الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكُلُ فقيهٍ في الحَقِيْقَةِ مُدَّع
…
وَيَثْبُتُ بالوحيين صِدْقُ ادْعائِهِ
هُمَا شَاهِدا عَدْلٍ، ولكن كِلَاهُما
…
لَدىَ الحُكْمِ قاضٍ عَادِلٍ في قَضَائِهِ
فَوَا حَرَّ قَلِبْي مِن جُهُولٍ مُسَوَّدٍ
…
بِهِ يُقْتَدى في جَهْلِهِ لِشَقَائِهِ
إِذا قُلت: قَولُ المصطَفَى هو مَذْهَبي
…
مَتَى صَحَّ عِندِي لَمْ أَقُلْ بِسِوَائِهِ
يَرىَ أنها دَعْوىَ اجْتهَادٍ صَريْحَةٌ
…
فَواعَجَبًا مِن جَهْلِهِ وجَفائِهِ
فَسَلْهُ: أقول الله: ماذا أَجَبْتُمُ؟
…
لِمَن هُوَ يَوَم الحشر عند نِدَائِهِ
أَيَسْأَلهم: ماذا أَجَبْتُم مُلْوكَكُمْ؟
…
وما عظَّمَ الإِنسان مِن رُؤَسَائِهِ
أم اللهُ يَوَم الحشرِ يَمتَحِنُ الوَرَى
…
بماذا أجابُوا الرُسْلَ مِن أَنبيائِهِ
وهَلْ يُسْألُ الإِنسانُ عن غير أحمد
…
إذا مَا ثَوى في الرَّمْسِ تَحْتَ تُرابِهِ
وهَلْ قَولُهُ: يا رب قَلّدتُ غَيْرَهُ
…
لَدَى اللهِ عُذرٌّ يَومَ فَصْلِ قَضَائِهِ
فَهَيْهَاتَ لا يُغْنِي الفَّتَى يومَ حَشْرِه
…
«سِوى حُبه رب الْورَىَ واتقَائِهِ»
«وحُبِّ رَسُولِ الله بل كلِ رُسْلِهِ
…
ومَن يَقْتِفَيْ آثارَهُم باهْتِدائِهِ»
انْتَهَى
آخر:
على العِلمِ نبكي إِذْ قَدِ انْدرَسَ العِلْمُ
…
ولم يَبْقَ فينا منهُ روحٌ ولا جِسْمُ
ولكنْ بَقِي رَسْمٌ من العلمِ دارِسٌ
…
وعمَّا قليلٍ سوف يَنْطَمِسُ الرَّسْمُ
فَآنَ لِعَيْنٍ أنْ تَسيْلَ دُموعُها
…
وآن لِقَلْبٍ أنْ يُصَدِّعَهُ الهَمُّ
فإنَّ بِفَقْدِ العِلْمِ شَرًا وَفِتنةً
…
وَتَضْيِيْعَ دِينٍ أمرُهُ واجبٌ حَتْمُ
وما سَائِرُ الأعْمالِ إلا ضَلالةٌ
…
إِذا لمْ يكنْ للعَامِلينَ بها عِلْمُ
وما الناسُ دَونَ العلمِ إلا بِظُلْمَةٍ
…
مِن الجَهلِ لا مِصباحَ فيها ولا نَجْمُ
فَهل يُهْتَدَى إلَاّ بنجْمِ سَمَائِهِ
…
إذا ما بَدَا مِنْ أُفْقِهِ ذَلِكَ النَّجْمُ
فَهَذَا أَوَانُ القبْضِ لِلْعِلْمِ فَلْينُحْ
…
عليه الذي في الحُبِّ كَانَ لهُ سَهْمُ
فَلَيْسَ بِمُبْقِي العِلْمِ كَثْرةُ كُتْبِهِ
…
فماذا تفيدُ الكتْبُ إنْ فُقِدَ الفَهْمُ؟
وما قَبْضُهُ إلا بِمَوْتِ وُعَاتِهِ
…
فقبضُهُمُ قبضٌ لهُ وَبِهمْ يَنْمُو
فَجِدَّ وأدِّ الجَهْدَ فيهِ فإنّه
…
لِصَاحِبِهِ فَخْرٌ وَذُخْرٌ به الغُنْمُ
فعارٌ على المَرْءِ الذي تَمَّ عَقْلُهُ
…
وقد أمَّلَتْ فيهِ المُرُوْءةُ والحَزْمُ
…
إذا قِيْلَ: ماذا أوْجَبَ اللهُ يا فَتى؟
…
أجابَ بلا أدْرِي وأنَّى لِيَ العِلْمُ
وأقْبَحُ مِنْ ذَا لَوْ أَجَابَ سُؤالَه
…
بِجَهْلٍ فإنّ الجَهْلَ مَوْدِدٌ وخْمُ
أَيَرْضَى بأنَّ الجَهْلَ مِنْ بَعْضِ وَصْفِهِ
…
ولو قِيل يا ذا الجَهْلِ فارَقَهُ الحِلْمُ
فَكَيفَ إذا مَا الْبَحْثُ مْنَ بَيْنِ أهْلِهِ
…
جَرَى وهو بينَ القومِ لَيْسَ لهُ سَهْمُ
تَدُورُ بِهْمْ عَيْنَاهُ لَيْسَ بناطِقٍ
…
فغيرُ حَرِيٍّ أنْ يُرَى فاضِلاً فَدْمُ
وما العِلمْ إلا كالحَيَاةِ إذا سَرَتْ
…
بِجِسْمٍ حَيٍّ والمَيْتُ مَنْ فاتَهُ العِلْمُ
وكَمْ في كِتَابِ اللهِ مْنْ مِدْحةٍ لهُ
…
يكادُ بها ذُو العِلْمِ فوقَ السُّهَى يَسْمُو
وكمْ خَبَرٍ في فَضْلِهِ صَحَّ مُسْنَدَاً
…
عن المصطَفَى فاسْألْ بِهِ مَنْ لَهُ عِلْمُ
كَفَى شَرَفًا لِلعِلْمِ دَعْوَى الوَرَى لهُ
…
جَمِيعًا وَيَنْفِي الجَهْلَ من قُبْحِهِ الفَدْمُ
فَلَسْتُ بِمُحْصٍ فَضْلَهُ إنْ ذكرْتُهُ
…
فقدْ كَلَّ عنْ إحصائِهِ النثْرُ والنَّظْمُ
فيا رافِعَ الدُنْيا على العِلْمِ غَفْلَةً
…
حَكَمْتَ فلم تُنْصِفْ وَلَمْ يُصِبِ الحُكْمُ
أترْفَعُ دنُيا لا تُسَاوي بأسْرِهَا
…
جَنَاحَ بَعُوْضٍ عندَ ذِي العَرْشِ يا فَدْمُ
وَتُؤْثِرُ أَصْنَافَ الحُطَامِ على الذي
…
بهِ العِزُّ في الدارَيْن والمُلْكُ والحُكْمُ
وَتَرغَبُ عن إِرْثِ النَّبِيِيْنَ كُلِّهِمْ
…
وَتَرغَبُ في مِيْرَاثِ مَنْ شَأْنُهُ الظُّلْمُ
وَتَزْعُمُ جَهْلاً أنَّ بَيْعَكَ رابحٌ
…
فَهيْهَاتَ لم تَرْبَحُ ولم يَصْدُقِ الزَّعْمُ
أَلَمْ تَعْتَبِرْ بالسابقينَ فحالُهُمْ
…
دَليلٌ على أنَّ الأجَلَّ هُوَ العِلْمُ
فَكَمْ قَدْ مَضَى مِنْ مُتْرِفٍ مُتَكَبِّرٍ
…
وَمِنْ مَلِك دَانَتْ لهُ العُرْبُ والعُجْمُ
فبادُوا فلمْ تَسمَعُ لَهُمْ قَطُّ ذاكِرًا
…
وإنْ ذُكِرُوا يَوْمًا فَذِكْرُهُمُ الذَّمُّ
وكمْ عالِمٍ ذِي فاقَةٍ وَرَثاثةٍ
…
ولكنَّهُ قدْ زَانَهُ الزُّهْدُ والعِلْمُ
حَيا ما حَيَا في طِيْبِ عَيْشٍ وَمُذْ قَضَى
…
بَقِيْ ذكرُهْ في الناسِ إذْ فُقِدَ الجِسْمُ
فكُنْ طالِبًا لِلْعِلْمِ حَقَّ طِلابِهِ
…
مَدَى العُمْرِ لا يُوْهِنكَ عنْ ذلكَ السَّأْمُ
وهاجِرْ لَهُ في أيِّ أرضٍ وَلَوْ نأتْ
…
عَلَيْكَ فإعْمَالُ المَطِيِّ لهُ حَتْمُ
وأنْفِقْ جَمِيعَ العُمْرِ فيهِ فَمَنْ يَمُتْ
…
له طالبًا نالَ الشهَّادَةَ لاهَضمُ
فإنْ نِلْتَهُ فَلْيَهْنِكَ العِلْمُ إنَّهُ
…
هو الغَاية العَلْيَاءُ واللَّذَةُ الجِسْمُ
فللهِ كَمْ تَفْتَضُّ مِنْ بِكْرِ حِكْمَةٍ
…
وَكَمْ دُرَّةٍ تُحْظَى بِهَا وَصْفُها اليُتْمُ
وَكَمْ كاعِبٍ حَسْناءَ تكشِفُ خِدْرَهَا
…
فَيُسْفِرُ عَنْ وَجْهٍ بهِ يَبْرأْ السُّقْمُ
فتِلْكَ التي تَهْوَى ظَفِرْتَ بِوَصْلِهَا
…
لقد طالَ ما في حُبِّها نَحَلَ الجِسْمُ
…
فعانِقْ وَقَبِّلْ وارْتَشِفْ مِنْ رُضَابِها
…
فعَدْلُك عن وَصْلِ الحَبْيبِ هو الظُلْمُ
فجالِسْ رُواةَ العِلْم واسْمَعْ كلامَهُمْ
…
فكمْ كَلِمٍ مِنْهُمْ بهِ يَبْرأُ الكَلْمُ
وإن أَمَرُوا فاسْمَعْ لَهُمْ وأَطِعْ فهُمْ
…
أُولوا الأمْرِ لا مَنْ شأْنُهُ الفَتْكُ والظُلْمُ
مَجَالِسُهُمْ مِثْلُ الرّياضِ أَنِيْقَةٌ
…
لقد طَابَ مِنها اللَّونُ والرِّيُح والطَّعْمُ
أَتْعتَاضُ عن تِلْكَ الرِّيَاضِ وَطِيْبِها
…
مَجالِسَ دُنيا حَشْوُهَا الزُّورُ والإِثْمُ
فما هِيَ إِلَاّ كَالمَزَابلِ مَوْضِعًا
…
لِكُلِّ أذَىً لا يُستطاعُ له شَمُّ
فَدُرْ حَوْلَ قالَ اللهُ قالَ رسولُهُ
…
وأصحابُه أيضًا فهَذَا هو العِلْمُ
وما العِلْمُ آراءُ الرِّجالِ وظنُّهُمْ
…
ألمْ تَدرِ أنَّ الظنَّ مِنْ بَعْضِهِ الإِثْمُ
وَكُنْ تابِعَاً خَيْرَ القُرُونِ مُمَسِّكًا
…
بآثارِهِمْ في الدِِّينِ هذا هُوَ الحَزْمُ