الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومَوْرِدِ السَّفْرِ الأُولَى
…
واللَاّحِقِ المَُتَبَّعِ
بَيْتٌ يُرىَ مَن أُودِعَهْ
…
قد ضَمَّهُ واسْتَوْدَعَهْ
بَعْدَ الفَضَاءِ والسَّعَةْ
…
قَيْدَ ثَلاثِ أَذْرُعِ
لا فَرْقَ أَنْ يَحلَّهُ
…
دَاهِيَةٌ أَوْ أَبْلَهُ
أَوْ مُعْسِرٌ أَوْ مَنْ لَهُ
…
مُلْكٌ كَمُلْكِ تُبَّعِ
وبَعدَهُ العَرْضُ الذِي
…
يَحْوِي الحَيِيَّ وَالبذِى
والمُبْتَدِي والمُحْتَذِي
…
ومَنْ رَعَى ومَن رُعِي
فيَا مَفَازَ المُتِقَّى
…
ورِبْحَ عَبْدٍ قَدْ وُقِي
سُوءَ الحِسَابِ المُوِبقِ
…
وهَوْلَ يَومِ المَفْزَعِ
ويا خَسَارَ مَنْ بَغَى
…
ومَن تَعَدَّى وطَغَى
وشَبَّ نِيْرانَ الوَغَى
…
لِمَطْعَمِ أَوْ مَطْمَعِ
يا مَن عَليهِ المُتَّكَلْ
…
قَد زَادَ مَا بي مِن وَجَلْ
لِمَا اجْتَرمْتُ مِن زَلَلْ
…
فِي عُمْرِيِ المُضَيَّعِ
فاغْفِرْ لِعَبْدٍ مُجْتَرِمْ
…
وارْحَمْ بُكَاهُ المُنْسْجِمْ
فأنتَ أَوْلَى مَن رَحِمْ
…
وخَيْرَ مَدْعُوٍّ دُعِي
انْتَهَى
آخر:
كأني بِنفْسِي وهْيَ في السَّكَرِاتِ
…
تُعَالجُ أنْ ترْقَي إلى اللَّهَوَاتِ
وقَدْ زُمَّ رَحْلي واسْتَقَلَّتْ رَكائبِي
…
وَقَدْ آذَنَتْني بالرحِيْلِ حُدَاتِي
إِلَى مَنْزل فيه عَذابٌ وَرَحْمُةٌ
…
وَكَمْ فِيهِ مِن زَجْرٍ لنَا وعِظَاتِ
ومْنْ أَعْيُنٍ سَالَتْ عَلَى وَجَنَاتِهَا
…
ومِنْ أوجُهٍ في التُربِ مُنْعَفِرَاتِ
ومِن وَارِدٍ فيه عَلَى مَا يَسُرُّهُ
…
ومِن وَارِدٍ فيه عَلَى الحَسَرَاتِ
ومِن عَاثرٍ ما أنْ يُقَالَ لَهُ لَعَا
…
على مَا عَهِدْنا قَبْلُ في العَثَرَاتِ
ومِن مَلكٍ كانَ السُّروْرُ مِهَادُهُ
…
مَعَ الآنَسِاتِ الخُرَّدِ الخَفِراتِ
غَدَا لا يَذُودُ الدُّودُ عَن حُرِّ وجْهِهِ
…
وكان يَذُوْدُ الأُسْدَ في الأَجَماتِ
وعُوَّضَ أُنْسًا مِن ضِبَاءِ كِنَاسِهِ
…
وَأرَامِهِ بالرُّقْشِ والحَشَرَاتِ
وصارَ بِبَطْنِ الأرضِ يَلْتَحفُ الثَّرى
…
وكان يَجُرُّ الوَشْيَ وَالحَبَراتِ
وَلَمْ تُغْنِهِ أَنَصَارُهُ وجُنُودُهُ
…
ولم تَحْمِهِ بِالبيضِ والأسَلَاتِ
وَمِمَّا شَجَانِي والشُجُوْنُ كَثِيْرَة
…
ذُنُوبٌ عِظَامٌ أَسْبَلَتْ عَبَراتِ
وَأَقَلَقَنِي أنِّي أمُوْتُ مُفرِّطًا
…
عَلَى أَنِّنِيْ خَلَّفْتُ بَعْدُ لَدَاتِي
وَأغْفَلْتُ أمْرِي بَعدهُم مُتثَبِطًا
…
فَيَا عَجَبًا مِنِّي ومِن غَفَلاتِي
إِلَى الله أشَكُوْ جَهْلَ نَفْسِي فإنَّها
…
تَمِيْلُ إلى الرَّاحَاتِ والشَّهَوَاتِ
ويا رُبَّ خِلٍّ كُنْتُ ذَا صِلَةٍ لَهُ
…
يَرَى أنَّ دَفْنِي من أَجَلِّ صلاتِي
وَكُنْتُ لَهُ أُنْسًا وشَمْسًا مُنْيرَةً
…
فَأَفْرَدَنِي في وَحْشَةِ الظُلُماتِ
سَأضْرِبُ فُسْطَادِي على عَسْكَرِ البِلَى
…
وأُرْكُزُ فِيْهِ للنُّزُلِ قَنَاتِي
وَأرْكَبُ ظَهْرًا لَا يَؤُوْبُ بِرَاكِبٍ
…
ولا يُمْتَطَى إلَاّ إلىَ الهَلَكَاتِ
ولَيْسَ يُرَى إلَاّ بِسَاحَة ظَاعِنٍ
…
إلى مَصْرَعِ الفَرْحاتِ والنَّزَحَاتِ
يُسَيِّرُ أدْنَى النَّاسِ سَيْرًا كَسَيْرِهِ
…
بِأَرْفَعِ مَنْعِيّ مَن السَّرَوَاتِ
فطَورًا تَراهُ يَحْمِلُ الشُمَّ وَالرُّبَا
…
وطَوْرًا تراهُ يَحْمِلُ الحَصَيَاتِ
وَرُبَّ حَصَاةٍ قَدْرُهَا فَوْقَ يَذْبُلٍ
…
كَمقْبُوْلِ ما يُرْمَيَ مِن الجَمَراتِ
وكُلُّ صَغِيْر كانَ للهِ خَالِصًا
…
يُرَبِّى على ما جَاءَ في الصَّدَقَاتِ
وكُلُ كَبِيْرٍ لاِ يَكُوْنُ لِوَجْهِهِ
…
فَمِثْلُ رَمَادٍ طَارَ في الهَبَوَاتِ
ولَكِنَّهُ يُرْجَى لِمَنْ مَاتَ محْسِنًا
…
ويُخْشَى عَلَى مَنْ مَاتَ في غَمَراتِ
وَمَا اليَوْمُ يَمْتَازُ التَّفَاضُل بَيْنَهُم
…
ولكِنْ غَدًا يَمْتَازُ في الدَّرَجَاتِ
إذَا رُوِّعَ الخَاطِيٍ وَطَارَ فُؤآدُهُ
…
وَأَفْرخَ رَوْعُ البِّرِ في الغُرُفَاتِ
وما يَعْرِفُ الإنْسانُ أيْنَ وَفَاتُهُ
…
أفَي البَرِّ أمْ في البَحْرِ أمْ بِفَلَاةِ
فَيا إخْوَتي مَهْمَا شَهِدتُمْ جَنَازَتي
…
فقُومُوْا لِربِيْ وأسْألُوْهُ نَجَاتِي
وجُدُّوْا اْبِتَهالاً في الدُعَاءِ واخْلِصُوْا
…
لَعَلَّ إلهي يَقْبَلُ الدَّعَواتِ
وقُولُوا جَمِيْلاً إن عَلِمتُم خِلَافَهُ
…
وأَغْضُوْا عَلَى ما كانَ مِن هَفَوَاتِي
ولا تَصفُوني بالذِيْ أنا أهْلُهُ
…
فَأَشْقَى وَحَلُّوني بِخَيْرِ صِفَاتِي
ولا تَتَنَاسَوْني فَقدْمًا ذَكَرْتكمُ
…
وَوَاصَلْتكُم بالبرِّ طُوْلَ حَيَاتِي
وبالرَّغْمِ فارَقْتُ الأحِبَّةَ مِنْكُمُ
…
وَلَمَّا تُفَارِقِني بِكُمْ زَفرَاتِي
وإنْ كُنْتُ مَيْتًا بَيْنَ أيَدِيْكُمُ لَقًا
…
فَرُوْحِيَ حَيٌّ سَامِعٌ لِنُعَاتِي
أناجِيْكُم حيًا وإنْ كُنْتُ صَامِتًا
…
أَلَا كُلُكُم يَوْمًا إلىَّ سَيَاتِي
ولَيْسَ يَقُوُم الجِسْمُ إلا بِرُوْحِه
…
هُوَ القُطْبُ والأعْضَاءُ كالأَدَوَاتِ
ولا بُدَّ يَوْمًا أنْ يَحُوْرَ بِعَيْنِهِ
…
لِيُجْزَى على الطَّاعَاتِ والتَّبَعَاتِ
وإلَاّ أكُنْ أهْلاً لِفَضْل ورحمةٍ
…
فَرَبِي أهْلُ الفَضْلِ والرَّحَمَاتِ
فما زِلْتُ أرْجُو عَفْوَهُ وجِنَانَهُ
…
وَأَحْمَدُه في اليُسْرِ والأَزِمَاتِ
وأسْجُدُ تَعْظِيمًا لَهُ وَتَذَلُّلاً
…
وأَعْبُدُهُ في الجَهْرِ والخَلَوَاتِ
ولَسْتُ بِمُمْتَنٍ عليه بِطَاعتِي
…
لَهُ المنُّ في التَّيْسْيْرِ للحَسَنَاتِ
اللَّّهُمَّ انْهَجْ بِنَا مَنَاهِجَ المُفْلِحِين، وألْبِسْنَا خِلَعَ الإِيْمَانِ واليَقَيْن، وَخْصَّنَا مِنْكَ بالتَّوفِيْقِ المُبين، وَوَفّقْنَا لِقْولِ الحَقِ واتْبِاعِهِ وخلّصْنَا مِنَ البَاطِل وابْتِدَاعِهِ، وَكُنْ لَنَا مُؤَيَّدا وَلَا تَجْعَل لِفَاجِرِ عَلَيْنَا يَدَا، وَاجْعَلْ لَنَا عَيْشًا رَغَدا، وَلَا تُشْمِتْ بِنَا عَدوَّاً وَلَا حَاسِدًا، وارْزُقْنَا عِلْمَاً نَافِعًا وَعَمَلاً مُتَقَبَّلا، وَفَهْمَاً ذَكِيًّا صَفِيّا وَشِفَاً مِنْ كُلّ دَاء، واغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَميعِ المُسْلَمِيْنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الراحمين وصَلَّى الله عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وصِحْبِهِ أجْمَعِيْنَ.