الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آخر:
عِلْمُ الحَدِيْثِ أجِلُّ السُّؤلِ والوَطَر
…
«بَعْدَ الكِتَابِ بلا شَكٍّ لَدَى البَشَرِ»
فافهَمْهُ واعْمَلْ بِهِ وادْعُ الأنام لَهُ
…
واقْطعْ بِهِ العَيْشَ تَعْرِفْ لَذَّةَ العُمْرِ
وانْقُلْ رحالك عن مَغْنَاكَ مُرتَحلاً
…
لِكَي تَفوزَ بنقِلِ العِلمِ والأَثَرِ
ولا تَقُلْ: عاقَني شُغْلٌ، فَلَيْسَ يُرى
…
في التَّركِ لِلِعِلمِ مِنْ عُذرٍ لِمُعْتَذِرِ
وأَيُّ شُغْلٍ كَمِثْلِ العِلمِ تَطْلُبُه
…
وَنَقْلِ ما قَدْ رَوَوْا عن سَيّدِ البَشَرِ؟
أَلْهَى عن العِلمِ أَقْوَامًا تَطَلُّبُهُمْ
…
لَذَّاتِ دُنيا غَدَوا منها على غَرَرِ
وخَلّفُوا مالَه حَظٌّ ومَكْرُمَةٌ
…
إلَى الَّتي هِي دَأْبُ الهُونِ والخَطَرِ
وأَيُّ فَخْرٍ بِدُنْيَاهُ لِمَنْ هَدَمَتْ
…
مَعَائِبُ الجهلِ منه كُلَّ مُفْتَخَرِ؟!
لا تَفخَرَنّ بدنيا لا بَقَاء لَهَا
…
وبالعَفافِ وكَسْب العِلمِ فافَتَخِرِ
يَفْنَى الرِجالُ وَيْبقَى عِلْمُهُمْ لَهُمُ
…
ذِكْرًا يُجَدَّدُ في الآصالِ والبُكُرِ
ويَذهبُ الموتُ بالدنيا وصاحبها
…
ولَيْسَ يَبْقَى لَهُ في الناسِ مِن أثَرِ
تَظُنُّ أنَّكَ في الدنيا أَخوُ كِبَرٍ
…
وأنْتَ بالجهِل قد أصْبَحْتَ ذَا صِغَرِ
لَيْسَ الكَبيرُ عَظِيمُ القَدْر غَيْرَ فَتَى
…
ما زَالَ بالعلمِ مَشْغُولاً مَدَى العُمُرِ
قَدْ زَاحَمَتْ رُكْبَتاهُ كُلَّ ذِي شَرَفٍ
…
في العِلمِ والحِلْمِ لا في الفَخْرِ والبَطَر
فجالِسِ العُلماءَ المُقْتَدَى بِهِمُ
…
تَسْتَجْلِبِ النفعَ أوْ تأَمَنْ مِنَ الضَّرَرِ
هُمْ سَادَةُ الناسِ حَقًّا والجُلُوسُ لَهُم
…
زيادةٌ هكذا قدْ جَاءَ في الخَبرِ
والْمَرْءُ يُحْسَبُ مِن قَومٍ يُصَاحِبُهم
…
فارْكَنْ إلَى كُلِّ صَافِي العِرْضِ عن كَدَرِ
فَمَنْ يُجَالِسْ كَرْيمًا نالَ مَكرُمَةً
…
ولَمْ يَشِنْ عِرضَهُ شَيءٌ مِن الغِيرَ
كَصَاحِبِ العِطْرِ إنْ لَمْ تَستْفِدْ هِبَةً
…
مِن عِطْرِهِ لَمْ تِخِبْ مِنْ ريحِهِ العَطِرِ
وَمَنْ يُجَالِسْ رَدِيءِ الطَّبْعِ يُرْدِ بِهِ
…
ونالَه دَنَسٌ مِن عِرْضِهِ العَطِرِ
كَصَاحبِ الكِيرِ إن يَسْلَمْ مُجَالِسهُ
…
مِن نَتْنِهِ لَمْ يُوَقَ الحَرْقَ بالشرَّرِ
وكُلُّ مَن لَيْسَ يَنْهِاهُ الحَياءُ ولا
…
تَقوى فَخَفْ كُلَّ قُبْحٍ منه وانْتَظِرِ
والناسُ أخلاقُهم شَتّى وأنْفُسُهم
…
مِنْهم بَصِيرُ ومنهم مُخْطِيءُ النَّظَرِ
…
وأصْوبُ الناسِ رَأْيًا مَنْ تَصَرُّفُهُ
…
فيما بِهِ شَرَفُ الأَلبابِ والفِكَرِ
واركَنْ إلى كُلِّ مَنْ في وُدّهِ شَرَفٌ
…
مِن نابِهِ القَدْرِ بَيْنَ الناسِ مُشْتَهرِ
فالمَرْءُ يَشْرُفُ بالأخيارِ يَصْحَبُهُمْ
…
وإنْ يَكُنْ قَبلُ شيئًا غَيْرَ مُعْتَبَرِ
إنَّ العَقيقَ لَيَسْمُو عندَ نَاظِرِهِ
…
إذا بَدَا وهو مَنْظُومٌ مَعَ الدُّرَرِ
والمرءُ يَخْبُثُ بالأَشْرَارِ يألَفُهُمْ
…
ولَوْ غَدَا حَسَنَ الأخَلاقِ والسِّيَرِ
فالماءُ صَفْوٌ طَهُورٌ في أَصَالِتهِ
…
حَتَّى يُجَاوِرَه شَيْءٌ مِن الكَدَرِ
فكُنْ بِصَحْبِ رِسولِ الله مُقْتَدِيًا
…
فإنهم لِلْهُدَى كالأَنْجُمِ الزُّهُرِ
وإن عَجَزْتَ عن الْحَدِّ الذي سَلَكُوا
…
فكنْ عَنْ الحُبِّ فِيْهِم غَيْرَ مُقْتَصِرِ
والْحَقْ بقَوْمٍ إذا لاحَتْ وُجُوهُهُمُ
…
رَأَيْتَهَا مِن سَنَا التوفِيقِ كالقَمَرِ
أضْحَوْا مِن السّنّة العَلْيَاءِ في سَنَنٍ
…
سَهْلٍ وقامُوا بَحِفْظِ الدِينِ والأَثَرِ
أَجَلُّ شَيْءٍ لَدَيْهِمْ قال أخْبَرَنَا
…
عن الرسولِ بما قد صَحّ مِن خَبَرِ
هَذي المَكَارمُ لَا قَعْبَان مِن لَبَنٍ
…
ولا التَّمَتُّعَ باللذات والأَشرِ
لَا شَيءَ أحْسَنُ مِمَّا قَالَ خَالِقُنَا
…
فاعْمَلْ بَمَا قَالَهُ في مُحْكَمِ السُّوَرِ
وبعده بالوَفا قَولُ الرَّسُول وما
…
أجَلُّ مِن سَنَدٍ عن كُل مُشْتَهرِ
ومَجْلِسٍ بَيْنَ أهِلِ العِلمِ جَادَ بما
…
حَلَا مِنَ الدُرِّ أوْ حُلِّي مِنَ الدُّرَرِ
يومٌ يَمُرُّ وَلَمْ أرْوِ الحَدِيثَ بِهِ
…
فَلَسْتُ أحْسِبُ ذاكَ اليومَ من عُمُرِي
فإنَّ في دَرْسِ إخْبَار الرسول لَنَا
…
تَمَتُّعًا في رِيَاضِ الجنَّةِ الخُضُرِ
تَعَلُّلاً إذْ عَدِمْنَا طِيبَ رُؤيَتِهِ
…
مَنْ فَاتَهُ العَيْنُ هَدَّ الشَوْقَ بالأَثر
كَأنَّهُ بَيْنَ ظَهرَيْنَا نُشَاهِدُهُ
…
في مَجْلِسِ الدَّرْسِ بالآصالِ والبُكُرِ
زَيْنُ النُبوةِ عَيْنُ الرُّسْلِ خَاتِمُهُم
…
بَعْثًا وأوّلُهُم في سَابِقِ القَدَرِ
صَلَّى عَليْه إلهُ العرشِ ثُمَّ عَلى
…
أَشْياعِهِ ما جَرىَ طَلٌّ على زَهَرِ
مَعَ السلامِ دَوَامًا والرَضا أبَدًا
…
عن صحَبِهِ الأكرَمينَ الأنْجُمِ الزُّهُرِ