الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كأَنَّ الفَتَى لم يَغْنَ في الناسِ سَاعَةً
…
إذا عُصِبَتْ يَوْما عليه اللَّفَائِفُ
وقامتْ عليهِ عُصْبةٌ يندُبُونه
…
فَمُسْتَعبِرٌ يَبْكِي وآخَرُ هاتِفُ
وَغُوْدِرَ في لَحْدٍ كَرِيْهٍ حُلُولُهُ
…
وتُعْقَدُ مِنْ لِبْنٍ عليه السَّقَائفُ
يَقِلُّ الغنَى عنْ صاحِبِ اللَّحدِ والثَرَى
…
بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُ الذَّوَارِفُ
وما مَنْ يَخَافُ البَعْثَ والنارَ آمِنٌ
…
وَلَكنْ حَزِينٌ مُوْجَعُ القلبِ خائفُ
إذا عَنَّ ذِكْرُ الموتِ أَوْجَعَ قَلبَهُ
…
وَهيَّجَ أَحْزَانًا ذُنُوبٌ سَوَالِفُ
انْتَهَى
آخر:
أَعَارَتْكَ دُنْيَا مُسْتَردٌ مُعارُهَا
…
غَضَارَة عَيشِ سَوْفَ يَذْوِي اخْضِرَارُها
وهَلْ يَتَمَنَّى المُحْكَمُ الرأي عِيْشَةً
…
وقد حَانَ مِن دُهم المَنايا مَزارُهَا
وكَيفَ تَلذُّ العَينُ هَجْعَةَ سَاعَةٍ
…
وقد طَالَ فِيمَا عَايَنَتْهُ اعْتِبَارُهَا
وكَيفَ تَقِرُّ النَّفْسُ فِي دَارِ نُقْلَةٍ
…
قَد اسْتَيقَنَتْ أَنْ لَيْسَ فِيهَا قَرَارُهَا
وأَنّى لهَا في الأَرضِ خَاطِرُ فِكْرَة
…
ولَمْ تَدْرِ بَعْدَ الموتِ أَيْنَ مَحَارُهَا
أَلَيْسَ لَهَا فِي السَّعْي لِلْفَوزِ شَاغِلٌ
…
أَمَا في تَوَقِّيِهَا العَذابَ ازْدِجَارُهَا
فَخَابَتْ نُفُوسٌ قَادَهَا لَهُو سَاعَةٍ
…
إِلَى حَرِّ نَارٍ لَيْسَ يَطْفَى أُوَارُهَا
…
لَهَا سَائِقٌ حَادِ حَثِيْثٌ مُبَادِرٌ
…
إِلَى غَيْر ما أضْحَى إليهِ مَدَارُهَا
تُرادُ لِأَمْرٍ وَهْيَ تَطْلُبُ غَيرهُ
…
وَتَقْصِد وَجْهًا فِي سِوَاهُ سِفَارُهَا
أَمُسْرِعَةٌ فِيمَا يَسُوءُ قِيامُهَا
…
وَقَدْ أَيْقَنَتْ أنَّ العَذَابَ قُصَارُهَا
تُعَطِّلُ مَفُرُوْضًا وَتَعْنَى بِفَضْلَةٍ
…
لَقَدْ شَفَّهَا طُغْيَانُها وَاغْترارُهَا
إِلَى مَا لهَا مِنْهُ البَلاءُ سُكُونُهَا
…
وَعَمَّا لَهَا مِنْهُ النَّجَاحُ نِفَارُهَا
وتُعْرضُ عن رَبٍّ دَعَاهَا لِرُشْدِهَا
…
وتَتَبعُ دُنْيًا جَدَّ عنها فِرَارُهَا
فيأَيُها المَغْرُوْرُ بادِرْ برَجْعَةٍ
…
فِلِلَّهِ دَارٌ لَيْسَ تَخْمُدُ نَارُهَا
وَلا تَتَخيَّرْ فَانِيًا دُوْنَ خَالِدٍ
…
دَلِيلٌ على مَحْضِ العُقولِ اخْتِيَارُهَا
أَتَعْلَمُ انَّ الحقَّ فِيْمَا تَركْتَهُ
…
وتَسْلُكُ سُبْلاً لَيْسَ يَخْفَى عِوَارُهَا
وتَتْرُكُ بَيْضَاءَ المَنَاهِجَ ضِلَّةً
…
لِبَهْمَاءَ يُؤْذِيْ الرِّجْلَ فيها عِثَارُهَا
تُسَرُّ بِلَهْوٍ مُعْقِبٍ بِنَدَامَةٍ
…
إِذَا مَا انْقَضَى لَا يَنْقَضِيْ مُسْتَشَارُهَا
وتَفْنَى اللَّيالِي والمَسرَّاتُ كُلُّهَا
…
وَتَبْقَى تِبعَاتُ الذُّنوبِ وَعَارُهَا
فَهَلْ أَنْتَ يَا مَغْبُونُ مُسْتَيْقِظٌ فَقَدْ
…
تَبَّينَ مِن سِرّ الخُطُوب اسْتِتَارُهَا
فَعَجِّلْ إِلَى رِضْوانِ رَبِّكَ واجْتَنِبْ
…
نَوَاهِيهُ إِذْ قَدْ تَجَلَّى مَنَارُهَا
تَجد مُرُوْر الدهر عَنْكَ بلَاعِب
…
وتُغْرى بدُنيا سَاءَ فِيْكَ سِرَارُهَا
َفَكَمْ أُمَّةٍ قَدْ غَرَّهَا الدَّهْرُ قَبْلَنَا
…
وَهَاتِيْكَ مِنْهَا مُقْفِرَاتٌ دِيَارُهَا
تَذَكَّرْ عَلَى مَا قَدْ مَضَى واعْتِبَرْ بِهِ
…
فإِنَّ المُذَكِّيْ لِلْعُقُولِ اعْتِبَارُهَا
تَحَامَى ذُراهَا كُلَّ بَاغٍ وَطَالِبٍ
…
وَكَانَ ضَمَانًا في الأَعَادِي انْتِصَارُهَا
تَوَافَتْ بِبَطْنِ الأَرضِ وَانْشَتَّ شَمْلُهَا
…
وَعَادَ إِلَى ذِي مُلكةِ مُسْتَعَارُهَا
وَكَمْ رَاقُدٍ في غَفَلَةٍ عَن مُنْيَّةٍ
…
مُشَمَّرَةٍ في القَصْدِ وَهْوَ سِعَارُهَا
وَمَظْلَمَةٍ قَدْ نَالَهَا مُتَسِلِّطٌ
…
مُدِلٌ بِأَيْدٍ عِنْدَ ذِي العَرشِ ثَارُهَا
أَرَاكَ إِذَا حَاوَلْتَ دُنْيَاكَ سَاعِيًا
…
على أَنَّهَا بَادٍ إِليْكَ ازْورَارُهَا
وَفي طَاعَةِ الرحمنِ يُقْعِدُكَ الوَنَى
…
وتُبْدِيْ أَنَاةً لا يَصْحُّ اعْتِذَارُهَا
حاذر إِخْوَانًا سَتَفْنَى وَتَنْقَضِي
…
وَتَنْسَى الَّتِي فَرْضٌ عَلَيْكَ حِذارُهَا
ما لي أَرَى مِنْكَ التَّبرُّمَ ظَاهِرًا
…
مُبِيْنًا إِذَا الأَقْدَارُ حُلَّ اضْطِرَارَهُا
هُنَالكَ يَقُولُ المَرْءُ مَن لِي بَأَعْصُرٍ
…
مَضَتْ كَانَ مِلْكًا في يَدَيَّ خِيَارُهَا
تَنَبَّهْ لِيَوْمٍ قَدْ أَظَلَّكَ وِرْدُهُ
…
عَصِيْبٍ يُوافِي النَّفْسَ فِيْهِ احْتِضَارُهَا
…
تَبَرّأ فِيْهِ مِنْكَ كُلُّ مُخَالِطٍ
…
وَإِنَّ مِنْ الآمَالِ فِيْهِ انْهِيَارُهَا
فَأُوْدِعْت في ظَلْما ضَنْكٍ مَقَرُّهَا
…
يَلُوْحُ عَلَيْهَا لِلْعُيُونِ اغْبِرَارُهَا
تُنَادَى فَلا تَدرِي المُنادي مُفْردًا
…
وقد حُطَّ عَن وَجْهِ الحَيَاةِ خِمَارُهَا
تُنَادَى إِلى يومٍ شَدِيْدٍ مُفَزّعٍ
…
وَسَاعةِ حَشْرٍ لَيْسَ يَخْفَي اشْتَهَارُهَا
إِذَا حُشرتْ فيه الوُحُوشُ وَجُمّعَتْ
…
صَحَائِفُنَا وانْثَالَ فِيْنَا انْتِثَارُهَا
وَزُيّنَتِ الجنَّاتُ فِيهِ وأُزْلفَتْ
…
وأُذِكيَ مِن نَارِ الجحيمِ اسْتِعَارُهَا
وَكُوِّرتِ الشَّمْسُ المُنِيْرةُ بالضُّحَى
…
وَأُسْرِعَ مِن زُهْرِ النُجُومِ انْكِدَارُهَا
لَقَدْ جَلَّ أَمْرٌ كَانَ مِنه انْتِظَامُهَا
…
وَقَدْ عُطِّلَتْ مِن مَالِكِيْهَا عِشَارِهُا
فإِمَّا لِدَارٍ لَيْسَ يَفْنَى نَعِيْمُهَا
…
وَإِمَّا لِدَارٍ لا يُفَكُّ إِسَارُهَا
بِحَضْرَةِ جَبّارٍ رَفِيْقٍ مُعَاقِبٍ
…
فَتُحْصَى المَعَاصِي كُبْرُهَا وصِغَارُهَا
وَيَنْدَمُ يَوْمَ البَعْثِ جَانِي صِغَارهَا
…
وَتُهْلِكَ أَهْليهَا هُنَاكَ كِبَارُهَا
سَتُغْبَطُ أَجْسَادٌ وَتَحْيَا نُفُوسُهَا
…
إِذَا ما اسْتَوى إسْرَارُهَا وَجِهَارُهَا
إِذَا حَفَّهُمْ عَفْوُ الإِلهِ وفَضْلُهُ
…
وَأَسْكَنَهُم دَارًا حَلَالاً عَقَارُهَا
يَفزُّ بَنُو الدنيا بِدُنُياهُم الَّتِي
…
يُظُنُّ عَلَى أهل الحظوظِ اقْتِصَارُهَا
هِيَ الأُمُّ خَيرُ البرِّ فيها عقُوقُهَا
…
وَلَيْسَ بِغَيْرِ البَذلِ يُحْمَى ذِمَارُهَا
فَمَا نَالَ مِنْهَا الحَظَّ إِلا مُهِيْنُهَا
…
وَمَا الهَلَكُ إِلَّا قُرْبُها واعْتِمارُهَا
تَهَافَتَ فيها طَاِمعٌ بَعْدَ طَامِعٍ
…
وقد بانَ لِلُّبِ الذَّكِيّ اخْتِبَارُهَا
تَطَامَنْ لِغَمْرٍ الحادِثاتِ ولا تَكُنْ
…
لَهَا ذَا اعْتِمَارٍ يَجْتَنِبْكَ غِمَارُهَا
وَإِيَّاكَ اَنْ تَغْترَّ منها بما تَرَى
…
فَقَدْ صَحَّ في العقل الجَلي عِيارُهَا
رَأَيْتُ مُلُوكَ الأرضِ يَبْغُونَ عُدَّةً
…
وَلَذَّة نَفْسٍِ يُسْتَطابُ اجْتِرارُهَا
وَخَلَّوا طَرِيْقَ القَصْدِ في مُبْتَغَاهُمُ
…
لِمُتْبِعَةِ الصِفار جَمٌ صِغَارُهَ
وإِن الَّتِي يَبغُون نَهْجَ بَقِيَّة
…
مَكِيْن لِطُلاب الخَلاصِ اخْتِصَارُهَا
هَل العِزُّ إِلا هِمةٌ صَحَّ صَوْنُها
…
إِذَا صَانَ هَمَّاتِ الرِجال انْكسَارُهَا
وهَلْ رَابحٌ إِلا امْرُؤٌ مُتَوكِّلٌ
…
قَنُوعٌ غَنِيُّ النِّفْسِ بَادٍ وَقَارُهَا
ويَلْقَى وُلاةُ المُلْكِ خَوفًا وَفكرةً
…
تَضِيْقُ بها ذَرْعًا وَيَفْنَى اصْطِبَارُهَا
عِيانًا نَرَى هَذا ولَكِن سَكْرَةً
…
أَحَاطَتْ بِنَا مَا إِن يُفيْقُ خمَارُهَا
تَدَبَّرْ مَن البانِي عَلَى الأَرْضَ سَقْفَهَا
…
وَفِي عِلْمِهِ مَعْمُورُهَا وَقفِارُهَا
…
ومَن يُمْسِكُ الأَجرامَ والأَرضَ أَمْرُهُ
…
بِلا عَمَدٍ يُبْنَي عَلَيهِ قَرارُهَا
ومَن قدَّرَ التَّدبِيْرَ فِيهَا بحِكْمَةٍ
…
فَصَحَّ لَدَيْهَا لَيْلُها ونَهارُهَا
ومنَ فَتقَ الأَمواهَ في صَفْحِ وَجْهِهَا
…
فَمِنها يُغَذَّي حَبُها وثمِارُهَا
ومنَ صَيَّر الألوانَ في نَوْرِ نَبْتِها
…
فأشرقَ فِيهَا وَرْدُهَا وَبَهَارُهَا
فَمِنْهنَّ مُخْضرٌّ يَرُوقُ بَصِيْصُهُ
…
وَمِنْهنَّ مَا يَغْشَى اللِّحَاظَ احْمَرارُهَا
وَمَن حَفَرَ الأَنْهَارَ دُوْنَ تَكلُفِ
…
فَثَارَ مِن الصُّمِّ الصِّلاب انْفِجَارُهَا
وَمَن رتَّبَ الشمسَ المنير ابْيِضَاضُهَا
…
غُدوًّا وَيبْدُو بالعَشِيّ اصْفَرارُهَا
ومَن خَلقَ الأفلاكَ فامْتدَّ جَرْيُهَا
…
وَأَحْكَمَهَا حتى اسْتَقَامَ مَدَارُهَا
وَمَن إِنْ أَلمتْ بِالعُقُولِ رَزِيَّةٌ
…
فَلَيْسَ إِلَي حَيٍّ سِواهُ افْتِقَارُهَا
تَجِدْ كُلَّ هَذا رَاجِعٌ نَحْوَ خَالِقٍ
…
لَهُ مُلْكُهَا مُنْقَادَةً وَائْتِمَارُهَا
أَبَانَ لَنَا الآيَاتِ فِي أَنْبِيَائِهِ
…
فَأَمْكَنَ بَعْدَ العَجْز فيها اقْتِدَارُهَا
فَأَنْطَقَ أَفْواهًا بَأَلْفَاظِ حِكْمَةٍ
…
وَمَا حَلها إِثْغَارُهَا وَاتِّغارُهَا
وأبرزَ مِن صُمٍّ الحِجَارةِ نَاقَةً
…
وأَسْمَع في الحِين منها حُوَارُهَا
لِيُوقِنَ أَقوامٌ وَتكفُر عُصبةٌ
…
أَتَاهَا بِأسْبَابِ الهَلاكِ قَدَارُهَا
وشَقَّ لِمُوسَى البَحْرَ دُونَ تَكَلُّف
…
وَبَانَ مِن الأَمواجِ فِيه انْحِسَارُهَا