الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آخر:
عَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ لَا تَتْرُكُوْنَهَا
…
فإنَّ التُّقَى أَقْوَى وأَوْلَى وأَعْدَلُ
لِبَاسُ التُّقَى خَيْرُ الملابِسِ كُلِّهَا
…
وأَبْهَى لِبَاسًا في الوُجُودِ وأَجْمَلُ
فَمَا أَحْسَنَ التَّقْوَى وأَهْدَى سَبِيْلَهَا
…
بِهَا يَنْفَعُ الإِنسَانَ مَا كَانَ يَعْمَلُ
…
فَيَا أَيُّهَا الإِنسانُ بادِرْ إِلى التُّقَى
…
وَسَارِْع إِلى الخَيْرَاتِ مَا دُمْتَ مُمْهلُ
وَأَكْثِرْ مِن التَّقْوَى لِتَحْمِدَ غِبَّهَا
…
بِدَارِ الجَزَاء دَارٍ بها سَوْفَ تَنْزِلُ
وَقَدِّمْ لِمَا تُقْدِمُ عَليهِ فإِنَّمَا
…
غَدًا سَوْفَ تُجزَى بالّذي سَوْفَ تَفْعَلُ
وأَحْسِنْ ولا تُهْمِلْ إذا كُنْتَ قادِرًا
…
فَأَنْتَ عن الدُنْيَا قَرِيْبًا سَتَرْحَلُ
وأَدِّ فُرُوْضَ الدِّيْنِ وأتْقِنْ أَدَاءَهَا
…
كَوَامِلَ في أَوْقَاتِهَا والتَّنَفّل
وَسَارِعْ إِلى الخَيْرَاتِ لا تَهْمِلنَّهَا
…
فإِنَّكَ إنْ أَهْمَلْتَ مَا أنَتْ مُهْمَلُ
وَلَكِنْ سَتُجْزَى بالذي أَنْتَ عَامِلٌ
…
وعن ما مَضَى عن كُلِّ شَيْءٍ سَتُسْأَلُ
وَلَا تُلْهِكَ الدُنْيَا فرَبُّكَ ضامِنٌ
…
لِرِزْقِ البَرَايَا ضامِنٌ مُتَكَفِّلُ
وَدُنْيَاكَ فاعْبُرْهَا وأخْرَاكَ زِدْ لَهَا
…
عَمَارًا وإِيْثَارًا إِذا كُنْتَ تَعْقِلُ
فَمَنْ آثَرَ الدُنْيَا جَهُولٌ وَمَنْ يَبِعْ
…
لأخْرَاهُ بالدُنْيَا أَضلُّ وأَجْهَلُ
وَلَذَّاتُهَا والجَاهُ والعِزُّ والغِنَى
…
بِأَضْدَادِهَا عَمَّا قَلِيْلٍ تَبَدَّلُ
فَمَنْ عاشَ في الدُنْيَا وإِن طَالَ عُمْرُهُ
…
فلابُدَّ عَنْهَا رَاغِمًا سَوْفَ يُنْقَلُ
وَيَنْزِلُ دَارًا لا أَنِيْسَ لَهُ بِهَا
…
لِكُلِ الوَرَى مِنهم مَعَادٌ وَمَوْئِلُ
وَيَبْقَى رَهِيْنًا بالترابِ بِمَا جَنى
…
إِلى بَعْثِهِ مِن أَرْضِهِ حِيْنَ يَنْسِلُ
يُهَالُ بأَهْوَالٍ يَشِيْبُ بِبعْضِهَا
…
وَلَا هَوْلَ إِلا بَعْدَهُ الهَوْلُ أَهْوَلُ
وفي البَعْثِ بَعدَ المَوتِ نَشْرُ صَحائِفٍ
…
وَمِيْزَانُ قِسْطٍ طَائِشٍ أَوْ مُثَقَّلُ
وَحَشْرٌ يَشِيْبُ الطفْلُ مِنه لِهَوْلِهِ
…
وَمنه الجِبَال الرَّاسِيَاتُ تَزَلْزَلُ
وَنَارٌ تَلَظَّى في لظاهَا سَلاسِلُ
…
يُغَلُّ بِهَا الفُجَارُ ثُمَّ يُسَلْسَلُ
شَرَابُ ذَوِيْ الإِجْرَامِ فِيهَا حَمِيْهُمَا
…
وَزقُوْمُهَا مَطْعُومُهُمْ حِيْنَ يُؤْكَلُ
حَمِيْمٌ وَغَسَّاقٌ وآخَرُ مِثْلُهُ
…
مِنَ المهْلِ يَغْلِي في البُطُونِ وَيشْعَلُ
يَزِيْدُ هَوَانًا مِن هَوَاهَا ولَا يَزَلْ
…
إِلى قَعْرِهَا يَهْوِي دَوَامًا وَيَنْزِلُ
وَفي نَارِهِ يَبْقَى دَوَامًا مُعَذَّباً
…
يَصِيْحُ ثُبُورًا وَيْحَهُ يَتَوَلْوَلُ
عَلَيْهَا صِرَاطٌ مِدْحَضٌ وَمَزَلَّةٌ
…
عَلَيْهِ البَرَايَا في القِيَامَةِ تُحْمَلُ
وفيهِ كَلَالِيْبٌ تَعَلَّقُ بالوَرَى
…
فَهَذَا نَجَا مِنها وَهَذا مُخَرْدَلُ
فَلا مُذْنِبٌ يَفْدِيْهِ مَا يَفْتَدِيْ بِهِ
…
وإِنْ يَعْتَذِرْ يَومًا فلا العُذْرُ يُقْبَلُ
فَهَذَا جَزَاءُ المجرمينَ على الرَّدَى
…
وهذا الذي يَومَ القِيَامَةِ يَحْصُلُ
أَعُوذُ بِرَبِي مِن لَظَى وَعَذَابِهَا
…
وَمِن حَالِ مَن يَهْويْ بِهَا يَتَجَلْجَلُ
…
وَمِن حَالِ مَن في زَمْهَرِيْرٍ مُعَذَّبٍ
…
وَمَن كانَ في الأَغْلَالِ فِيْهَا مُكَبَّلُ
وَجَنَّاتُ عَدْنٍ زُخْرِفَتْ ثُمَّ أُزْلِفَتْ
…
لِقَوْمٍ على التَّقْوَى دَوَامًا تَبَتَّلُ
بِهَا كُلَ مَا تَهْوَى النُفُوسُ وَتَشْتَهِيْ
…
وَقْرَّةُ عَيْنٍ لَيْسَ عَنها تَرَحُّلُ
مَلَابِسُهُم فِيْهَا حَرِيْرٌ وَسُنْدُسٌ
…
وَإِسْتَبْرَقٌ لا يَعْتَرِيْهِ التَّحَلُّلُ
وَمَأْكُوْلُهم مِن كُلِّ مَا يَشْتَهُونَهُ
…
وَمِن سَلْسَبِيْل شُرْبُهُم يَتَسَلْسَلُ
وأَزْوَاجُهُم حُوْرٌ حِسَانٌ كَوَاعِبٌ
…
على مثْلِ شَكْلِ الشَّمْسِ بل هُوَ أَشْكَلُ
يُطَافُ عَلَيْهِم بالذي يَشْتَهُونَهُ
…
إِذا أَكَلُوا نَوْعًا بآخَرَ بُدِّلُوْا
فَوَاكِهُهَا تَدْنُو إِلى مَنْ يُرِيْدُهَا
…
وَسُكَّانُهَا مَهْمَا تَمَنَّوْهُ يَحْصُلُ
وأَنْهَارُهَا الأَلْبَانُ تَجْري وأَعْسُلٌ
…
تَنَاوُلُهَا عَنْدَ الإِرَادَةِ يَسْهُلُ
بِهَا كُلُّ أَنْوَاعِ الفَوَاكِهِ كُلِّهَا
…
وَخَمْرٌ وَمَاءٌ سَلْسَبِيْلٌ مُعَسِّلُ
يُقَالُ لَهُمْ طِبْتُمْ سَلِمْتُمْ مِن الأَذى
…
سَلامٌ عَلَيْكُم بالسَّلامَةِ فادْخُلُوا
بأَسْبَابِ تَقْوَى اللهِ والعَمَلِ الذي
…
يُحبُّ إلى جَنَّاتِ عَدْنٍ تَوَصَّلُوا
إِذا كَانَ هَذَا والذي قَبْلَهُ الجَزَاء
…
فَحَقٌ على العَيْنَينِ بالدَّمْعِ تُهْمِلُ
وَحَقٌ على مَن كَانَ باللهِ مُؤْمِنًا
…
يُقَدِّمْ لَهُ خَيْرًا وَلا يَتَعَلَّلُ
وأَنْ يَأْخُذَ الإِنْسَانُ زَادًا مِن التُقَى
…
ولا يَسْأَمِ التَّقْوَى وَلَا يَتَمَلْمَلُ
وإِنَّ أَمَامَ الناسِ حَشْرٌ وَمَوْقِفٌ
…
وَيَومٌ طَوِيْلٌ ألفُ عَامٍ وَأَطْوَلُ
فَيَالَك مِن يَوْمٍ عَلى كُلِّ مُبْطِل
…
فَظيْع وأَهْوَالُ القِيَامَةِ تُعْضِلُ
تَكُونُ به الأَطْوادُ كَالعِهْنِ أَوْ تَكُنْ
…
كَثْيبًا مَهِيْلاً أَهْيَلاً يَتَهَلْهَلُ
بِه مِلَّةُ الإِسلامِ تُقْبَلُ وَحْدَهَا
…
وَلَا غَيْرُهَا مِن أَيِ دِيْنِ فَيَبْطُلُ
بِهِ يَسْأَلُونَ الناسَ ماذَا عَبَدْتُمُوا
…
وماذا أَجَبْتُم مَن دَعَاوَاهُ مُرْسَلُ
حِسَاب الذي يَنْقَادُ عَرْضٌ مُخَفَّفٌ
…
وَمَن لَيسَ مُنْقَادًا حِسَانٌ مُثَقَّلُ
وَمِنْ قَبْلِ ذَاكَ الموتُ يَأْتِيْكَ بَغْتَةً
…
وَهَيْهَاتَ لا تَدْرِي مَتَى المَوتُ يَنْزِلُ
كُؤُوسُ المَنَايَا سَوْفَ يَشْرَبُهَا الوَرَى
…
عَلى الرِّغْمِ شُبَّانٌ وَشِيْبٌ وَأَكْهُلُ
حَنَانَيْكَ بَادِرْهَا بِخَيْرٍ فَإِنَّمَا
…
على الآلةِ الحَدْبَا سَرِيْعًا سَتُحْمَلُ
إذا كُنْتَ قَدْ أَيْقَنْتَ بالمَوتِ والفَنَا
…
وبالبَعثِ عَمَّا بَعْدَهُ كَيْفَ تَغْفُلُ
أَيَصْلُحُ إِيْمَانُ المَعَادِ لِمُنْصِفٍ
…
ويَنْسَى مَقَامَ الحَشْرِ مَن كَانْ يَعْقِلُ
إِذا أَنْتَ لَم تَرْحَلْ بِزَادٍ مِن التُّقَى
…
أَبِنْ لِي يَومَ الجَزَا كَيْفَ تَفْعَلُ
…
أَتَرْضَى بأنْ تَأْتِي القِيَامَةَ مُفْلِسًا
…
على ظَهْرِكَ الأَوْزَارُ بالحَشْرِ تَحْمِلُ
إلهي لَكَ الفَضْلُ الذي عَمَّمَ الوَرَى
…
وَجُوْدٌ على كُلِ الخَلِيْقَةِ مُسْبَلُ
وَغَيْركَ لَو يَمْلِكْ خَزَائِنَكَ التي
…
تَزِيْدُ مَعَ الإنْفَاقِ لَابُدَّ يبخلُ
وإِنّي بِكَ الَّلهُمَّ رَبي لَوَاثِقٌ
…
وما لِي بِبَابٍ غَيرِ بَابِكَ مَدْخَلُ
وَإِنِّي لَكَ اللَّهُمَّ بالدِّينِ مُخْلِصٌ
…
وَهَمِّي وَحاجاتي بِجُودِكَ أَنْزِلُ
أَعوذُ بِكَ الَّلهُمَّ مِن سُوْءِ صنْعِنَا
…
وَأَسْأَلُكَ التَّثْبِيْتَ أُخْرَى وَأَوَّلُ
إلهي فَثَبِّتْنِيْ عَلى دِيْنكَ الذِي
…
رضِيْتَ بِهِ دِيْنًا وإيَّاهُ تَقْبَلُ
وَهَبْ لِي مِن الفِرْدَوْسِ قَصْرَاً مُشَيَّدًا
…
وَمُنَّ بِخَيْرَاتٍ بِهَا أَتَعَجَّلُ
وَللهِ حَمْدٌ دَائِمٌ بِدَوَامِهِ
…
مَدَى الدهْرِ لا يَفْنَى ولا الحَمْدُ يَكْمُلُ