المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الله أعظم مما جال في الفكر - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ١

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌يا فَاطِرَ الخَلْقِ البَدِيْعِ وكَافِلاً

- ‌بِذِكْرِكَ يَا مَوْلى الْوَرَى نَتَنَعَّمُ

- ‌صَرَفْتُ إلى رَبِّ الأنام مَطَالِبي

- ‌يَا خَالقِي عَبدُكَ الخاطِي الحَزينُ لَقَدْ

- ‌يَا مَنْ إلَيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ يبتهلوا

- ‌يا مَنْ يُغِيْثُ الوَرَى مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا

- ‌أَيَا لائِمِي مَالِي سِوَى البَيْتِ مَوْضِعٌ

- ‌لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءً وَالمُلْكُ رَبَّنَا

- ‌يَا نَفْسُ قَدْ طَابَ في إمْهَالِكِ العَمَلُ

- ‌لَكَ الحَمْدُ يَا ذَا الجُوْدِ والمَجْدِ والعُلَا

- ‌تَمَسَّكَ بِحَبْلِ اللهِ وَاتَّبِعِ الهُدَى

- ‌الَقْلبُ أَعْلَمُ يا عَذُولُ بِدَائِهِ

- ‌تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لمَا تَبَسَّمَا

- ‌ولَيْسَ اغْتِرَابُ الدِّينِ إلَاّ كَمَا تَرَى

- ‌لهَفِيْ عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ أَشْيَاعِهِ

- ‌خَاتِمَة وَنِدَاء لِلعلماءيا مَعْشَرَ العُلَمَآءِ لَبُّوا دَعْوةً

- ‌تَيَقَّضْ لِنَفْسٍِ عَنْ هُدَاهَا تَوَلتِ

- ‌أَيَا لَاهِيًا في غَمْرَةِ الجَهْلِ وَالهَوَى

- ‌ذُنُوبُكَ يَا مَغْرُورُ تُحْصَى وَتُحْسَبُ

- ‌إلَى كَمْ تَمَادَى في غُرُوْرٍ وَغَفلَةٍ

- ‌عَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ لَا تَتْرُكُوْنَهَا

- ‌وَقَدِّمْ أَحَاديثَ الرسولِ ونَصَّهً

- ‌على العِلمِ نبكي إِذْ قَدِ انْدرَسَ العِلْمُ

- ‌وللدَّهْرِ تَارَاتٌ تَمرُ على الفَتَى

- ‌عِلْمُ الحَدِيْثِ أجِلُّ السُّؤلِ والوَطَر

- ‌دَعِ البكاءَ على الأطْلَالِ والدَّار

- ‌يا تارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوطَانًا

- ‌دعونِيْ على نَفْسِي أَنُوحُ وأنْدُبُ

- ‌تَفُتُّ فُؤادَكَ الأيَّامُ فَتًّا

- ‌يَقُولُونَ لِي فِيْكَ انْقِباضٌ وإنَّمَا

- ‌مَعَ العِلْمِ فاسْلُكُ حيثُ مَا سَلَك العِلْمُ

- ‌لَقَدْ عَفَتْ مِنْ دِيَارِ العِلْمِ آثَارٌ

- ‌ذَوو العِلْمِ في الدنيا نُجومُ هِدايةٍ

- ‌تَعَلَّمْ فإنَّ العِلْمَ زينٌ لأهْلِهِ

- ‌واعْلمْ بأنَّ العِلمَ أرفعُ رُتْبَةً

- ‌جَزَى الله أَصْحَابَ الحَدِيثِ مَثْوبَةً

- ‌سَلَامِي على أهل الحديث فإِنني

- ‌أُوْصِيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ

- ‌يُشَارِكُكَ المُغْتَابُ في حَسَنَاتِهِ

- ‌تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ

- ‌إذا طَلَعتْ شمسُ النَّهارِ فإنِّها

- ‌نَمْضِي عَلَى سُبُلٍ كَانُوا لَهَا سَلَكُوا

- ‌وَمَا النَّاسُ إلَا رَاحِلُوْنَ وَبَيْنَهُمْ

- ‌يَا طَالِبًا رَاحَةً مِنْ دَهْرِهِ عَبَثًا

- ‌اكْدَحْ لِنَفْسكَ قَبْلَ المَوْتَِ في مَهلٍ

- ‌أَيَا لِلْمَنَايَا وَيْحَهَا مَا أَجَدَّهَا

- ‌أَلَمْ تَر أنَّ المرءَ يَِحْبسُ مَالَهُ

- ‌خَفِّضْ هُمُومَكَ فَالحَيَاةُ غَرُوْرُ

- ‌نَادَتْ بِوَشْك رَحْيْلكَ الأيَّامُ

- ‌فَاسْمَعْ صِفَاتِ عَرَائِس الْجَنَّاتِ

- ‌بِاللهِ مَا عُذْرُ امْرِءٍٍ هُو مُؤْمِنٌ

- ‌سِهَامُ المَنَايَا في الوَرَى لَيْسَ تُمْنَعُ

- ‌وَلَا بَأْسَ شَرْعاً أَنْ يَطِبَّكَ مُسْلِمٌ

- ‌فَيَا سَاهيًا فِي غَمْرِة الجَّهْلِ والْهَوَى

- ‌إِلَى مَتى أَرَى يا قَلْبُ مِنْكَ التَّرَاخِيَا

- ‌وَكَيْفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلْمِ أَعْيُنُهم

- ‌دَعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ

- ‌مَنْ ذَا الَّذِي قَدْ نَالَ رَاحَةَ فِكْرِهِ

- ‌يَا أيُّها السُّنيُّ خُذْ بِوَصِيَّتي

- ‌أَتَبكِيْ لِهَذَا الموتِ أمْ أنتَ عارِفُ

- ‌أَعَارَتْكَ دُنْيَا مُسْتَردٌ مُعارُهَا

- ‌أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا

- ‌لَيْسَ الغَرِيْبُ غَرِيْبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ

- ‌يَا نَفْسُ هَذَا الَّذِي تَأْتِينَهُ عَجَبٌ

- ‌هو اللهُ مَن أَعْطَى هُدَاهُ وَصحّ مِِن

- ‌مَحَمَّد الْمَبْعُوثُ لِلخَلْقِ رَحْمَةً

- ‌بِحَمْدِكَ ذِي الإِكْرَامِ مَا رُمْتُ أَبْتَدي

- ‌وَكُنْ عَالِمًا إِنَّ الذُّنُوبَ جَمِيْعَهَا

- ‌ومالِيْ ولِلدُّنْيَا وَلَيْسَتْ ببُغْيَتِي

- ‌تَبَارَك مَنْ عَمَّ الوَرَى بِنَوَالِهِ

- ‌إِلَى اللهِ نَشْكُوا غُربَةَ الدِّيْن والهُدَى

- ‌فَلَا يَغُرَنَّكُمَّ لَمَّا جَرَى قَدَرٌ

- ‌وأَنَّ ذَوِي الإِيمَانِ والعِلْمِ والنُهَى

- ‌سَعِدَ الذِيْنَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى

- ‌ فيما جرى على الإسلام وأهله من الظلمة والطغاة والمجرمين: جَازَاهُم اللهُ بِمَا يَسْتَحِقُّوْن:

- ‌وَكُنْ ذَاكِرًا للهِ في كُلِّ حَالَةٍ

- ‌إِليْكَ إِلهَ العَرْشِ أَشْكُو تضَرُّعَا

- ‌فِيْمَ الرُّكُونُ إلى دَارِ حَقِيْقَتُهَا

- ‌حَمِدْتُ الذِيُ يُوْلي الجَمِيْلَ وَيُنْعِمُ

- ‌الحمدُ للهِ القَوِيّ الماجدِ

- ‌إِنِّي أرِقتُ، وَذِكْرُ المَوتِ أَرَّقَني

- ‌مَنْ كَانَ يُوْحِشُهُ تَبْدِيْلُ مَنْزِلِه

- ‌إِذَا شِئْتَ أَن تَحْيا سَعيْدًا مَدَى العُمْرِ

- ‌وكُنْ بَيْنَ خَوْفٍ والرَّجَا عَاملاً لِمَا

- ‌قَوْمٌ مَضَوْا كَانَتِ الدُّنْيَا بهم نُزَهًا

- ‌إِنَّ القَنَاعَةْ كَنْزٌ لَيْسَ بالفَانِيْ

- ‌يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ

- ‌رَأَيْتُكَ فِيْمَا يُخْطِيءُ النَّاسُ تَنْظُرُ

- ‌يَا مُطْلِقَ الطَّرْفِ المُعَذَّبِ بالأُولَى

- ‌يَا خَاطِبَ الحُورِ الحِسَانِ وَطَالبًا

- ‌لِيَبْكِ رسولَ اللهِ مَن كان بَاكِيَا

- ‌يا مَن يَطُوفُ بكَعْبَةٍ الحُسْنِ التي

- ‌تَذَكَّرْ وَلَا تَنْسَ الْمِعَادَ وَلا تَكُنْ

- ‌إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ في الحَيَاةِ فَهاتِ

- ‌عَسَى توْبَةٌ تُمْحَى بِهَا كُلُّ زَلَّةِ

- ‌لَيْسَ الحَوادِثُ غَيرَ أَعْمَالِ امْرِيءٍ

- ‌إلَهِي لا تُعَذَبَنْي، فَإِنِّي

- ‌وَالجَنَّةُ اسْمُ الجنسِ وهْيَ كَثِيْرَةٌ

- ‌أذَلّ الحِرْصُ والطّمَعُ الرِّقابَا

- ‌لَيْتَ شِعْري سَاكَن القَبرِ المشِيْدْ

- ‌وَعَبْدُ الهَوَى يَمْتَازُ مِن عَبْدِ رَبِّهِ

- ‌قَدْ أَمْسَتْ الطَّيرُ وَالأَنْعَامُ آمِنةً

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيْمَانِ

- ‌محَمَّدُ المُصْطفى المُخَتارُ مَنْ ظَهَرَتْ

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَرَانِيْ إِذَا حَدَّثْتُ نَفْسِيْ بِتَوْبَةٍ

- ‌أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ

- ‌وَلَمَّا رَأيتُ القَوْمَ لا وِدَّ عِنْدَهُمْ

- ‌أَقُولُ وَأَوْلَى ما يُرَى في الدَّفَاترِ

- ‌جَزَا اللهُ رَبَّ الناس خَيَر جَزَائه

- ‌لَقَدْ خَابَ قَومٌ زَالَ عَنْهُم نَبِيُّهُم

- ‌رَسَائِلُ إِخوانِ الصَّفَا والتَّودُّدِ

- ‌يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيّدَ الثَّقَلانِ

- ‌مُرَادُكَ أنْ يَتِمَّ لَكَ المُرَادُ

- ‌لِمَنْ وَرْقَاءُ بِالوَادِي المَرِيْعِ

- ‌هُوَ الموتُ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعُ

- ‌يَا صَاحِبِيْ إِنَّ دَمْعِيْ اليَوْمَ مُنْهَمِلٌ

- ‌كرِهْتُ وَعَلَاّمِ الغُيوبِ حَيَاتِي

- ‌وَاهًا لِدُنْيَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ قَتَلَتْ

- ‌أخْلِ لِمَنْ ينْزِلُ ذَا المَنْزِلِ

- ‌يا قَومُ فَرْضُ الهِجْرَتَيْنِ بحَالِهِ

- ‌الدهْرُ يُعقب ما يَضَرُّ وينفع

- ‌يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنْفَاسُهُ

- ‌يَا مَنْ يَرُوْمُ الفَوزَ في الجَنْاتِ

- ‌يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُرِيْدُ نَجَاتَهُ

- ‌أَتَأَمَلُ في الدُنْيَا تَجِدُ وَتَعْمُرُ

- ‌لَقَدْ دَرَجَ الأسْلَافُ مِن قَبْلِ هَؤُلاءِ

- ‌أيا نَفْسُ لِلْمَعْنَى الأجَلِّ تَطَلَّبِي

- ‌أيَا ابْنَ آدَمَ والآلَاءُ سَابِغَةٌ

- ‌حَمَدْتُ الّذي أغْنَى وَأَقْنَى وَعَلَّمَا

- ‌عُرىَ الأعمارِ يَعْلُوها انْفِصَامُ

- ‌إلى مَتَى يَا عَيْنُ هَذَا الرُّقادُ

- ‌ألَا اِرْعِوَاءَ لِمَنْ كَانَتْ إِقَامَتُهُ

- ‌للهِ دَرُّ رِجَالٍ وَاصَلُوا السَّهَرا

- ‌ألَا يَا غَوَانِي مَنْ أرادت سَعَادَةً

- ‌إِلى اللهِ أُهْدِي مِدْحَتِيْ وَثَنَائِيَا

- ‌خُلِقْنَا لأَحْدَاثِ الليَالِي فَرائِسَا

- ‌غفلتُ وليس الموتُ في غفلةٍ عنِّي

- ‌وَإنِّيْ امْرُؤٌ بِالطَّبْعِ أُلْغِيْ مَطَامِعِيْ

- ‌هَذَا وَنَصْرُ الدِّيْنِ فَرْضٌ لَازِمٌ

- ‌أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ وَاقِفُ

- ‌خُزَّانُ وَحْي اللهِ لَمْ يُرَ غَيْرُهُم

- ‌يا جامعَ المالِ إن العُمَر مُنْصَرِمٌ

- ‌زِيادةُ المرءِ في دُنياهُ نقصانُ

- ‌خَبَتْ نَارُ نَفْسِي باشْتِعَالِ مَفَارِقِي

- ‌أَلَا قُلْ لأَهلِ الجهلِ مِن كُل مَن طَغى

- ‌اللهُ أَعْظَمَ مِمَّا جَالَ في الفِكَر

- ‌تَبَارَكَ مَنْ شُكْرُ الوَرَى عَنْهُ يَقْصُرُ

- ‌مشِيبُ النَّواصِيِ للِمنون رَسَول

- ‌أَفي كُلَّ يَوْمٍ لي مُنىً أَسْتَجِدُّها

- ‌عَجَبًا لِعَيني كَيْفَ يَطْرقُها الكَرى

- ‌نَادِ القُصورَ التي أقوَتْ مَعالِمُها

- ‌لاحَ المشيبُ بعَارِضَيْكَ كَما تَرى

- ‌يَا بَائعَ الدِّيْنِ بِالدُنْيَا وبَاطِلِهَا

- ‌خَلِيْلَيَّ عُوْجَا عَنْ طَرِيْقِ العَوَاذِلِ

- ‌بأَمْر دُنْياك لا تَغْفُلْ وكُنْ حَذِرًا

- ‌يَا نَائِمًا وَالْمَنُونَ يَقْضِي

- ‌باتُوا على قُلَلِ الأجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ

- ‌خَبَتْ مَصَابِيْحُ كُنَّا نَسْتَضِيْئُ بِهَا

- ‌يَقُولُون ليْ هَلَاّ نَهَضَتَ إلى العُلَا

- ‌أَحَاطَ بِتَفْصِيلِ الدَّقَائِقِ علْمُهُ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌بَكَيْتَ فَمَا تَبْكِيْ شَبَابَ صَبَاكَا

- ‌وَصِيَّتِيْ لَك يَا ذَا الفَضْلِ وَالأَدَبِ

- ‌يَا آمِنَ السَّاحَةِ لَا يَذْعَرُ

- ‌كل يَزَوْلُ وَكَلٌ هَالكٌ فَان

- ‌عَلَامَةُ صِحَّةٍ لِلْقَلْبِ ذِكرٌ

- ‌أَجَلُ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِيْ

- ‌صَبَرْتُ على بَعْضِ الأَذَىَ خَوفَ كُلِّه

- ‌هُوَ المَوْتُ ما مِنْهُ مَلاذٌ ومَهْرَبُ

- ‌إِذا ما حَذِرْتَ الأَمْرَ فاجْعَلْ إِزاءَه

- ‌إِلى اللهِ نَشْكُ قَسْوةً وَتَوَحَّدَا

- ‌قالَ ابنُ عباسٍ وَيُرْسَلُ رَبُنا

- ‌تَمَسَّكْ بِتَقْوَى اللهِ فالمَرءُ لَا يَبْقَى

- ‌قَضَى اللهُ أنْ لا تَعْبُدوا غَيْرَهُ حَتْما

- ‌فلا تُطِعْ زَوْجَةً في قَطْعِ وَالِدَةٍ

- ‌أعوُذُ برَبِّ العَرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرُهُ

- ‌إذا مُوْجِدُ الأشْيَاءِ يَسَّرَ لِلْفَتَى

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذَارِ المنَايَا

- ‌كم ذا أُؤمِّلْ عفوًا لسْتُ أكْسَبهُ

- ‌إِنَّ أُولِي العِلْمِ بِما فِي الفِتَنْ

- ‌فُجُدَّ ولا تَغْفُلْ وَكُنْ مُتَيَقِّظًا

- ‌أأحُورُ عنْ قَصْدِي وقد بَرِحَ الخَفا

- ‌دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ كَانَ في زَمَنِ الصِّبَا

- ‌إِنَّ الحَيَاةَ مَنَامٌ والمَآلُ بِنَا

- ‌طُوبي لِمن في مَراضِي رَبِّه رَغِبَا

- ‌لا يَأمَنِ المَوْتِ إلَاّ الخَائِنُ البَطِرُ

- ‌أَرَى الصَّبْرَ مَحْمُودَاً وَعَنْهُ مُذَاهِبٌ

- ‌اصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ خَيْرٌ لَوْ عَلِمْتَ بِهِ

- ‌وَكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ

- ‌نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثارُ تَنْدَرِسُ

- ‌لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرّتْهُ دُنْيا دَنِيَّةٌ

- ‌نَبيُ تَسَامَى في الْمَشارقِ نُورُهُ

- ‌لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ

- ‌ألَا إِنّما الدٌّنيا مَطِيَّةُ راكِبِ

- ‌أَنْتَ المُسَافِرُ والدُنْيَا الطَّرِيْقُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدنيا بِسَاعَتِكَ التي

- ‌يَا غَافِليْنَ أَفِيْقُوا قَبْلَ مَوْتِكُمُ

- ‌بِسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌يا نَفْسُ كُفِي فَطُولُ العُمرِ في قِصَرٍ

- ‌يَا مَنْ يُجِيْبُ دُعَا المُضْطَرِّ في الظُّلَمِ

- ‌مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ

- ‌قد آنَ بعد ظلامِ الجهلِ إبصارِي

- ‌نُورُ الحَدِيْثِ مُبِينٌ فادْنُ وَاقْتَبِِسِ

- ‌إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوْهُ

- ‌لَحَى الله دُنيا لا تَكُونُ مَطِيَّةً

- ‌أَطِل جَفْوَةَ الدُنْيَا وَدَعْ عَنْكَ شَأْنَهَا

- ‌بِرُوحِي أُناسًا قَبْلَنا قَد تَقَدَّمُوا

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌يَمْشُونَ نَحْوَ بُيُوتِ اللهِ إذ سَمِعُوا

- ‌لا في النهار ولا في الليل لِي فرحٌ

- ‌لَعَمْرِي لَقْد نُودِيْتَ لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ

- ‌وَلَمَّا قَسَا قَلْبِيْ وَضَاقَتْ مَذَاهِبِيْ

- ‌أَجَاعَتْهُمْ الدُّنْيَا فَخَافُوا وَلَمْ يَزَلْ

- ‌اجْعَل شِعَارَكَ حَيْثُمَا كُنْتَ التُقَى

- ‌ونَفسَكَ فازْجُرْها عَن الغَي والخَنَا

- ‌تَجهَّزِي بجَهازٍ تَبلَغينَ به

- ‌كَيْفَ احْتِيَالي إِذا جَاءَ الْحِسَابُ غَدَاً

- ‌وَإِنَّ جِهَادَ الكُفْرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ

- ‌نَرْضَى بما قَدَّرَ الرحمنُ مَوْلَانَا

- ‌قَلَّ الْحُمَاةُ وَمَا فِي الْحَيِّ أَنْصَارُ

- ‌حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا

- ‌تَطَاوَلَ ليْليِ في اكْتِسَابِ المَعَائِبِ

- ‌لِمَنْ جَدَثٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي

- ‌لِمَنِ الأقْبُرُ فِي تِلْكَ الرُّبَى

- ‌أُمْدُد يَمِيْنَكَ مِن دُنْيَاكَ آخِذة

- ‌أَلَم تَسْمَعْ عَنِ النَّبَأِ العَظَيمِ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌ومُجَرِّرٍ خَطِّيَّةً يَوْمَ الوَغَي

- ‌أَبَادَ ذَا المَوْتُ أَمْلاكًا وَمَا مَلَكَوا

- ‌وشَيَّعُوْهُ جَمَاعَاتٌ تَطُوْفُ بِهِ

- ‌ماذا تُؤْمِّلُ والأيَّامُ ذَاهِبَةٌ

- ‌واذكُرْ رُقَادَكَ في الثَّرى

- ‌ولَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايةَ جَانِبًا

- ‌قَطَعْتُ زَمَانِي حِيْنًا فَحِيْنَا

- ‌وما تَبْنِيهِ في دُنْيَاكَ هَذِي

- ‌لأَمْرِ مَا تَصَدَّعَتِ القُلُوبُ

- ‌يَا بَاكِيًا مِن خِيْفَةِ الموتِ

- ‌يَا رَبِّ يا مَنْ هُوَ العَلَاّمُ في الأَزَلِ

- ‌ورَيَّانَ مِن مَاء الشَّبَابِ إذا مَشَى

- ‌تَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا

- ‌رَفَعْتَ عَرْشكَ في الدنيا وَتُهْتَ بِهِ

- ‌قَدْ طَوَاكَ الزَّمانُ شَيْئًا فشيْئا

- ‌الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ على

- ‌اعتَزلْ ذكر الغواني وَالغَزَلْ

- ‌تدبَّرْ كِتابَ اللهِ يَنْفَعْكَ وَعْظُهُ

- ‌ولكِنَّنَا والحمدُ للهِ لَمْ نَزَلْ

- ‌انَتَبِهْ مِن كُلِ نَوْمٍ أَغْفَلَكْ

- ‌دَوَامُ حَالٍ مِن قَضَايَا المُحَالْ

- ‌سَأَنْظِمُ مِنْ فَخْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌يا أَيُّهَا العَاصِي الْمُسِيء إِلَى مَتَى

- ‌يا مَنْ لَهُ سِتْرٌ عليَّ جَمِيْلُ

- ‌يا مَن لهُ السِتْرُ الجميل على الورى

- ‌كرِّرْ عَليَّ الذَّكْرَ مِن أسْمَائِهِ

- ‌مَن رَامَ أَنْ يَأْخُذَ الأَشْيَا بقُوّتِهِ

- ‌مَضَى الزَّمَانُ وَعَيْشِيْ عَيْشُ تَنْكِيدْ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌أَحَاطَتْ بِهِ أَحْزَانُهُ وهُمُومُهُ

- ‌أَلَا إنما الدُّنيا مَتَاعُ غُرُورِ

- ‌فَيَا مَعْشَرَ الحُكَّامِ مِن كُلِّ مسلٍم

- ‌فَأَمْسَوا رَمِيْمًا فِي التُّرابِ وَعُطلتْ

- ‌إِليْكَ رَسُولَ اللهِ منَّا تَحِيَّةً

- ‌لا بد للضّيق في الدنيا من الفرج

- ‌أتيت إِليكَ يا رَبَّ العِبَادِ

- ‌إذا شِئْتَ أَنْ تَرْثي فَقِيْدًا مِن الوَرَى

- ‌كَأَنَّكَ لََم تَسْمَعْ بِأخْبَارِ مَن مَضَى

- ‌فَلِلَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ

- ‌إلىْ كَمْ إِذَا مَا غِبْت تُرْجَى سَلامَتِي

- ‌أَسَأتُ فَمَا عُذْرِي إِذَا انْكَشفَ الغِطَا

- ‌صُنِ الحُسْنَ بالتَّقْوَى وإلا فَيَذْهَبُ

- ‌غَفَلْتُ وَحَادِيْ المَوتِ فِي أَثَرِيْ يَحْدُوْ

- ‌«إذا شَغَّلَ الضُّيَاعُ آلاتِ لَهُوِهِمْ

- ‌فَلَا تَرْجُ إِلَاّ اللهَ في كُلِّ حَادِثٍ

- ‌هُوَ الوقتُ فَاصْبِرْ مَا عَلَى الوقت مَعْتَبُ

- ‌وإنْ تُبْدِ يَوْمًا بالنَّصيحَةِ لامْرِئ

- ‌يا مُنْفِقَ العُمْرِ فِي حِرْصٍ وَفِي طَمَعٍ

- ‌فَهُبُّوا أُهِيْلَ العِلْمِ مِنْ رَقْدَةِ الهَوَى

- ‌أرَىَ الوقت أَغْنَى خَطْبُهُ عن خِطَابِهِ

- ‌لَنَا كُلَّ يَوْمٍ رَنَّةٌ خَلْفَ ذَاهِبٍ

- ‌ولَمَّا قَسَا قَلْبِي وضَاقَتْ مَذَاهِبِي

- ‌أَسْتغْفِرُ الله رَبي في مُنَاجَاتي

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ المَرْءَ يُوْدِى شَبَابُهُ

- ‌سِنُّوا هِجْرَةِ المخَتارِ فِيهَا حَوَادِثٌ

- ‌إذَا رُمْتَ أن تَنْجُو مَن النارِ سَالِمًا

- ‌يا ذَا الجَلالِ ويا ذَا الجُوَدِ وَالكَرمِ

- ‌خَلِ ادَّكَارَ الأَرْبُعِ

- ‌كأني بِنفْسِي وهْيَ في السَّكَرِاتِ

- ‌مَا دَارُ دُنْيا لِلْمُقِيمِ بِدَارِ

- ‌قِفْ بِالقُبُورِ بِأَكْبَادٍ مُصَدَّعَةً

- ‌إِني بُلِيتُ بِأَرْبعٍ مَا سُلِّطُوا

- ‌ألا أيَّهُا اللَاّهِي وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ

- ‌فلا تَجْزَعَنْ لِلْبَيْنِ كل جَمَاعَةٍ

- ‌يَشْتاق كُلُ غَرِيْبٍ عند غرْبتِهِ

- ‌أشتَاقُ أهْلِي وَأوْطَانِي وقَدْ مُلِكَتْ

- ‌خَلَتْ دُوْرُهُم مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِرَاصُهُمْ

- ‌وَفي ذِكْرِ هَوْلِ المَوْتِ وَالقَبْرِ والْبِلَى

- ‌وَلم تَتَزَوَّدْ لِلرَّحِيْل وَقَدْ دَنَا

- ‌لهفي على عُمُري الذي ضَيَّعْتُهُ

- ‌تُخَرِّبُ مَعْمُوْرًا وَتَعْمُرُ فَانِيا

- ‌كم ضَاحكِ والمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ

- ‌يُفْنِي البَخِيْل بِجَمْعِ المَالِ مُدَّتَهُ

- ‌وذِيْ حِرْصٍ تَرَاهُ يَلِمُّ وَفْرًا

- ‌قُلْ لِيْ بِرَبِّكَ مَاذَا يَنْفَعُ المَالُ

- ‌تَمُرُّ لِدَاتِي واحِدًا بَعْدَ واحِدِ

- ‌يا آمنَ الأقدارِ بَادِرْ صَرْفَها

- ‌والمرءُ يُبْلَيِْه فِي الدنيا ويَخْلقُهُ

- ‌«أُؤَمِّلُ أَنْ أَحُيَا وَفي كُلِّ سَاعَةٍ

- ‌يا أيُّهَا البَانِي الناسِي مَنِيَّتهُ

- ‌سِتٌّ بُلِيْتُ بِهَا والمُسْتَعاَذُ بِهِ

- ‌تَصْفُو الحَيَاةُ لِجَاهِلِ أَوْ غَافِلٍ

- ‌ضيَّعْتَ وَقْتَكَ فانقضَى في غَفْلَةٍ

- ‌أَتَبْنِي بِنَاءَ الخَالِدين وإِنَّمَا

- ‌إذا اكْتَسَبِ المالَ الفَتَى مِن وُجُوْهِهِ

- ‌أَبَدًا تُفهِّمُنَا الخُطُوبُ كُرُوْرَهَا

- ‌لا تَحْسِدَنَّ غَنِيًا في تنعُمِهِ

- ‌يا عينُ فابِكِي عَلَى الإِخوانِ لَوْ بِدَمِ

- ‌سُؤآلٌ فَهَلْ مُفْتٍ مِن القومِ يَنْظِمُ

- ‌أُفٍّ لَهَا دُنْيَا فلا تَسْتَقِرَّ

- ‌يا نَفسُ مَا عيشُك بالدائبِ

- ‌ومن عاش في الدنيا طويلا تَكررتْ

الفصل: ‌الله أعظم مما جال في الفكر

وذلكَ أَنْ تَأْتِي بدِينِ مُحَمَّدٍ

ومِلّةِ إبراهيمَ إِن كُنْت مُسْلِمَا

تُوالِي على هَذَا وتَرْجُو بِحْبِّهِمْ

رِضَا الملكِ العَلَاّمِ إِذ كَانَ أَعْظَمَا

وتُبْغِضُ مَن عَادَى وتَرجْوُ بِبُغْضِهِمْ

مِن اللهِ إِحسانًا وجُودًا ومَغْنَمَا

فهذا الذِي نَرضَى لِكُلِّ مُوَحِّدً

ونَكْرَهُ أَسَبابًا تُرِدْهُ جَهَنِّمَا

وصل إلهي ما تأَلق بَارِقٌ

على المُصْطَفى مَن كَان باللهِ أَعْلَمَا

وآلٍ وأَصحابٍ ومَن كان تابِعًا

وتابعهم مَا دَامتِ الأَرضُ والسَّمَا

انْتَهَى

آخر:

‌اللهُ أَعْظَمَ مِمَّا جَالَ في الفِكَر

وَحُكْمُهُ في البَرَايَا حُكْمُ مُقْتَدِرِ

مَوْلَىً عَظِيْمٌ حَكِيْمٌ وَاحِدٌ صَمَدٌ

حَيُّ قَدير مُرِيد فَاطِرُ الفِطَرِ

يَا رَبُّ يَا سَامِعَ الأَصْواتِ صَلِّ عَلَى

رَسُولِكَ المُجْتَبَى مِنْ أَطْهَرِ الْبَشَرِ

وَآلِهَ والصِّحَابِ الْمُقْتَدِيْنَ بِهِ

أَهْل التُّقَى وَالوَفَا وَالنُّصْحِ لِلْبَشَرِ

أَشْكُو إِلَيْكَ أُمُورًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا

فُتورَ عَزْمِي وَمَا فَرَّطْتُ في عُمُرِي

ص: 391

وَفَرْطَ مَيْلِي إلى الدّنْيَا وَقَدْ حَسَرَتْ

عَنْ سَاعِد الَغدْرِ في الآصَالِ وَالْبُكَرِ

يَا ربَّ زِدْنِيَ تَوْفِيْقَاً وَمَعْرِفَةً

وحُسْنَ عَاقِبَةٍ في الوِرْدِ وَالصَّدَرِ

قَدْ أصْبَحَ الْخَلْقُ في خَوْضٍ وفي ذُعُرٍ

وَزوْرِ لَهْوٍ وَهُمْ في أَعْظَمِ الخَطَرِ

وَلِلْقِيَامَةِ أَشْرَاطٌ وَقَدْ ظَهَرَتْ

بَعْضُ الْعَلَامَاتِ وَالْبَاقِي عَلَى الأَثَرِ

قَلَّ الْوَفَاءُ فلا عهْدٌ وَلَا ذِمَمُ

واسْتَحْكَمَ الجَهْلُ في الْبَادِيْنَ وَالْحَضَرِ

دَعَوْا لأَدْيَانِهِمْ بالبَخْسِ مِنَ سُحْتٍ

وأظْهَرُوا الفِسْقَ والعُدْوَانَ بالأَشَرِ

وجَاهَرُوا بالْمَعَاصِي وارْتَضَوا بِدَعًا

عَمّتْ فَصَاحِبُها يَمْشِي بِلَا حَذَرِ

وَطَالِبُ الْحَقّ بَيْنَ النّاسِ مُسْتَتِرٌ

وَصَاحِبُ الإِفْكِ فِيْهِم غَيْرُ مُسْتَتِرِ

والْوَزْنُ بالْوَيْلِ والأَهْوَاءِ مُعْتَبَرٌ

وَالْوزْنُ بالْحَقّ فِيْهِمِ غَيْرُ مُعْتَبَرِ

وَقَدْ بَدَاَ النَّقْضُ بالإِسْلَامِ مُشْتَهرًا

وبُدِّلَتْ صَفْوَةُ الْخَيْرَاتِ بِالْكَدَرِ

فَسَوْفَ يَخْرُجُ دَجّالُ الضَلَالَةِ في

هَرْجٍ وَقَحْطٍ كَمَا قد جَاءَ في الْخَبَرِ

ص: 392

وَيَدَّعِي أنَّهُ رَبُّ الْعِبَادِ وَهَلْ

تَخْفَى صِفَاتُ كَذوبٍ ظَاهِرِ الْعَوَرِ

فَنَارُهُ جَنَّة طُوْبَي لِدَاخِلِها

وَزُوْرُ جَنّتِهِ نَارٌ مِنَ السُّعُرِ

شَهْرٌ وَعَشْرٌ لَيَالِي طول مُدَّتِِهِ

لَكِنّهُ عَجَبٌ في الطُّولِ وَالْقِصَرِ

فَيَبْعَثُ اللهُ عِيْسَى نَاصِرًا حَكَمًا

عَدْلاً وَيَعْضِدُه بالنَّصْرِ والظَّفَرِ

فَيَتْبَعُ الْكَاذِبَ الْبَاغِي ويَقْتُلُهُ

وَيَمْحَقُ اللهُ أَهْلَ الْبَغْي والضَّرَرِ

وَقَامَ عِيْسَى يُقِيْمُ الحَق مُتَّبِعًا

شَرِيْعَةَ المُصْطَفَىٍ المُخْتَارِ مِنْ مُضَرِ

في أَرْبَعِيْنَ مِنَ الأعْوَامِ مُخْصِبَةٌ

فَيَكْسِبُ الْمَالَ فِيْهَا كُلُّ مُفُتْقِرِ

حَتَّى إِذَا أَنْفَذَ اللهُ الْقَضَاءَ دَعَا

عِيْسَى فَأَفْنَاهُمُ المَوْلَى عَلَى قَدَر

وَعَادَ لِلنَّاسِ عِيْدُ الْخَيْرِ مُكْتَمِلاً

حَتَّى يَتِمَّ لِعِيْسَى آخِرُ الْعُمُرِ

والشَّمْسُ حِيْنَ تُرَى في الْغَرْبِ طَالِعَةً

طُلُوعُها آيَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الْكِبَرِ

ص: 393

فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا إيْمَانَ يُقْبَلُ مِنْ

أَهْلِ الجُحُودِ وَلَا عُذْرٌ لِمُعَتَذِرِ

وَدَابةٌ في وُجُوهِ المؤمِنِيْنَ لَهَا

وَسْمٌ مِنْ النُّورِ وَالكُفَّارِ بالْقَتَرِ

وَخَلْفَها الْفِتْنَةُ الدَّجَّالُ قَبْلَهُمَا

أَوْ بَعْدُ قَدْ وَرَدَ القَوْلَانِ في الْخَبَر

وَكَمْ خَرَابٍ وَكَمْ خَسْفٍ وَزَلْزَلَةٍ

وَفَيْحِ نَارٍ وآيَاتٍ مِنَ النُّذُرِ

وَنَفْخَةٌ تُذْهِبُ الأَرْواحَ شِدَّتُهَا

إِلَاّ الّذِيْنَ عُنُوا في سُوَرَةِ الزُّمَرِ

وأَرْبَعُونَ مِنَ الأَعْوَانِ قَدْ حُسِبَتْ

لِكَيْ تُبَثَّ بِهَا الأَرْوَاحُ في الصُّوَرِ

قَامُوا حُفَاةً عُرَاةً مِثْلَ مَا خُلِقُوا

مِنْ هَوْلِ مَا عَايَنُوا سَكْرَى بِلَا سُكُرِ

قَوْمٌ مُشَاةٌ وَرُكْبَانٌ عَلَى نُجُب

عَلَيْهِمَا حُلل أَبْهَىَ مِن الزهرِ

وَيُسْحَبُ الظَّالِمُونَ الكَافِرُونَ عَلَى

وُجُوهِهِمْ وَتْحِيْطُ النَّارُ بالشَّرَرِ

والشَّمْسُ قَدْ أُدْنِيَتْ والنَّاسُ في عرَقٍ

وفي زِحَامٍ وَفي كَرْبٍ وفي حَصَرِ

ص: 394

وَالأَرْضُ قَدْ بُدِّلَتْ بيْضَاءَ لَيْسَ لَهَا

مَخْفَى ولَا مَلْجَأٌ يَبْدُو لِمُسْتَتِرِ

طَالَ الْوُقُوفُ فَجَاؤوُا آدَمًا فَرَجوا

شَفَاعةً مِنْ أَبِيْهِمْ أَوَّل الْبَشَرِ

فَرَدَّ ذَاكَ إِلَى نُوحٍ فَرَدَّ هُمُو

إِلى الخَلِيْل فَأَبْدَى وَصْفَ مُفْتَقِرِ

إِلى الْكَلِيْمِ إِلى عِيْسَى فَرَدَّهُمُو

إِلى الْحَبِيْبِ فَلَبَّاهَا بِلَا حَصَرِ

فَيَسْأَلُ الْمُصْطَفَى فَصْلَ الْقَضَاءِ لَهُمْ

لِيَسْتَرِيْحُوا مِنَ الأَهْوَالِ وَالْخَطَرِ

تُطْوَىَ السَّمَواتُ وَالأمْلَاكُ هَابِطَةٌ

حَوْلَ الْعِبَادِ لِهَوْلٍ مُعْضِلٍ عَسِرِ

والشَّمْسُ قَدْ كُوِّرَتْ وَالْكُتُبِ قَدْ نُشِرَتْ

والأَنْجُمُ انْكَدَرَتْ نَاهِيْكَ عَنْ كَدَرِ

وَقَدْ تَجَلَّى إِلَهُ العَرْشِ مُقْتَدِرًا

سُبْحَانَهُ جَلَّ عَنْ كَيْفٍ وَعَنْ فِكَرِ

فَيَأْخُذُ الْحَقَّ لِلْمَظْلُومِ مُنْتَصِفًا

مِنْ ظَالمٍ جَار بالْعُدْوَانِ وَالْبَطَرِ

وَالوَزْنُ بالقِسْطِ وَالأعْمَالُ قَدْ ظَهَرَتْ

وَوَزْنُهَا عِبْرَةٌ تَبُدُو لِمُعْتَبِرِ

ص: 395

وُكُلُّ مَنْ عَبَدَ الأَوْثَانَ يَتْبَعُها

بإِذْنِ رَبِّي وَصَارَ الْكُلُّ في سَقَرِ

وَالمُسْلِمُونَ إِلَى المِيْزَانِ قَدْ قُسِمُوا

ثَلَاثَةً فاسُمَعُوا تَقْسِيمَ مُخْتَصِرِ

فَسَابِقٌ رَجَحَتْ مِيْزَانُ طَاعَتِهِ

لَهُ الْخُلُودُ بِلَا خَوْفٍ وَلَا ذُعُرِ

وَمُذْنِبٌ كَثُرَتْ آثَامُهُ فَلَهُ

شَفْعٌ بِأَوْزَارِه أَوْ عَفْوُ مُغْتَفِرِ

وَوَاحِدٌ قَدْ تَسَاوَتْ حَالَتَاهُ لَهُ

حَبْسٌ طَوِيْلٌ وَبَيْنَ البِشْرِ وَالحَصَرِ

ويُكْرِمُ اللهُ مَثْوَاهُ بِجَنَّتِهِ

بِجُوْدِ فَضْلٍ عَمِيْمٍ غَيْرِ مُنْحَصِرِ

وفي الطَّرِيقِ صِرَاطٌ مُدَّ فَوْقَ لَظَى

كَحَدٍّ سَيْفٍ سَطَا فِي دِقَّةِ الشَّعَرِ

الناسُ في وِرْدِهِ شَتَّى فَمُسْتَبِقٌ

كالبَرْقِ والطَّيْرِ أوْ كَالخَيْلِ في النَّظَرِ

سَاعِ ومَاشٍ ومُخْدَشٍ وَمُعْتَلِقٍ

نَاجٍ وَكَمْ سَاقِطٍ في النارِ مُنْتَشِرِ

لِلْمُؤْمِنِيْن وُرُوْدٌ بَعْدَهُ صَدَرٌ

والكافِرُون لَهُمْ وِرْدٌ بِلَا صَدَرِ

ص: 396

فَيَشْفَعُ المُصْطَفَى والأنبياءُ وَمَنْ

يَخْتَارُهُ المَلِكُ الرَّحْمنُ في زُمَرِ

في كُلّ عَاصٍ لَهُ نَفْسٌ مُقَصِّرَةٌ

وقَلْبُهُ عَنْ سِوَى الرَّبِّ العَظِيْمِ بَرِي

فَأَوَّلُ الشُفَعَا حَقًا وآخِرُهمْ

مُحَمَّدٌ ذُو البَهَاءِ الطَّيِبِ العَطِرِ

والحَوْضُ يَشْرِبُ مِنْهُ المُؤْمِنُونَ غَدَاً

كالأَرْيِ يَجْرِيْ عَلَى اليَاقَوْتِ والدُّرَر

وَيَخْلُقُ اللهُ أَقْوَامَا قَدْ احْتَرَقُوْا

كَانُوا أُولِي العِزَّة الشَّنْعَاءِ والنَّجَرِ

والنارُ مُثْوىً لأَهْلِ الكُفْرِ كُلِّهِمُ

طِبَاقُهَا سَبْعَةٌ مُسْوَدَّةُ الحُفَرِ

جَهَنَّمٌ وَلَظَى والحَطْمُ بَيْنَهُمَا

ثُمَّ السَّعِيْرُ كَمَا الأَهْوَال في سَقَرِ

وَتَحْتَ ذَاكَ جَحِيْمٌ ثُمَّ هَاوِيَةٌ

يَهْوِيْ بِهَا أبَدَاً سُحْقَاً لِمُحْتَقِرِ

في كُل بَابٍ عُقُوْبَاتٌ مُضَاعَفَةٌ

وكُلُ وَاحِدَةٍ تَسْطُو عَلَى النَّفَرِ

فِيهَا غِلَاظٌ شِدَادٌ مِنْ مَلَائِكَةٍ

قُلُوبُهُمْ شِدَّة أقْسَى مِن الحَجَرِ

ص: 397

لَهُمْ مَقَامِعُ لِلتَّعْذِيْبِ مُرْصَدَةٌ

وكُلُ كسْرٍ لَدَيْهِمْ غَيْرِ مُنْجِبِرِ

سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ شَعْثَاءُ مُوْحشَةٌ

دَهْمَاءُ مُحْرِقَةٌ لَوَّاحَةُ البَشَرِ

فِيها الجَحِيْمُ مُذِيْبٌ لِلْوُجُوْهِ مَعَ ألْـ

أَمْعَاءِ مِنْ شِدَّةِ الإحْرَاقِ والشَّرَرِ

فِيْهَا الغِسَاقُ الشَّدِيْد البَرْدِ يَقْطَعُهمْ

إذَا اسْتَغَاثُوا بِحَرَّ ثُمَّ مُسْتَعِرِ

فِيْهَا السَّلاسِلُ والأَعْلَالُ تَجْمَعُهُمْ

معَ الشَّيَاطِيْنِ قَسْرًا جَمْعَ مُنْقَهِرِ

فِيْهَا العَقَارِبُ والحَيَّاتُ قَدْ جُعِلَتْ

جُلُودُهُمْ كالبِغَالِ الدُّهْمِ والحُمُرِ

والجُوْعُ والعَطَشُ المَضْنِي لأنْفُسِهِم

فِيْهَا وَلَا جَلَدٌ فِيْهَا لِمُصْطَبِرِ

لَهَا إذَا مَا غَلَتْ فَوْرٌ يُقَلِّبُهُمْ

مَا بَيْنَ مُرْتَفِع مِنْهَا وَمُنْحَدِرِ

جَمْعُ النَّوَاصِيْ مَعَ الأَقْدَامِ صَيَّرَهُمْ

كالقَوْسِ مَحْنِيَّةً مِنْ شِدَّةِ الوَتَرِ

لَهُمْ طَعَامٌ مِن الزَّقُوْمِ يَعْلَقُ في

حُلُوْقِهِمْ شَوْكُهُ كالصَّابِ والصَّبِرِ

ص: 398

يَا وَيْلَهُم تُحْرِقُ النّيْرَانُ أَعْظُمَهُمْ

بالمَوتِ شَهْوَتُهُمْ من شِدَّةِ الضَّجَرِ

ضَجَّوْا وَصَاحُوا زَمَانَاً لَيْسَ يَنْفَعُهُمْ

دُعَاءُ دَاعٍ ولا تَسْلِيْمُ مُصْطَبِرِ

وَكُلُّ يَوْمٍ لَهُمْ في طُوْلِ مُدَّتِهِمْ

نَزْعٌ شَدِيْدٌ مِن التَّعْذِيْب والسَّعَرِ

كَمْ بَيْنَ دَارِ هَوَانٍ لا انْقِضَاءَ لَهَا

وَدَارِ أَمْنٍ وَخُلْدٍ دَائِمِ الدَّهَرِ

دَارِ الَّذِيْنَ اتَّقَوْا مَوْلَاهُمُ وَسَعَوْا

قَصْدَاً لِنَيْل رضَاهُ سَعْيَ مُؤْتَمِرِ

وآمَنُوْا واسْتَقَامُوْا مِثْلَ مَا أُمِرُوْا

واسْتَغْرَقُوْا وَقْتَهُمْ في الصَّوْمِ والسَّهَرِ

وَجَاهَدُوا وانْتَهَوا عَمَّا يُبَاعِدُهُمْ

عَنْ بَابِهِ وَاسْتَلانُوا كُلَّ ذِيْ وَعرِ

جَنَّاتُ عَدْنٍ لَهُم مَا يَشْتَهُوْنَ بِهَا

في مَقْعَدِ الصّدْقِ بَيْنَ الرَّوْضِ والزَّهَرِ

بِنَاؤُهَا فِضَّةٌ قَدْ زَانَهَا ذَهَبٌ

وَطِيْنُهَا المِسْكُ والحَصْبَا مِنَ الدُّرَرِ

أَوْرَاقُهَا ذَهَبٌ مِنْهَا الغُصُونُ دَنَتْ

بِكُلّ نَوْعٍ مِن الرَّيْحَانِ والثَّمَرِ

ص: 399

أَوْرَاقُهَا حُلَلٌ شَفَّافَةٌ خُلِقَتْ

واللُّؤْلؤُ الرَّطْبُ والمرْجَانُ في الشَّجَرِ

دَارُ النَّعِيْمِ وَجَنَّاتُ الخُلُودِ لَهُمْ

دَارُ السَّلَامِ لَهُمْ مَأْمُوْنَةُ الغِيَرِ

وَجَنَّةُ الخُلْدِ والمَأْوى وَكَمْ جَمَعَتْ

جَنّاتُ عَدنٍ لَهُمْ مِن مُوْنِقٍ نَضِرِ

طِبَاقُهَا دَرَجَاتٌ عَدُّهَا مائةٌ

كُلُّ اثْنَتَيْنِ كَبُعْدِ الأَرْضِ والقَمَرِ

أَعْلَى مَنَازِلها الفِرْدَوْسُ عَالِيَهَا

عَرْشُ الإِلَهِ فَسَلْ واطْمَعْ ولا تَذَرِ

أَنْهَارُهَا عَسَلٌ مَا فِيْهِ شَائِبَةٌ

وخَالِصُ اللَّبَنِ الجَارِي بِلَا كَدَرِ

وأَطْيَبُ الخَمْرِ والمَاءِ الذِي خَلِيَتْ

مِنَ الصُدَاعِ ونُطْقِ اللَّهْوِ والسَّكَرِ

والكُلُّ تَحْتَ جِبَالِ المِسْكِ مَنْبَعُهَا

يُجْرُوْنَهُ كَيْفَ شَاءُوْا غيْرَ مُحْتَجَرِ

فِيْهَا نَوَاهِدُ أَبْكَارٌ مُزَيَّنَةٌ

يَبْرُزْنَ مِن حُلَلٍ في الحُسْنِ والخَفَرِ

نِسَاؤُهَا المُؤْمِنَاتُ الصَّابِرَاتُ عَلَى

حِفْظِ العُهُوْدِ مَعْ الإِمْلَاقِ والضَّرَرِ

ص: 400

كَأَنَّهُنَّ بُدُوْر في غُصُوْن نَقَا

عَلَى كَثِيْبٍ بَدَتْ في ظُلْمَةِ السَّحَرِ

كُلُّ امرِيءٍ مِنْهُمْ يُعْطَى قُوَى مِائَةٍ

في الأكْلِ والشُرْبِ والإفْضَا بِلَا خَوَرٍِ

طَعَامُهُمْ رَشْحُ مِسْكٍ كُلَّمَا عَرقُوْا

عَادَتْ بُطُوْنُهُمُ في هَضْمِ مُنْضَمِرِ

لَا جُوْعَ لَا بَرْدَ لَا هُمٌ وَلَا نَصبٌ

بَلْ عَيْشُهُمْ عن جَمِيْعِ النَّائِبَاتِ عَرِي

فِيْهَا الوَصَائِفُ والْغِلْمَانُ تَخْدُمُهُمْ

كلُؤْلُؤ في كَمَالِ الحُسْنِ مُنْتَثِرِ

فِيْهَا الغِنَا والجَوَارِي الغَانِيَاتُ لَهُمْ

بأحْسَنِ الذِكْرِ لِلْمَوْلَى مَعَ السَّمَرِ

لِبَاسُهُمْ سُنْدُسٌ حُلَاهُمُ ذَهَبٌ

وَلُؤْلُؤُ وَنَعِيْمٌ غَيْرُ مُنْحَصِرِ

والذِكْرُ كَالنَّفَسِ الجَارِي بِلَا تَعَبٍ

وَنُزِّهُوا عَن كَلَام اللَّغْوِ والهَذَرِ

وأَكْلُهَا دَائِمٌ لَا شَيْءَ مُنْقَطِعٌ

كَرِّرْ أَحَادِيْثَهَا في أَطْيَبِ الخَبَرِ

فِيْهَا مِنَ الخَيْرِ مَا لَمْ يَجْرِ في خَلَدٍ

وَلَمْ يَكُنْ مُدْرَكًا لِلسَّمْعِ والبَصَرِ

ص: 401

فِيْهَا رِضَا المَلكِ المَوْلَى بِلَا غَضَبٍ

سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ نَفْعٌ بِلَا غِيَرِ

لَهُمْ مِن اللهِ شَيْءٌ لَا نَظِيْرَ لَهُ

سَمَاعُ تَسْليمِهِ وَالفَوْزُ بِالنَّظَرِ

بغَيْرِ كَيْفٍ وَلا حَدٍّ ولا مَثلٍ

حَقًأ كَمَا جَاءَ في الْقُرْآنِ والخَبَرِ

وهْيَ الزِّيَادَةُ والحُسْنَى الَّتِيْ وَرَدَتْ

وأعْظَمُ المَوْعِدِ المَذْكُور في الزُّبُرِ

للهِ قَوْمٌ أَطَاعُوْهُ وَمَا قَصَدُوا

سَوَاهُ إِذْ نَظَرُوْا الأَكْوَانَ بالعِبَرِ

وَكَابَدُوْا الشَّوْقَ والأنْكَادُ قُوتهُمُ

ولازَمُوْا الجِدَّ والأَذْكَارَ في البُكَرِ

يَا مَالِكَ المُلْكِ جُدْ لِيْ بالرِّضَا كَرَمًا

فأنْتَ لِيْ مُحْسِنٌ في سَائِرِ العُمُرِ

يا رَبِّ صَلِّ عَلَى الهَادِي البَشِيْرِ لَنَا

وآلهِ وانْتَصِرْ يَا خَيْر مُنْتَصِرِ

مَا هَبَّ نَشْرُ الصَّبَا واهْتَزَّ نَبْتُ رُبَا

وفاحُ طِيْبُ شَذَا في نَسْمَةِ السَحَرِ

أَبْيَاتُهَا تِسْعُ عَشْرٍ بَعْدَهَا مائَةٌ

كَلَامُهَا وَعْظُها أَبْهَى من الدُّرَر

اللهمَّ وفقْنا لمعرِفَتِكَ بأسمائِكَ وصِفاتِكَ وأَفعالِكَ، وارزقْنا الرِّضَا بِقضَائِكَ وَقَدَرِكَ والتوكُّلَ عليكَ في كُلِّ ضيقٍ وَسَعةٍ وشدةٍ وَرَخَاءٍ وكلِّ ما

ص: 402