الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَسَوْفَ تَشْرَبُ بالكَأْسِ الذِيْ شَربُوا
…
بِهَا إنْ يَكُنْ نَهلٌ مِنْهَا وَإِنْ عَلَلُ
فَاغْنَمْ بَقِيَّةَ عُمْرِ مَرَّ أَكْثَرُهُ
…
فَي غَيْر شَيءٍ فَمَهْلاً أَيُّهَا الرَّجُلُ
انْتَهَى
آخر:
كرِهْتُ وَعَلَاّمِ الغُيوبِ حَيَاتِي
…
وأصْبَحْتُ أَرْجُو أنْ تَحينَ وَفَاتي
فَشَا السُوءُ إلا في القليل مِنَ الوَرَى
…
وخاضُوا بِحارَ اللهْوِ والشَّهَواتِ
وضَاعَتْ لَدَيْهِمْ حُرْمُة الدِّينِ واغْتَدَتْ
…
نُفُوسُهُمُو في الفِسْقِ مُنْغَمِسَاتِ
وقدْ فَسَدَتْ أَخْلاقُهُمْ وتَغَيَّرتْ
…
وأضْحَتْ خِلالُ الخِزْيِ مُنْتَشِرَاتِ
وَسَارَ الخَنَا فِيْهِمْ فلَسْتُ أرَى سِوَى
…
كَتَائِبِ فُسَّاقٍ وجَمْعَ طغَاةِ
فَمِنْهُمْ كَذُوْبٌ في الوِدَادِ مُخَادِعٌ
…
أراهُ صَدِيقِي وهُوَ رأْسُ عُداتِي
يُقابِلُنِي بالبِشْرِ واللطْفِ عِنْدَمَا
…
يَرَانِي ويَدْعُو لِيْ بِطُولِ حَيَاتِي
وإنْ غِبْتُ عنه سَبَّني وأَهَانَني
…
وَعَدَّ عُيُوبي للوَرَى وَهَنَاتِي
ومِنهُمْ شَقِيٌّ هَمُّهُ الفِسْقُ والزِنَا
…
ولَوْ كانَ عُقْبَاهُ إلى الهَلَكَاتِ
تُلاقِيهِ يَجْرِي خَلْفَ مُسْلِمَةٍ بِلَا
…
حَيَآءٍ ولا خَوْفٍ مِنَ اللَّعَنَاتِ
كَأنْ لَمْ يُفَكِّرْ أنَّ تِلْكَ كَأخْتِهِ
…
فَيَغْمِزُهَا لِلْحَظِ والغَمَزَاتِ
وَيُبْدِي لَهَا الإِعْجَابَ غِشًّا وَخِدْعةً
…
ولمْ يَرْعَ حقَّ اللهِ في الحُرُمَاتِ
وآخَرُ أَمْسَى لِلْعُقَارِ مُعَاقِرًا
…
وأَصْبَحَ في خَبلٍ وفي سَكَرَاتِ
تَرَاهُ إذَا مَا أَسْدَلَ الليلُ سِترَهُ
…
عَلَيهِ وَوَافِى بَادِيَ الظلُمَاتِ
يُدِيْرُ ابْنَةَ العُنْقُودِ بَينَ صِحَابِهِ
…
ويَطْربُ بينَ الكأس والنَّغمَاتِ
وَقَدْ أَغْفَلَ المِسْكِيْنُ ذِكْرَ مَمَاتِهِ
…
وَما سَيُلاقِي مِنْ جَوَى النَّزَعَاتِ
يتِيْهُ عَلَى كُلِّ العِبادِ بِعُجْبِهِ
…
وَيَخْتَالُ كِبْرًا نَاسِيًا لِغَدَاةِ
غَدَاةَ يُوارَى فِي التُّرابِ ويَغْتَدِي
…
طَعامًا لَدُودِ القَبْرِ والحَِشَرَاتِ
وآخَرُ مَغْرُورٌ بكَثْرَةِ مَالِهِ
…
وما عِنْدَهُ فِي البَنْكِ مِنْ سَنَدَاتِ
يُفاخِرُ خَلْقَ اللهِ بالْجَاهِ والغِنَى
…
وبالْمَالِ لا بالفَضْلِ والْحَسَنَاتِ
وَلَمْ يَدْرِ أَنَّ المالَ فَانٍ وأَنَّهُ
…
يَزُولُ كَسُحبِ الصّيْفِ مُنْقَشِعَاتِ
…
وَذَا شَاهِدٌ بالزُّور إنْ يُسْتَعِنْ بِهِ
…
أَخُو شِقْوةٍ يَشْهَدْ بِكُلِّ ثَبَاتِ
ولَمْ أَدْرِ مَاذَا قَدْ أَعَدَّ لِموْقِفٍ
…
بِهِ يَقِفُ العَاصِيْ بغَيْرِ حُمَاةِ
وذَا آكِل مَالَ اليَتِيْمِ وَلَمْ يَدَعْ
…
لَهُ عِنْدَ رَدِّ الحَقِّ غَيْرَ فُتَاتِ
وفي بَطْنِهِ قَدْ أَدْخَلَ النّارَ عامِدًا
…
وأصْبَحَ مَحْرُوْمًا مِنَ النَّفَحَاتِ
وَذَلِكَ مُغْتابٌ وَهَذا مُنَافِقٌ
…
لِحِطَّتِهِ قَدْ عُدَّ فِي النّكِرَاتِ
وَهَذا يَغُشُّ الناسَ فِي البَيْعِ والشِرَا
…
وأَرْبَاحُهُ مَنْزُوْعَةُ البَرَكَاتِ
وَهَذَا حَوَى كُلَّ الخَنَا وَصِفَاتهُ
…
مَعَ الخَلْقِ والخَلَاّقِ شَرُّ صِفَاتِ
وكَمْ مُعْلِنٍ لِلْفِطْرِ والنّاسُ صُوَّم
…
يُجَاهِرُ فِي الإفْطَارِ في الطُّرُقَاتِ
وَلَيْسَ يُبَالِي بانْتِقَامِ إلهِهِ
…
وَتَعْذِيْبِهِ لِلأَنْفُسِ النَّجِسَاتِ
وَكَمْ مِنْ غَنِيٍّ مُسْتَطِيْعٍ تَرَاهُ لَا
…
يُبَادِر بِحَجِّ البَيْتِ قَبْلَ فَوَاتِ
فَيَسْعَى بِنَفْسٍ مِلْؤُها البِرُّ وَالتُّقَى
…
لِتَلْبِيَةِ الرَّحْمَن في عَرَفَاتِ
وَلَمْ أَرَ إِلَاّ النَّزْرَ فِيْهِمْ مُسارِعًا
…
لإِحْيَاءِ دِيْنِ اللهِ بِالصَّلَوَاتِ
وما الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ إِلَاّ وَسَائلٌ
…
عَلَى المُتّقي تَسْتَنْزِلُ الرَّحَمَاتِ
وَتَنْهَى عَنْ الفَحْشاءِ والمُنْكَرِ الذي
…
يَزُجُّ بِمَنْ يَأتِيْهِ في الكُرُبَاتِ
وَيَنْدُرُ أَنْ أَلْقَى غَنِيًّا بمالِهِ
…
يَجُودُ لِذِي جُوعٍ وَذَاتِ عُرَاةِ
فَمَا ائْتَمَرُوا بالأمْرِ كَلَاّ وَلَا انْتَهَوْا
…
عَنْ النَّهْيِ حَتَّى سوَّدُوا الصَّفَحَاتِ
وعاثُوا فَسادًا فِي البِلادِ فَأصْبَحُوا
…
بعِصْيَانِهِمْ في أسْفَلِ الدَّرَجَاتِ
خَلَائِقُ يَأْبَاهَا الرَّشِيْدُ لِقُبْحِهَا
…
وَلَا يَرْتَضِيْهَا غَيْرُ أَحْمَقَ عَاتِي
ويُنْكِرُها ذُوْ العَقْلِ والرَّأْيِ والحِجَا
…
ويَخْجَلُ مِنْهَا صادقُ العَزَمَاتِ
وَمَنْ يَتَّخِذْها مَنْهَجًا خَابَ سَعْيُهُ
…
ولا يَقْتَنِيْ مِنْهَا سِوَى الحَسَرَاتِ
إِذا جَاءَ وَقْتُ الصَّيْفِ شَدَّ رِحالَهُ
…
إِلَى الغَرْبِ يَلْهُوْ والشَّبَابُ مُوَاتِي
كأنَّ بَنِي الإِسْلَامِ في عَصْرِنا غَدَوْا
…
لِهَدْمِ عُلا الإِسْلامِ شَرَّ دُعاةِ
فَتُوبُوا عِبَادَ اللهِ للهِ وَارْجِعُوا
…
إِلَيْهِ تَنَالُوا مُنْتَهَى الرَّغَبَاتِ
وَلَا تَقربُوا مَا لَا يَحِلُّ وأَبْعِدُوا
…
نُفُوسَكُمُو حَتَّى عن الشُّبُهَاتِ
وأَدُّوا حُقوقَ اللهِ وارعَوْا حُدودَهُ
…
كَمَا يَنْبَغِي في الجَهْرِ والخَلَواتِ
وَلَا تَهِنُوا يَومًا وَلَا تَحْزَنُوا لِمَا
…
يُصِيْبُكُمُو فِي الحَقِّ مِنْ عَقَبَاتِ
تَفُوزُوا برِضْوانِ الإِلهِ ولُطْفِهِ
…
ويُغدِقْ عَلَيْكم أنْعُمَاً وهِبَاتِ
…
وَيَفْتَحْ لَكُمْ بَابَ القَبولِ ويَسْتَجِبْ
…
إِذا مَا دَعَوْتُمْ صالِحَ الدَّعَوَاتِ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ فِي النَّسْلِ قُرَّةَ أعْيْنٍ
…
وَيَرْزُقَكُمُ مِنْ أطيَبِ الثَّمَرَاتِ
ويُمْدِدْكُمُ بالنَّصْرِ حَتَّى إِذا طَغَى
…
عَلَيْكُمْ عدُوٌّ رَدَّهُ بِشَتَاتِ
فَمَا حَلَّ هَذَا الحَالُ إِلَاّ لِنَبْذِكُمْ
…
تَعَالِيمَ دِينِ اللهِ نَبْذَ نَوَاةِ
وَمَا سلَّطَ اللهُ العَدُوَّ عَلَيْكُمُ
…
فَلَم يَبْقَ فِيْكُمْ غَيْرُ بعضِ رُفاتِ
سِوَى بُعْدِكُمْ عَنْ دِينِهِ ولأنّكمْ
…
قَنِعْتُمْ عَن الأعْمَالِ بالكلِمَاتِ
انْتَهَى