّمَا هذِي اللَّيالِي لألْ
وهَلْ سَنا الصبحِ وجُنحُ الدُّجَى
…
لِخِلْقَةِ الأَضْدَادِ إلَاّ مِثَالْ
والظُّلَمُ الحُلْكُ على نُوْرِهَا
…
تَدُلُّ والعُسْرُ بِيُسْرٍ يُدَالْ
والسَّيْفُ قَدْ يَصْدَأً في غِمْدِهِ
…
ثُمَّ يُجَلِّيِ صَفْحَتَيْهِ الصِّقَالْ
والشمسُ بَعْدَ الغيمِ تُجْلَى كَمَا
…
لِلْغَيْثِ مِن بَعْدِ القُنُوطِ انْهِمَالْ
والفرَجُ الموْهُوبُ تَجْرِي بِهِ
…
لطَائِفٌ لَمْ تَجْرِ يَوْمًا بِبَالْ
…
فَصَابِرِ الدَّهْرَ بحَالَيْهِ مِن
…
حُلْوٍ ومُرٍّ واعْتِدَا واعْتِدالْ
فَمَا لَهُ صَبْرٌ عَلَى حَالَةٍ
…
وإنَّمَا الصَّبْرُ حُلِيُّ الرِجَالْ
ولا يَضِيُق صَدْرُكَ مِن أَزْمَةٍ
…
ضَاقَتْ فَصُنْعُ اللهِ رَحْبُ المَجَال
وانْظُر بِلُطِف العقل كم كُرْبةٍ
…
فَرَّجَهَا لُطْفٌ كَحَلِّ العِقالْ
وكِلْ إليْهِ كُلَّ حَاجٍ فَمَا
…
لِذِي حجيً إلَاّ عَليْهِ اتْكَالْ
وكلّ بَدْءٍ فله غاية
…
وغاية الخَطْب الشديدِ انحلالْ
وكل عَوْدٍ فله آية
…
وآية العَقْل اعتبار المآل
وفي مآل الصَّبْر عُقْبى الرِّضَا
…
من فَرَج يُدني وأَجْر يُنَال
عجبت للعبد الضعيف القُوَى
…
يُغَرُّ بالرب الشديد المِحال
يَهْوِي مع الآمال مُسْتَرْسِلاً
…
طلوع الهوى حيث أمالته مال
تخدعه النفس بتخييلها
…
وهل خيال النفس إلا خَبال
يخال أن الأمر جارٍ عَلَى
…
تدبيره هيهاتَ مما يَخَالْ
الخَلْق والأمر لمن لم يزل
…
في مُلْكه المَلْك وما إن يَزَال
والفعل والترك دليل عَلَى
…
مراده والكلُّ طوعُ انفعال
يعطِي فلا مَنْع ويقضِي فلا
…
دَفْع ويُمضِي حكمه لا يُبال
يُدَبِّر الأمر فعن أمره
…
تقدير ما في الكون سُفْلٍ وعال
يُضِل يَهْدي حكمة أنْفَذت
…
فضلاً وعدلاً في هُدىً أو ضَلال
وحكمة البارئِ في حكمه
…
ما لمجال العقل فيها مجال
والرب لا يُسألُ عن فعله
…
قَدْ قُضِيَ الأمر ففيم السؤال؟!
فيا أخا الفكر اشتغالاً بما
…
في غيره للفكر حَقَّ اشتغال
سلِّم، ففي التسليم من كل ما
…
ينفذ تسليم وتنعيم بال
وارْضَ بما فاتك أو نلتَه
…
فعكسه ما لك فيه مجال
وفوِّضِ الأَمرَإلى الحقِّ لا
…
تركنْ من الدُّنيا لحَالٍ مُحَالْ
فذو الحِجى فيما اتقى وارتجَى
…
بالعَدْل حالٍ ومن العَذْل خال
يرضَى بقسْمِ الرَّبِ كلَّ الرضَا
…
في كل ِّحالٍ ما عن العَهْدِ حَالْ
يرى خلال الشكر والصبر في
…
ما سرَّ أو ساءَ أبرَّ الخلالْ
فهْو على الحالَيْن قد نال من
…
مُناه في الدارين أقصى مَنال
…
ما أقصر الدنيا على مَرِّها
…
كالظل ما أقصر مَدّ الظلال!
فافطَن لها حزمًا ففي ظلها
…
ما قال يومًا حازم حيث قال
ما يَقَظات العيش إلا كَرىً
…
ولا مَرَائيَ العين إلا خيال
يا ليت شعري والمُنى عِبرة
…
والشعر قول قد ينافي الفِعال
هل يستحيل العهد من صَبْوتي
…
فقد مضى عهد الصِّبا واستحال
والشّيب هل يوقظني صبحُه
…
فالنّوم في ليلٍ من اللهو طَال
وكِسرتي من عُسْرتي هل تقي
…
وعَثْرتي من عِبرتي هل تُقال
هذا زماني في تولٍّ وفي
…
عزمي توانٍ والهوى في توال
حالُ من احتل بدار البَلا
…
ولم يحدِّث نفسه بارتحال
يا رَبِّ ما المَخلَصُ من زَلَّتي
…
لا عملٌ لا حجةٌ لا احتيال
يا رَبِّ ما يلقاك مثلي به
…
عن طاعة لم ألقها بامتثال
يا رَبِّ لا أحملُ حَرَّ الصَّبا
…
فكيف بالنار لضعفي احتمال
أمْ كَيْفَ عُذْرِي وقَدْ اعْذرْتَ لِي
…
بأَخْذِ حِذْري مِن دَواعِي النَّكَالْ