الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهَذِّبِ النُفُوسَ بالقُرْآنِ
…
ولا تَدَعْهَا نُهْبَةَ الشَّيْطَانِ
واحْرِصْ عَلَى مَا سَنَّه الرَّسُولُ
…
فَهَو الهُدَى وَالحَقُّ إِذْ يَقُولُ
دَعْ عَنْكَ ما يَقُولُه الضَّلَاّلُ
…
فَفِيْهِ كُلُّ الخُسْرِ وَالوَبَالُ
وأَصْدَقُ الحَدِيْثِ قَولُ رَبِّنَا
…
وخَيْرُ هَدْي اللهِ عَن نَبِيِّنَا
انْتَهَى
وقال ابن القيم رحمه الله:
يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُرِيْدُ نَجَاتَهُ
…
اسْمَعَ مَقالَةَ نَاصِحٍ مِعْوَانِ
كُنْ فِي أُمُورِك كُلِّهَا مُتَمَسِّكًا
…
بالوَحْيِ لا بِزَخَارِفِ الهَذَيَانِ
وانْصُرْ كِتَابَ اللهِ والسُنَنَ التيِ
…
جَاءَتْ عن المَبْعُوْثِ بالقُرْآنِ
واضْرِبْ بسَيْفِ الوَحْيِ كُلَّ مُعَطِّلٍ
…
ضَربَ المُجَاهِدِ فَوقَ كُلِّ بَنَانِ
واحْمِلْ بِعَزْمِ الصِدْقِ حَمْلَةَ مُخْلصٍ
…
مُتَجَرِدٍ للهِ غَيْرَ جَبَانِ
واثْبُتْ بِصَبْركَ تَحْتَ ألْوِيَةِ الهُدَى
…
فإِذَا أُصِبْتَ فَفِيْ رِضَا الرَّحْمنِ
واجْعَلْ كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ التِي
…
ثَبَتَتْ سَلَاحَكَ ثُمَّ صِحْ بِجَنَانِ
مَن ذَا يُبَارِزُ فلْيُقَدِّمْ نَفْسَهُ
…
أَوْ مَنْ يُسَابِقُ يَبْدُ فِي المَيْدَانِ
…
واصْدَعْ بمَا قَالَ الرَّسُوْلُ ولَا تَخَفْ
…
مِن قِلَّةِ الأَنْصَارِ والأَعْوَانِ
فاللهُ نَاصِرُ دِيْنِهِ وَكِتَابِهِ
…
واللهَ كَافٍ عَبْدَهُ بأَمَانِ
لَا تَخْش مِنْ كَيْدِ الْعَدوِّ وَمَكْرِهِم
…
فَقِتَالهُم بالكِذْبِ والبُهْتَانِ
فَجُنودُ أتْبَاعِ الرَّسُوْلِ مَلَائِكٌ
…
وَجُنُودُهُم فَعَسَاكِرُ الشَيطَانِ
شَتَانَ بَيْنَ العسْكَرِيْنِ فَمَنْ يَكُنْ
…
مُتَحَيِّزًا فَلْيُنْظُرِ الفِئَتَانِ
واثْبُتْ وَقَاتِلْ تَحْتَ رَايَاتِ الهُدَى
…
واصْبِرْ فَنَصْرُ اللهِ رَبِّكَ دَانِ
واذْكُرْ مُقَاتَلَهُمْ لِفُرْسَانِ الهَدَى
…
للهِ دَرُّ مُقَاتِلِ الفُرْسَانِ
وادْرَأْ بلَفْظِ النَّصِ في نَحْرِ العِدَى
…
وارْجُمْهُمُ بِثَوَاقِبِ الشُّهبَان
لَا تَخْشَ كَثْرَتَهُم فَهُمْ هَمَجُ الوَرَى
…
وَذُبَابُه أَتَخَافُ مِن ذُبَّانِ
واشْغَلْهُمُ عِنْدَ الجِدَالِ بِبَعْضِهِمْ
…
بَعْضًا فَذَاكَ الحَزْمُ لِلْفُرْسَانِ
وإِذَا هُمُو حَمَلُوا عَلَيْكَ فَلا تَكُنْ
…
فَزِعًا لِحَمْلَتِهِمْ وَلَا بِجَبَانِ
واثْبُتْ وَلَا تَحْمِلْ بلَا جُنْدٍ فَمَا
…
هَذَا بمَحْمُودٍ لَدَى الشُجْعَانِ
فإِذَا رَأَيْتَ عِصَابَة الإِسْلَامِ قَدْ
…
وافَتْ عَسَاكِرَهَا مَعَ السُلْطَانِ
فَهُنَاكَ فاخْتَرِقِ الصُفُوفَ ولا تَكُنْ
…
بالعَاجزِ الوَانِى ولا الفَزْعَان
وتعرَّ مِن ثوبَين مَنْ يلبسْهُمَا
…
يلقَ الرَّدَى بمذَمَّةٍ وهَوَان
ثوبٍ مِنَ الجَهْلِ المُرَكَّبِ فَوْقَهُ
…
ثَوْبُ التَّعَصُّبِ بِئْسَتِ الثَّوْبَانِ
وَتَحَلَّ بالإِنْصَافِ أَفْخَرَ حُلَّةٍ
…
زِيْنَتْ بِهَا الأعْطَافُ والكَتِفَانِ
واجْعَلْ شِعَارَكَ خَشْيَةَ الرَّحْمَنِ مَعْ
…
نُصْحِ الرسول فَحَبَذَا الأَمْرَانِ
وٍَتَمَسكَنَّ بحَبْلِهِ وبِوَحْيِهِ
…
وَتَوَكَّلَنَّ حَقِيْقَةَ التُّكْلَانِ
فالحَقُّ وَصْفُ الرَّبِ وهْو صِرَاطُهُ
…
الْهَادِي إليهِ لِصَاحِب الإيمانِ
وهو الصَّراطُ عليهِ رَبُّ العرشِ أيْـ
…
ـضًا وذَا قد جَاءَ في القُرآنِ
والحَقُ مُنْصُورٌ وَمُمْتَحَنٌ فَلَا
…
تَعْجَبْ فَهَذِي سُنَّةُ الرحمنِ
وبذَاكَ يَظْهَرُ حُزْبُهُ مِن حِرْبِهِ
…
ولأجْلِ ذَاكَ الناسُ طَائِفَتَانِ
ولأَجْل ذَاكَ الحَرْبُ بَيْنَ الرسِْل
…
والْكَفارِ مُذْ قَامَ الوَرَى سِجْلانِ
لكِنَّمَا العُقْبَى لأَهْل الحَقِ إنْ
…
فاتَتْ هُنَا كَانَتْ لَدَى الدَّيَانِ
واجْعَلْ لِقَلْبِكَ هِجْرَتَيْنِ وَلَا تَنْم
…
فَهُمَا عَلَى كُلِّ امْرئ فَرْضَانِ
فالهِجْرةُ الأَولَى إلَى الرَّحْمنِ بالـ
…
إخْلاصِ في سِرٍّ وفي إعْلانِ
…
فالقَصْدُ وجهُ اللهِ بالأَقْوَالِ والـ
…
أَعْمَالِ والطَّاعَاتِ والشُّكْرَانِ
فَبِذَاكَ يَنْجُو العَبْدُ مِنْ إشْرَاكِهِ
…
ويَصِيْرُ حَقًا عَابِدَ الرَّحْمَنِ
والهجْرةُ الأُخْرَى إِلَى المَبْعُوثِ
…
بالحَقِ المُبِيْنِ وَوَاضِحَ البُرهَانِ
فَيَدُوْرُ مَعْ قَوْلِ الرَّسُوْلِ وَفِعْلِهِ
…
نَفْيًا وإثْبَاتًا بِلَا رَوَغَانِ
وَيُحَكِّمُ الوَحْيَ المُبِيْنَ عَلَى الَّذِي
…
قَالَ الشُيُوْخُ فَعِنْدَهُ حَكَمَانِ
لا يَحْكُمَانِ ببَاطِل أَبَدًا وكُـ
…
ـلُّ العَدْلِ قَدْ جَاءَتْ به الحَكَمَانِ
وَهُمُا كتابُ اللهِ أعْدَلُ حَاكِمٍ
…
فيه الشِّفَا وَهِدَايَةُ الحَيْرَانِ
وَالحَاكِمُ الثَّانِيْ كَلَامُ رَسُوْلِهِ
…
مَا ثَمَّ عُيْرُهُمَا لِذِي إيْمَانِ
فإذَا دَعَوْكَ لِغَيْرِ حُكْمِهِمَا فَلَا
…
سَمْعًا لِدَاعِي الكُفْرِ والعَصْيَانِ
قُلْ لَا كَرَامَةَ لا وَلَا نُعْمَاً وَلَا
…
طَوْعًا لمِنْ يَدعُوْ إِلى الطَّغْيَانِ
وإِذَا دُعِيْتَ إِلَى الرَّسُوْلِ فَقُلْ لَهُمْ
…
سَمْعًا وَطَوْعًا لَسْتُ ذَا عِصْيَانِ
وَإِذَا تَكَاثَرَتِ الخُصْوْمُ وَصَيَّحُوْا
…
فاثْبُتْ فَصَيْحَتُهُمْ كَمِثْلِ دُخَانِ
يَرْقَى إلَى الأَوْجِ الرَّفِيْعِ وَبَعْدَهُ
…
يَهْوِيْ إِلَى قَعْرِ الحَضِيْضِ الدَّانِي
هَذَا وإنَّ قِتَالَ حِزْبِ اللهِ بالـ
…
أعمَالِ لا بكتائِبِ الشُجْعَانِ
واللهِ مَا فَتَحُوا البِلَادَ بكَثْرَةٍ
…
أَنّي وَأَعْدَاهُمْ بِلَا حُسْبَانِ
وَكَذَاكَ مَا فَتَحُوا القُلُوبَ بِهَذِهِ الـ
…
آراءِ بَلْ بالعِلْمِ والإيْمَانِ
وَشَجَاعَةُ الفُرْسَانِ نَفْسُ الزُهْدِ في
…
نَفْسٍ وذَا مُحْذُوْرُ كُلِّ جَبَانِ
وشَجَاعَةُ الحُكَّامِ والعُلَمَاءِ زُهْدٌ
…
في الثَّنَا مِن كُلِّ ذي بُطْلَانِ
فإذَا هُمَا اجْتَمَعَا لِقَلْبٍ صَادِقٍ
…
شُدَّتْ رَكَائِبُهُ إلَى الرَّحْمَنِ
واقْصِدْ إلَى الأَقْرَانِ لَا أَطْرَافِهَا
…
فالعِزُّ تَحْتَ مَقَاتِلِ الأَقْرَانِ
واسْمَعْ نَصِيْحَةَ مَنْ لَهُ خَبَرٌ بِمَا
…
عِنْدَ الوَرَى مِنْ كَثْرَةِ الجَوَلَانِ
مَا عِنْدَهُمْ واللهِ خَيْرٌ غَيْرُ مَا
…
أَخَذوْهُ عَمَّنْ جَاءَ بالقُرْآنِ
والْكُلُّ بَعْدُ فَبدْعَةٌ أَوْ فَرِيَةٌ
…
أَوْ بَحْثُ تَشْكيْكٍ وَرَأْيُ فُلَانِ
فاصْدَعْ بأَمْرِ اللهِ لا تَخْشَ الوَرَى
…
في اللهِ واخْشَاهُ تفُزْ بأَمَانِ
واهْجُرْ وَلَو كُلَّ الوَرَى في ذَاتِهِ
…
لا في هَوَاكَ وَنَخْوَةِ الشَّيْطَانِ
واصْبِرْ بغَيْرِ تَسَخُّطٍ وشَكَايَةٍ
…
واصْفَحْ بِغَيْرِ عِتَابِ مَن هُوَ جَانِ
واهْجُرهُم الهَجْرَ الجَمِيْلَ بلَا أَذَى
…
إنْ لَمْ يكُنْ بُدُّ مِن الْهِجْرَانِ
…
وانْظُرْ إِلَى الأَقْدَارِ جَارِيَةً بمَا
…
قَدْ شَاءَ مِن غَيٍّ ومِن إيّمَانِ
واجْعَلْ لِقَلْبِكَ مُقْلَتَيْنِ كِلَاهُمَا
…
بالحَقّ في ذَا الخَلْقِ نَاظِرَتَانِ
فانْظُرْ بعَيْنِ الحُكْمِ وارْحَمْهُمْ بِهَا
…
إذْ لا تُرَدُّ مَشِيْئةُ الدَّيَان
وانْظُرْ بعَيْنِ الأمْر واحْمِلْهُمْ عَلَى
…
أَحْكَامِهِ فَهُمَا إِذًا نَظَرَانِ
واجْعَلْ لِوَجْهِكَ مُقْلَتَيْنِ كِلَاهُمَا
…
مِنْ خَشْيَةِ الرَّحْمَنِ بَاكِيَتَانِ
لَوْ شَاءَ رَبُّكَ كُنْتَ أَيْضًا مَثْلَهُمْ
…
فالقَلْبُ بَيْنَ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ
واحْذَرْ كَمَائِنَ نَفْسِكَ اللَاّتِي مَتَى
…
خَرَجَتْ عَلَيْكَ كُسِرْتَ كَسْرَ مُهَانِ
وإِذَا انْتَصَرْتَ لَهَا فَأَنْتَ كَمَنْ بَغَى
…
طَفْيَ الدَّخَانِ بَمَوْقَدِ النِّيْرَانِ
واللهُ أَخْبَرَ وَهْو أَصْدَقُ قَائِلٍ
…
أَنْ سَوْفَ يَنْصُرُ عَبْدَهُ بأَمَانِ
مَنْ يَعْمَلِ السوءَى سَيُجْزَي مِثْلَهَا
…
أوْ يَعْمَل الحُسَنَى يَفُزْ بِجِنَانِ
هَذِيْ وَصِيَّةُ نَاصِحٍ وَلِنَفْسِهِ
…
وَصَّى وَبَعْدُ لِسَائِرِ الإِخْوَانِ
انْتَهَى