الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سِوَى المُكْرَهِ المَضْهُودِ إنْ كَانَ قَدَ أَتَى
…
هُنَالِكَ بالشَّرْطِ الأَطِيدِ المُؤَكَّدِ
وَحَاذِرْ هَدَاكَ الله مِن كُلِّ نَاقضٍ
…
سِوَاهَا، وَجَانِبْهَا جَمِيْعًا لِتَهْتَدِ
وَكُنْ بَاذِلاً لِلْجِدِّ والجُهْدِ طَالِبًا
…
وَسَلْ رَبَّكَ التَّثْبِيْتَ أَيَّ مُوَحِّدِ
وإِيَّاهُ فارْغَبْ في الهِدَايَةِ لِلْهُدَى
…
لَعَلَّكَ أَنْ تَنْجُو مِن النارِ في غَدِ
وَصَلِ إلهِي مَا تَأَلَّقَ بَارِقٌ
…
وما وَخَدَتْ قُودٌ بِمَوْرٍ مُعَبَّدِ
تَؤُمُّ إلى البَيْتِ العَتِيْقِ وَمَا سَرَى
…
نَسِيْمُ الصَّبَا أَو شَاقَ صَوْتُ المُغَرِّدِ
وَمَا لَاحَ نَجْمٌ في دُجَى اللَّيْلِ طَافِحٌ
…
وما انْهَلَّ صَوْبٌ في عَوَالٍ وَوُهَّدِ
على السِّيِدِ المَعْصُومِ أَفْضَلَ مُرْسَلٍ
…
وأكَرَم خَلْقِ اللهِ طُرًا وَأَجْوَدِ
وآلٍ وَأَصْحَابٍ وَمَن كَانَ تَابِعًا
…
صَلاةً دَوَامًا في الرَّوَاحِ وفي الغَدِ
انْتَهَى
آخر:
يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيّدَ الثَّقَلانِ
…
كُنْ لِلْمُهَيْمِنِ صَادِقَ الإِيْمَانِ
وَاعْلَمْ بأنَّ الله خَالِقُكَ الذِي
…
سَوَّاكَ لم يَحْتَجْ إلى إِنْسَانِ
خَلَقَ البَرِيَّةَ كُلَّهَا مِن أَجْلِ أَنْ
…
تَدَعْوُهُ بِالإخْلاصِ وَالإذْعَانِ
قَدْ أَرْسَلَ الآياتِ مِنْهُ مُخَوِّفًا
…
لِعَبَادِه كَي يُخلِصَ الثَّقَلانِ
وَأَبَانَ لِلإنْسَانِ كُلَّ طَرِيْقَةٍ
…
كَي لا يَكُونَ لَهُ اعْتِذَارٌ ثَانِي
ثُم اقْتَضَى أَمْرًا وَنَهْيًا عَلَّهَا
…
تَتَمَيَزُ التَّقْوَى عَن العِصْيَانِ
وَوُلِدْتَ مَفْطُورًا بِفِطْرتَكِ التِي
…
لَيْسَتْ سِوَى التَّصْدِيْقِ والإِيْمَانِ
وَبُلِيْتَ بالتَّكْلِيْف أَنْتَ مُخَيَّر
…
وَأَمَامَك النَّجْدَانِ مُفْتَتَحَانِ
فَعَمِلْتَ مَا تَهْوَى وَأَنْتَ مُرَاقَبٌ
…
مَا كُنْتَ مَحْجُوبًا عَن الدَّيَّانِ
…
ثُم انْقَضَى العُمْرُ الذِي تَهْنَا بِهِ
…
وَبَدَأْتَ فِي ضَعْفٍ وَفي نُقْصَانِ
وَدَنَا الفِرَاقُ ولاتَ حِيْنَ تَهْرُّب
…
أَيْنَ المَفَرُّ من القَضَاءِ الدَّانِي
وَالْتَفَّ صَحْبُكَ يَرْقُبُوْنَ بِحَسْرةٍ
…
مَاذَا تَكُونُ عَوَاقِبُ الحَدَثَانِ
واسْتَلَّ رُوْحَكَ وَالقُلُوبُ تَقَطَّعَتْ
…
حُزنًا وَألْقَتْ دَمْعَهَا العَيْنَانِ
فَاجتَاح أَهْلَ الدَّارِ حُزْنٌ بَالِغٌ
…
وَاجْتَاحَ مِن حَضَرُوا مِن الجِيْرَانِ
فالبِنْتُ عَبْرَى لِلْفِرَاقِ كَئِيْبَة
…
وَالدَّمْعُ يَمْلأ سَاحَةَ الأَجْفَانِ
والزَّوْجُ ثكْلَى والصِّغَارُ تَجَمعُوا
…
يَتَطَّلَعُوْنَ تَطَلُعَ الحَيْرَانِ
والابنُ يَدْأبُ في جَهَازِكَ كَاتِمًا
…
شَيْئًا مِن الأَحْزَانِ وَالأَشْجَانِ
وَسَرَى الحَدِيْثُ وَقَدْ تَسَاءَلْ بَعْضُهُم
…
أَوْ مَا سَمِعْتُم عَنْ وَفَاةِ فُلانِ
قَالُوا سَمِعْنَا والوَفَاةُ سَبِيْلُنَا
…
غَيْرُ المُهَيْمِنِ كُلُّ شَيءٍ فَانِي
وَأَتَى الحَدِيْثُ لِوَارِثِيْكَ فَأَسْرَعُوا
…
مِن كُلِّ صَوْبٍ لِلْحُطَامِ الفَانِي
وَأَتَى المُغَسِّلُ والمُكَفِّنُ قَدْ أَتَى
…
لِيُجَلِلُوكَ بِحُلِّةِ الأَكْفَانِ
وَيُجَرِّدُوْكَ مِن الثِّيَابِ وَيَنْزَعُوْا
…
عَنْكَ الحَرِيْرَ وَحُلَّةَ الكتَّانِ
وَتَعُودُ فَرْدًا لَسْتَ حَامِلَ حَاجَةٍ
…
مِن هَذِه الدُّنْيَا سِوَى الأَكْفَانِ
وَأَتى الحَدِيْثُ لِوَارِثِيْكَ فَأَسْرَعُوا
…
فَأَتُوا بِنَعْشٍ وَاهِن العِيْدَانِ
صَلُّوا عَلَيْكَ وَأَرْكَبُوكَ بِمَرْكَبٍ
…
فَوْقَ الظُّهُورِ يُحَفُّ بِالأَحْزَانِ
حَتَّى إِلى القَبْرِ الذِي لَكَ جَهَّزُوا
…
وَضَعُوكَ عِنْدَ شَفِيْرِهِ بِحَنَانِ
وَدَنَا الأَقَارِبُ يَرْفَعُونَكَ بَيْنَهُم
…
لِلَّحدِ كَي تُمْسِي مَع الدِّيْدَانِ
وَسَكَنَت لَحْدًا قَدْ يَضِيْقُ لِضِيْقِهِ
…
صَدْرُ الحَلِيمِ وَصَابِرُ الحَيَّوانِ
وَسَمِعَت قَرْعَ نِعَالِهِم من بَعْدِ مَا
…
وَضَعُوكَ في البَيْتِ الصَّغِيْرِ الثَّانِي
فِيهِ الظَّلامُ كَذا السُّكُونُ مُخَيَّمٌ
…
وَالرُّوْحُ رُدَّ وَجَاءَكَ المَلَكَانِ
وَهُنَا الحَقِيْقَةُ وَالمُحَقِقُ قَدْ أَتَى
…
هَذَا مَقَامُ النَّصْرِ وَالخُذْلانِ
إِنْ كُنْتَ في الدُّنْيَا لِرَبِّكَ مُخْلِصًا
…
تَدْعُوْهُ بِالتَّوحِيْدِ والإِيْمَانِ
فَتَظَلُّ تَرْفُلُ في النَّعِيْمِ مُرَفهًا
…
بِفَسِيْحِ قَبْرٍ طَاهِرِ الأَرْكَانِ
وَلَكَ الرَّفِيْقُ عَن الفِرَاقَ مُسَلِيًّا
…
يُغْنِي عن الأَحْبَابِ وَالأَخْدَانِ
فُتِحَتْ عَلَيْكَ مِن الجِنَانِ نَوَافِذ
…
تَأْتِيْكَ بِالأَنْوَارِ وَالرَّيْحَانِ
وَتَظَل مُنْشَرِحَ الفُؤادِ مُنَعمًا
…
حَتَّى يَقُومَ إلى القَضَا الثَّقَلانِ
…
تَأْتِي الحِسَابَ وَقَدْ فَتَحَتْ صَحِيْفَةً
…
بِالنُّورِ قَدْ كُتِبَتْ وَبِالرِّضْوَانِ
وَتَرَى الخَلائِقَ خَائِفِيْنَ لِذَنْبِهِم
…
وَتَسِيْرُ أَنْتَ بِعِزَّةٍ وَأَمَانِ
وَيُظِلُّكَ اللهُ الكريمُ بِظِلِّهِ
…
وَالنَّاسُ في عَرَقٍ إِلى الآذَانِ
وَتَرَى الصِّرَاطَ وَلَيْسَ فِيهِ صُعُوبَةٌ
…
كَالبَرَقِ تَعْبُرُ فِيهِ نَحْوَ جِنَانِ
فَتَرى الجِنَانَ بِحُسْنِهَا وَجَمَالِهَا
…
وَتَرَى القُصُورَ رَفِيْعَةَ البُنْيَانِ
طِبْ في رَغِيْدِ العَيْشِ دُوْنَ مَشَقَّةٍ
…
تُكْفِى مَشَقَّةُ سَالِفِ الأَزْمَانِ
وَالبَسْ ثِيَابَ الخُلْدِ واشْرَبْ وَاغْتَسِلْ
…
وَابْعِدْ عَن الأَكْدَارِ وَالأَحْزَانِ
سِرْ وانْظُرِ الأَنْهَارَ واشْرَبْ مَاءَهَا
…
مِن فَوْقِهَا الأَثْمَارِ في الأَفْنَانِ
وَالشَّهْدُ جَارٍ في العُيُونِ مُطَهَّرٌ
…
مَع خُمْرَةِ الفِرْدَوْسِ وَالأَلْبَانِ
وَالزَّوْجُ حُورٌ في البُيُوتِ كَوَاعِبٌ
…
بِيْضُ الوُجُوهِ خَوَامِصُ الأَبْدَانِ