الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحَسِيْبُهُ ونِسَيْبُهُ وصَفِيُّهُ
…
وحُسَامُهُ ذاكَ البَطينُ الأنْزَعُ
لَهُم المنَاقِبُ والمواهَبُ والعُلا
…
وهُمُ الصَّواحِبُ والنجُومُ الطُّلعُ
وهم الذين بهم يَفُوزُ مُحِبُّهُمْ
…
يومَ المعَادِ وكُلُّ ذُخْرٍ يَنْفَعُ
انْتَهَى
قال ابنُ القيم رحمه الله:
يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنْفَاسُهُ
…
سَيْرَ البَرِيْدِ وَلَيْسَ بالذَّمِلَانِ
حَتَّى مَتَى هَذَا الرُقَادُ وَقَدْ سَرَى
…
وَفْدُ المَحَبّةِ مَعْ أُوْلِي الإِحْسَانِ
وَحَدَتْ بِهِم عَزَمَاتُهُم نَحْوَ العُلَى
…
لَا حَادِيَ الرُكْبَانِ والأَضْعَانِ
رَكِبُوْا العَزَائِمَ واعْتَلَوا بِظُهُورِهَا
…
وَسَرَوْا فما حَنُّوْا إلى نُعْمَانِ
سَارُوْا رُوَيْدًا ثُمِّ جَاءُوا أَوَّلاً
…
سَيْرَ الدَّلِيْلِ يَؤُمُ بالرُكْبَانِ
سَارُوْا بإثبَاتِ الصِّفَاتِ إِلَيْهِ لَا التّـ
…
ـعطِيْلِ وَالتَّحْرِيْفِ والنُكْرَانِ
عَرَفُوهُ بالأَوْصَافِ فامْتَلأَتْ قُلُوْ
…
بُهُمُ لَهُ بالحُبِ والإيْمَانِ
فَتَطَايَرَتْ تلكَ القُلُوبُ إِلَيْهِ بالـ
…
أشْواقِ إذ مُلِئَتْ مِن العِرْفَانِ
وَأَشَدُّهُم حُبَاً لَهُ أدْرَا هُمُوْ
…
بِصِفَاتِهِ وَحَقائِقِ القُرآنِ
فالحُبُّ يَتْبَعُ لِلشُّعُورِ بِحَسْبِهِ
…
يَقوَى وَيَضْعُفُ ذَاكَ ذُوْ تِبْيَانِ
وَلِذَاكَ كَانَ العَارِفُون صِفَاتِهِ
…
أَحْبَابَهُ هُمْ أَهْلُ هَذَا الشَّانِ
وَلِذَاكَ كَانَ العَالِمُونَ بِرَبِهِمْ
…
أَحْبَابَه وَبِشِرْعَةِ الإِيْمَانِ
وَلِذَاكَ كَانَ المُنْكِرُونَ لَهَا هُمُ الْـ
…
أَعْدَاءُ حَقًا هُمْ أُولُو الشَّنَآن
وَلِذَاكَ كَانَ الجَاهِلونَ بِذَا وَذَا
…
بُغَضَاؤهُ حَقًا ذَوِيْ شَنَآنِ
وَحَيَاةُ قَلْبِ المَرْءِ في شَيْئَين مَنْ
…
يُرْزَقْهُمَا يَحْيَى مَدَى الأَزْمَانِ
في هَذِهِ الدُنْيَا وفي الأخرَى يَكُوْ
…
نُ الحَيَّ ذَا الرضْوَانِ والإِحْسَانِ
ذِكْرِ الإِلَهِ وحُبِِّهِ مِن غَيْرِ إِشْـ
…
ـرَاكِ بِهِ وَهُمَا فمُمْتَنِعَانِ
مِن صَاحِبِ التعطيلِ حَقَّاً كَامتنا
…
عِ الطائِر المَقْصُوصِ مِن طَيْرَانِ
أَيُحِبُهُ مَنْ كَانَ يُنْكِرُ وَصْفَهُ
…
وَعُلُوَّهُ وَكَلَامَهُ بِقُرانِ
لَا وَالذِي حَقًا عَلَى العَرْشِ اسْتَوى
…
مُتَكَلِمًا بالوَحْيِ والفُرقَانِ
اللهُ أَكْبَرُ ذَاكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْ
…
تِيْهِ لِمَنْ يَرْضَى بلا حُسْبَانِ
…
وَتَرى المُخَلَّفَ في الدِّيَارِ تَقُوْلُ ذَا
…
إِحْدَى الأَثَافِي خُصَّ بالحِرْمَانِ
اللهُ أَكْبَرُ ذَاكَ عَدْلُ اللهِ يَقْـ
…
ـضِيْهِ على مَن شَاءَ مِن إنْسَانِ
وَلَهُ عَلَى هَذَا وَهَذَا الحَمْدُ في الْـ
…
أُوْلَى وفي الأخْرَى هُمَا حَمْدَانِ
حَمْدٌ لِذَاتِ الرَّبِ جل جلاله
…
وكذاكَ حَمْدُ العَدْلِ والإِحْسَانِ
يا مَن تَعُزُ عَلَيْهُمُ أَرْوَاحُهُمْ
…
وَيَرَوْنَ غَبْنًا بَيْعَهَا بِهَوَانِ
وَيَروْنَ خُسْرانًا مُبِيْنًا بَيْعَهَا
…
في إِثرِ كُلِ قَبِيْحَةِ وَمُهَانِ
وَيَرَوْنَ مَيْدَانَ التَّسَابُقِ بَارِزًا
…
فَيُتَارِكُونَ تَقَحُّمَ المَيْدَانِ
وَيَرَوْنَ أَنْفَاسَ العِبَادِ عَلَيْهِمُ
…
قَدْ أُحْصِيَتْ بالعَدِ والحُسْبَانِ
وَيَرَوْنَ أَنَّ أَمَامَهُمْ يَوْمَ اللِّقَا
…
للهِ مَسْأَلَتَانِ شَامِلَتَانِ
ماذا عَبَدْتُمْ ثُمَّ ماذَا قَدْ أَجبْـ
…
ـتُمْ مَن أَتَى بالحَقِ والبُرْهَانِ
هاتُوا جَوابًا لِلسُّؤالِ وَهَيِئُوا
…
أَيْضَاً صَوَابًا لِلْجَوابِ يُدَانِ
وَتَيَقَنُوا أَنْ لَيْسَ يُنْجِيْكُمْ سِوَى
…
تَجْرِيْدِكُم بِحَقَائِقِ الإِيْمَانِ
تَجْرِيْدُكُم تَوْحِيْدَهُ سُبْحَانَه
…
عن شِرْكَةِ الشَيطانِ والأَوْثَانِ
وَكَذَاكَ تَجْرِيدُ اتِّباعِ رَسُولِهِ
…
عن هَذِهِ الآراءِ والهَذَيانِ
واللهِ مَا يُنْجِي الفَتَى مِنْ رَبِهِ
…
شَيءٌ سِوَى هَذَا بلا رَوَغَانِ
يَا رَبُّ جَرِّدْ عَبْدَكَ المِسْكِيْنَ رَا
…
جِي الفَضْلَ مِنْكَ أضْعَفَ العُبْدَانِ
لم تَنْسَهُ وَذَكَرْتُه فاجْعَلْهُ لَا
…
يَنْسَاك أنْتَ بَدَأْتَ بالإِحْسَانِ
وَبِهِ خَتَمْتَ فَكُنتَ أَوْلَى بالجَمِيْـ
…
ـلِ وبالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي
فالعَبْدُ لَيْسَ يَضِيْعُ بَيْنَ خَوَاتِمٍ
…
وَفَواتِحِ من فَضْلِ ذِي العِرْفَانِ
أَنْتَ العَلِيْمُ بِهِ وَقَدْ أَنْشَأْتَهُ
…
مِنْ تُرْبَةٍ هِيَ أَضْعَفُ الأَرْكَانِ
والضَّعْفُ مُسْتَوْلٍ عَلَيْنَا مِن جَمِيْـ
…
ـع جِهَاتِنا سِيمَا مِن الإِيمانِ
يا رَبُّ مَعْذِرةً إِلَيْكَ فَلَمْ يَكُنْ
…
قَصْدُ العِبَادِ رُكُوبَ ذَا العِصْيَانِ
لَكِنْ نُفُوسٌ سَوَّلَتْهَا وَغَرَّهَا
…
هَذَا العَدُوُّ لَهَا غُرُوْرَ أَمَانِ
فَتَيَقَنْتْ يَا رَبُّ أَنَّكَ واسِعُ الـ
…
ـغُفْرانِ ذُوْ فَضْلٍ وَذُو إحْسَانِ
وَسَعَتْ إلى الأَبَوَيْنِ رَحْمَتُكَ الَّتِي
…
وَسِعَتْهُمَا فعَلَا بِكَ الأَبِوَانِ
هَذَا ونَحْنُ بَنُوهُمَا وحَلُوْمُنَا
…
في جَنْبِ حِلْمِهمِا لَدَى المِيْزَانِ
جُزْءٌ يَسِيْرٌ والعَدُوُ فَوَاحِدٌ
…
لَهُمَا وَأَعْدَانَا بلا حُسْبانِ
…