الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَبَينَ يَدَيْهِ المَوْتُ وَالقَبْرُ وَالبَلَى
…
وَبَعْثٌ ومِيْزَانٌ وَأَخْذُ الصَّحِيْفَةِ
وَجَسْرٌ عَلَى مَتْن الجَحِيْمِ وَمَوْقِفٌ
…
طَوِيْلٌ وَأَحْوَالُ الحِسَابِ المَهُوْلَةِ
وَلكنَّهُ يرجُو الذِي عَمَّ جُوْدُهُ
…
وَإِحْسَانُهُ وَالفَضْلُ كُلَّ الخَلِيْقَةِ
إلهٌ رَحِيمٌ مُحْسِنٌ مُتَجَاوِزٌ
…
إِليهِ رُجُوعِي في رَخَائِي وَشِدَّتِي
غِيَاثِي إِذَا ضَاقَتْ عَلَيَّ مَذَاهِبِي
…
وَمِنْهُ أرَجِّى كَشْفَ ضَرِّي وَمِحْنَتِي
فَيَاربُّ ثَبِتْنَا عَلَى الحَقِ وَالهُدَى
…
وَيَا رَبَّنَا اقْبِضْنَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةِ
وَعُمَّ أُصُولاً وَالفُرُوعَ بِرَحْمَةٍ
…
وَأَهْلاً وَأَصْحَابًا وَكُلَّ قَرَابَةِ
انْتَهَى
آخر:
إِلَى اللهِ نَشْكُوا غُربَةَ الدِّيْن والهُدَى
…
وفُقْدَانَه مِنْ بَيْنِ مَنْ رَاحَ أَوْ غَدَا
فَعَادَ غَرِيْبَاً مِثْلَ مَا كَانَ قَدْ بَدَا
…
عَلَى الدِّيْنِ فَلْيَبْكِي ذَوُوْ العِلْمِ والهُدَى
فقد طمست أعلامه في العوالم
حَوَى المَالَ أَنْذَالُ الوَرَى وَرَذَالُهُم
…
وقَدْ عَمَّ في هَذَا الزمانِ ضَلَالهُم
وَلَا تَرتَضِي أَقْوَالَهم وفِعَالَهُمْ
…
وَقَدْ صَارَ إِقْبَالُ الوَرَى واحْتِيَالُهم
على هَذِهِ الدُّنْيَا وَجَمْعِ الدَّرَاهِمِ
فَذُوْ المَالِ لا تَسْأَلْ أَخَصُّ خَدِيْنِهِم
…
وَقَدْ نَفِقَ الجَهْلُ العَظِيْمُ بِحِيْنِهِم
بإِعْرَاضِهِمْ عَنْ دِيْنِهمْ وَمَدِيْنِهِم
…
وإِصْلَاحِ دُنْيَاهُم بإِفْسَادِ دِيْنِهِم
وَتَحْصِيْل مَلْذُوْذَاتِهِم والمَطَاعِمِ
مُحِبُّوْنَ لِلدُّنْيَا مُحِبُوْنَ قَيْلَهَا
…
وَلَوْ مُعْرِضًا عَنْ دِيْنِهِ وَلَهَا لَهَا
وَكُلُّهُمُ لَا شَكَّ دَنْدَنَ حَوْلَهَا
…
يُعَادُونَ فِيْهَا بَلْ يُوَالُوَن أَهْلَهَا
سَوَاءٌ لَدَيْهم ذُو التُقَى والجَرَائِمِ
إِلَى اللهِ في هَذَا الصَبَاحِ وفي المَسَا
…
نَبُثُ الدُّعا فالْقَلْبُ لا شَكَّ قَدْ قَسَا
…
وَحُبُّ الوَرَى الدُّنْيَا فَفِي القَلْبِ قَدْ رَسيَ
…
إِذَا انْتُقِصَ الإنْسَانُ مِنهَا بمَا عَسَى
يَكُونُ لَه ذُخْرَاً أَتى بالعَظَائِمِ
بَكَى واعْتَرَاهُ المَسُ مِنْ عُظْمِ مَا حَسَى
…
وَخَرَّ صَريْعَا إذْ بَدَا النَّقْصُ وأفْلَسَا
وانْحَلَ جِسْمَاً نَاعِمَاً قَبْلُ مَا عَسَى
…
وأبدَى أعاجِيْبًا مِن الحُزنِ والأسَى
على قِلَّةِ الأَنْصَارِ مِن كل حَازِمِ
وَنَادَى بصَوتٍ مزْعجٍ مُتَكَلِّمًا
…
وبَاتَ حَزِيْنًا قَلْبُه مُتَكَلِّمًا
وَقَامَ عَلَى سَاقٍ لِحَرَّاهُ مُعْلِمًا
…
ونَاحَ عَلَيْهَا آسِفَاً مُتَظَلِّمًا
وبَاتَ بمَا في صَدْرِهِ غَيْرَ كاتِمِ
فَذَا شَأَنُ أَهْلِ الغَيِ والجَهْلِ والرَّدَى
…
إذَا انْتُقِصُوا الدُنْيَا أَصَارُوا الثَّرَى نَدَى
وَبَكَّوْا وأَبْكَوا كُلَّ مَن رَاحَ أَوْ غَدَا
…
فإمَّا على الدّيْنِ الحَنِيْفَيّ والهُدَى
ومِلَّةِ إبرَاهِيْمَ ذَاتِ الدَّعَائِمِ
وَلَوْ قُطّعَتْ في كُلِّ أَرْكَانِها القُوَى
…
وَلَوْ سَلكتْ كُلُّ الوَرَى سُبْلَ مَن غَوَى
أَوِ اتَّخَذَ المَخْلُوقُ مَعْبودَهُ الهَوَى
…
فَلَيسَ عَلَيها والذِيْ فَلَقَ النَّوَى
مِن الناسِ مِنْ بَاكٍ وآسٍ ونَادِمِ
بُنُودٌ لَهَا فِيْمَا مَضَى بَيْنَنَا انْتَفَتْ
…
وُكُلُّ مُحَامِيٍّ لَهَا مَالَ والتَفَتْ
وَمَحْبُوبُنَا مَنْ أَبْغَضَتْهُ وَمَنْ نَفَت
…
وَقَدْ دَرَسَتْ منها المَعَالِمُ بَلْ عَفَتْ
وَلَمَ يَبْقَ إلَاّ الاسم بَيْنَ العَوَالِمِ
وَقَدْ ظَهَرَتْ تِلْكَ الفَوَاحِشُ والجَفَا
…
ولا شَكَّ في فِعْلِ اللَّواطِ مَعَ الزِنَى
وَقَلْبِي إِذًا مِمَّا بَدَى مَسَّهُ الضَّنَى
…
فَلَا آمِرٌ بالعُرْفِ يُعْرَفُ بَيْنَنَا
ولا زَاجِرٍ عن مُعْضلاتِ الجَرَائِمِ
بِحَارُ المَعَاصِيْ قَدْ طَمَى الآنَ لُجُهَا
…
ومُتَّسِعُ بَيْنَ البَرِيَّةِ ثَجُّهَا
وَقَد لَاحَ مِن فَوقِ البَسِيْطَةِ فَجُّهَا
…
ومِلَّةُ إبراهيمَ غُوْدِرَ نَهْجُهَا
عَفَاءً وأَضْحَتْ طَامِسَات المَعَالِمِ
نَوَاظِرُنَا كَلَّتْ وأَنْوَارُهَا طَفَتْ
…
وأَلْسُنُنَا عن بَحْثِ مِنْهَاجِهَا حَفَتْ
مَنَاهِجُهَا واللهِ مِن بَيْنِنَا عَفَتْ
…
وَقَدْ عُدِمّتْ فَيْنَا وَكَيفَ وقَدْ سَفتْ
عَليهَا السَوافِيْ مِن جَمِيعِ الأقالِمِ
تَظُنُونَ أنَّ الدِّيْنَ لَبَيْكَ في الفَلَا
…
وفِعْلُ صَلاةٍ والسُكُوتُ عَن المَلَا
…
وسَالِمْ وخَالِطْ مَن لِذَا الدِّيْنِ قَدْ قَلَا
…
وما الدِّيْنُ إلَاّ الحُبُ والبُغْضُ والوَلَا
كَذَاكَ البَرَا مِنْ كُلِ غَاوٍ وَآثِمِ
فَأَفْرَادُنَا ظَنُّوْا النَّجَا في التَّنَسُكِ
…
وغَالِبُنَا مِنْهَاجُهُم في التَسّلُّكِ
ومِلَّةُ إبْرَاهِيْمَ مِن خَيْرِ مَسلَكِ
…
وَلَيْسَ لَهَا مِن سَالِكٍ مُتَمَسِّكِ
بِدين النَّبِي الأَبْطَحِي بنِ هَاشِمِ
فَلَسْنَا نَرَى مَا حَلَ في الدينِ وانمْحَتْ
…
بهِ المِلَّةُ السَّمْحَاءُ إحدىَ القَواصِمِ
عَسَى تَوبةٌ تَمْحُو ذُنُوْبًا لِمُرْتَجِي
…
عَسَى نَظْرَةٌ تَسْلُكْ بِنَا خَيرَ مَنْهَجِ
عَسَى وَعَسَى مِن نَفْحَةٍ عَلَّهَا تَجِي
…
فَنَأْسَي عَلَى التَقْصِيْرِ مِنَّا وَنَلْتَجِي
إلى الله في مَحْو الذُنُوْب العَظَائِمِ
فَكُلُ الوَرَى في كَثْرَةِ المالِ نَافَسَتْ
…
وَرَانَتْ ذُنُوْبٌ في القُلُوبِ وقَدْ رَسَتْ
وفي النَهْيِ عَن كُلِّ المَعَاصِي تَنَاعَسَتْ
…
فَنَشْكُوا إلى اللهِ القُلوبَ التِي قَسَتْ
وَرانَ عَلَيْها كَسْبُ تِلكَ المآثِمِ
نُرَاعِيْ أَخَا الدُنْيَا فَذَاكَ هُوَ الأَخُ
…
ولو كانَ في كُلِّ المَعَاصِي مُلَطخُ
ألَسْنَا بأوْضَارِ الخَطَا نَتَضَمَّخُ
…
ألَسْنَا إذا مَا جَاءنَا مُتَضّمِّخُ
بأَوْضَارِ أَهْل الشِرْكِ مِن كُلِ ظَالِمِ
أَتَيْنَاهُ نَسْعَى مِن هُنَاك وَمِن هُنَا
…
وفي عَصْرِنَا بَعْضٌ يُرَدُ وَلَو عَنَى
أَتَيْنَا سِرَاعًا والرِّضَى عَنْه حثنَا
…
نَهُشُّ إليْهِم بالتَّحِيَّةِ والثَّنَا
ونَهْرَعُ في إكْرَامِهِم بالوَلَائِمِ
إذَا يُرْتَضَى في الدِينِ هَلْ مِن مُعْلِّم
…
أفِقْ أيُها المَغْبُونُ هَلْ مِن تَنَدُمٍ
أَيَرْضَى بِهذَا كُلُّ أَبْسَلَ ضَيْغَمٍٍ
…
وَقَد بَريَ المَعْصُومُ مِن كُلِّ مُسْلِمٍ
يُقِيْمِ بِدَارِ الكُفْر غَيرَ مُصَارِمِ
ولا مُنْكِرٍ أَقْوَالَهم يَا ذَوي الهُدى
…
ولا مُبْغِضٍ أَفْعَالَ مَن ضَلَّ واعْتَدَى
ولا آمرٌٍ بالعُرْفِ مِن بَيْنِهِم غَدَا
…
ولا مُظهِرٍ لِلدِّيْنِ بَيْنَ ذَوِي الرَّدَى
فَهَلْ كَانَ مِنَّا هَجْرُ أَهْلِ الجَرَائِمِ
وَهَلْ كَانَ في ذَاتِ المُهَيْمِنِ وُدُّنَا
…
وهَلْ نَحْنُ قَاتَلْنَا الذِي عَنْهُ صَدَّنَا
وَهَلْ نَحْنُ أَبْعَدَنَا غَدَا والذي دَنَا
…
ولكِنَّمَا العَقْلُ المَعِيْشِيُ عِنْدَنَا
مُسَالَمَةُ العَاصِيْنَ مِنَ كُلِّ آثِمِ
…
أَيَا وَحْشَةً مِن بَيْنِ تِلْكَ المَنَازِلِ
…
ويَا وَصْمَةً لِلدِيْنِ مِنْ كُلِّ نَازِلِ
تَكَلَّمَتْ الأَوْبَاشُ وَسْطَ المَحَافِلِ
…
فَيَا مِحْنَةَ الإِسلامِ مِن كُلِّ جَاهِلِ
ويا قِلَّةَ الأنْصَارِ مِن كُلِ عَالِمِ
فَنَفْسَكَ فاحْزِمْهَا إِذَا كُنْتَ حَازِمًا
…
ومِن بَابِه لا تَلْتَفِتْ كُنْ مُلازِمًا
وَصَبْرٌ فَرَبُ العَرْشِ لِلشِّرْكِ هَازِمًا
…
وهَذَا أَوَانُ الصَّبْرِ إِنْ كُنْتَ حَازِمًا
على الدِّيْنِ فاصْبِرْ صَبْرَ أهْل عَزَائِمِ
ومُدَّ يَدًا للهِ كُلَّ عَشِيَّةٍ
…
وسَلْ رَبَّكَ التَّثْبيْتَ في كُلِّ لَحْظَةِ
على مِلَّة الإِسْلَامِ أَزْكَى البَرِيَةِ
…
فَمَنْ يَتَمَسَّك بالحَنِفِيْةِ الَّتِي
أَتَتْنَا عَنِ المَعْصُومِ صَفْوَةِ آدَمِ
وعُضُّ عَلَيهَا بالنَّواجِذِ إِذْ غَدَا
…
وحِيْدًا مِنَ الخِلَاّنِ مَا ثَّم مُسْعِدًا
عَلَى قِلَّةِ الأَنْصَارِ أَصْبَحَ وَاحِدًا
…
لَهُ أَجْرُ خَمْسِيْنَ امرأً مِن ذَوِي الهُدى
مِن الصَّحْبِ أَصْحَابِ النَّبِيَ الأَكَارِمِ
وكُنْ عَن حَرَامٍ في المآكِلِ سَاغِبًا
…
ولا تَمْشِ مِنْ بَيْنِ العِبَادِ مُشَاغِبًا