الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَمَا لِيَ إِلَاّ أَنْتَ يَا خَالِقَ الوَرَى
…
عَلَيْكَ اتِّكَالِيْ أَنْتَ لِلْخَلْقِ مَهْرَبُ
وَصَلِّ إِلَهِيْ كُلَّمَا ذَرَّ شَارِقٌ
…
عَلَى أَحْمَدَ المُخْتَارِ مَا لَاحَ كَوْكَبُ
انتهى
آخر:
إلَى كَمْ تَمَادَى في غُرُوْرٍ وَغَفلَةٍ
…
وَكَمْ هَكذا نومٌ إلَى غَير يَقْظَةِ
لَقَدْ ضَاعَ عُمْرٌ سَاعَةٌ منه تُشْترى
…
بمِلءِ السَما والأرض أيَّةَ ضَيْعَةِ
أَيُنْفَقُ هَذَا في هَوَى هَذِهِ التي
…
أَبَى اللهُ أَنْ تسْوَى جَنَاحَ بعوضَةِ
أَتَرْضَى مِن العَيْشِ الرَّغِيْدِ وَعِيْشَةٍ
…
مَعْ الملأ الأَعْلَى بِعيْشِ البَهِيْمَةِ
فيادُرَّةً بَيْنَ المَزَابِلِ أُلْقِيَتْ
…
وَجَوْهَرَةً بيْعَتْ بأَبْخَسِ قِيْمَةِ
أَفَانٍ بِبَاقٍ تَشْتَرِيْهِ سَفَاهَةً
…
وَسُخْطًا بِرضْوَانٍ ونارًا بجنةِ
أَأَنْتَ صَدِيقٌ أَمْ عَدوٌ لِنَفْسِهِ
…
فإنَّكَ تَرْمِيْهَا بِكُلِّ مُصِيْبَةِ
ولو فَعَلَ الأَعْدَا بِنَفْسِكَ بَعْضَ مَا
…
فَعَلْتَ لَمَسَّتْهُم لَهَا بَعْضُ رَحْمَةِ
لَقَدْ بِعْتَها هَوْنًا عَلَيْكَ رَخيْصَةً
…
وكانَتْ بِهَذا مِنْكَ غَيْر حَقِيْقَةِ
أَلَا فاسْتَفِقْ لا تَفْضَحَنهَا بِمَشْهَدٍ
…
مِنَ الخَلْقِ إِنْ كُنْتَ ابْنَ أُمِّ كَرِيمةٍ
فَبَيْنَ يَدَيْهَا مَشْهَدٌ وَفَضِيحَةٌ
…
يُعَدُّ عَلَيْهَا كُلُّ مِثْقَالِ ذَرَّةِ
فُتِنْتَ بِهَا دُنْيا كَثِيْرٌ غُرُوْرُهَا
…
تُعَامِلُ في لَذَّتِهَا بالْخَدِيْعَةِ
إذَا أقْبَلَتْ بَذَّتْ وَإنْ هَي أَحْسَنَتْ
…
أَسَاءَتْ وإنْ ضَاقَتْ فَثِقْ بالكُدوْرَةِ
وإنْ نلْتَ مِنْهَا مالَ قارُوْنَ لَمْ تَنلْ
…
سِوَى لُقْمَةٍ في فِيْكَ مِنْهَا وخِرْقَةِ
وهَيْهَاتَ تحْظى بالأماني ولَمْ تَكُنْ
…
لِتَنْزِعَهَا من فِيْكَ أَيْدِي المنِيَّةِ
فَدَعْهَا وأَهْليْهَا لِتَغْبِطَهُمْ وخُذْ
…
لِنَفْسِكَ عنها فهو كُل غَنِيْمَةِ
وَلَا تغْبِط مِنْهَا بِفَرْحَةِ سَاعَةٍ
…
تَعُوْدُ بأحْزَان عَلَيْكَ طَوِيْلَةِ
فَعَيْشُكَ فِيْهَا ألْفُ عَامِ وتَنْقَضِيْ
…
كَعَيشِكَ فِيْهَا بَعْضُ يَوم وَلَيْلَةِ
وكُنْ ذَاكِرًا للهِ في كُلِّ لَحْظَةٍ
…
ولا تَنْسَهُ تُنْسَى فَخُذْ بنَصِيْحَتِيْ
…
كَلِفْتَ بِهَا دُنْيًا كَثِيْرٌ غُرُوْرُهَا
…
تُقَابِلُنَا في نُصْحِهَا في الخَديْعَةِ
عَلَيْكَ بمِا يُجْدِي عَلَيْك مِن التُقَى
…
فإنَّكَ في سَهْوٍ عَظيمٍ وَغَفْلَةِ
تُصَلِيْ بلا قَلْبٍ صَلاة بِمِثْلِهَا
…
يكونُ الفَتَى مُسْتَوْجِبًا لِلْعُقُوْبَةِ
تُخَاطِبُهُ إيَّاكَ نَعْبُدُ مُقْبِلًا
…
عَلَى غَيرِهِ فيهَا لِغَيرِ ضَرُوْرَةِ
ولو رَدَّ مَن نَاجَاكَ لِلغَيْرِ طَرْفَهُ
…
تَمَيَّزْتَ مِن غيظٍ عليهِ وَغَيْرَةِ
فوَيلَكَ تَدْرِي مَن تُناجِيْهِ معْرضًا
…
وبَيْنَ يَدَي مَن تَنْحَنِي غَيْرَ مُخُبْتِ
أَيَّا عَامِلاً لِلْنَّارِ جِسْمُكَ لَينٌ
…
فَجَرِّبْهُ تَمْرِيْنَاً بحَرِّ الظَّهِيْرَةِ
وَدَرَّبْهُ في لَسْعِ الزَّنَابِيرِ تَجْتَرِي
…
عَلى نَهْشِ حَيَّاتٍ هُناكَ عَظِيْمَةِ
فإنْ كُنْتَ لَا تَقْوَى فَوَيْلَكَ ما الذي
…
دَعَاكَ إلى إسْخاطِ رَبِّ البَرِيَّةِ
تُبَارِزُهُ بالمُنْكَراتِ عَشِيَّةً
…
وَتُصْبِحُ في أثْوَابِ نُسْكٍ وَعِفَةِ
تُسِيءُ به ظنًا وَتُحِسِنُ تارةً
…
عَلَى حَسْبِ ما يَقْضِي الهوَى بالقَضِيِّةِ
فأَنْتَ عليهِ أجْرَى مِنْكَ عَلَى الوَرَى
…
بِمَا فِيْكَ مِن جَهْلٍ وَخُبْثِ طَوِيَّةِ
تَقُولُ مَعَ العِصْيانِ رَبي غَافر
…
صَدَقْتَ وَلَكِنْ غَافرٌ بالمَشِيْئَةِ
وَرَبُّكَ رَزَّاقٌ كَمَا هُوَ غَافِرٌ
…
فَلِم لَا تُصَدِّقْ فِيْهَما بالسَّويِّةِ
فَكَيْفَ تُرَجِّيْ العَفْوَ مِن غَيْرِ تَوْبَةٍ
…
وَلَسْتَ تُرجِّي الرِّزْقَ إلَاّ بحِيْلَةِ
عَلَى أنَّه بالرِّزْقِ كَفَّلَ نَفْسَهُ
…
وَلَمْ يَتَكَفَّلْ للأَنَامِ بجنَّتِيْ
وما زِلْتَ تَسْعَى بالذي قَدْ كُفِيتَهُ
…
وَتُهمِلَ ما كُلِّفتَهُ مِن وَظِيْفَةِ
إلهي أجِرْنَا مِنْ عظِيْمِ ذُنُوبِنَا
…
ولا تُخْزِنَا وَانْظُرْ إلينَا بِرَحْمَةِ
وَخُذْ بِنَواصِيْنَا إليْكَ وَهَبْ لَنَا
…
يَقينًا يَقِيْنَا كُلَّ شَكٍّ وَرِيْبَةِ
إلهي اهْدِنَا فِيْمَنْ هَدَيْتَ وَخُذْ بِنَا
…
إلى الحَقِّ نَهْجًا في سَواء الطِّريْقَةِ
وكُنْ شُغْلَنا عَنْ كُل شُغْلٍ وَهَمٍّ
…
وَبْغْيتَنَا عن كُلِّ هَمٍّ وَبُغْيَةِ
وصلّ صلاةً لا تَنَاهى عَلَى الذي
…
جَعَلْتَ بِهِ مِسْكًا خِتَامَ النُّبُوَّةِ
انْتَهَى