الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:
أَلَا قُلْ لأَهلِ الجهلِ مِن كُل مَن طَغى
…
على قَلِبهِِ رَيْنٌ مِن الرَّيْبِ والعَمَى
لَعَمْرِي لقد أَخْطَاتُمُوا إِذْ سَلَكْتُمُ
…
طَرِيقَةَ جَهْلٍ غَيُّهَا قَد تَجَهَّمَا
أَيَحْسَبُ أَهْلُ الجَهْلِ لَمَّا تَعَسُّفُوا
…
وجَاءُوا مِن العُدوانِ أَمْرًا مُحَرَّمَا
بِأَنَّ حِمىَ التَّوْحِيدِ لَيسَ بِرَبْعِهِ
…
ولا حِصْنِهِ مَنْ يَحْمِهِ أَنْ يُهَدَّمَا
وظَنَّوا سَفَاهًا أَنْ خَلَا فَتَواثَبَتْ
…
ثَعَالِبُ مَا كَانَتْ تَطَا في فِنَا الحِمَى
أَيَحْسَبُ أَعْمَى القَلْبِ أَنَّ حُمَاتَهُ
…
غُفَاةٌ فَمَا كَانُوا غُفَاةً وَنُوَّمَا
فإن كَانَ فَدْمٌ جَاهِلٌ ذُو غَبَاوَةٍ
…
رَأَى سَفَهًا مِن رَأْيِهِ أَنْ تَكَلَّمَا
بِقَولٍ مِن الجَهْلِ المُركَّبِ خَالَهُ
…
صَوابًا وقَد قَالَ المَقَالَ المُذَمَّمَا
سَنَكْشفُ بالبرُهانِ غَيْهَبَ جَهْلِهِ
…
وَيَعْلَمُ حَقًا أَنَّه قَدْ تَوَهَّمَا
ونُظْهِرُ مِن عَوْرَاتِهِ كُلَّ كَامِنٍ
…
لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ جَاءَ إِفْكًا ومَأْثَمَا
رُوَيْدًا فأَهْلُ الحَقِ وَيْحَكَ في الحِمىَ
…
وقَدْ فَوَّقُوْا نَحْوَ المُعَادِيْنَ أَسْهُمَا
وتِلْكَ مِن الآياتِ والسُّنَنِ الَّتيِ
…
هِيَ النُورُ إِنْ جَنَّ الظَّلَامُ وأَجْهَمَا
فَيِا مَنْ رَأَى نَهْجَ الضَّلَالةِ نَيِّرٍا
…
ومَهْيَعَ أَهْلِ الحَقَّ والدِيْنِ مُظْلِمَا
لَعَمْرِي لَقَدْ أَخْطَأتَ رُشْدَكَ فاتَّئِدْ
…
ورَاجِعْ لِما قَدْ كَانَ أَقْوَى وأَقْوَمَا
مِن المَنْهَجِ الأَسْنَى الذِي ضَاءَ نُورُهُ
…
ودَعْ طُرُقًا تُفْضِي إِلى الكُفْرِ والعَمَى
وملةَ إبراهيمَ فاسْلُكْ طَرِيْقَهَا
…
وعَادِ الذي عَأدَهُ إِنْ كُنْتَ مُسْلِمَا
وَوَالِ الذِي وَالىَ وإِيَّاكَ أَنْ تَكُنْ
…
سَفِيْهًا فَتُحْظَى بالهَوَانِ وتَنْدَمَا
أَفِي الدِينِ يَا هَذَا مُسَاكَنَةُ العِدَا
…
بِدَارِ بِهَا الكُفْرُ ادْلَهَمَّ وأَجْهَمَا
وأَنْتَ بِدَارِ الكُفْرِ لَسْتَ بمُظْهِرٍ
…
لِدِيْنِكَ بَيْنَ الناسِ جَهْرًا ومُعْلِمَا
بِأَيِّ كِتابٍ أَمْ بإِيَّةِ آيةٍ
…
أَخَذْتَ عَلَى هَذَا دَلِيلاً مُسَلَّمَا
وإِنَّ الذِي لا يُظْهِرُ الدِينَ جَهْرَةً
…
أَبَحْتَ لَهُ هَذَا المَقَامَ المُحَرَّمَا
إِذَا صَامَ أَوْ صَلَّى وقَدْ كَانَ مُبْغِضًا
…
وبالقَلْب قَدْ عَادَى ذَوِى الكُفْرِ والعَمَى
ثَكَلَتْكَ هَلْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ مَرَّةً
…
بمِلَّةِ إِبْراهِيمَ أَوْ كُنْتَ مُعْدِمَا
…
فَفِي التِرمِذِي أنَّ النبيَ مُحَمَّدًا
…
بَريءٌ مِن المَرْءِ الذِي كَانَ مُسْلِمَا
يُقِيْمُ بِدَارِ أَظْهَرَ الكُفْرَ أَهْلُهَا
…
فَيَاوَيْحَ مَن قَد كَانَ أَعْمَى وأَبْكَمَا
أَمَا جَاءَ آياتٌ تَدُلُ بِأَنَّهُ
…
إِذا لَمْ يُهَاجِرُ مُسْتَطِيْعٌ فإِنَّمَا
جَهَنَّمُ مَأْوَاهُ وسَاءَتْ مَصِيْرَهُ
…
سِوى عَاجزٍ مُسْتَضْعَفٍ كَانَ مُعْدِمَا
فَهَلْ عِندُكُمْ عِلْمٌ وبُرهَانُ حُجَّةٍ
…
فَحَيًا هَلا هَاتُوا الجَوابَ المُحَتَّمَا
ولَن تَستَطِيعُوا أَنْ تَجِيئُوا بحُجَّةٍ
…
لِتَدْفَعَ نَصًا ثَابِتًا جَاءَ مُحْكَمَا
وَلِكِنَّمَا الأَهواءُ تَهْوي بأَهْلِهَا
…
فَوَيْلٌ لِمنْ أَلْوَتْ بِهِ مَا تألَما
أَلَا فَأَفَيْقُوا وارْجِعُوا وَتَنَدَّمُوا
…
وفِيئُوا فإِن الرُشْدَ أَوْلَى مِن العَمَى
وظَنيِ بأن الحُبَّ للهِ وَالْوَلا
…
عَليهِ تَوَلَّى عَنْكُمُو بَلْ تَصَرَّمَا
وحُبَّكُم الدُنْيَا وإيثَار جَمْعِهَا
…
على الدِين أَضْحَى أَمْرُهُ قَدْ تَحَكَّمَا
لِذَلِكَ دَاهَنْتُم وَوَالَيْتُمُ الذِي
…
بأَوضَارِ أَهْلِ الكُفْرِ قَدْ صَارَ مُظْلِمَا
وَجَوَّزْتُمُو مِن جَهْلِكُمْ لِمُسَافِرٍ
…
إِقَامِتَه بَيْنَ الغُواةِ تَحَكُّمَا
بَغَيرِ دَليلٍ قَاطِعٍ بَلْ بِجَهْلِكُمْ
…
وتَلْبِيْسِ أَفَّاكٍ أَرَادَ التَّهَكُّمَا
وقد قُلْتُمو في الشَّيخِ مَن شَاعَ فَضْلُهُ
…
وأَنْجَدَ في كُلِّ الفُنُونِ وَأتْهَمَا
إِمامِ الهُدَى عَبْدِ اللطيفِ أَخِي التُّقَى
…
فَقُلْتُمْ مِن العُدْوانِ قَولاً مُحَرَّمَا
مَقَالَةَ فَدْمٍ جَاهِلٍ مُتَكَلِّفٍ
…
يَرَى أَنَّهُ كُفْوٌ فَقَال مِن العَمَى
يُنَفِرُ بَلْ قَدْ قُلْتُمُو مِن غَبَائِكُمْ
…
يُشَدِّدُ أَوْ قُلْتُمْ أَشَدَّ وأَعْظَمَا
ولَيْسَ يَضُرُّ السُحْبَ في الجَوٍ نابِحٌ
…
وهَلْ كَانَ إِلا بالإغَاثَةِ قَدْ هَمَى
فَيَدعْوُ لَهُ مَن كَانَ يَحْيا بِصَوْبِهِ
…
ويُنِْجِيه مَن كَانَ أَعْمَى وأَبْكَمَا
أَيُنْسَبُ لَلَتنْفِيْرِ وَهْوَ الذِي لَهُ
…
رَسَائِل لم يَعْلَمْ بِهَا مَن تَوَهَّمَا
يُؤنِّبُ فيها مَن رَأَى منه غِلْظةً
…
ويَأْمُرُ أَنْ يَدْعُو بِلِيْنِ ويَحْلُمَا
ويُنْسَبُ لِلتَّشْدِيدِ إِذ كَانَ قَد حَمَى
…
حِمَى المِلَّةِ السَّمْحَاءِ أَنْ لا تَهَدَّمَا
وغَارَ عَلَيها مِن أُنٌّاسٍ تَرَخَّصُوا
…
وقَدْ جَهِلُوا الأَمرَ الخَطِيْرَ المُحَرَّمَا
فَلَوْ كُنْتُمُو أَعْلَى وأَفْضَلَ رُتْبَةً
…
وأَزْكَى وأَتْقَى أَوْ أَجَلَّ وأَعْلَمَا
يُشَارُ إِليكُم بالأَصَابِعِ أَوْ لَكُمْ
…
مِن العِلمِ ما فُقْتُمْ بِهِ مَن تَقَدَّمَا
لَكُنَّا عَذَرْنَاكُمْ وقُلْنَا أَئِمَّةً
…
جَهَابِذَةً أَحَرْىَ وأَدْرَى وأَفْهَمَا
ولَكَّنكُمْ مِن سَائِر الناس مَالكْم
…
مِن العِلم مَا فُقْتُمِ بِه مَنْ تَعَلَّمَا
…
ومِن أصْغَرِ الطُلَابِ لِلْعِلْمِ بَلْ لَكُمْ
…
مَزِّيةُ جَهْلِ غَيُّهَا قَدْ تَجَهَّمَا
لِذَلِكَ أَقْدَمْتُمْ لِفَتْحِ وَسَاِئِلٍ
…
وقَدْ سَدَّهَا مَن كَانَ باللهِ أَعْلَمَا
ثَكِلْتُكُمُو هَلْ حَدَّثَتْكُمْ نُفُوسُكُمْ
…
بِخَرقِ سِيَاجِ الدِينِ عُدْوًا وَمَأثَمَا
وإنَّ الحُمَاةَ الناصرينَ لِرَبِّهمْ
…
ولِلدِينِ قَدْ مَاتُوا فَمَنْ شَاءَ أَقْدَمَا
على ما يَشَا مِن كُلِّ أَمْرٍ مُحَرَّمٍ
…
ولَيسَ لَهُ مِن وَازِعٍ أَنْ تَكَلَّمَا
وإن حِمَى التَّوْحِيْدِ أَقْفَرَ رَسْمُهُ
"
…
فَقُلْتُم وَلَم تَخْشَوا عِتَابًا ومَنْقَمَا
فَنَحْنْ إذًا والحَمْدُ للهِ لَمَ نَزَلْ
…
عَلَى ثَغْرةِ المَرمَى قُعُودًا وجُثَّمَا
أَلا فاقْبَلُوا مِنَّا النَّصِيْحَةَ واحْذَرُوْا
…
وفِيْئُوا إِلى الأَمرِ الذِي كان أَسْلَمَا
وإِلا فإنَّا لا نُوافِقُ مَنْ جَفَا
…
وَيَسْعَى بأَنْ يُوْطَى الحِمَى أَوْ يُهَدَّمَا
كَمَا أَنَّنَا لا نَرتَضِي جَوْرَ مَن غَلَا
…
وزَادَ على المشروعِ إِفكًا ومأثَمَا
ويا مُوثِر الدُنيَا على الدين إِنَّمَا
…
عَلَى قَلِبْكَ الرَّانُ الذِي قَدْ تَحَكَّمَا
وعَادَيْتَ بَلْ وَاليْتَ فِيها ولمْ تَخَفْ
…
عَواقِبَ مَا تَجْنِي ومَا كَانَ أَعْظَمَا
أَغَرَّتْكَ دُنْيَاكَ الدَّنِيَّةُ رَاضِيًا
…
بزَهْرَتِهَا حَتَّى أَبَحْتَ المُحَرَّمَا
تَروُقُ لَكَ الدُنْيَا ولذاتُ أهْلِهَا
…
كأَن لَمْ تَصِرْ يَوْمًا إِلى القَبْرِ مُعْدِمَا
خَلِيًا مِن المالِ الذِي قَدْ جَمَعْتَهُ
…
وفارَقْتَ أَحْبَابًا وقَدْ صِرتْ أَعْظُمَا
ولَمَّا تُقَدِّمْ مَا يُنَجِيْكَ فِي غَدٍ
…
مِن الدين ما قَدْ كانَ أَهْدَى وأَسْلَمَا