الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَوْ سَاوَتِ الدنيا جَنَاحَ بَعُوضَةٍ
…
لم يَسْقِ منها الربُّ ذَا الكُفْرَانِ
لَكِنَّهَا واللهِ أحْقَرُ عِنْدَهُ
…
مِن ذَا الجَناحِ القَاصِرِ الطَّيَرَانِ
ولقد تَوَلَتْ بَعدُ عن أصْحَابِهِا
…
فالسَّعْدُ منها حَلَّ بالدَّبَرانِ
لا يُرتجى منها الوَفَاءُ لِصَبِهَا
…
أَيْنَ الوَفَا مِن غَادِرِ خَوَّانِ
طُبِعَتْ عَلى كَدْرِ فَكَيفَ يَنَالُهَا
…
صَفوٌ أَهَذَا قَطُ في إمكانِ
يا عاشِقَ الدُنْيا تَأهَّبْ لِلَّذِي
…
قَد نَالَه العُشَاقُ كُلَّ زَمَانِ
أَوْ مَا سَمِعْتَ بَل رَأَيْتَ مَصَارِع الْـ
…
ـعُشَّاق مِن شِيْبٍ ومِن شُبَّانِ
انْتَهَى
آخر:
لِيَبْكِ رسولَ اللهِ مَن كان بَاكِيَا
…
ولا تنْسَ قَبرًا بالمدينةِ ثَاوِيَا
جَزَى اللهُ عنَّا كُلَّ خيرٍ محمدًا
…
فقد كان مَهْدِيًا دَلِيْلاً وَهَادِيَا
وَلَنْ تسْرِيَ الذِكْرى بمَا هُو أهلُهُ
…
إِذا كُنْتَ لِلْبَرِّ المُطَهَّرِ نَاسِيَا
أتَنْسَى رَسُولَ اللهِ أَفضلَ مَن مَشَى
…
وآثارُهُ بالمُسْجِدَيْنِ كَمَا هِيَا
وكان أَبَرَّ الناسِ بالناسِ كُلِّهم
…
وَأَكْرَمَهُم بَيْتًا وشعبْاً وَوَادِيَا
تَكَدَّرَ مِن بَعدِ النبيِ مُحَمَّدٍ
…
عليهِ سلامُ اللهِ مَا كَانَ صَافِيَا
…
فَكَم مِن مَنَارٍ كَانَ أَوضَحَهُ لَنَا
…
ومِن عَلَمٍ أَمْسَى وأَصْبَحَ عَافِيَا
رَكَنَا إِلى الدُنْيَا الدَّنِيَّةِ بَعْدَهُ
…
وكَشَّفِتِ الأَطْمَاعُ مِنَّا المَسَاوِيَا
وَإِنَّا لَنُرْمَى كُلَّ يَومٍ بعَبْرَةٍ
…
نَراها فَمَا نَزْدَادُ إِلَاّ تَمَادِيَا
نُسَر بِدَارٍ أَوْرَثَتْنَا تَضَاغُنَا
…
عَليهَا وَدَارٍ أَوْرَثَتْنَا تَعَادِيَا
إِذَا المَرْءُ لم يَلْبَسْ لِبَاسًا مِن التُقَى
…
تَقَلَّبَ عُرْيانًا وإِنْ كَانَ كَاسِيَا
أَخِيْ كُنْ عَلى يَأْسٍ مِن الناسِ كُلِّهم
…
جَميعًا وكُنْ مَا عِشْتَ للهِ رَاجِيَا
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَكْفِيْ عِبَادَهُ
…
فَحَسْبُ عِبَادِ اللهِ باللهِ كَافِيَا
وكَمْ مِن هَنَاتٍ مَا عَلَيْكَ لَمَستَهَا
…
من الناس يومًا أَوْ لَمسْتَ الأَفَاعِيَا
أَخِي قَد أَبَى بُخْلِي وَبُخْلُكَ أَنْ يُرَى
…
لِذِي فَاقَةٍ مِنِي ومِنْكَ مُوَاسِيَا
كِلَانَا بَطِيْنٌ جَنْبُهُ ظَاهِرُ الكِسى
…
وفي الناسِ مَن يُمْسِي وَيُصْبِحُ طَاوِيَا
كَأَنَّا خُلِقْنَا لِلْبَقَاءِ وَأَيُنَا
…
وإنْ مُدَّتِ الدُنْيَا لَهُ لَيْسَ فَانِيَا
أَبَى الموتُ إِلَا أنْ يَكُونَ لِمَنْ ثَوى
…
مَن الخَلقِ طُرًا حَيُثُمَا كَانَ لَاقِيَا
حَسَمْتَ المُنَى يا مَوْتُ حَسْمًا مُبرِّحًا
…
وَعَلَمْتَ يَا مَوْتُ البُكَاءَ البَواكِيَا
وَمَزَّقْتَنَا يا مَوْتُ كُلَّ مُمَزَقٍ
…
وعَرَّفْتَنَا يَا مَوتُ مَنْكَ الدَوَاهِيَا
أَلَا يَا طَوِيلَ السُّهْوِ أَصْبَحْتَ سَاهِيًا
…
وَأَصْبَحتَ مُغْترًا وَأَصْبَحْتَ لَاهِيَا
أَفِي كُلِّ يَومٍ نَحْنُ نَلْقَى جَنَازَةً
…
وفي كُلِّ يَومٍ نَحْنُ نَسْمَع نَاعِيَا
وفي كُلِّ يَومٍ مِنْكَ نَرْثِي لِمُعْوِلٍ
…
وفي كل يَومٍ نحنُ نُسْعِدُ بَاكِيَا
أَلَا أَيُهَا البَانِي لِغَيْرِ بَلَاغِهِ
…
أَلَا لِخَرَابِ الدهرِ أَصْبَحْتَ بَانِيَا
أَلا لِزَوَالِ العُمْرِ أَصْبَحْتَ جَامِعًا
…
وَأَصبَحْتَ مُخْتَالاً فَخُورًا مُبَاهيَا
كَأَنَّكَ قَد وَلَيْتَ عن كُلِّ مَا تَرَى
…
وخَلَّفْتَ مَن خَلَّفْتَهُ عَنْكَ سَالِيَا
انْتَهَى