الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَمَنْ يَدَّعِيْ أَصْلاً وَلَيْسَ بِأَصْلِهِ
…
يَقُولُ أَنَا ابْنُ الفَاضِلِ المُتَمَجَّدِ
فَيَرْغَبُ عن آبَائِهِ وَجُدُوْدِهِِ
…
وَلا سِيَّما أَنْ يَنْتَسِبْ لِمُحَمَّدِ
وَغِشُّ إِمَامٍ لِلرَّعِيَّةِ بَعْدَهُ
…
وُقُوْعٌ عَلَى العَجْمَا البَهِيْمَةِ يُفْسدِ
وَتَرْكٌ لِتَجْمِيْعٍ إسَاءَةُ مَالِكٍ
…
إِلى القِنِّ ذَا طَبْعٍ لَهُ في المُعَبَّدِ
انْتَهَى
وقال بعضهم:
ومالِيْ ولِلدُّنْيَا وَلَيْسَتْ ببُغْيَتِي
…
ولا مُنْتَهَىَ قَصْدِيْ وَلَسْتُ أَنَالَهَا
وَلَسْتُ بميَّالٍ إليْهَا وَلَا إلَى
…
رِيَاسَتِهَا تَبًا وقُبْحًا لِحالِها
هِيَ الدَّارُ دَارُ الهَمِّ والغَمِّ والعَنَا
…
سَرِيْعٌ تَقَضِّيْهَا وَشِيْكٌ زَوَالُهَا
مَيَاسِرُهَا عُسْرٌ وَحُزْنٌ سُرُوْرُهَا
…
وأرْبَاحُهَا خُسْرٌ وَنَقْصٌ كَمَالُهَا
إِذَا أَضْحَكَتْ أَبْكَتْ وإنْ رَامَ وَصْلَهَا
…
غَبِيٌ فَيَا سِرْعَ انْقِطَاعِ وِصَالِهَا
فأسأل رَبيْ أَنْ يَحُولَ بحَوْلِهِ
…
وَقُوَّتِهِ بَيْنِ وبَيْنَ اغْتِيَالِهَا
فَيا طَالِبَ الدُنْيَا الدَّنِيَّةَ جَاهِدًا
…
أَلا اطْلبْ سِوَاهَا إنَّهَا لَا وَفَا لَها
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا مِن حَرِيْصٍ ومُشْفِقٍ
…
عَلَيْهَا فَلمْ يَظْفُر بِهَا أَنْ يَنَالَهَا
لَقَدْ جَاءَ في أَيِ الحَدِيْدِ ويُوْنِسٍ
…
وفي الكَهْفِ إيْضَاحٌ بِضَرْبِ مِثَالِهَا
وفي آلِ عمْرَانٍ وسُوْرَةِ فَاطِرٍ
…
وفي غَافِرٍ قَدْ جَاءَ تِبْيَانُ حالِهَا
وفي سُوْرَةِ الأحْقَافِ أَعْظَمُ واعِظٍ
…
وكَمْ مِن حَدِيْثٍ مُوْجِبٍ لاعتزالها
لَقَدْ نَظَرْ أَقْوَامٌ بِعَيْنِ بَصِيْرَةٍ
…
إليْهَا فَلَمْ تَغْرُرْ همُوْا باخْتِيَالِهَا
أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ حَقًا وَحِزْبُهُ
…
لَهُمْ جَنَّةً الفِرْدَوْسِ إِرْثًا فَيَا لَهَا
وَمَالَ إليْهَا آخَرُوْنَ بِجَهْلِهِم
…
فَلَمَّا اطْمَأَنُوْا أَرْشَقَتْهُم نِبَالَهَا
أُولَئِكَ قَوْمٌ آثَرُوْهَا فَأُعْقِبُوْا
…
بهَا الخِزْيَ في الأخْرى فَذَاقُوْا وَبَالَهَا
فَقُلْ لِلذِيْنَ اسْتَعْذَبُوْهَا رُوَيْدَكُمْ
…
سَيَنْقَلِبُ السُّمُ النَقِيْعُ زِلَالَهَا
لِيَلْهُوْا وَيَغْتَرُّوْا بَهَا مَا بَدَا لَهُمْ
…
مَتَى تَبْلُغُ الحُلْقُوْمَ تَصْرِمْ جِبَالهَا
وَيَوْمَ تُوفَّى كُلُّ نَفْسٍ بكَسْبِهَا
…
تَوَدُّ فِدَاءً لو بنيها ومالها
وتَأْخُذ إمَّا باليمين كتَابَها
…
إذا أحْسَنتْ أَوْ ضِدَّ ذَا بِشِمَالِهَا
وَيَبْدُو لَدَيْهَا مَا أَسَرَّتْ وَأَعْلَنَتْ
…
وَمَا قَدَّمَت مِن قَوْلِهَا وَفِعَالِهَا
بأَيْدِيْ الكِرَامِ الكاتبِيْنَ مُسَطَّرٌ
…
فلَمْ يُغَن عَنْهَا عُذْرةٌ وَجِدَالُهَا
…
هُنَالِكَ تَدْرِيْ رِبْحَهَا وَخَسَارَهَا
…
وإِذْ ذَاكَ تَلْقَى مَا عَلَيْهَا وَمَالَهَا
فإنْ تَكُ مِن أَهْلٍ السَّعَادَةِ والتُّقَى
…
فإنَّ لَهَا الحُسْنَى بحُسْنِ فِعَالِهَا
تَفُوْزُ بِجَنَّاتِ النَّعِيْمِ وحُوْرِهَا
…
وتُحْبَرُ في رَوْضَاتِهَا وظِلَالِهَا
وتُرْزَقُ مِمَّا تَشْتَهِي مِن نَعِيْمِهَا
…
وتَشْرَبُ مِنْ تَسْنِيْمِهَا وَزِلَالِهَا
فإنَّ لَهُمْ يَوْمَ المَزِيْدِ لَمَوْعِدًا
…
زِيَارَةُ زُلْفَى غَيْرُهُمْ لا يَنَالَهَا
وُجُوْهٌ إلى وَجْهِ الإِلهِ نَوَاظِرٌ
…
لَقَدْ طَالَ بالدَّمْعِ الغَزِيْرِ ابْتِلَالُهَا
تَجَلَّى لَهُمْ رَبُّ رَحِيْمٌ مُسِّلمًا
…
فَيَزْدَادُ مِن ذاكَ التَّجَلِي جَمَالُهَا
بمَقْعَدِ صِدْقٍ حَبْذَا الجَارُ رَبُّهُمْ
…
ودارُ خُلُوْد لَمْ يَخَافُوْا زَوَالَهَا
فَوَاكِهُهَا مِمَّا تَلَذُّ عُيُوْنُهُمْ
…
وَتَطَّردُ الأنْهَارُ بَيْنَ خِلَالِهَا
عَلَى سُرُرٍ مَوْضُوْنَة ثمَّ فُرْشُهُمْ
…
كَمَا قَالَ فِيْهَا رَبُنَا وَاصِفًا لَهَا
بَطَائِنُ مِن إِسْتَبْرَقٍ كَيْفَ ظَنُّكُمْ
…
ظَوَاهِرَهَا لَا مُنْتَهَىَ لِجَمَالِهَا
وإنْ تَكُنِ الأُخْرَى فَوَيْلٌ وَحَسْرَةٌ
…
وَنَارُ جَحِيْمٍ مَا أَشدَّ نَكَالَهَا
لَهُمْ تَحْتَهُم مِنْهَا مِهَادٌ وَفَوْقَهُمْ
…
غواشِي ومِن يَحْمُوْمِ سَاء ظِلَالُهَا
طَعَامُهُمُ الغِسْلِيْنُ فِيْهَا وإنْ سُقُوا
…
حَمِيْمًا بهِ الأمْعَاءُ كَانَ انْحِلَالُهَا
أَمَانِيْهُموْا فِيْهَا الخُرُوْجُ ومَالَهُمْ
…
خُرُوْجٌ ولا مَوْتٌ كَمَا لَا فَنَى لَهَا
مَحَلَّيْنِ قُلْ لِلنَّفْسِ لَيْسَ سِوَاهُمَا
…
لتَكْتَسِبَنْ أو تَكْتَسِبْ مَا بَدَا لَهَا