المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رسائل إخوان الصفا والتودد - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ١

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌يا فَاطِرَ الخَلْقِ البَدِيْعِ وكَافِلاً

- ‌بِذِكْرِكَ يَا مَوْلى الْوَرَى نَتَنَعَّمُ

- ‌صَرَفْتُ إلى رَبِّ الأنام مَطَالِبي

- ‌يَا خَالقِي عَبدُكَ الخاطِي الحَزينُ لَقَدْ

- ‌يَا مَنْ إلَيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ يبتهلوا

- ‌يا مَنْ يُغِيْثُ الوَرَى مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا

- ‌أَيَا لائِمِي مَالِي سِوَى البَيْتِ مَوْضِعٌ

- ‌لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءً وَالمُلْكُ رَبَّنَا

- ‌يَا نَفْسُ قَدْ طَابَ في إمْهَالِكِ العَمَلُ

- ‌لَكَ الحَمْدُ يَا ذَا الجُوْدِ والمَجْدِ والعُلَا

- ‌تَمَسَّكَ بِحَبْلِ اللهِ وَاتَّبِعِ الهُدَى

- ‌الَقْلبُ أَعْلَمُ يا عَذُولُ بِدَائِهِ

- ‌تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لمَا تَبَسَّمَا

- ‌ولَيْسَ اغْتِرَابُ الدِّينِ إلَاّ كَمَا تَرَى

- ‌لهَفِيْ عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ أَشْيَاعِهِ

- ‌خَاتِمَة وَنِدَاء لِلعلماءيا مَعْشَرَ العُلَمَآءِ لَبُّوا دَعْوةً

- ‌تَيَقَّضْ لِنَفْسٍِ عَنْ هُدَاهَا تَوَلتِ

- ‌أَيَا لَاهِيًا في غَمْرَةِ الجَهْلِ وَالهَوَى

- ‌ذُنُوبُكَ يَا مَغْرُورُ تُحْصَى وَتُحْسَبُ

- ‌إلَى كَمْ تَمَادَى في غُرُوْرٍ وَغَفلَةٍ

- ‌عَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ لَا تَتْرُكُوْنَهَا

- ‌وَقَدِّمْ أَحَاديثَ الرسولِ ونَصَّهً

- ‌على العِلمِ نبكي إِذْ قَدِ انْدرَسَ العِلْمُ

- ‌وللدَّهْرِ تَارَاتٌ تَمرُ على الفَتَى

- ‌عِلْمُ الحَدِيْثِ أجِلُّ السُّؤلِ والوَطَر

- ‌دَعِ البكاءَ على الأطْلَالِ والدَّار

- ‌يا تارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوطَانًا

- ‌دعونِيْ على نَفْسِي أَنُوحُ وأنْدُبُ

- ‌تَفُتُّ فُؤادَكَ الأيَّامُ فَتًّا

- ‌يَقُولُونَ لِي فِيْكَ انْقِباضٌ وإنَّمَا

- ‌مَعَ العِلْمِ فاسْلُكُ حيثُ مَا سَلَك العِلْمُ

- ‌لَقَدْ عَفَتْ مِنْ دِيَارِ العِلْمِ آثَارٌ

- ‌ذَوو العِلْمِ في الدنيا نُجومُ هِدايةٍ

- ‌تَعَلَّمْ فإنَّ العِلْمَ زينٌ لأهْلِهِ

- ‌واعْلمْ بأنَّ العِلمَ أرفعُ رُتْبَةً

- ‌جَزَى الله أَصْحَابَ الحَدِيثِ مَثْوبَةً

- ‌سَلَامِي على أهل الحديث فإِنني

- ‌أُوْصِيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ

- ‌يُشَارِكُكَ المُغْتَابُ في حَسَنَاتِهِ

- ‌تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ

- ‌إذا طَلَعتْ شمسُ النَّهارِ فإنِّها

- ‌نَمْضِي عَلَى سُبُلٍ كَانُوا لَهَا سَلَكُوا

- ‌وَمَا النَّاسُ إلَا رَاحِلُوْنَ وَبَيْنَهُمْ

- ‌يَا طَالِبًا رَاحَةً مِنْ دَهْرِهِ عَبَثًا

- ‌اكْدَحْ لِنَفْسكَ قَبْلَ المَوْتَِ في مَهلٍ

- ‌أَيَا لِلْمَنَايَا وَيْحَهَا مَا أَجَدَّهَا

- ‌أَلَمْ تَر أنَّ المرءَ يَِحْبسُ مَالَهُ

- ‌خَفِّضْ هُمُومَكَ فَالحَيَاةُ غَرُوْرُ

- ‌نَادَتْ بِوَشْك رَحْيْلكَ الأيَّامُ

- ‌فَاسْمَعْ صِفَاتِ عَرَائِس الْجَنَّاتِ

- ‌بِاللهِ مَا عُذْرُ امْرِءٍٍ هُو مُؤْمِنٌ

- ‌سِهَامُ المَنَايَا في الوَرَى لَيْسَ تُمْنَعُ

- ‌وَلَا بَأْسَ شَرْعاً أَنْ يَطِبَّكَ مُسْلِمٌ

- ‌فَيَا سَاهيًا فِي غَمْرِة الجَّهْلِ والْهَوَى

- ‌إِلَى مَتى أَرَى يا قَلْبُ مِنْكَ التَّرَاخِيَا

- ‌وَكَيْفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلْمِ أَعْيُنُهم

- ‌دَعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ

- ‌مَنْ ذَا الَّذِي قَدْ نَالَ رَاحَةَ فِكْرِهِ

- ‌يَا أيُّها السُّنيُّ خُذْ بِوَصِيَّتي

- ‌أَتَبكِيْ لِهَذَا الموتِ أمْ أنتَ عارِفُ

- ‌أَعَارَتْكَ دُنْيَا مُسْتَردٌ مُعارُهَا

- ‌أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا

- ‌لَيْسَ الغَرِيْبُ غَرِيْبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ

- ‌يَا نَفْسُ هَذَا الَّذِي تَأْتِينَهُ عَجَبٌ

- ‌هو اللهُ مَن أَعْطَى هُدَاهُ وَصحّ مِِن

- ‌مَحَمَّد الْمَبْعُوثُ لِلخَلْقِ رَحْمَةً

- ‌بِحَمْدِكَ ذِي الإِكْرَامِ مَا رُمْتُ أَبْتَدي

- ‌وَكُنْ عَالِمًا إِنَّ الذُّنُوبَ جَمِيْعَهَا

- ‌ومالِيْ ولِلدُّنْيَا وَلَيْسَتْ ببُغْيَتِي

- ‌تَبَارَك مَنْ عَمَّ الوَرَى بِنَوَالِهِ

- ‌إِلَى اللهِ نَشْكُوا غُربَةَ الدِّيْن والهُدَى

- ‌فَلَا يَغُرَنَّكُمَّ لَمَّا جَرَى قَدَرٌ

- ‌وأَنَّ ذَوِي الإِيمَانِ والعِلْمِ والنُهَى

- ‌سَعِدَ الذِيْنَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى

- ‌ فيما جرى على الإسلام وأهله من الظلمة والطغاة والمجرمين: جَازَاهُم اللهُ بِمَا يَسْتَحِقُّوْن:

- ‌وَكُنْ ذَاكِرًا للهِ في كُلِّ حَالَةٍ

- ‌إِليْكَ إِلهَ العَرْشِ أَشْكُو تضَرُّعَا

- ‌فِيْمَ الرُّكُونُ إلى دَارِ حَقِيْقَتُهَا

- ‌حَمِدْتُ الذِيُ يُوْلي الجَمِيْلَ وَيُنْعِمُ

- ‌الحمدُ للهِ القَوِيّ الماجدِ

- ‌إِنِّي أرِقتُ، وَذِكْرُ المَوتِ أَرَّقَني

- ‌مَنْ كَانَ يُوْحِشُهُ تَبْدِيْلُ مَنْزِلِه

- ‌إِذَا شِئْتَ أَن تَحْيا سَعيْدًا مَدَى العُمْرِ

- ‌وكُنْ بَيْنَ خَوْفٍ والرَّجَا عَاملاً لِمَا

- ‌قَوْمٌ مَضَوْا كَانَتِ الدُّنْيَا بهم نُزَهًا

- ‌إِنَّ القَنَاعَةْ كَنْزٌ لَيْسَ بالفَانِيْ

- ‌يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ

- ‌رَأَيْتُكَ فِيْمَا يُخْطِيءُ النَّاسُ تَنْظُرُ

- ‌يَا مُطْلِقَ الطَّرْفِ المُعَذَّبِ بالأُولَى

- ‌يَا خَاطِبَ الحُورِ الحِسَانِ وَطَالبًا

- ‌لِيَبْكِ رسولَ اللهِ مَن كان بَاكِيَا

- ‌يا مَن يَطُوفُ بكَعْبَةٍ الحُسْنِ التي

- ‌تَذَكَّرْ وَلَا تَنْسَ الْمِعَادَ وَلا تَكُنْ

- ‌إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ في الحَيَاةِ فَهاتِ

- ‌عَسَى توْبَةٌ تُمْحَى بِهَا كُلُّ زَلَّةِ

- ‌لَيْسَ الحَوادِثُ غَيرَ أَعْمَالِ امْرِيءٍ

- ‌إلَهِي لا تُعَذَبَنْي، فَإِنِّي

- ‌وَالجَنَّةُ اسْمُ الجنسِ وهْيَ كَثِيْرَةٌ

- ‌أذَلّ الحِرْصُ والطّمَعُ الرِّقابَا

- ‌لَيْتَ شِعْري سَاكَن القَبرِ المشِيْدْ

- ‌وَعَبْدُ الهَوَى يَمْتَازُ مِن عَبْدِ رَبِّهِ

- ‌قَدْ أَمْسَتْ الطَّيرُ وَالأَنْعَامُ آمِنةً

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيْمَانِ

- ‌محَمَّدُ المُصْطفى المُخَتارُ مَنْ ظَهَرَتْ

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَرَانِيْ إِذَا حَدَّثْتُ نَفْسِيْ بِتَوْبَةٍ

- ‌أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ

- ‌وَلَمَّا رَأيتُ القَوْمَ لا وِدَّ عِنْدَهُمْ

- ‌أَقُولُ وَأَوْلَى ما يُرَى في الدَّفَاترِ

- ‌جَزَا اللهُ رَبَّ الناس خَيَر جَزَائه

- ‌لَقَدْ خَابَ قَومٌ زَالَ عَنْهُم نَبِيُّهُم

- ‌رَسَائِلُ إِخوانِ الصَّفَا والتَّودُّدِ

- ‌يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيّدَ الثَّقَلانِ

- ‌مُرَادُكَ أنْ يَتِمَّ لَكَ المُرَادُ

- ‌لِمَنْ وَرْقَاءُ بِالوَادِي المَرِيْعِ

- ‌هُوَ الموتُ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعُ

- ‌يَا صَاحِبِيْ إِنَّ دَمْعِيْ اليَوْمَ مُنْهَمِلٌ

- ‌كرِهْتُ وَعَلَاّمِ الغُيوبِ حَيَاتِي

- ‌وَاهًا لِدُنْيَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ قَتَلَتْ

- ‌أخْلِ لِمَنْ ينْزِلُ ذَا المَنْزِلِ

- ‌يا قَومُ فَرْضُ الهِجْرَتَيْنِ بحَالِهِ

- ‌الدهْرُ يُعقب ما يَضَرُّ وينفع

- ‌يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنْفَاسُهُ

- ‌يَا مَنْ يَرُوْمُ الفَوزَ في الجَنْاتِ

- ‌يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُرِيْدُ نَجَاتَهُ

- ‌أَتَأَمَلُ في الدُنْيَا تَجِدُ وَتَعْمُرُ

- ‌لَقَدْ دَرَجَ الأسْلَافُ مِن قَبْلِ هَؤُلاءِ

- ‌أيا نَفْسُ لِلْمَعْنَى الأجَلِّ تَطَلَّبِي

- ‌أيَا ابْنَ آدَمَ والآلَاءُ سَابِغَةٌ

- ‌حَمَدْتُ الّذي أغْنَى وَأَقْنَى وَعَلَّمَا

- ‌عُرىَ الأعمارِ يَعْلُوها انْفِصَامُ

- ‌إلى مَتَى يَا عَيْنُ هَذَا الرُّقادُ

- ‌ألَا اِرْعِوَاءَ لِمَنْ كَانَتْ إِقَامَتُهُ

- ‌للهِ دَرُّ رِجَالٍ وَاصَلُوا السَّهَرا

- ‌ألَا يَا غَوَانِي مَنْ أرادت سَعَادَةً

- ‌إِلى اللهِ أُهْدِي مِدْحَتِيْ وَثَنَائِيَا

- ‌خُلِقْنَا لأَحْدَاثِ الليَالِي فَرائِسَا

- ‌غفلتُ وليس الموتُ في غفلةٍ عنِّي

- ‌وَإنِّيْ امْرُؤٌ بِالطَّبْعِ أُلْغِيْ مَطَامِعِيْ

- ‌هَذَا وَنَصْرُ الدِّيْنِ فَرْضٌ لَازِمٌ

- ‌أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ وَاقِفُ

- ‌خُزَّانُ وَحْي اللهِ لَمْ يُرَ غَيْرُهُم

- ‌يا جامعَ المالِ إن العُمَر مُنْصَرِمٌ

- ‌زِيادةُ المرءِ في دُنياهُ نقصانُ

- ‌خَبَتْ نَارُ نَفْسِي باشْتِعَالِ مَفَارِقِي

- ‌أَلَا قُلْ لأَهلِ الجهلِ مِن كُل مَن طَغى

- ‌اللهُ أَعْظَمَ مِمَّا جَالَ في الفِكَر

- ‌تَبَارَكَ مَنْ شُكْرُ الوَرَى عَنْهُ يَقْصُرُ

- ‌مشِيبُ النَّواصِيِ للِمنون رَسَول

- ‌أَفي كُلَّ يَوْمٍ لي مُنىً أَسْتَجِدُّها

- ‌عَجَبًا لِعَيني كَيْفَ يَطْرقُها الكَرى

- ‌نَادِ القُصورَ التي أقوَتْ مَعالِمُها

- ‌لاحَ المشيبُ بعَارِضَيْكَ كَما تَرى

- ‌يَا بَائعَ الدِّيْنِ بِالدُنْيَا وبَاطِلِهَا

- ‌خَلِيْلَيَّ عُوْجَا عَنْ طَرِيْقِ العَوَاذِلِ

- ‌بأَمْر دُنْياك لا تَغْفُلْ وكُنْ حَذِرًا

- ‌يَا نَائِمًا وَالْمَنُونَ يَقْضِي

- ‌باتُوا على قُلَلِ الأجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ

- ‌خَبَتْ مَصَابِيْحُ كُنَّا نَسْتَضِيْئُ بِهَا

- ‌يَقُولُون ليْ هَلَاّ نَهَضَتَ إلى العُلَا

- ‌أَحَاطَ بِتَفْصِيلِ الدَّقَائِقِ علْمُهُ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌بَكَيْتَ فَمَا تَبْكِيْ شَبَابَ صَبَاكَا

- ‌وَصِيَّتِيْ لَك يَا ذَا الفَضْلِ وَالأَدَبِ

- ‌يَا آمِنَ السَّاحَةِ لَا يَذْعَرُ

- ‌كل يَزَوْلُ وَكَلٌ هَالكٌ فَان

- ‌عَلَامَةُ صِحَّةٍ لِلْقَلْبِ ذِكرٌ

- ‌أَجَلُ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِيْ

- ‌صَبَرْتُ على بَعْضِ الأَذَىَ خَوفَ كُلِّه

- ‌هُوَ المَوْتُ ما مِنْهُ مَلاذٌ ومَهْرَبُ

- ‌إِذا ما حَذِرْتَ الأَمْرَ فاجْعَلْ إِزاءَه

- ‌إِلى اللهِ نَشْكُ قَسْوةً وَتَوَحَّدَا

- ‌قالَ ابنُ عباسٍ وَيُرْسَلُ رَبُنا

- ‌تَمَسَّكْ بِتَقْوَى اللهِ فالمَرءُ لَا يَبْقَى

- ‌قَضَى اللهُ أنْ لا تَعْبُدوا غَيْرَهُ حَتْما

- ‌فلا تُطِعْ زَوْجَةً في قَطْعِ وَالِدَةٍ

- ‌أعوُذُ برَبِّ العَرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرُهُ

- ‌إذا مُوْجِدُ الأشْيَاءِ يَسَّرَ لِلْفَتَى

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذَارِ المنَايَا

- ‌كم ذا أُؤمِّلْ عفوًا لسْتُ أكْسَبهُ

- ‌إِنَّ أُولِي العِلْمِ بِما فِي الفِتَنْ

- ‌فُجُدَّ ولا تَغْفُلْ وَكُنْ مُتَيَقِّظًا

- ‌أأحُورُ عنْ قَصْدِي وقد بَرِحَ الخَفا

- ‌دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ كَانَ في زَمَنِ الصِّبَا

- ‌إِنَّ الحَيَاةَ مَنَامٌ والمَآلُ بِنَا

- ‌طُوبي لِمن في مَراضِي رَبِّه رَغِبَا

- ‌لا يَأمَنِ المَوْتِ إلَاّ الخَائِنُ البَطِرُ

- ‌أَرَى الصَّبْرَ مَحْمُودَاً وَعَنْهُ مُذَاهِبٌ

- ‌اصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ خَيْرٌ لَوْ عَلِمْتَ بِهِ

- ‌وَكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ

- ‌نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثارُ تَنْدَرِسُ

- ‌لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرّتْهُ دُنْيا دَنِيَّةٌ

- ‌نَبيُ تَسَامَى في الْمَشارقِ نُورُهُ

- ‌لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ

- ‌ألَا إِنّما الدٌّنيا مَطِيَّةُ راكِبِ

- ‌أَنْتَ المُسَافِرُ والدُنْيَا الطَّرِيْقُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدنيا بِسَاعَتِكَ التي

- ‌يَا غَافِليْنَ أَفِيْقُوا قَبْلَ مَوْتِكُمُ

- ‌بِسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌يا نَفْسُ كُفِي فَطُولُ العُمرِ في قِصَرٍ

- ‌يَا مَنْ يُجِيْبُ دُعَا المُضْطَرِّ في الظُّلَمِ

- ‌مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ

- ‌قد آنَ بعد ظلامِ الجهلِ إبصارِي

- ‌نُورُ الحَدِيْثِ مُبِينٌ فادْنُ وَاقْتَبِِسِ

- ‌إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوْهُ

- ‌لَحَى الله دُنيا لا تَكُونُ مَطِيَّةً

- ‌أَطِل جَفْوَةَ الدُنْيَا وَدَعْ عَنْكَ شَأْنَهَا

- ‌بِرُوحِي أُناسًا قَبْلَنا قَد تَقَدَّمُوا

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌يَمْشُونَ نَحْوَ بُيُوتِ اللهِ إذ سَمِعُوا

- ‌لا في النهار ولا في الليل لِي فرحٌ

- ‌لَعَمْرِي لَقْد نُودِيْتَ لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ

- ‌وَلَمَّا قَسَا قَلْبِيْ وَضَاقَتْ مَذَاهِبِيْ

- ‌أَجَاعَتْهُمْ الدُّنْيَا فَخَافُوا وَلَمْ يَزَلْ

- ‌اجْعَل شِعَارَكَ حَيْثُمَا كُنْتَ التُقَى

- ‌ونَفسَكَ فازْجُرْها عَن الغَي والخَنَا

- ‌تَجهَّزِي بجَهازٍ تَبلَغينَ به

- ‌كَيْفَ احْتِيَالي إِذا جَاءَ الْحِسَابُ غَدَاً

- ‌وَإِنَّ جِهَادَ الكُفْرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ

- ‌نَرْضَى بما قَدَّرَ الرحمنُ مَوْلَانَا

- ‌قَلَّ الْحُمَاةُ وَمَا فِي الْحَيِّ أَنْصَارُ

- ‌حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا

- ‌تَطَاوَلَ ليْليِ في اكْتِسَابِ المَعَائِبِ

- ‌لِمَنْ جَدَثٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي

- ‌لِمَنِ الأقْبُرُ فِي تِلْكَ الرُّبَى

- ‌أُمْدُد يَمِيْنَكَ مِن دُنْيَاكَ آخِذة

- ‌أَلَم تَسْمَعْ عَنِ النَّبَأِ العَظَيمِ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌ومُجَرِّرٍ خَطِّيَّةً يَوْمَ الوَغَي

- ‌أَبَادَ ذَا المَوْتُ أَمْلاكًا وَمَا مَلَكَوا

- ‌وشَيَّعُوْهُ جَمَاعَاتٌ تَطُوْفُ بِهِ

- ‌ماذا تُؤْمِّلُ والأيَّامُ ذَاهِبَةٌ

- ‌واذكُرْ رُقَادَكَ في الثَّرى

- ‌ولَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايةَ جَانِبًا

- ‌قَطَعْتُ زَمَانِي حِيْنًا فَحِيْنَا

- ‌وما تَبْنِيهِ في دُنْيَاكَ هَذِي

- ‌لأَمْرِ مَا تَصَدَّعَتِ القُلُوبُ

- ‌يَا بَاكِيًا مِن خِيْفَةِ الموتِ

- ‌يَا رَبِّ يا مَنْ هُوَ العَلَاّمُ في الأَزَلِ

- ‌ورَيَّانَ مِن مَاء الشَّبَابِ إذا مَشَى

- ‌تَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا

- ‌رَفَعْتَ عَرْشكَ في الدنيا وَتُهْتَ بِهِ

- ‌قَدْ طَوَاكَ الزَّمانُ شَيْئًا فشيْئا

- ‌الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ على

- ‌اعتَزلْ ذكر الغواني وَالغَزَلْ

- ‌تدبَّرْ كِتابَ اللهِ يَنْفَعْكَ وَعْظُهُ

- ‌ولكِنَّنَا والحمدُ للهِ لَمْ نَزَلْ

- ‌انَتَبِهْ مِن كُلِ نَوْمٍ أَغْفَلَكْ

- ‌دَوَامُ حَالٍ مِن قَضَايَا المُحَالْ

- ‌سَأَنْظِمُ مِنْ فَخْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌يا أَيُّهَا العَاصِي الْمُسِيء إِلَى مَتَى

- ‌يا مَنْ لَهُ سِتْرٌ عليَّ جَمِيْلُ

- ‌يا مَن لهُ السِتْرُ الجميل على الورى

- ‌كرِّرْ عَليَّ الذَّكْرَ مِن أسْمَائِهِ

- ‌مَن رَامَ أَنْ يَأْخُذَ الأَشْيَا بقُوّتِهِ

- ‌مَضَى الزَّمَانُ وَعَيْشِيْ عَيْشُ تَنْكِيدْ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌أَحَاطَتْ بِهِ أَحْزَانُهُ وهُمُومُهُ

- ‌أَلَا إنما الدُّنيا مَتَاعُ غُرُورِ

- ‌فَيَا مَعْشَرَ الحُكَّامِ مِن كُلِّ مسلٍم

- ‌فَأَمْسَوا رَمِيْمًا فِي التُّرابِ وَعُطلتْ

- ‌إِليْكَ رَسُولَ اللهِ منَّا تَحِيَّةً

- ‌لا بد للضّيق في الدنيا من الفرج

- ‌أتيت إِليكَ يا رَبَّ العِبَادِ

- ‌إذا شِئْتَ أَنْ تَرْثي فَقِيْدًا مِن الوَرَى

- ‌كَأَنَّكَ لََم تَسْمَعْ بِأخْبَارِ مَن مَضَى

- ‌فَلِلَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ

- ‌إلىْ كَمْ إِذَا مَا غِبْت تُرْجَى سَلامَتِي

- ‌أَسَأتُ فَمَا عُذْرِي إِذَا انْكَشفَ الغِطَا

- ‌صُنِ الحُسْنَ بالتَّقْوَى وإلا فَيَذْهَبُ

- ‌غَفَلْتُ وَحَادِيْ المَوتِ فِي أَثَرِيْ يَحْدُوْ

- ‌«إذا شَغَّلَ الضُّيَاعُ آلاتِ لَهُوِهِمْ

- ‌فَلَا تَرْجُ إِلَاّ اللهَ في كُلِّ حَادِثٍ

- ‌هُوَ الوقتُ فَاصْبِرْ مَا عَلَى الوقت مَعْتَبُ

- ‌وإنْ تُبْدِ يَوْمًا بالنَّصيحَةِ لامْرِئ

- ‌يا مُنْفِقَ العُمْرِ فِي حِرْصٍ وَفِي طَمَعٍ

- ‌فَهُبُّوا أُهِيْلَ العِلْمِ مِنْ رَقْدَةِ الهَوَى

- ‌أرَىَ الوقت أَغْنَى خَطْبُهُ عن خِطَابِهِ

- ‌لَنَا كُلَّ يَوْمٍ رَنَّةٌ خَلْفَ ذَاهِبٍ

- ‌ولَمَّا قَسَا قَلْبِي وضَاقَتْ مَذَاهِبِي

- ‌أَسْتغْفِرُ الله رَبي في مُنَاجَاتي

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ المَرْءَ يُوْدِى شَبَابُهُ

- ‌سِنُّوا هِجْرَةِ المخَتارِ فِيهَا حَوَادِثٌ

- ‌إذَا رُمْتَ أن تَنْجُو مَن النارِ سَالِمًا

- ‌يا ذَا الجَلالِ ويا ذَا الجُوَدِ وَالكَرمِ

- ‌خَلِ ادَّكَارَ الأَرْبُعِ

- ‌كأني بِنفْسِي وهْيَ في السَّكَرِاتِ

- ‌مَا دَارُ دُنْيا لِلْمُقِيمِ بِدَارِ

- ‌قِفْ بِالقُبُورِ بِأَكْبَادٍ مُصَدَّعَةً

- ‌إِني بُلِيتُ بِأَرْبعٍ مَا سُلِّطُوا

- ‌ألا أيَّهُا اللَاّهِي وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ

- ‌فلا تَجْزَعَنْ لِلْبَيْنِ كل جَمَاعَةٍ

- ‌يَشْتاق كُلُ غَرِيْبٍ عند غرْبتِهِ

- ‌أشتَاقُ أهْلِي وَأوْطَانِي وقَدْ مُلِكَتْ

- ‌خَلَتْ دُوْرُهُم مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِرَاصُهُمْ

- ‌وَفي ذِكْرِ هَوْلِ المَوْتِ وَالقَبْرِ والْبِلَى

- ‌وَلم تَتَزَوَّدْ لِلرَّحِيْل وَقَدْ دَنَا

- ‌لهفي على عُمُري الذي ضَيَّعْتُهُ

- ‌تُخَرِّبُ مَعْمُوْرًا وَتَعْمُرُ فَانِيا

- ‌كم ضَاحكِ والمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ

- ‌يُفْنِي البَخِيْل بِجَمْعِ المَالِ مُدَّتَهُ

- ‌وذِيْ حِرْصٍ تَرَاهُ يَلِمُّ وَفْرًا

- ‌قُلْ لِيْ بِرَبِّكَ مَاذَا يَنْفَعُ المَالُ

- ‌تَمُرُّ لِدَاتِي واحِدًا بَعْدَ واحِدِ

- ‌يا آمنَ الأقدارِ بَادِرْ صَرْفَها

- ‌والمرءُ يُبْلَيِْه فِي الدنيا ويَخْلقُهُ

- ‌«أُؤَمِّلُ أَنْ أَحُيَا وَفي كُلِّ سَاعَةٍ

- ‌يا أيُّهَا البَانِي الناسِي مَنِيَّتهُ

- ‌سِتٌّ بُلِيْتُ بِهَا والمُسْتَعاَذُ بِهِ

- ‌تَصْفُو الحَيَاةُ لِجَاهِلِ أَوْ غَافِلٍ

- ‌ضيَّعْتَ وَقْتَكَ فانقضَى في غَفْلَةٍ

- ‌أَتَبْنِي بِنَاءَ الخَالِدين وإِنَّمَا

- ‌إذا اكْتَسَبِ المالَ الفَتَى مِن وُجُوْهِهِ

- ‌أَبَدًا تُفهِّمُنَا الخُطُوبُ كُرُوْرَهَا

- ‌لا تَحْسِدَنَّ غَنِيًا في تنعُمِهِ

- ‌يا عينُ فابِكِي عَلَى الإِخوانِ لَوْ بِدَمِ

- ‌سُؤآلٌ فَهَلْ مُفْتٍ مِن القومِ يَنْظِمُ

- ‌أُفٍّ لَهَا دُنْيَا فلا تَسْتَقِرَّ

- ‌يا نَفسُ مَا عيشُك بالدائبِ

- ‌ومن عاش في الدنيا طويلا تَكررتْ

الفصل: ‌رسائل إخوان الصفا والتودد

فَغَادَرَهُ رَهْنًا لَدَيَهْا لَحِالِبٍ

يُدِرُّ لَهَا في مَصْدَرٍ ثُمَّ مَوْرِدِ

فلما سَمِعَ حَسَانُ بنُ ثابت أنشأ يَقُول مِجُيْبًا لِلْهَاتِفِ:

‌لَقَدْ خَابَ قَومٌ زَالَ عَنْهُم نَبِيُّهُم

وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِيْ إليْهِم وَيَغْتَدِي

تَرَجَّلَ عن قَوْمٍ فَظَلَّتْ عُقُولُهُم

وَحَلَّ عَلىَ قَومٍ بِنُوْرٍ مَجُدَّدِ

هَدَاهُم بِهِ بَعد الضَّلَالةِ رَبُهُّم

وَأَرْشَدَهُم مَن يَتْبَعِ الحقَّ يَرْشُدِ

وَقَدْ نَزَلَتْ مِنه على أَهل يَثْرِبٍ

رِكابُ هَدىً حَلَّتْ عَلَيْهم بأسْعدِ

نَبيُ يَرى ما لا يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ

ويَتْلُو كِتابَ اللهِ في كُلِّ مَسْجِدِ

وإن قال في يَومٍ مَقالةَ غَائِبٍ

فَتَصْدِيْقُها في اليومِ أَوْ في ضُحَى الغَدِ

لِيَهْنِ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جدِّه

بِصُحْبَته مَنْ يُسْعِدِ اللهُ يَسْعَدِ

انْتَهَى

قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله:

‌رَسَائِلُ إِخوانِ الصَّفَا والتَّودُّدِ

إلى كل ذِيْ قَلْبٍ سَلِيْمٍ مُوْحِّدِ

وَمِن بَعْدِ حَمْدِ اللهِ والشُكْرِ والثَّنَا

صَلاةً وَتَسْلِيْمًا عَلَى خَيْرِ مُرْشِدِ

ص: 309

وآلٍ وَصَحْبٍ والسلامُ عَلَيْكُمُ

بِعَدِّ وَمِيْضِ البَرْقِ أُهْل التَّوَدُّدِ

وَبَعْدُ فَقَدْ طَمَّ البَلَاءُ وَعَمَّنَا

مِن الجَهْلِ بالدِّيْنِ القَوِيْمِ المُحَمّدِي

بِمَا لَيْسَ نَشْكُوْ كَشْفَهُ وَانْتِقَادَنَا

لِغَيْرِ الإِلهِ الوَاحِدِ المُتَفَرِّدِ

ولم يَبْقَ إِلَاّ النَزْرُ في كُلِّ بَلْدَةٍ

يُعَادِيْهُمُ مِن أَهْلِهَا كُلُّ مُعْتَدِ

فَهُبُّوْا عِبَادَ اللهِ مِن نَوْمَةِ الرَّدَى

إِلى الفِقْهِ في أَصْلِ الهُدَى والتَّجَرُّدِ

وَقَدْ عَنَّ أَنْ نُهْدِيْ إِلى كُلِّ صَاحِبٍ

نَضيْدًا مِن الأَصْلِ الأَصِيْلِ المُؤَطَّدِ

فَدُوْنَكَ مَا نُهْدِي فَهَلْ أَنْتَ قَابِلٌ

لِذَلِكَ أَمْ قَدْ غيْنَ قَلْبُكَ بالدَّدِ

تَرُوْقُ لَكَ الدُنْيَا وَلَذَّاتُ أَهْلِهَا

كَأَنْ لَمْ تَصِرْ يَوْمًا إلى قَبْرِ مَلْحَدِ

فإن رمت أَنْ تَنْجُوْ مِن النارِ سَالِمًا

وتحْظَى بِجَنَّاتٍ وَخُلْدٍ مُؤَبَّدِ

وَرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَأَرْفَهِ حِبْرَةٍ

وَحُوْرٍ حِسَانٍ كَاليَوَاقِيْتِ خُرَّدِ

فَحَقِّقْ لِتَوْحِيْدِ العِبَادَةِ مُخْلِصًا

بِأَنْوَاعِهَا للهِ قصدًا وَجَرِّدِ

ص: 310

وَأَفْرِدْهُ بالتَّعْظِيْمِ والخَوْفِ والرَّجَا

وبالحُبِّ والرُّغْبَى إِليْهِ وَجَرِّدِ

وبالنَّذْرِ والذَّبْحِ الذي أَنْتَ نَاسِكٌ

ولا تَسْتَغِثْ إِلَاّ بِرَبِّكَ تَهْتَدِ

وَلَا تَسْتَعِنْ إِلَاّ بِهِ وَبِحَوْلِهِ

لَهُ خَاشِيًا بَلْ خَاشِعًا في التَّعَبُّدِ

وَلَا تَسْتَعِذْ إِلا بِهِ لَا بِغَيْرِهِ

وَكُنْ لَائِذَاً باللهِ في كُلِّ مقْصَدِ

إِليْهِ مُنِيْبًا تَائِبًا مُتَوَكِلاً

عَلَيْهِ وَثِقْ باللهِ ذِيْ العَرْشِ تَرْشُدِ

وَلَا تَدْعُ إِلَاّ اللهَ لا شَيْءَ غَيْرَهُ

فَدَاعٍ لِغَيْرِ اللهِ غَاوٍ وَمُعْتَدِ

وفي صَرْفِهَا أَوْ بَعْضِهَا الشِّرْكُ قَدْ أَتَى

فَجَانِبْهُ واحْذَرْ أنْ تَجِيءَ بُمؤيِدِ

وَهَذَا الذي فِيْهِ الخصومة قَدْ جَرَتْ

عَلَى عَهْدٍ نُوْحٍ والنَّبِي مُحَمَّدِ

وَوَحِّدْهُ في أَفْعَالِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ

مُقِرًا بأنَّ اللهَ أَكْمَلُ سَيِّدِ

هُوَ الخَالِقُ المُحْيِي المُمِيْتُ مُدَّبِرٌ

هُوَ المَالِكُ الرَّزَاقُ فاسأَلْهُ واجْتَدِ

إلى غَيْرِ ذا مِن كُلِّ أَفْعَالِهِ التِي

أَقَرَّ وَلَمْ يَجْحَدْ بَهَا كُلُّ مُلْحِدِ

ص: 311

وَوَحِّدْهُ في أَسْمَائِهِ وصِفَاتِهِ

ولا تتأولها كَرَأْي المُفَنَّدِ

فَلَيْسَ كَمِثْلِ اللهِ شَيْءٌ وَلَا لَهُ

سَمِي وَقُلْ لَا كُفْوَ للهِ تَهْتَدِ

وَذَا كُلُّهُ مَعْنَى شَهَادَةِ أَنَّهُ

إِلهُ الوَرَى حَقًا بِغِيْرِ ترَدُّدِ

فَحَقِّقْ لَهَا لَفْظًا وَمَعْنىً فَإنَّهَا

لَنِعْمَ الرَّجَا يَوْمَ اللقا لِلْمُوَحِّدِ

هِيَ العُرْوَةُ الوثْقَى فَكُنْ مُتَمَسِّكًا

بِهَا مُسْتَقِيْمًا في الطَّرِيْقِ المُحَمَّدِي

فكُنْ وَاحِدًا في وَاحِدٍ وَلِوَاحِدٍ

تَعَالَى ولا تُشْرِكْ بِهِ أَوْ تُنَدِّدِ

وَمَنْ لَمْ يُقِيِّدْهَا بِكُلِّ شُرُوْطِهَا

كَمَا قَالَهُ الأَعْلَامُ مِن كُلِّ مُهْتَدِ

فَلَيْسَ عَلَى نَهْجِ الشَّرِيْعَةِ سَالِكًا

وَلَكِنْ عَلَى آراءِ كُلِّ ملدّدِ

فَأَوَّلُهَا العِلْمُ المُنَافِي لِضِدِّهِ

مِن الجَهْلِ إنَّ الجَهْلَ لَيْسَ بِمُسْعِدِ

فَلَوْ كَانَ ذَا عِلْمٍ كَثِيْرٍ وَجَاهِلٌ

بِمَدْلَوُلِهَا يَومًا فَبالجَهْلِ مُرْتَدِ

وَمِن شَرْطِهَا وَهُو القَبُولُ وَضِدُّهُ

هُوَ الرَّدُ فافْهَمْ ذَلِكَ القَيْدَ تَرْشُدِ

ص: 312

كَحَالِ قُرَيْشٍ حِيْنَ لَمْ يَقْبَلُوا الهُدَى

وَرَدُّوْهُ لَمَّا أَنْ عَتَوْا في التَّمَرُّدِ

وَقَدْ عِلِمُوْا مِنهَا المُرَادَ وَأَنَّهَا

تَدُل عَلَى تَوحِيْدِهِ وَالتَّفَرُّدِ

فَقَالُوا كَمَا قَدْ قَالَهُ اللهُ عنْهُمُ

بسُوْرَةِ (ص) فاعْلَمَنْ ذَاكَ تَهْتَدِ

فَصَارَتْ بِهِ أَمْوَالُهُمْ وَدِمَاؤهُمْ

حَلالاً وَأَغْنَامًا لِكُلِّ مُوَحِّدِ

وَثَالِثُهَا الإِخْلَاصُ فأعْلُمْ وَضِدُّهُ

هُوَ الشِّرْكُ بالمَعْبُودِ مِن كُلِّ مُلْحِدٍ

كَمَا أَمَرَ اللهُ الكَرِيْمُ نَبِيَّهُ

بسُوْرَةِ تَنْزِيْلِ الكتابِ المُمَجَّدِ

ورَابِعُهَا شَرْطُ المَحَبَّةِ فَلتَكُنْ

مُحِبًا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ مِن الهُدِ

وإخْلاصُ أَنْوَاعِ العِبَادَةِ كُلِّهَا

كَذَا النَفْيُ لِلشِّرْكِ المُفَنَّدِ والدّدِ

وَمَنْ كَانَ ذَا حُبٍ لِمَوْلَاهُ إِنَّمَا

يَتِمُّ بِحُبِّ الدِّيْنِ دِينِ مُحَمَّدِ

فَعَادِ الذِيْ عَادَى لِدِيْنِ مُحَمَّدٍ

وَوَالِ الذِي وَالَاه مِن كُلِّ مُهْتَدِ

وَأَحببْ رَسُولَ اللهِ أَكْمَلَ مَن دَعَى

إِلى اللهِ والتَّقْوَى وأَكْمَلَ مُرْشِدِ

ص: 313

أَحَبَّ مِن الأَوْلَادِ والنَّفْسِ بَلْ وَمِنْ

جَمِيْعِ الوَرَى والمَال مِن كُلِّ أَتْلَدِ

وَطَارِفِهِ والوَالِدَيْنِ كِلَيْهِمَا

بآبائِنَا والأَمَّهَاتِ فَنَفْتَدِ

وأَحْبِبْ لِحُبِّ اللهِ مَن كَانَ مُؤْمِنًا

وَأَبْغِضْ لِبُغْضِ اللهِ أَهْلَ التَّمَرُّدِ

وَما الدِّيْنُ إِلَاّ الحُبُّ والبُغْضُ والوَلَا

كَذَاكَ البَرا مِن كُلِّ غَاوٍ وَمُعْتَدِ

وَخَامِسُهَا فالانْقِيَادُ وضِدُّهُ

هُوَ التَّرْكُ لِلْمَأْمُوْرِ أَوْ فِعْلُ مُفْسِدِ

فَتَنْقَادُ حَقًا بالحُقُوْقِ جَمِيْعِهَا

وَتَعْمَلُ بالمَفْرُوْضِ حَتْمًا وَتَقْتَدِ

وَتَتْرُكُ مَا قَدْ حَرَّمَ اللهُ طَائِعًا

وَمُسْتَسْلِمًا لله بالقَلْبِ تَرْشُدِ

فَمَنْ لَمْ يَكُنْ لله بالقَلْبِ مُسْلِمًا

وَلَمْ يَكُ طَوْعًا بالجَوارِحِ يَنْقَدِ

فَلَيْسَ عَلى نَهْجِ الشَّرِيْعَةِ سَالكًا

وإنْ خَالَ رُشْدًا مَا أَتَى مِن تَعَبُّدِ

وَسَادِسُهَا وَهُوَ اليَقِيْنُ وَضِدُّهُ

هُوَ الشَّكُ في الدِيْنِ القَوِيْمِ المُحَمَّدِي

ومَنْ شَكَّ فَلْيَبْك عَلَى رَفْضِ دِيْنِهِ

ويَعْلَمَ أَنْ قَدْ جَاءَ يَومًا بِمَوْئِدِ

ص: 314

وَيَعْلَمْ أَنَّ الشَّكَ يَنْفِيْ يَقِيْنَهَا

فلا بُدَّ فِيْهَا باليَقِيْنِ المُؤَكَّدِ

بِهَا قَلْبُهُ مُسْتَيْقنًا جَاءَ ذِكْرُهُ

عَنِ السَّيِدِ المَعْصُومِ أَكْمَلَ مُرْشِدِ

وَلَا تَنْفَعُ المرْءَ الشَهادَةُ فاعْلَمَنْ

إِذَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَيْقنًا ذا تَجَرُّدِ

وَسَابِعُها الصِّدْقُ المُنافِي لِضِدِّهِ

مِن الكَذِبِ الدَّاعِي إِلَى كُلِّ مُفْسِدِ

وَعَارِفُ مَعْنَاهَا إِذا كَانَ قَابِلاً

لَهَا عامِلاً بالمُقْتَضَى فَهْوَ مُهْتَدِ

وَطَابَقَ فِيْهَا قَلْبُه لِلسَانِهِ

وعن وَاجِبَاتِ الدِيْنِ لَم يَتَبَلَّدِ

وَمَنْ لَمْ تَقُمْ هَذِهِ الشُرُوْطُ جَمِيْعُهَا

بَقَائِلِها يَوْمًا فَلَيْسَ عَلَى الهُدِي

إذا صَحَّ هَذَا واسْتَقَرَّ فإنَّمَا

حَقِيْقَتُهُ الإسلامُ فاعْلَمْهُ تَرْشُدِ

وإن لَهُ - فاحْذَرُ هُدِيْتَ - نَوَاقِضًا

فَمَنْ جَاءَ مِنها نَاقضًا فَلْيُجَدِّدِ

فَقَدْ نَقَضَ الإِسلامَ وارْتَدَّ واعْتَدَى

وزَاغَ عن السَّمْحَاءِ فَلْيَتَشَهَّدِ

فَمِنْ ذَاكَ شِرْكٌ في العِبَادَةِ نَاقِضٌ

وَذَبْحٌ لِغَيْرِ الوَاحِدِ المُتَفَرِّدِ

ص: 315

كَمَنْ كَانَ يَغْدُوْ لِلْقِبَابِ بِذَبْحِهِ

ولِلْجِنِ فِعْلَ المُشرِكِ المُتَمَرِّدِ

وجَاعِلِ بَيْنِ اللهِ - بَغْيًا - وَبَيْنَهُ

وَسَائِطَ يَدْعُوْهُمْ فَلَيْسَ بِمُهْتَدِ

وَيَطْلُبُ مِنْهُم بالخضُوعِ شَفَاعَةً

إِلى اللهِ والزُلْفَى لَدَيْهِ وَيَجْتَدِ

وَثَالِثُهَا مَن لَمْ يُكَفِّرْ لِكَافِرٍ

وَمَنْ كَانَ في تَكفِيْرِهِ ذَا تَرَدُّدِ

وَصَحَّحَ عَمْدًا مَذْهَبَ الكُفْرِ والرَّدَى

وذَا كُلُّهُ كُفْرٌ بإجْمَاعِ مَن هُدِي

وَرابِعُهَا فالاعْتِقَادُ بأنَّمَا

سِوَى المُصْطَفَى الهَادِيْ وَأَكْمَلِ مُرْشِدِ

لأَحْسَنُ حُكْمًا في الأُمُورِ جَمِيْعِهَا

وَأَكْمَلُ مِنْ هَدْيِ النبيِ مُحَمَّدِ

كَحَالَةِ كَعْبٍ وابن أَخْطَبَ والذِي

عَلَى هَدْيِهِم مِن كُلّ غَاوٍ وَمُعْتَدِ

وَخَامِسُهَا يَا صَاحِ مَنْ كَانَ مُبْغِضَاً

لِشَيْءٍ أَتَى مِن هَدْي أَكْمَلِ سَيِّدِ

فَقَدْ صَارَ مُرْتَدًا وإنْ كَانَ عَامِلاً

بِمَا هُوَ ذَا بُغْضٍ لَهُ فَلْيُجَدِّدِ

وَذَلِكَ بالإجْمَاعِ مِن كُلِّ مُهْتَدٍ

وقد جَاءَ نَصُّ ذكْرِه في (مُحَمَّدِ)

ص: 316

وَسَادِسُهَا مَن كَانَ بالدِيْنِ هازِئًا

ولو بعِقَابِ الوَاحِدِ المُتَفَرِّدِ

وَحُسْنُ ثَوَابِ اللهِ للعبد فَلَتَكُنْ

عَلى حَذِرٍ مِن ذلكَ القِيْلِ تَرْشُدِ

وَقَدْ جَاءَ نَصٌ في (بَرَاءةَ) ذِكْرُهُ

فَرَاجِعْهُ فِيها عِندَ ذِكْرِ التَّهَدُّدِ

وَسابِعُهَا مَنْ كَانَ لِلَسِّحْرِ فاعِلاً

كَذَلكَ رَاضٍ فِعْلَهُ لَم يُفَنِّدِ

وفي سُوْرَةِ (الزَّهْرَاءِ) نَصٌ مُصَرِّحٌ

بِتَكْفِيْرِهِ فاطْلُبْه مِن ذَاكَ تَهْتَدِ

وَمِنه لَعَمْرِي الصَّرْفُ والعَطْفُ فاعْلَمَنْ

أَخِيْ حُكْمَ هَذَا المُعْتَدِي المُتَمَرِّدِ

وَثَامِنُهَا وهِيَ المُظَاهَرَةُ الَّتِي

يُعَانُ بِهَا الكفارُ مِن كُلِّ ملحِدِ

على المُسْلِمِيْنَ الطائِعِينَ لِرَبِهِم

عِياذًا بِكَ اللَّهُمَّ مِن كُلِّ مُفْسِدِ

وَمَن يَتَولَّى كَافِرًا فَهْوَ مِثلُهُ

وَمِنْهُ بلا شَكٍ بِه أَوْ تَرَدُّدِ

كَمَا قَالَه الرَّحْمن جل جلاله

وَجَاءَ عن الهادِي النبيِ مُحَمَّدِ

وتاسِعُهَا وَهُوَ اعْتِقَادٌ مضَلِّلٌ

وصاحِبُهُ لا شَك بالكُفْرِ مُرْتَدِ

ص: 317

كَمُعْتَقِدِ أَنْ لَيْسَ حَقا وَوَاجِبًا

عَلَيه اتِّباعُ المُصْطَفَى خَيْرِ مُرْشِدِ

فَمَنْ يَعْتَقِدْ هَذَا الضَّلَالَ وأنَّهُ

يَسَعْهُ خُرُوْجٌ عَن شَرِيْعَةِ أَحْمَدِ

كَمَا كَانَ هَذَا في شَرِيْعَةِ مَن خَلَا

كَصَاحِبِ مُوْسَى حَيْثُ لَمْ يَتَقَيَّدِ

هُوَ الخَضِرُ المُقْصُوصُ في (الكهفِ) ذِكْرُهُ

وَمُوْسَى كِلِيْمِ اللهِ فافْهَمْ لِمَقْصَدِ

وَهَذَا اعْتِقَادٌ لِلْمَلاحِدَة الأولي

مَشَايِخِ أَهْلِ الاتّحَادِ المُفَنَّدِ

كَنَحْوِ ابنِ سِيْنَا وابنِ سَبْعَيْنَ والذي

يُسَمَّى ابْنَ رُشْدٍ والحَفِيْدِ المُلَدَّدِ

وَشَيْخِ كَبِيْرٍ في الضَلَالِة صَاحِبُ الْـ

ـفُصُوصِ وَمَن ضَاهَاهُمُ في التَّمَرُّدِ

وَعَاشِرُهَا الإِعْرَاضُ عن دِيْنِ رَبِّنَا

فَلا يَتَعَلَّمهُ فَلَيْسَ بِمُهْتَدِ

وَمَن لَمْ يَكُنْ يَومًا مِن الدَّهْرِ عَامِلاً

بِهِ فَهُوَ في كُفْرَانِهِ ذُوْ تَعَمُّدِ

وَلَا فَرْقَ في هَذِي النَواقِضِ كُلِّها

إِذا رُمْتَ أَنْ تَنْجُوْ وَلِلْحَقِّ تَهْتَدِ

هُنَالِكَ بَيْنَ الهَزْلِ والجِدِّ فاعْلَمَنْ

ولا رَاهب منهم لِخَوْفِ التَّهَدُّدِ

ص: 318