الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زَالَ الذِي كَانَ لِلْعَلْيَا بهِ سَنَدٌ
…
وزَالَتِ الدَّارُ بالعَلْيَاءِ فالسَّندِ
تباركَ الله كَمْ تَلْقَى مَصَائِدَها
…
هَذِي النُجومُ على الدَانِينَ والبُعَدِ
تَجرِي النُجُومُ بِتَقْرِيِبِ الحِمامَ لَنَا
…
وهُنَّ مِن قُرْبِهِ منها على أمَدِ
لا بُدَّ أَنْ يَغْمِسَ المِقْدَارُ مُدْيَتَهُ
…
في لَبَّةِ الجَدْيِ منها أَوْ حَشَا الأسَدِ
عَجِبْتُ مِن آمِلٍ طُولَ البقاءِ وقدْ
…
أخْنَى عليه الذي أخْنَى على لُبَدِ
…
يَجُرّ خَيْطُ الدُجَى والفَجْرِ أَنْفُسَنَا
…
لِلترْبِ ما لا يَجُرُّ الحَبْلُ مِن مَسَدِ
هذِي عَجَائِبُ تَثْنيِ النفسَ حَائِرةً
…
وَتُقْعِدُ العقلَ مِن عَيٍّ على ضَمَدِ
مالي أسَرٌ بِيَومٍ نِلْتُ لَذَتَهُ
…
وقد ذَوَىَ مَعَهُ جُزْءٌ مِن الجَسَدِ
لاُّتْرَكَنَّ فريدًا في التُراب غَدًا
…
ولو تَكَثَّرَ ما بَينَ الوَرى عَدَدي
ما نافِعي سَعَةٌ فغي العيشِ أو حَرَجٌ
…
إن لم تَسعْني رُحْمى الواحِدِ الصَّمد
انْتَهَى
آخر:
زِيادةُ المرءِ في دُنياهُ نقصانُ
…
ورْبحُهُ غير مَحْضِ الخيرِ خُسْرِانُ
وكُلُ وجْدَانِ حَظٍ لا ثباتَ لَهُ
…
فإن مَعْناهُ في التَّحْقِيقِ فِقْدَانُ
يا عامرًا لخِرابِ الدهرِ مُجْتَهدًا
…
بالله هَلْ لَخِرابِ الدهرِ عُمْرانُ
ويا حَرِيصًا على الأمْوالِ تَجْمَعُهَا
…
أنَسَيْتَ أنَّ سُروُرَ المالِ أَحْزانُ
زَعِ الفؤادَ عن الدنيا وزُخْرُفها
…
فَصَفْوُهَا كَدَرٌ والوَصْلُ هُجْرَانُ
وأرعِ سَمْعَكَ أمثالاً أَفَصِلُّها
…
كما يُفَصَّلُ ياقوتَّ ومَرْجَانَ
أحْسِن إلى الناسِ تَستَعْبِدْ قُلوبَهُمُ
…
فَطالمَا إسْتَعْبَدَ الإنسانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسمِ كم تَسْعَى لِخِدْمَتِهِ
…
أَتَطْلُبُ الربحَ مِمَّا فِيه خُسرانُ
أقْبِلْ على النفسِ واستكْمِلْ فَضَائِلَهَا
…
فأنْتَ بالنفسِ لا بالجسمِ إنسانُ
وإنْ أسَاءَ مُسِيء فَلْيَكُنْ لَكَ فِي
…
عُروضِ زَلَّتِهِ عَفْوَّ وغُفرانُ
وكن على الدهرِ مِعوانًا لِذِي أملِ
…
يَرجُو نَدَاكَ فإنَّ الحرَّ مِعوانُ
واشدُدْ يَدَيْكَ بحبلِ اللهِ مُعْتَصِمًا
…
فإنهُ الركنُ إن خَانَتْكَ أركَانُ
مَن يَتق الله يُحمَد في عَواقِبهِ
…
ويَكْفِهِ شَرَّ مَن عَزُوا ومَن هَانُوا
مَن استعَانَ بغيرِ اللهِ في طلبٍ
…
فإنّ ناصِرَهُ عَجْزٌ وخُذْلانُ
مَن كان لِلْخَيرِ مَنَّاعًا فليسَ لَهُ
…
على الحقيقةِ إخوانٌ وأخْدَانُ
مَن جَادَ بالمالِ مَالَ الناسُ قَاطِبةً
…
إليهِ والمالُ لِلإنسانِ فَتَّانُ
مَن سَالَم الناسَ يَسْلَم مِن غَوَائِلهِمْ
…
وعاشَ وهو قَرِيْرُ العَينِ جَذْلانَ
من كان لِلْعقلِ سُلطانَّ عليه غَداَ
…
وما على نفسِهِ لِلْحِرْصِ سُلْطَانُ
مَن مَدَّ طَرفًا بفَرطِ الجَهلِ نَحْوَ هَوَىً
…
أغَضَى على الحقِ يومًا وهو خَزْيَانُ
مَن استشارَ صُروفَ الدهرِ قَامَ لَهُ
…
على حقيقةِ طبعِ الدهرِ بُرْهَانُ
…
مَن يِزْرعِ الشرَ يُحْصُد في عواقِبهِ
…
نَدَامةً ولِحَصْدِ الزَّرْعِ إبَّانُ
مَن استنام إلى الأشرارِ نَامَ وفي
…
قَمْيصِهِ مِنْهُمُو صِلَّ وثُعْبَانُ
كُنْ رَيّقَ البِشرِ إنَّ الحرَّ هِمَّتُهُ
…
صَحْيفَةٌ وعليها البشرُ عُنوانُ
ورافقِ الرفقَ في كُلِ الأمُور فَلَمْ
…
يِنْدَمُ رِفيقٌ ولم يَذْمُمْهُ إنسانُ
ولا يَغُرنْكَ حَظٌ جَرَّهُ خَرَقٌ
…
فالخَرْقُ هَدْمٌ ورِفْقُ المرءِ بُنْيَانُ
أحْسِنْ إذا كَانَ إمكانٌ وَمَقْدِرَةٌ
…
فلن يدُوْمَ علىَ الإِحسانِ إمكانُ
فالروضُ يزْدِانُ بالأنوار فَاغِمُهُ
…
والحُر بالعدلِ والإِحسانِ يُزْدَانُ
صُنْ حُرَّ وَجْهِكَ لا تَهْتِكْ غَلَالَتَهُ
…
فَكُلُ حُرٍ لِحُرِّ الوَجْهِ صَوَّانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخيراتِ تَطْلُبُهَا
…
فَليسَ يَسْعَدُ بالخيراتِ كَسْلَانُ
لا ظلَّ لِلمَرْء يَعْرَى مِن نُهىً وَتُقَىً
…
وإن أظَلََّلتْهُ أوراقٌ وأفْنَانُ
والناسُ أعوانُ مَن وَالَتْهُ دَوْلَتُهُ
…
وهُمْ عَلَيهِ إذا عَادَتْهُ أَعْوَانُ
سَحْبَانُ مِن غيرِ مالٍ باقِلٌ حَصرٌ
…
وباقِلٌ في ثَرَاءِ المالِ سَحْبِانُ
لا تُوْدِعِ الِسّرَ وَشَّاءً بهِ مَذِلاً
…
فَمَا رَعَى غَنَمًا في الدَّوِ سِرْحَانُ
لا تَحسَبِ الناسَ طبعًا واحدًا فَلَهُمْ
…
غَرَائِزُ لستَ تُحْصِيْهنَّ ألْوَانُ
ما كُلُ مَاءِ كَصَدَّاءٍ لِوارِدِهِ
…
نَعَمْ ولا كُلُ نَبْتٍ فهو سَعْدَانُ
لا تَخْدِشَنَّ بِمطْلٍ وَجْهَ عَارِفَةٍ
…
فالِبرُّ يَخْدِشُهُ مَطْلٌ ولَيَّانُ
لا تَسْتَشِرْ غَيْرَ نَدْبٍ حَازِمٍ يِقِظٍ
…
قد اسْتَوىَ عِندَهُ سِرٌ وإعْلَانُ
فَللتَدابِيرِ فُرسانٌ إذا رَكَضُوا
…
فيها أبَرُّوا كما لِلْحَرْبِ فُرْسَانُ
وللأُمُوْرِ مَوَاقِيْتٌ مُقَدَّرة
…
وكُلُ أمرٍ لِهَ حَدٌ وَمِيْزَانُ
فلا تكَنْ عَجِلاً في الأمر تَطْلبُهُ
…
فليسَ يُحْمَدُ قَبْلَ النُّضْجِ بُحْرانُ
كَفَى مِن العيش ما قَدْ سَدَّ مِن عَوَزٍ
…
فَفِيْهِ لِلْحُرٍ قُنْيَان وغُنْيِانُ
وذُو القَناعةِ راضِ مِن مَعْيِشَتهِ
…
وصَاحبُ الحِرْصِ إن أثْرىَ فَغَضْبَانُ
حَسْبُ الفَتَى عَقْلُه خِلاً يُعَاشِرُهُ
…
إذا تَحَامَاهُ إخْوانٌ وخِلانُ
هُمَا رَضِيْعَا لِبانٍ حِكْمَةٌ وتُقَى
…
وسَاكِنَا وَطُنٍ مَالٌ وطُغْيَانُ
إذا نَبَا بِكريمٍ مَوْطِنٌ فَلَهُ
…
ورَاءَهُ في بَسيْطِ الأرضِ أوْطَانُ
يا ظالمًا فِرحًا بالعِزِ سَاعَدَهُ
…
إنْ كُنْتَ في سِنَةٍ الدهرُ يَقْظانُ
ما اسْتِمْرأ الظُلُمَ لو أَنْصَفْتَ آكِلُهُ
…
وَهَلْ يَلَذُّ مَذَاقُ المرءِ خُطْبَانُ
…
يا أيُها العالِمُ المرضُي سِيْرَتُهُ
…
أبْشِرْ فأنْتَ بِغيرِ الماءٍ رَيَّانُ
ويا أخا الجهلِ لو أصبحتِ في لُجَجَ
…
فَأنْتَ ما بَيْنَهَا لا شَكِّ ظمْآنُ
لا تَحسْبِنَّ سُروُرًا دائمًا أبَدًا
…
مَن سَرَّهُ زَمَن سَآءتْهُ أزْمَانُ