الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وذلكَ أَنْ تَأْتِي بدِينِ مُحَمَّدٍ
…
ومِلّةِ إبراهيمَ إِن كُنْت مُسْلِمَا
تُوالِي على هَذَا وتَرْجُو بِحْبِّهِمْ
…
رِضَا الملكِ العَلَاّمِ إِذ كَانَ أَعْظَمَا
وتُبْغِضُ مَن عَادَى وتَرجْوُ بِبُغْضِهِمْ
…
مِن اللهِ إِحسانًا وجُودًا ومَغْنَمَا
فهذا الذِي نَرضَى لِكُلِّ مُوَحِّدً
…
ونَكْرَهُ أَسَبابًا تُرِدْهُ جَهَنِّمَا
وصل إلهي ما تأَلق بَارِقٌ
…
على المُصْطَفى مَن كَان باللهِ أَعْلَمَا
وآلٍ وأَصحابٍ ومَن كان تابِعًا
…
وتابعهم مَا دَامتِ الأَرضُ والسَّمَا
انْتَهَى
آخر:
اللهُ أَعْظَمَ مِمَّا جَالَ في الفِكَر
…
وَحُكْمُهُ في البَرَايَا حُكْمُ مُقْتَدِرِ
مَوْلَىً عَظِيْمٌ حَكِيْمٌ وَاحِدٌ صَمَدٌ
…
حَيُّ قَدير مُرِيد فَاطِرُ الفِطَرِ
يَا رَبُّ يَا سَامِعَ الأَصْواتِ صَلِّ عَلَى
…
رَسُولِكَ المُجْتَبَى مِنْ أَطْهَرِ الْبَشَرِ
…
وَآلِهَ والصِّحَابِ الْمُقْتَدِيْنَ بِهِ
…
أَهْل التُّقَى وَالوَفَا وَالنُّصْحِ لِلْبَشَرِ
أَشْكُو إِلَيْكَ أُمُورًا أَنْتَ تَعْلَمُهَا
…
فُتورَ عَزْمِي وَمَا فَرَّطْتُ في عُمُرِي
وَفَرْطَ مَيْلِي إلى الدّنْيَا وَقَدْ حَسَرَتْ
…
عَنْ سَاعِد الَغدْرِ في الآصَالِ وَالْبُكَرِ
يَا ربَّ زِدْنِيَ تَوْفِيْقَاً وَمَعْرِفَةً
…
وحُسْنَ عَاقِبَةٍ في الوِرْدِ وَالصَّدَرِ
قَدْ أصْبَحَ الْخَلْقُ في خَوْضٍ وفي ذُعُرٍ
…
وَزوْرِ لَهْوٍ وَهُمْ في أَعْظَمِ الخَطَرِ
وَلِلْقِيَامَةِ أَشْرَاطٌ وَقَدْ ظَهَرَتْ
…
بَعْضُ الْعَلَامَاتِ وَالْبَاقِي عَلَى الأَثَرِ
قَلَّ الْوَفَاءُ فلا عهْدٌ وَلَا ذِمَمُ
…
واسْتَحْكَمَ الجَهْلُ في الْبَادِيْنَ وَالْحَضَرِ
دَعَوْا لأَدْيَانِهِمْ بالبَخْسِ مِنَ سُحْتٍ
…
وأظْهَرُوا الفِسْقَ والعُدْوَانَ بالأَشَرِ
وجَاهَرُوا بالْمَعَاصِي وارْتَضَوا بِدَعًا
…
عَمّتْ فَصَاحِبُها يَمْشِي بِلَا حَذَرِ
وَطَالِبُ الْحَقّ بَيْنَ النّاسِ مُسْتَتِرٌ
…
وَصَاحِبُ الإِفْكِ فِيْهِم غَيْرُ مُسْتَتِرِ
والْوَزْنُ بالْوَيْلِ والأَهْوَاءِ مُعْتَبَرٌ
…
وَالْوزْنُ بالْحَقّ فِيْهِمِ غَيْرُ مُعْتَبَرِ
وَقَدْ بَدَاَ النَّقْضُ بالإِسْلَامِ مُشْتَهرًا
…
وبُدِّلَتْ صَفْوَةُ الْخَيْرَاتِ بِالْكَدَرِ
فَسَوْفَ يَخْرُجُ دَجّالُ الضَلَالَةِ في
…
هَرْجٍ وَقَحْطٍ كَمَا قد جَاءَ في الْخَبَرِ
وَيَدَّعِي أنَّهُ رَبُّ الْعِبَادِ وَهَلْ
…
تَخْفَى صِفَاتُ كَذوبٍ ظَاهِرِ الْعَوَرِ
فَنَارُهُ جَنَّة طُوْبَي لِدَاخِلِها
…
وَزُوْرُ جَنّتِهِ نَارٌ مِنَ السُّعُرِ
شَهْرٌ وَعَشْرٌ لَيَالِي طول مُدَّتِِهِ
…
لَكِنّهُ عَجَبٌ في الطُّولِ وَالْقِصَرِ
فَيَبْعَثُ اللهُ عِيْسَى نَاصِرًا حَكَمًا
…
عَدْلاً وَيَعْضِدُه بالنَّصْرِ والظَّفَرِ
فَيَتْبَعُ الْكَاذِبَ الْبَاغِي ويَقْتُلُهُ
…
وَيَمْحَقُ اللهُ أَهْلَ الْبَغْي والضَّرَرِ
وَقَامَ عِيْسَى يُقِيْمُ الحَق مُتَّبِعًا
…
شَرِيْعَةَ المُصْطَفَىٍ المُخْتَارِ مِنْ مُضَرِ
في أَرْبَعِيْنَ مِنَ الأعْوَامِ مُخْصِبَةٌ
…
فَيَكْسِبُ الْمَالَ فِيْهَا كُلُّ مُفُتْقِرِ
حَتَّى إِذَا أَنْفَذَ اللهُ الْقَضَاءَ دَعَا
…
عِيْسَى فَأَفْنَاهُمُ المَوْلَى عَلَى قَدَر
وَعَادَ لِلنَّاسِ عِيْدُ الْخَيْرِ مُكْتَمِلاً
…
حَتَّى يَتِمَّ لِعِيْسَى آخِرُ الْعُمُرِ
والشَّمْسُ حِيْنَ تُرَى في الْغَرْبِ طَالِعَةً
…
طُلُوعُها آيَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الْكِبَرِ
فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا إيْمَانَ يُقْبَلُ مِنْ
…
أَهْلِ الجُحُودِ وَلَا عُذْرٌ لِمُعَتَذِرِ
وَدَابةٌ في وُجُوهِ المؤمِنِيْنَ لَهَا
…
وَسْمٌ مِنْ النُّورِ وَالكُفَّارِ بالْقَتَرِ
وَخَلْفَها الْفِتْنَةُ الدَّجَّالُ قَبْلَهُمَا
…
أَوْ بَعْدُ قَدْ وَرَدَ القَوْلَانِ في الْخَبَر
وَكَمْ خَرَابٍ وَكَمْ خَسْفٍ وَزَلْزَلَةٍ
…
وَفَيْحِ نَارٍ وآيَاتٍ مِنَ النُّذُرِ
…
وَنَفْخَةٌ تُذْهِبُ الأَرْواحَ شِدَّتُهَا
…
إِلَاّ الّذِيْنَ عُنُوا في سُوَرَةِ الزُّمَرِ
وأَرْبَعُونَ مِنَ الأَعْوَانِ قَدْ حُسِبَتْ
…
لِكَيْ تُبَثَّ بِهَا الأَرْوَاحُ في الصُّوَرِ
قَامُوا حُفَاةً عُرَاةً مِثْلَ مَا خُلِقُوا
…
مِنْ هَوْلِ مَا عَايَنُوا سَكْرَى بِلَا سُكُرِ
قَوْمٌ مُشَاةٌ وَرُكْبَانٌ عَلَى نُجُب
…
عَلَيْهِمَا حُلل أَبْهَىَ مِن الزهرِ
وَيُسْحَبُ الظَّالِمُونَ الكَافِرُونَ عَلَى
…
وُجُوهِهِمْ وَتْحِيْطُ النَّارُ بالشَّرَرِ
والشَّمْسُ قَدْ أُدْنِيَتْ والنَّاسُ في عرَقٍ
…
وفي زِحَامٍ وَفي كَرْبٍ وفي حَصَرِ
وَالأَرْضُ قَدْ بُدِّلَتْ بيْضَاءَ لَيْسَ لَهَا
…
مَخْفَى ولَا مَلْجَأٌ يَبْدُو لِمُسْتَتِرِ
طَالَ الْوُقُوفُ فَجَاؤوُا آدَمًا فَرَجوا
…
شَفَاعةً مِنْ أَبِيْهِمْ أَوَّل الْبَشَرِ
فَرَدَّ ذَاكَ إِلَى نُوحٍ فَرَدَّ هُمُو
…
إِلى الخَلِيْل فَأَبْدَى وَصْفَ مُفْتَقِرِ
إِلى الْكَلِيْمِ إِلى عِيْسَى فَرَدَّهُمُو
…
إِلى الْحَبِيْبِ فَلَبَّاهَا بِلَا حَصَرِ
فَيَسْأَلُ الْمُصْطَفَى فَصْلَ الْقَضَاءِ لَهُمْ
…
لِيَسْتَرِيْحُوا مِنَ الأَهْوَالِ وَالْخَطَرِ
تُطْوَىَ السَّمَواتُ وَالأمْلَاكُ هَابِطَةٌ
…
حَوْلَ الْعِبَادِ لِهَوْلٍ مُعْضِلٍ عَسِرِ
والشَّمْسُ قَدْ كُوِّرَتْ وَالْكُتُبِ قَدْ نُشِرَتْ
…
والأَنْجُمُ انْكَدَرَتْ نَاهِيْكَ عَنْ كَدَرِ
وَقَدْ تَجَلَّى إِلَهُ العَرْشِ مُقْتَدِرًا
…
سُبْحَانَهُ جَلَّ عَنْ كَيْفٍ وَعَنْ فِكَرِ
فَيَأْخُذُ الْحَقَّ لِلْمَظْلُومِ مُنْتَصِفًا
…
مِنْ ظَالمٍ جَار بالْعُدْوَانِ وَالْبَطَرِ
وَالوَزْنُ بالقِسْطِ وَالأعْمَالُ قَدْ ظَهَرَتْ
…
وَوَزْنُهَا عِبْرَةٌ تَبُدُو لِمُعْتَبِرِ
وُكُلُّ مَنْ عَبَدَ الأَوْثَانَ يَتْبَعُها
…
بإِذْنِ رَبِّي وَصَارَ الْكُلُّ في سَقَرِ
وَالمُسْلِمُونَ إِلَى المِيْزَانِ قَدْ قُسِمُوا
…
ثَلَاثَةً فاسُمَعُوا تَقْسِيمَ مُخْتَصِرِ
فَسَابِقٌ رَجَحَتْ مِيْزَانُ طَاعَتِهِ
…
لَهُ الْخُلُودُ بِلَا خَوْفٍ وَلَا ذُعُرِ
وَمُذْنِبٌ كَثُرَتْ آثَامُهُ فَلَهُ
…
شَفْعٌ بِأَوْزَارِه أَوْ عَفْوُ مُغْتَفِرِ
وَوَاحِدٌ قَدْ تَسَاوَتْ حَالَتَاهُ لَهُ
…
حَبْسٌ طَوِيْلٌ وَبَيْنَ البِشْرِ وَالحَصَرِ
ويُكْرِمُ اللهُ مَثْوَاهُ بِجَنَّتِهِ
…
بِجُوْدِ فَضْلٍ عَمِيْمٍ غَيْرِ مُنْحَصِرِ
وفي الطَّرِيقِ صِرَاطٌ مُدَّ فَوْقَ لَظَى
…
كَحَدٍّ سَيْفٍ سَطَا فِي دِقَّةِ الشَّعَرِ
الناسُ في وِرْدِهِ شَتَّى فَمُسْتَبِقٌ
…
كالبَرْقِ والطَّيْرِ أوْ كَالخَيْلِ في النَّظَرِ
سَاعِ ومَاشٍ ومُخْدَشٍ وَمُعْتَلِقٍ
…
نَاجٍ وَكَمْ سَاقِطٍ في النارِ مُنْتَشِرِ
لِلْمُؤْمِنِيْن وُرُوْدٌ بَعْدَهُ صَدَرٌ
…
والكافِرُون لَهُمْ وِرْدٌ بِلَا صَدَرِ
فَيَشْفَعُ المُصْطَفَى والأنبياءُ وَمَنْ
…
يَخْتَارُهُ المَلِكُ الرَّحْمنُ في زُمَرِ
…
في كُلّ عَاصٍ لَهُ نَفْسٌ مُقَصِّرَةٌ
…
وقَلْبُهُ عَنْ سِوَى الرَّبِّ العَظِيْمِ بَرِي
فَأَوَّلُ الشُفَعَا حَقًا وآخِرُهمْ
…
مُحَمَّدٌ ذُو البَهَاءِ الطَّيِبِ العَطِرِ
والحَوْضُ يَشْرِبُ مِنْهُ المُؤْمِنُونَ غَدَاً
…
كالأَرْيِ يَجْرِيْ عَلَى اليَاقَوْتِ والدُّرَر
وَيَخْلُقُ اللهُ أَقْوَامَا قَدْ احْتَرَقُوْا
…
كَانُوا أُولِي العِزَّة الشَّنْعَاءِ والنَّجَرِ
والنارُ مُثْوىً لأَهْلِ الكُفْرِ كُلِّهِمُ
…
طِبَاقُهَا سَبْعَةٌ مُسْوَدَّةُ الحُفَرِ
جَهَنَّمٌ وَلَظَى والحَطْمُ بَيْنَهُمَا
…
ثُمَّ السَّعِيْرُ كَمَا الأَهْوَال في سَقَرِ
وَتَحْتَ ذَاكَ جَحِيْمٌ ثُمَّ هَاوِيَةٌ
…
يَهْوِيْ بِهَا أبَدَاً سُحْقَاً لِمُحْتَقِرِ
في كُل بَابٍ عُقُوْبَاتٌ مُضَاعَفَةٌ
…
وكُلُ وَاحِدَةٍ تَسْطُو عَلَى النَّفَرِ
فِيهَا غِلَاظٌ شِدَادٌ مِنْ مَلَائِكَةٍ
…
قُلُوبُهُمْ شِدَّة أقْسَى مِن الحَجَرِ
لَهُمْ مَقَامِعُ لِلتَّعْذِيْبِ مُرْصَدَةٌ
…
وكُلُ كسْرٍ لَدَيْهِمْ غَيْرِ مُنْجِبِرِ
سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ شَعْثَاءُ مُوْحشَةٌ
…
دَهْمَاءُ مُحْرِقَةٌ لَوَّاحَةُ البَشَرِ
فِيها الجَحِيْمُ مُذِيْبٌ لِلْوُجُوْهِ مَعَ ألْـ
…
أَمْعَاءِ مِنْ شِدَّةِ الإحْرَاقِ والشَّرَرِ
فِيْهَا الغِسَاقُ الشَّدِيْد البَرْدِ يَقْطَعُهمْ
…
إذَا اسْتَغَاثُوا بِحَرَّ ثُمَّ مُسْتَعِرِ
فِيْهَا السَّلاسِلُ والأَعْلَالُ تَجْمَعُهُمْ
…
معَ الشَّيَاطِيْنِ قَسْرًا جَمْعَ مُنْقَهِرِ
فِيْهَا العَقَارِبُ والحَيَّاتُ قَدْ جُعِلَتْ
…
جُلُودُهُمْ كالبِغَالِ الدُّهْمِ والحُمُرِ
والجُوْعُ والعَطَشُ المَضْنِي لأنْفُسِهِم
…
فِيْهَا وَلَا جَلَدٌ فِيْهَا لِمُصْطَبِرِ
لَهَا إذَا مَا غَلَتْ فَوْرٌ يُقَلِّبُهُمْ
…
مَا بَيْنَ مُرْتَفِع مِنْهَا وَمُنْحَدِرِ
جَمْعُ النَّوَاصِيْ مَعَ الأَقْدَامِ صَيَّرَهُمْ
…
كالقَوْسِ مَحْنِيَّةً مِنْ شِدَّةِ الوَتَرِ
لَهُمْ طَعَامٌ مِن الزَّقُوْمِ يَعْلَقُ في
…
حُلُوْقِهِمْ شَوْكُهُ كالصَّابِ والصَّبِرِ
يَا وَيْلَهُم تُحْرِقُ النّيْرَانُ أَعْظُمَهُمْ
…
بالمَوتِ شَهْوَتُهُمْ من شِدَّةِ الضَّجَرِ
ضَجَّوْا وَصَاحُوا زَمَانَاً لَيْسَ يَنْفَعُهُمْ
…
دُعَاءُ دَاعٍ ولا تَسْلِيْمُ مُصْطَبِرِ
وَكُلُّ يَوْمٍ لَهُمْ في طُوْلِ مُدَّتِهِمْ
…
نَزْعٌ شَدِيْدٌ مِن التَّعْذِيْب والسَّعَرِ
كَمْ بَيْنَ دَارِ هَوَانٍ لا انْقِضَاءَ لَهَا
…
وَدَارِ أَمْنٍ وَخُلْدٍ دَائِمِ الدَّهَرِ
دَارِ الَّذِيْنَ اتَّقَوْا مَوْلَاهُمُ وَسَعَوْا
…
قَصْدَاً لِنَيْل رضَاهُ سَعْيَ مُؤْتَمِرِ
وآمَنُوْا واسْتَقَامُوْا مِثْلَ مَا أُمِرُوْا
…
واسْتَغْرَقُوْا وَقْتَهُمْ في الصَّوْمِ والسَّهَرِ
وَجَاهَدُوا وانْتَهَوا عَمَّا يُبَاعِدُهُمْ
…
عَنْ بَابِهِ وَاسْتَلانُوا كُلَّ ذِيْ وَعرِ
جَنَّاتُ عَدْنٍ لَهُم مَا يَشْتَهُوْنَ بِهَا
…
في مَقْعَدِ الصّدْقِ بَيْنَ الرَّوْضِ والزَّهَرِ
…
بِنَاؤُهَا فِضَّةٌ قَدْ زَانَهَا ذَهَبٌ
…
وَطِيْنُهَا المِسْكُ والحَصْبَا مِنَ الدُّرَرِ
أَوْرَاقُهَا ذَهَبٌ مِنْهَا الغُصُونُ دَنَتْ
…
بِكُلّ نَوْعٍ مِن الرَّيْحَانِ والثَّمَرِ
أَوْرَاقُهَا حُلَلٌ شَفَّافَةٌ خُلِقَتْ
…
واللُّؤْلؤُ الرَّطْبُ والمرْجَانُ في الشَّجَرِ
دَارُ النَّعِيْمِ وَجَنَّاتُ الخُلُودِ لَهُمْ
…
دَارُ السَّلَامِ لَهُمْ مَأْمُوْنَةُ الغِيَرِ
وَجَنَّةُ الخُلْدِ والمَأْوى وَكَمْ جَمَعَتْ
…
جَنّاتُ عَدنٍ لَهُمْ مِن مُوْنِقٍ نَضِرِ
طِبَاقُهَا دَرَجَاتٌ عَدُّهَا مائةٌ
…
كُلُّ اثْنَتَيْنِ كَبُعْدِ الأَرْضِ والقَمَرِ
أَعْلَى مَنَازِلها الفِرْدَوْسُ عَالِيَهَا
…
عَرْشُ الإِلَهِ فَسَلْ واطْمَعْ ولا تَذَرِ
أَنْهَارُهَا عَسَلٌ مَا فِيْهِ شَائِبَةٌ
…
وخَالِصُ اللَّبَنِ الجَارِي بِلَا كَدَرِ
وأَطْيَبُ الخَمْرِ والمَاءِ الذِي خَلِيَتْ
…
مِنَ الصُدَاعِ ونُطْقِ اللَّهْوِ والسَّكَرِ
والكُلُّ تَحْتَ جِبَالِ المِسْكِ مَنْبَعُهَا
…
يُجْرُوْنَهُ كَيْفَ شَاءُوْا غيْرَ مُحْتَجَرِ
فِيْهَا نَوَاهِدُ أَبْكَارٌ مُزَيَّنَةٌ
…
يَبْرُزْنَ مِن حُلَلٍ في الحُسْنِ والخَفَرِ
نِسَاؤُهَا المُؤْمِنَاتُ الصَّابِرَاتُ عَلَى
…
حِفْظِ العُهُوْدِ مَعْ الإِمْلَاقِ والضَّرَرِ
كَأَنَّهُنَّ بُدُوْر في غُصُوْن نَقَا
…
عَلَى كَثِيْبٍ بَدَتْ في ظُلْمَةِ السَّحَرِ
كُلُّ امرِيءٍ مِنْهُمْ يُعْطَى قُوَى مِائَةٍ
…
في الأكْلِ والشُرْبِ والإفْضَا بِلَا خَوَرٍِ
طَعَامُهُمْ رَشْحُ مِسْكٍ كُلَّمَا عَرقُوْا
…
عَادَتْ بُطُوْنُهُمُ في هَضْمِ مُنْضَمِرِ
لَا جُوْعَ لَا بَرْدَ لَا هُمٌ وَلَا نَصبٌ
…
بَلْ عَيْشُهُمْ عن جَمِيْعِ النَّائِبَاتِ عَرِي
فِيْهَا الوَصَائِفُ والْغِلْمَانُ تَخْدُمُهُمْ
…
كلُؤْلُؤ في كَمَالِ الحُسْنِ مُنْتَثِرِ
فِيْهَا الغِنَا والجَوَارِي الغَانِيَاتُ لَهُمْ
…
بأحْسَنِ الذِكْرِ لِلْمَوْلَى مَعَ السَّمَرِ
لِبَاسُهُمْ سُنْدُسٌ حُلَاهُمُ ذَهَبٌ
…
وَلُؤْلُؤُ وَنَعِيْمٌ غَيْرُ مُنْحَصِرِ
والذِكْرُ كَالنَّفَسِ الجَارِي بِلَا تَعَبٍ
…
وَنُزِّهُوا عَن كَلَام اللَّغْوِ والهَذَرِ
وأَكْلُهَا دَائِمٌ لَا شَيْءَ مُنْقَطِعٌ
…
كَرِّرْ أَحَادِيْثَهَا في أَطْيَبِ الخَبَرِ
فِيْهَا مِنَ الخَيْرِ مَا لَمْ يَجْرِ في خَلَدٍ
…
وَلَمْ يَكُنْ مُدْرَكًا لِلسَّمْعِ والبَصَرِ
فِيْهَا رِضَا المَلكِ المَوْلَى بِلَا غَضَبٍ
…
سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ نَفْعٌ بِلَا غِيَرِ
لَهُمْ مِن اللهِ شَيْءٌ لَا نَظِيْرَ لَهُ
…
سَمَاعُ تَسْليمِهِ وَالفَوْزُ بِالنَّظَرِ
بغَيْرِ كَيْفٍ وَلا حَدٍّ ولا مَثلٍ
…
حَقًأ كَمَا جَاءَ في الْقُرْآنِ والخَبَرِ
وهْيَ الزِّيَادَةُ والحُسْنَى الَّتِيْ وَرَدَتْ
…
وأعْظَمُ المَوْعِدِ المَذْكُور في الزُّبُرِ
للهِ قَوْمٌ أَطَاعُوْهُ وَمَا قَصَدُوا
…
سَوَاهُ إِذْ نَظَرُوْا الأَكْوَانَ بالعِبَرِ
…
وَكَابَدُوْا الشَّوْقَ والأنْكَادُ قُوتهُمُ
…
ولازَمُوْا الجِدَّ والأَذْكَارَ في البُكَرِ
يَا مَالِكَ المُلْكِ جُدْ لِيْ بالرِّضَا كَرَمًا
…
فأنْتَ لِيْ مُحْسِنٌ في سَائِرِ العُمُرِ
يا رَبِّ صَلِّ عَلَى الهَادِي البَشِيْرِ لَنَا
…
وآلهِ وانْتَصِرْ يَا خَيْر مُنْتَصِرِ
مَا هَبَّ نَشْرُ الصَّبَا واهْتَزَّ نَبْتُ رُبَا
…
وفاحُ طِيْبُ شَذَا في نَسْمَةِ السَحَرِ
أَبْيَاتُهَا تِسْعُ عَشْرٍ بَعْدَهَا مائَةٌ
…
كَلَامُهَا وَعْظُها أَبْهَى من الدُّرَر
اللهمَّ وفقْنا لمعرِفَتِكَ بأسمائِكَ وصِفاتِكَ وأَفعالِكَ، وارزقْنا الرِّضَا بِقضَائِكَ وَقَدَرِكَ والتوكُّلَ عليكَ في كُلِّ ضيقٍ وَسَعةٍ وشدةٍ وَرَخَاءٍ وكلِّ ما