الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رافلاً في الشباب الوَجْفِ مُنْتَشيًا
…
مِن كأسِهِ هَلْ أصابَ الرُّشْدَ نُشْوَانُ
لا تَغْتَرِرْ بِشَبابٍ زَائِل خَضِلٍ
…
فَكَمْ تقَدّمْ قِبْلَ الشّيْبَ شُبُّانُ
ويا أخا الشيبِ لو ناصَحْتَ نفسَكَ لمْ
…
يَكُنْ لِمثْلِكِ في الإسْرافِ إمْعَانُ
هَبِ الشبيبةَ تُبْلى عُذْرَ صَاحِبها
…
ما عُذْرُ أشَيْبَ يَسْتَهْويِهِ شَيطانُ
كُلُ الذُنُوبِ فِإنَّ اللهَ يَغْفُرهَا
…
إنَّ شَيَّعَ المرِءَ إخلاصٌ وإيمانُ
وكُلُ كَسْرٍ فإنَّ الله يَجْبَرُهُ
…
وما لِكَسْرِ قَنَاةِ الدِينِ جُبْرانُ
انْتَهَى
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
خَبَتْ نَارُ نَفْسِي باشْتِعَالِ مَفَارِقِي
…
وَأَظْلَمَ لَيْلِي إِذْ أَضَاءَ شِهَابُهَا
أَيَا بُوْمَةً قَدْ عَشَّشَتْ فَوْقَ هَامَتي
…
عَلَى الرَّغْمِ مِنّي حِيْنَ طَارَ غُرَابُهَا
رَأَيْتِ خَرَابَ العُمْرِ مِنّي فَزُرْتِنِي
…
وَمَأْوَاكِ مِنْ كلِ الدِّيَارِ خَرَابُهَا
أَأَنْعَم عَيْشًا بَعْدَ مَا حَلَّ عَارِضِي
…
طَلَائِعُ شَيْبٍ لَيْسَ يُغْنِي خِضَابُهَا
إِذَا اصْفَرَ لَوْنُ المَرْءِ وابْيَضَّ شَعُرُهُ
…
تَنَغَّصَ مِنْ أَيَامِهِ مُسْتَطَابُهَا
وَعِزَةُ عُمْرِ المَرْءِ قَبْلَ مَشِيْبهِ
…
وَقَدْ فَنِيَتْ نَفسٌ تَوَلّى شَبَابُهَا
فَدَعْ عَنْكَ سَوْآتِ الأمورِ فإِنَّهَا
…
حَرَامٌ على نَفْسِ التَّقِيي ارْتِكابُهَا
وَأَدِّ زَكاةَ الجَاهِ واعْلَمْ بِأَنَّهَا
…
كَمِثْلِ زَكَاةِ المَالِ تَمَّ نِصابُهَا
وَأَحْسِنْ إلى الأَحْرارِ تَمْلكْ رِقابَهُمْ
…
فَخَيْرُ تِجَارَاتِ الرِّجَالِ اكْتِسَابُها
وَلَا تَمْشِيَن في مَنْكِبِ الأَرْضِ فَاخِرًا
…
فَعَمَّا قَليلٍ يَحْتَوِيْكَ تُرَابُهَا
وَمَنْ يَذُقِ الدُّنْيَا فإني طَعمتُهَا
…
وَسِيْقَ إِليْنَا عَذْبُهَا وَعَذَابُهَا
فَلم أَرَهَا إِلَاّ غُرُورًا وَبَاطِلاً
…
كَمَا لَاحَ في ظَهْرِ الفَلاةِ سَرَابُهَا
ومَا هِيَ إلَاّ جِيْفَةٌ مُسْتَحِيْلَةٌ
…
عَلَيْهَا كِلَابٌ هَمُّهُنَّ اجْتِذَابُهَا
فإنْ تَجْتَنِبْها كُنْتَ سِلْمًا لأَهْلِهَا
…
وإنْ تَجْتَذِبْهَا نَازَعَتْكَ كِلَابُهَا
إذا انْسَدَ بابٌ عَنْكَ مِنْ دُونِ حَاجَةٍ
…
فَدَعْهَا لأُخْرَى يَنْفَتِحْ لَكَ بَابُهَا
فإنَّ قُرَابَ البَطْنِ يَكْفِيكَ مِلؤُهُ
…
وَيَكْفِيكَ سَوآتِ الأُمُورِ اجْتِنَابُها
…
فَطُوبى لِنَفْسٍ أَوْطَنَتْ قَعْرَ بَيْتِها
…
مُغَلَقَةَ الأبوابِ مُرْخَىً حِجَابُهَا
فَيَارَبِّ هَبْ لِي تَوْبةً قَبْلَ مَهْلَكٍ
…
أُبَادِرُهَا مِنْ قَبْلِ إِغْلاقِ بَابِهَا
انْتَهَى