المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ومن عاش في الدنيا طويلا تكررت - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ١

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌يا فَاطِرَ الخَلْقِ البَدِيْعِ وكَافِلاً

- ‌بِذِكْرِكَ يَا مَوْلى الْوَرَى نَتَنَعَّمُ

- ‌صَرَفْتُ إلى رَبِّ الأنام مَطَالِبي

- ‌يَا خَالقِي عَبدُكَ الخاطِي الحَزينُ لَقَدْ

- ‌يَا مَنْ إلَيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ يبتهلوا

- ‌يا مَنْ يُغِيْثُ الوَرَى مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا

- ‌أَيَا لائِمِي مَالِي سِوَى البَيْتِ مَوْضِعٌ

- ‌لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءً وَالمُلْكُ رَبَّنَا

- ‌يَا نَفْسُ قَدْ طَابَ في إمْهَالِكِ العَمَلُ

- ‌لَكَ الحَمْدُ يَا ذَا الجُوْدِ والمَجْدِ والعُلَا

- ‌تَمَسَّكَ بِحَبْلِ اللهِ وَاتَّبِعِ الهُدَى

- ‌الَقْلبُ أَعْلَمُ يا عَذُولُ بِدَائِهِ

- ‌تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لمَا تَبَسَّمَا

- ‌ولَيْسَ اغْتِرَابُ الدِّينِ إلَاّ كَمَا تَرَى

- ‌لهَفِيْ عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ أَشْيَاعِهِ

- ‌خَاتِمَة وَنِدَاء لِلعلماءيا مَعْشَرَ العُلَمَآءِ لَبُّوا دَعْوةً

- ‌تَيَقَّضْ لِنَفْسٍِ عَنْ هُدَاهَا تَوَلتِ

- ‌أَيَا لَاهِيًا في غَمْرَةِ الجَهْلِ وَالهَوَى

- ‌ذُنُوبُكَ يَا مَغْرُورُ تُحْصَى وَتُحْسَبُ

- ‌إلَى كَمْ تَمَادَى في غُرُوْرٍ وَغَفلَةٍ

- ‌عَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ لَا تَتْرُكُوْنَهَا

- ‌وَقَدِّمْ أَحَاديثَ الرسولِ ونَصَّهً

- ‌على العِلمِ نبكي إِذْ قَدِ انْدرَسَ العِلْمُ

- ‌وللدَّهْرِ تَارَاتٌ تَمرُ على الفَتَى

- ‌عِلْمُ الحَدِيْثِ أجِلُّ السُّؤلِ والوَطَر

- ‌دَعِ البكاءَ على الأطْلَالِ والدَّار

- ‌يا تارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوطَانًا

- ‌دعونِيْ على نَفْسِي أَنُوحُ وأنْدُبُ

- ‌تَفُتُّ فُؤادَكَ الأيَّامُ فَتًّا

- ‌يَقُولُونَ لِي فِيْكَ انْقِباضٌ وإنَّمَا

- ‌مَعَ العِلْمِ فاسْلُكُ حيثُ مَا سَلَك العِلْمُ

- ‌لَقَدْ عَفَتْ مِنْ دِيَارِ العِلْمِ آثَارٌ

- ‌ذَوو العِلْمِ في الدنيا نُجومُ هِدايةٍ

- ‌تَعَلَّمْ فإنَّ العِلْمَ زينٌ لأهْلِهِ

- ‌واعْلمْ بأنَّ العِلمَ أرفعُ رُتْبَةً

- ‌جَزَى الله أَصْحَابَ الحَدِيثِ مَثْوبَةً

- ‌سَلَامِي على أهل الحديث فإِنني

- ‌أُوْصِيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ

- ‌يُشَارِكُكَ المُغْتَابُ في حَسَنَاتِهِ

- ‌تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ

- ‌إذا طَلَعتْ شمسُ النَّهارِ فإنِّها

- ‌نَمْضِي عَلَى سُبُلٍ كَانُوا لَهَا سَلَكُوا

- ‌وَمَا النَّاسُ إلَا رَاحِلُوْنَ وَبَيْنَهُمْ

- ‌يَا طَالِبًا رَاحَةً مِنْ دَهْرِهِ عَبَثًا

- ‌اكْدَحْ لِنَفْسكَ قَبْلَ المَوْتَِ في مَهلٍ

- ‌أَيَا لِلْمَنَايَا وَيْحَهَا مَا أَجَدَّهَا

- ‌أَلَمْ تَر أنَّ المرءَ يَِحْبسُ مَالَهُ

- ‌خَفِّضْ هُمُومَكَ فَالحَيَاةُ غَرُوْرُ

- ‌نَادَتْ بِوَشْك رَحْيْلكَ الأيَّامُ

- ‌فَاسْمَعْ صِفَاتِ عَرَائِس الْجَنَّاتِ

- ‌بِاللهِ مَا عُذْرُ امْرِءٍٍ هُو مُؤْمِنٌ

- ‌سِهَامُ المَنَايَا في الوَرَى لَيْسَ تُمْنَعُ

- ‌وَلَا بَأْسَ شَرْعاً أَنْ يَطِبَّكَ مُسْلِمٌ

- ‌فَيَا سَاهيًا فِي غَمْرِة الجَّهْلِ والْهَوَى

- ‌إِلَى مَتى أَرَى يا قَلْبُ مِنْكَ التَّرَاخِيَا

- ‌وَكَيْفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلْمِ أَعْيُنُهم

- ‌دَعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ

- ‌مَنْ ذَا الَّذِي قَدْ نَالَ رَاحَةَ فِكْرِهِ

- ‌يَا أيُّها السُّنيُّ خُذْ بِوَصِيَّتي

- ‌أَتَبكِيْ لِهَذَا الموتِ أمْ أنتَ عارِفُ

- ‌أَعَارَتْكَ دُنْيَا مُسْتَردٌ مُعارُهَا

- ‌أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا

- ‌لَيْسَ الغَرِيْبُ غَرِيْبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ

- ‌يَا نَفْسُ هَذَا الَّذِي تَأْتِينَهُ عَجَبٌ

- ‌هو اللهُ مَن أَعْطَى هُدَاهُ وَصحّ مِِن

- ‌مَحَمَّد الْمَبْعُوثُ لِلخَلْقِ رَحْمَةً

- ‌بِحَمْدِكَ ذِي الإِكْرَامِ مَا رُمْتُ أَبْتَدي

- ‌وَكُنْ عَالِمًا إِنَّ الذُّنُوبَ جَمِيْعَهَا

- ‌ومالِيْ ولِلدُّنْيَا وَلَيْسَتْ ببُغْيَتِي

- ‌تَبَارَك مَنْ عَمَّ الوَرَى بِنَوَالِهِ

- ‌إِلَى اللهِ نَشْكُوا غُربَةَ الدِّيْن والهُدَى

- ‌فَلَا يَغُرَنَّكُمَّ لَمَّا جَرَى قَدَرٌ

- ‌وأَنَّ ذَوِي الإِيمَانِ والعِلْمِ والنُهَى

- ‌سَعِدَ الذِيْنَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى

- ‌ فيما جرى على الإسلام وأهله من الظلمة والطغاة والمجرمين: جَازَاهُم اللهُ بِمَا يَسْتَحِقُّوْن:

- ‌وَكُنْ ذَاكِرًا للهِ في كُلِّ حَالَةٍ

- ‌إِليْكَ إِلهَ العَرْشِ أَشْكُو تضَرُّعَا

- ‌فِيْمَ الرُّكُونُ إلى دَارِ حَقِيْقَتُهَا

- ‌حَمِدْتُ الذِيُ يُوْلي الجَمِيْلَ وَيُنْعِمُ

- ‌الحمدُ للهِ القَوِيّ الماجدِ

- ‌إِنِّي أرِقتُ، وَذِكْرُ المَوتِ أَرَّقَني

- ‌مَنْ كَانَ يُوْحِشُهُ تَبْدِيْلُ مَنْزِلِه

- ‌إِذَا شِئْتَ أَن تَحْيا سَعيْدًا مَدَى العُمْرِ

- ‌وكُنْ بَيْنَ خَوْفٍ والرَّجَا عَاملاً لِمَا

- ‌قَوْمٌ مَضَوْا كَانَتِ الدُّنْيَا بهم نُزَهًا

- ‌إِنَّ القَنَاعَةْ كَنْزٌ لَيْسَ بالفَانِيْ

- ‌يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ

- ‌رَأَيْتُكَ فِيْمَا يُخْطِيءُ النَّاسُ تَنْظُرُ

- ‌يَا مُطْلِقَ الطَّرْفِ المُعَذَّبِ بالأُولَى

- ‌يَا خَاطِبَ الحُورِ الحِسَانِ وَطَالبًا

- ‌لِيَبْكِ رسولَ اللهِ مَن كان بَاكِيَا

- ‌يا مَن يَطُوفُ بكَعْبَةٍ الحُسْنِ التي

- ‌تَذَكَّرْ وَلَا تَنْسَ الْمِعَادَ وَلا تَكُنْ

- ‌إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ في الحَيَاةِ فَهاتِ

- ‌عَسَى توْبَةٌ تُمْحَى بِهَا كُلُّ زَلَّةِ

- ‌لَيْسَ الحَوادِثُ غَيرَ أَعْمَالِ امْرِيءٍ

- ‌إلَهِي لا تُعَذَبَنْي، فَإِنِّي

- ‌وَالجَنَّةُ اسْمُ الجنسِ وهْيَ كَثِيْرَةٌ

- ‌أذَلّ الحِرْصُ والطّمَعُ الرِّقابَا

- ‌لَيْتَ شِعْري سَاكَن القَبرِ المشِيْدْ

- ‌وَعَبْدُ الهَوَى يَمْتَازُ مِن عَبْدِ رَبِّهِ

- ‌قَدْ أَمْسَتْ الطَّيرُ وَالأَنْعَامُ آمِنةً

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيْمَانِ

- ‌محَمَّدُ المُصْطفى المُخَتارُ مَنْ ظَهَرَتْ

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَرَانِيْ إِذَا حَدَّثْتُ نَفْسِيْ بِتَوْبَةٍ

- ‌أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ

- ‌وَلَمَّا رَأيتُ القَوْمَ لا وِدَّ عِنْدَهُمْ

- ‌أَقُولُ وَأَوْلَى ما يُرَى في الدَّفَاترِ

- ‌جَزَا اللهُ رَبَّ الناس خَيَر جَزَائه

- ‌لَقَدْ خَابَ قَومٌ زَالَ عَنْهُم نَبِيُّهُم

- ‌رَسَائِلُ إِخوانِ الصَّفَا والتَّودُّدِ

- ‌يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيّدَ الثَّقَلانِ

- ‌مُرَادُكَ أنْ يَتِمَّ لَكَ المُرَادُ

- ‌لِمَنْ وَرْقَاءُ بِالوَادِي المَرِيْعِ

- ‌هُوَ الموتُ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعُ

- ‌يَا صَاحِبِيْ إِنَّ دَمْعِيْ اليَوْمَ مُنْهَمِلٌ

- ‌كرِهْتُ وَعَلَاّمِ الغُيوبِ حَيَاتِي

- ‌وَاهًا لِدُنْيَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ قَتَلَتْ

- ‌أخْلِ لِمَنْ ينْزِلُ ذَا المَنْزِلِ

- ‌يا قَومُ فَرْضُ الهِجْرَتَيْنِ بحَالِهِ

- ‌الدهْرُ يُعقب ما يَضَرُّ وينفع

- ‌يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنْفَاسُهُ

- ‌يَا مَنْ يَرُوْمُ الفَوزَ في الجَنْاتِ

- ‌يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُرِيْدُ نَجَاتَهُ

- ‌أَتَأَمَلُ في الدُنْيَا تَجِدُ وَتَعْمُرُ

- ‌لَقَدْ دَرَجَ الأسْلَافُ مِن قَبْلِ هَؤُلاءِ

- ‌أيا نَفْسُ لِلْمَعْنَى الأجَلِّ تَطَلَّبِي

- ‌أيَا ابْنَ آدَمَ والآلَاءُ سَابِغَةٌ

- ‌حَمَدْتُ الّذي أغْنَى وَأَقْنَى وَعَلَّمَا

- ‌عُرىَ الأعمارِ يَعْلُوها انْفِصَامُ

- ‌إلى مَتَى يَا عَيْنُ هَذَا الرُّقادُ

- ‌ألَا اِرْعِوَاءَ لِمَنْ كَانَتْ إِقَامَتُهُ

- ‌للهِ دَرُّ رِجَالٍ وَاصَلُوا السَّهَرا

- ‌ألَا يَا غَوَانِي مَنْ أرادت سَعَادَةً

- ‌إِلى اللهِ أُهْدِي مِدْحَتِيْ وَثَنَائِيَا

- ‌خُلِقْنَا لأَحْدَاثِ الليَالِي فَرائِسَا

- ‌غفلتُ وليس الموتُ في غفلةٍ عنِّي

- ‌وَإنِّيْ امْرُؤٌ بِالطَّبْعِ أُلْغِيْ مَطَامِعِيْ

- ‌هَذَا وَنَصْرُ الدِّيْنِ فَرْضٌ لَازِمٌ

- ‌أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ وَاقِفُ

- ‌خُزَّانُ وَحْي اللهِ لَمْ يُرَ غَيْرُهُم

- ‌يا جامعَ المالِ إن العُمَر مُنْصَرِمٌ

- ‌زِيادةُ المرءِ في دُنياهُ نقصانُ

- ‌خَبَتْ نَارُ نَفْسِي باشْتِعَالِ مَفَارِقِي

- ‌أَلَا قُلْ لأَهلِ الجهلِ مِن كُل مَن طَغى

- ‌اللهُ أَعْظَمَ مِمَّا جَالَ في الفِكَر

- ‌تَبَارَكَ مَنْ شُكْرُ الوَرَى عَنْهُ يَقْصُرُ

- ‌مشِيبُ النَّواصِيِ للِمنون رَسَول

- ‌أَفي كُلَّ يَوْمٍ لي مُنىً أَسْتَجِدُّها

- ‌عَجَبًا لِعَيني كَيْفَ يَطْرقُها الكَرى

- ‌نَادِ القُصورَ التي أقوَتْ مَعالِمُها

- ‌لاحَ المشيبُ بعَارِضَيْكَ كَما تَرى

- ‌يَا بَائعَ الدِّيْنِ بِالدُنْيَا وبَاطِلِهَا

- ‌خَلِيْلَيَّ عُوْجَا عَنْ طَرِيْقِ العَوَاذِلِ

- ‌بأَمْر دُنْياك لا تَغْفُلْ وكُنْ حَذِرًا

- ‌يَا نَائِمًا وَالْمَنُونَ يَقْضِي

- ‌باتُوا على قُلَلِ الأجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ

- ‌خَبَتْ مَصَابِيْحُ كُنَّا نَسْتَضِيْئُ بِهَا

- ‌يَقُولُون ليْ هَلَاّ نَهَضَتَ إلى العُلَا

- ‌أَحَاطَ بِتَفْصِيلِ الدَّقَائِقِ علْمُهُ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌بَكَيْتَ فَمَا تَبْكِيْ شَبَابَ صَبَاكَا

- ‌وَصِيَّتِيْ لَك يَا ذَا الفَضْلِ وَالأَدَبِ

- ‌يَا آمِنَ السَّاحَةِ لَا يَذْعَرُ

- ‌كل يَزَوْلُ وَكَلٌ هَالكٌ فَان

- ‌عَلَامَةُ صِحَّةٍ لِلْقَلْبِ ذِكرٌ

- ‌أَجَلُ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِيْ

- ‌صَبَرْتُ على بَعْضِ الأَذَىَ خَوفَ كُلِّه

- ‌هُوَ المَوْتُ ما مِنْهُ مَلاذٌ ومَهْرَبُ

- ‌إِذا ما حَذِرْتَ الأَمْرَ فاجْعَلْ إِزاءَه

- ‌إِلى اللهِ نَشْكُ قَسْوةً وَتَوَحَّدَا

- ‌قالَ ابنُ عباسٍ وَيُرْسَلُ رَبُنا

- ‌تَمَسَّكْ بِتَقْوَى اللهِ فالمَرءُ لَا يَبْقَى

- ‌قَضَى اللهُ أنْ لا تَعْبُدوا غَيْرَهُ حَتْما

- ‌فلا تُطِعْ زَوْجَةً في قَطْعِ وَالِدَةٍ

- ‌أعوُذُ برَبِّ العَرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرُهُ

- ‌إذا مُوْجِدُ الأشْيَاءِ يَسَّرَ لِلْفَتَى

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذَارِ المنَايَا

- ‌كم ذا أُؤمِّلْ عفوًا لسْتُ أكْسَبهُ

- ‌إِنَّ أُولِي العِلْمِ بِما فِي الفِتَنْ

- ‌فُجُدَّ ولا تَغْفُلْ وَكُنْ مُتَيَقِّظًا

- ‌أأحُورُ عنْ قَصْدِي وقد بَرِحَ الخَفا

- ‌دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ كَانَ في زَمَنِ الصِّبَا

- ‌إِنَّ الحَيَاةَ مَنَامٌ والمَآلُ بِنَا

- ‌طُوبي لِمن في مَراضِي رَبِّه رَغِبَا

- ‌لا يَأمَنِ المَوْتِ إلَاّ الخَائِنُ البَطِرُ

- ‌أَرَى الصَّبْرَ مَحْمُودَاً وَعَنْهُ مُذَاهِبٌ

- ‌اصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ خَيْرٌ لَوْ عَلِمْتَ بِهِ

- ‌وَكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ

- ‌نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثارُ تَنْدَرِسُ

- ‌لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرّتْهُ دُنْيا دَنِيَّةٌ

- ‌نَبيُ تَسَامَى في الْمَشارقِ نُورُهُ

- ‌لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ

- ‌ألَا إِنّما الدٌّنيا مَطِيَّةُ راكِبِ

- ‌أَنْتَ المُسَافِرُ والدُنْيَا الطَّرِيْقُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدنيا بِسَاعَتِكَ التي

- ‌يَا غَافِليْنَ أَفِيْقُوا قَبْلَ مَوْتِكُمُ

- ‌بِسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌يا نَفْسُ كُفِي فَطُولُ العُمرِ في قِصَرٍ

- ‌يَا مَنْ يُجِيْبُ دُعَا المُضْطَرِّ في الظُّلَمِ

- ‌مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ

- ‌قد آنَ بعد ظلامِ الجهلِ إبصارِي

- ‌نُورُ الحَدِيْثِ مُبِينٌ فادْنُ وَاقْتَبِِسِ

- ‌إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوْهُ

- ‌لَحَى الله دُنيا لا تَكُونُ مَطِيَّةً

- ‌أَطِل جَفْوَةَ الدُنْيَا وَدَعْ عَنْكَ شَأْنَهَا

- ‌بِرُوحِي أُناسًا قَبْلَنا قَد تَقَدَّمُوا

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌يَمْشُونَ نَحْوَ بُيُوتِ اللهِ إذ سَمِعُوا

- ‌لا في النهار ولا في الليل لِي فرحٌ

- ‌لَعَمْرِي لَقْد نُودِيْتَ لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ

- ‌وَلَمَّا قَسَا قَلْبِيْ وَضَاقَتْ مَذَاهِبِيْ

- ‌أَجَاعَتْهُمْ الدُّنْيَا فَخَافُوا وَلَمْ يَزَلْ

- ‌اجْعَل شِعَارَكَ حَيْثُمَا كُنْتَ التُقَى

- ‌ونَفسَكَ فازْجُرْها عَن الغَي والخَنَا

- ‌تَجهَّزِي بجَهازٍ تَبلَغينَ به

- ‌كَيْفَ احْتِيَالي إِذا جَاءَ الْحِسَابُ غَدَاً

- ‌وَإِنَّ جِهَادَ الكُفْرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ

- ‌نَرْضَى بما قَدَّرَ الرحمنُ مَوْلَانَا

- ‌قَلَّ الْحُمَاةُ وَمَا فِي الْحَيِّ أَنْصَارُ

- ‌حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا

- ‌تَطَاوَلَ ليْليِ في اكْتِسَابِ المَعَائِبِ

- ‌لِمَنْ جَدَثٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي

- ‌لِمَنِ الأقْبُرُ فِي تِلْكَ الرُّبَى

- ‌أُمْدُد يَمِيْنَكَ مِن دُنْيَاكَ آخِذة

- ‌أَلَم تَسْمَعْ عَنِ النَّبَأِ العَظَيمِ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌ومُجَرِّرٍ خَطِّيَّةً يَوْمَ الوَغَي

- ‌أَبَادَ ذَا المَوْتُ أَمْلاكًا وَمَا مَلَكَوا

- ‌وشَيَّعُوْهُ جَمَاعَاتٌ تَطُوْفُ بِهِ

- ‌ماذا تُؤْمِّلُ والأيَّامُ ذَاهِبَةٌ

- ‌واذكُرْ رُقَادَكَ في الثَّرى

- ‌ولَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايةَ جَانِبًا

- ‌قَطَعْتُ زَمَانِي حِيْنًا فَحِيْنَا

- ‌وما تَبْنِيهِ في دُنْيَاكَ هَذِي

- ‌لأَمْرِ مَا تَصَدَّعَتِ القُلُوبُ

- ‌يَا بَاكِيًا مِن خِيْفَةِ الموتِ

- ‌يَا رَبِّ يا مَنْ هُوَ العَلَاّمُ في الأَزَلِ

- ‌ورَيَّانَ مِن مَاء الشَّبَابِ إذا مَشَى

- ‌تَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا

- ‌رَفَعْتَ عَرْشكَ في الدنيا وَتُهْتَ بِهِ

- ‌قَدْ طَوَاكَ الزَّمانُ شَيْئًا فشيْئا

- ‌الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ على

- ‌اعتَزلْ ذكر الغواني وَالغَزَلْ

- ‌تدبَّرْ كِتابَ اللهِ يَنْفَعْكَ وَعْظُهُ

- ‌ولكِنَّنَا والحمدُ للهِ لَمْ نَزَلْ

- ‌انَتَبِهْ مِن كُلِ نَوْمٍ أَغْفَلَكْ

- ‌دَوَامُ حَالٍ مِن قَضَايَا المُحَالْ

- ‌سَأَنْظِمُ مِنْ فَخْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌يا أَيُّهَا العَاصِي الْمُسِيء إِلَى مَتَى

- ‌يا مَنْ لَهُ سِتْرٌ عليَّ جَمِيْلُ

- ‌يا مَن لهُ السِتْرُ الجميل على الورى

- ‌كرِّرْ عَليَّ الذَّكْرَ مِن أسْمَائِهِ

- ‌مَن رَامَ أَنْ يَأْخُذَ الأَشْيَا بقُوّتِهِ

- ‌مَضَى الزَّمَانُ وَعَيْشِيْ عَيْشُ تَنْكِيدْ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌أَحَاطَتْ بِهِ أَحْزَانُهُ وهُمُومُهُ

- ‌أَلَا إنما الدُّنيا مَتَاعُ غُرُورِ

- ‌فَيَا مَعْشَرَ الحُكَّامِ مِن كُلِّ مسلٍم

- ‌فَأَمْسَوا رَمِيْمًا فِي التُّرابِ وَعُطلتْ

- ‌إِليْكَ رَسُولَ اللهِ منَّا تَحِيَّةً

- ‌لا بد للضّيق في الدنيا من الفرج

- ‌أتيت إِليكَ يا رَبَّ العِبَادِ

- ‌إذا شِئْتَ أَنْ تَرْثي فَقِيْدًا مِن الوَرَى

- ‌كَأَنَّكَ لََم تَسْمَعْ بِأخْبَارِ مَن مَضَى

- ‌فَلِلَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ

- ‌إلىْ كَمْ إِذَا مَا غِبْت تُرْجَى سَلامَتِي

- ‌أَسَأتُ فَمَا عُذْرِي إِذَا انْكَشفَ الغِطَا

- ‌صُنِ الحُسْنَ بالتَّقْوَى وإلا فَيَذْهَبُ

- ‌غَفَلْتُ وَحَادِيْ المَوتِ فِي أَثَرِيْ يَحْدُوْ

- ‌«إذا شَغَّلَ الضُّيَاعُ آلاتِ لَهُوِهِمْ

- ‌فَلَا تَرْجُ إِلَاّ اللهَ في كُلِّ حَادِثٍ

- ‌هُوَ الوقتُ فَاصْبِرْ مَا عَلَى الوقت مَعْتَبُ

- ‌وإنْ تُبْدِ يَوْمًا بالنَّصيحَةِ لامْرِئ

- ‌يا مُنْفِقَ العُمْرِ فِي حِرْصٍ وَفِي طَمَعٍ

- ‌فَهُبُّوا أُهِيْلَ العِلْمِ مِنْ رَقْدَةِ الهَوَى

- ‌أرَىَ الوقت أَغْنَى خَطْبُهُ عن خِطَابِهِ

- ‌لَنَا كُلَّ يَوْمٍ رَنَّةٌ خَلْفَ ذَاهِبٍ

- ‌ولَمَّا قَسَا قَلْبِي وضَاقَتْ مَذَاهِبِي

- ‌أَسْتغْفِرُ الله رَبي في مُنَاجَاتي

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ المَرْءَ يُوْدِى شَبَابُهُ

- ‌سِنُّوا هِجْرَةِ المخَتارِ فِيهَا حَوَادِثٌ

- ‌إذَا رُمْتَ أن تَنْجُو مَن النارِ سَالِمًا

- ‌يا ذَا الجَلالِ ويا ذَا الجُوَدِ وَالكَرمِ

- ‌خَلِ ادَّكَارَ الأَرْبُعِ

- ‌كأني بِنفْسِي وهْيَ في السَّكَرِاتِ

- ‌مَا دَارُ دُنْيا لِلْمُقِيمِ بِدَارِ

- ‌قِفْ بِالقُبُورِ بِأَكْبَادٍ مُصَدَّعَةً

- ‌إِني بُلِيتُ بِأَرْبعٍ مَا سُلِّطُوا

- ‌ألا أيَّهُا اللَاّهِي وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ

- ‌فلا تَجْزَعَنْ لِلْبَيْنِ كل جَمَاعَةٍ

- ‌يَشْتاق كُلُ غَرِيْبٍ عند غرْبتِهِ

- ‌أشتَاقُ أهْلِي وَأوْطَانِي وقَدْ مُلِكَتْ

- ‌خَلَتْ دُوْرُهُم مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِرَاصُهُمْ

- ‌وَفي ذِكْرِ هَوْلِ المَوْتِ وَالقَبْرِ والْبِلَى

- ‌وَلم تَتَزَوَّدْ لِلرَّحِيْل وَقَدْ دَنَا

- ‌لهفي على عُمُري الذي ضَيَّعْتُهُ

- ‌تُخَرِّبُ مَعْمُوْرًا وَتَعْمُرُ فَانِيا

- ‌كم ضَاحكِ والمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ

- ‌يُفْنِي البَخِيْل بِجَمْعِ المَالِ مُدَّتَهُ

- ‌وذِيْ حِرْصٍ تَرَاهُ يَلِمُّ وَفْرًا

- ‌قُلْ لِيْ بِرَبِّكَ مَاذَا يَنْفَعُ المَالُ

- ‌تَمُرُّ لِدَاتِي واحِدًا بَعْدَ واحِدِ

- ‌يا آمنَ الأقدارِ بَادِرْ صَرْفَها

- ‌والمرءُ يُبْلَيِْه فِي الدنيا ويَخْلقُهُ

- ‌«أُؤَمِّلُ أَنْ أَحُيَا وَفي كُلِّ سَاعَةٍ

- ‌يا أيُّهَا البَانِي الناسِي مَنِيَّتهُ

- ‌سِتٌّ بُلِيْتُ بِهَا والمُسْتَعاَذُ بِهِ

- ‌تَصْفُو الحَيَاةُ لِجَاهِلِ أَوْ غَافِلٍ

- ‌ضيَّعْتَ وَقْتَكَ فانقضَى في غَفْلَةٍ

- ‌أَتَبْنِي بِنَاءَ الخَالِدين وإِنَّمَا

- ‌إذا اكْتَسَبِ المالَ الفَتَى مِن وُجُوْهِهِ

- ‌أَبَدًا تُفهِّمُنَا الخُطُوبُ كُرُوْرَهَا

- ‌لا تَحْسِدَنَّ غَنِيًا في تنعُمِهِ

- ‌يا عينُ فابِكِي عَلَى الإِخوانِ لَوْ بِدَمِ

- ‌سُؤآلٌ فَهَلْ مُفْتٍ مِن القومِ يَنْظِمُ

- ‌أُفٍّ لَهَا دُنْيَا فلا تَسْتَقِرَّ

- ‌يا نَفسُ مَا عيشُك بالدائبِ

- ‌ومن عاش في الدنيا طويلا تَكررتْ

الفصل: ‌ومن عاش في الدنيا طويلا تكررت

لو لم يكن شيء سوى الموتِ كا

ن الزهدُ في الدنيا من الواجب

أو لم يكن موتُ لكانتْ همـ

ـومُ الدهرِ تَنْفِي رغبةَ الراغب

فكيفَ والإِنسانُ من بعدِه

مُناقَشْ من عالمٍ حاسِب

قد أنْذَرَ الوعظُ وأسْماعُنَا

عن كلِّ ما يذكُر في جانب

آخر:

‌ومن عاش في الدنيا طويلا تَكررتْ

عَليه مَسَراتٌ لَهَا وفَجائِعُ

لَعَمْرُكَ مَا سَاوَىَ البَقَاءُ أقلَّ مَا

يُكَابِدُهُ فيها الفَتَى ويُصارِعُ

حَلا فهْوَ مِثْلُ الشهدِ في فَمِ ذائقٍ

يَلَذُّ، وفي أثْنَائِهِ السُمُّ نَاقِعُ

يُسَرُّ امْرؤ بالكَسْبِ وهْوَ مُحقِّقٌ

بأنَّ الذي يَحْوِي مَعَ الموتِ ضائِعُ

ويَحتالُ في دَفْعِ المَخوفِ وعُمْرُهُ

تُمزِّقهُ سَاعاتُهُ وهْوَ وادِعُ

ويأمنُ حَمَلاتِ المنايا وعِنْدَهُ

لآبائهِ مِن بَطْشِهنَّ مَصَارِعُ

تَغُولُ الملُوكَ الصِّيدَ قَسْرًا، ودُونَها

عِتاقُ المَذاكِي والرِّمَاحُ الشَّوَارِعُ

حَياةُ الوَرَى سِجنٌ فِسيّانَ مُطْلَقٌ

لَديها ومَن ضَاقَتْ عَليه الجَوامِعُ

وللنفسِ في تِلك القَناعةِ راحةٌ

وعِزٌ ولَكِنْ لَيْسَ في النَّاسِ قانِعُ

ومَن كَانَتِ الآمالُ أقواتَ نَفْسِه

تَطاولَ منها أكْلُهُ وهْو جَائِعُ

لَقَدْ نَطَقَتْ فينا الليالِي فأفْصحَتْ

بِوَعْظٍ لَوْ انَّ الوَعْظَ لِلْمَرءِ نافِعُ

ولَكِنْ إذَا مَا صُمَّ قَلْبٌ فقلَّما

تُفيدُ - وإنْ طالَ الكَلامُ - المَسامِعُ

ومن نَكَدِ الأيامِ فرقة مَوْطِنٍ

نأى فنأى عنه الصديقُ المُطَاوِعُ

ولا سَيَّما أرْضٌ كأرْضِي، وأسْرة

كَقَومِي وَعْيشٌ مِثْلُ عَيشىَ يانِعُ

ثلاثٌ إذَا عَدَّدْتُها لَمْ يكن لَهَا

على صحةِ التقسيم في الفَصْلِ رَابعُ

سُرُوْرٌ ولذاتٌ صَفَتْ مِن كَبَائرٍ

نَهتْها النُّهَى عن قُرْبِنا والشَّرائِعُ

خَلتْ هذه الآثارُ مِني ومَا خَلَتْ

لَهَا مِن جَنَانِي في السُّوَيْدَا مَوَاضِعُ

ص: 582

فيا أهلَ وُدِّى، هل لمن بانَ عنكمُ

إلى عَوْدةٍ في مِثْلِ مَا كَانَ شَافِعُ

فَلِي بعدَكم شوقٌ أثار تأسُّفا

يًصغِّر عندي كلَّ مَا أنَا صَانِعُ

فما بكثيرٍ قَرْعُ سِنِّى لأَجْلِهِ

ولا بِعظِيمٍ أنْ تُعَضَّ الأصابعُ

عليكم سلامٌ تَقْتَفِيه سَلَامَةٌ

لَهُ تَبَعٌ أمْيَالُهَا وطَلائِعُ

سلامٌ كأنفاسِ الرِّياضِ تَفَتَّحَتْ

مِن النَّوْرِ في أبْرَادِهِنَّ وَشَائِعُ

وقال ابن القيم رحمه الله في جوَاب المُثِيْبِ لِصِفاتِ الله إذَا سَأَلَه اللهُ تعالى يَوْمَ القِيَامَة:

والآخرون أتوْا بما قد قاله

من غير تحريف ولا كتمان

قالوا تلقينا عقيدتنا عن الـ

ـوحيين بالأخبار والقرآن

فالحكم ما حكما به لا رأى أهـ

ـل الاختلاف وظن ذي الحسبان

آراؤهم أحداث هذا الدين نا

قضة لأصل طهارة الإيمان

آراؤهم ريح المقاعد أين تلـ

ـك الريح من روْح ومن ريحان

قالوا وأنت رقيبنا وشهيدنا

من فوق عرشك يا عظيم الشان

إنا أبيْنا أن ندين ببدعة

وضلالة أَوْ إفْكِ ذي بهتان

لكن بما قد قلته أو قاله

من قد أتانا عنك بالفرقان

وكذاك فارقناهمُ حين احتيا

ج الناس للأنصار والأعوان

كيلا نصير مصيرهم في يومنا

هذا ونطمع منك بالغفران

فمن الذي منا أحق بأمنة

فاختر لنفسك يا أخا العرفان

لا بد أن نلقاه نحن وأنتمُ

في موقف العرض العظيم الشان

وهناك يسألنا جميعًا ربنا

ولديه قطعًا نحن مختصمان

فنقول قلت كذا وقال نبينا

أيضًا كذا فإمامنا الوحيان

فافعل بنا ما أنت أهل بعد ذا

نحن العبيد وأنت ذو الإحسان

أفتقدرون على جواب مثل ذا

أم تعدلون على جواب ثان

ص: 583

ما فيه قال الله قال رسوله

بل فيه قلنا مثل قول فلان

وهو الذي أدَّت إليه عقولنا

لما وزنَّا الوحي بالميزان

أن كان ذلكم الجواب مخلَّصا

فامضوا عليه يا ذوي العرفان

تالله ما بعد البيان لمنصف

إلا العناد ومركب الخذلان

* * *

(فصل في تحميل أهل الإثبات للمعطلين شهادة

تؤدى عند رب العالمين)

وقال رحمه الله:

يا أيها الباغي على أتباعه

بالظلم والبهتان والعدوان

قد حملوك شهادة فاشهد بها

إن كنت مقبولا لدى الرحمن

واشهد عليهم أن سئلت بأنهم

قالوا إله العرش والأكوان

فوق السموات العلى حقًا على العر

ش استوى سبحان ذي السلطان

والأمر ينزل منه ثم يسير في الـ

أقطار سبحان العظيم الشان

وإليه يصعد ما يشاء بأمره

من طيبات القول والشكران

وإليه قد صعد الرسول وقبله

عيسى بن مريم كاسر الصلبان

وكذلك الأملاك تصعد دائما

من ههنا حقًا إلى الديان

وكذاك روح العبد بعد مماتها

ترقى إليه وهو ذو إيمان

واشهد عليهم أنه سبحانه

متكلم بالوحي والقرآن

سمع الأمين كلامه منه وأدَّ

اه إلى المبعوث بالفرقان

هو قول رب العالمين حقيقة

لفظًا ومعنى ليس يفترقان

واشهد عليهم أنه سبحانه

قد كلم المولود من عمران

سمع ابن عمران الرسول كلامه

منه إليه مسمع الآذان

ص: 584

واشهد عليهم أنهم قالوا بأ

ن الله ناداه وناجاه بلا كتمان

واشْهَدْ عليهم أنهم قالوا بأ

ن الله نادى قبله الأبوان

واشهد عليهم أنهم قالوا بأ

ن الله يسمع صوته الثقلان

والله قال بنفسه لرسوله

إني أنا الله العظيم الشان

والله قال بنفسه لرسوله

اذهب إلى فرعون ذي الطغيان

والله قال بنفسه حم معْ

طه ومع يس قول بيان

واشهد عليهم أنهم وصفوا الإلـ

ـه بكل ما قد جاء في القرآن

وبكل ما قال الرسول حقيقة

من غير تحريف ولا عدوان

واشهد عليهم أن قول نبيهم

وكلام رب العرش ذا التبيان

نص يفيد لَدَيْهِمُو علم اليقيـ

ـن إفادة المعلوم بالبرهان

واشهد عليهم أنهم قد قابلوا التـ

ـعطيل والتمثيل بالنكران

إن المعطل والممثل ما هما

متيقنيْن عبادة الرحمن

ذا عابد المعدوم لا سبحانه

أبدًا وهذا عابد الأوثان

واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا

الأسماء والأوصاف للديان

وكذلك الأحكام أحكام الصـ

ـفات وهذه الأركان للإيمان

قالوا عليم وهْو ذو علم

ويعلم غاية الأسرار والإعلان

وكذا بصير وهْو ذو بصر ويبـ

ـصركلَّ مرئِي وذِي الأكوان

وكذا سميع وهْو ذو سمع ويسـ

ـمع كل مسموع مِن الأكوان

متكلمٌ وله كلامٌ وصْفُهُ

ويكلم المخصوصَ بالرضوان

وهو القويُ بقوةٍ هيَ وصْفُهُ

وعليكَ يقدر يا أخا السلطان

وهو المريد له الإرادة هكذا

أبدًا يريد صَنَائِعَ الإِحسان

والوصُف مَعْنىً قائم بالذات والـ

أسماء أعلامٌ له بِوزانِ

أسماؤه دلت على أوصافه

مشتقة منها اشتقَاقَ معان

ص: 585

وصفاته دَلَّتْ على أسمائِهِ

والفِعل مَرْتَبطٌ به الأمران

والحكم نسبتها إلى متعلقَا

تٍ تَقْتَضِي آثارها ببيان

ولربما يعني به الأخبار عن

آثارها يعني به أمران

والفعل إعطاء الإرادة حكمها

مع قدرة الفعال والإمكان

فإذا انتفت أوصافه سبحانه

فجميع هذا بيِّن البطلان

واشهد عليهم أنهم قالوا

بهذا كله جهرًا بلا كتمان

واشهد عليهم أنهم بُرءَاءُ من

تأويل كل محرف شيطان

واشهد عليهم أنهم يتأوَلو

ن حقيقة التأويل في القرآن

واشهد عليهم أن تأويلاتهم

صرف عن المرجوح للرجحان

واشهد عليهم أنهم حملوا النصو

ص على الحقيقة لا المجاز الثاني

إلا إذا ما اضطرهم لمجازها المضـ

ـطر من حسن ومن برهان

فهناك عصمتها إباحته بغيـ

ـر تجانف للإثم والعدوان

واشهد عليهم أنهم لا يكفرو

نكم بما قلتم من الكفران

إذ أنتمُ أهل الجهالة عندهم

لستم أُولِي كفر ولا إيمان

لا تعرفون حقيقة الكفران بل

لا تعرفون حقيقة الإيمان

إلا إذَا عاندتمُ ورددتمُ

قول الرسول لأجل قول فلان

فهناك أنتم أكفر الثَّقَلَيْنِ من

إنس وجن ساكني النيران

واشهد عليهم أنهم قد أثبتوا الـ

أقدار واردة من الرحمن

واشهد عليهم أن حجة ربهم

قامت عليهم وهْو ذو غفران

واشهد عليهم أنهم هم فاعلو

ن حقيقة الطاعات والعصيان

والجبر عندهم محال هكذا

نفي القضاء فبئست الرايان

واشهد عليهم أن إيمان الورى

قول وفعل ثم عقد جَنان

ص: 586

والله ما إيمان عاصينا كإيـ

ـمان الأمين منزل القرآن

كلا ولا إيمان مؤمننا كإيـ

ـمان الرسول معلم الإيمان

واشهد عليهم أنهم لم يخلدوا

أهل الكبائر في حَمِيمٍ آن

بل يخرجون بإذنه بشفاعة

وبدونها لمساكن بجنان

واشهد عليهم أن ربهمُ يُرى

يوم المعاد كما يُرى القمران

واشهد عليهم أن أصحاب الرسو

ل خيار خلق الله من إنسان

حاشا النبيين الكرام فإنهم

خير البرية خيرة الرحمن

وخيارهم خلفاؤه من بعده

وخيارهم حقًا هما العمران

والسابقون الأولون أحق

بالتقديم ممن بعدهم ببيان

كل بحسب السبق أفضل رتبة

من لاحق والفضل للمنان

* * *

(فصل في عهود المثبتين مع رب العالمين)

يا ناصر الإِسلام والسنن التي

جاءت عن المبعوث بالفرقان

يا من هو الحق المبين وقوله

ولقاؤه ورسوله ببيان

اشرح لدينك صدر كل موحد

شرحًا ينال به ذرى الإيمان

واجعله مؤتمًا بوحيك لا بما

قد قاله ذو الافك والبهتان

وانصر به حزب الهدى واكبت بِهِ

حزب الضلال وشيعة الشيطان

وانعش به من قصده إحْيَاءَهُ

واعصمه من كيد امرئ فتان

واضرب بحقك عنق أهل الزيغ والتـ

ـبديل والتكذيب والطغيان

فوحق نعمتك التي أوليتني

وجعلت قلبي واعي القرآن

وكَتَبْتَ في قلبي متابعة الهدى

فقرأت فيه أسطر الإِيمان

ونشلتني من حب أصحاب الهوى

بحبائل من محكم الفرقان

ص: 587

وجعلت شربي المنهل العذب الذي

هو رأس ماء الوارد الظمآن

وعصمتني من شرب سفل الماء تحـ

ـت نجاسة الآراء والأذهان

وحفظتني مما ابتليت به الألى

حكموا عليك بشرعة البهتان

نبذوا كتابك من وراء ظهورهم

وتمسكوا بزخارف الهذيان

وأريتني البدع المضلة كيف

يلقيها مزخرفة إلى الإنسان

شيطانه فيظل ينقشها له

نقش المشبه صورة بدهان

فيظنها المغرور حقًا وهي في التـ

ـحقيق مثل الآل في القيعان

لأجاهدن عداك ما أبقيتني

ولأجعلن قتالهم ديداني

ولأفضحنهم على روس المَلَا

ولأفرينَّ أديمهم بلساني

ولأكشفن سرائرا خفيت على

ضعفاء خلقك منهم بيان

ولأتبعنهمُ إلى حيث انتهو

حتى يقال أبعد عَبَّادَانِ

ولأرجمنهم بأعلام الهدى

رجم المريد بِثَاقِبِ الشهبانِ

ولأقعدن لهم مراصد كيدهم

ولأحصرنهُمُ بكل مَكَانِ

ولأجعلن لحومهم ودماءهم

في يوم نصرك أعظم القربان

ولأحملن عليهمُ بعساكر

ليست تفر إذا التقى الزحفان

بعساكر الوحيين والفطرات والـ

ـمعقول والمنقول بالإحسان

حتى يبين لمن له عقل من الـ

أوْلى بحكم العقل والبرهان

ولأنصحن الله ثم رسوله

وكتابه وشرائع الإيمانِ

إن شَاءَ ربي ذا يكون بحوله

إنْ لَم يشأ فالأمرُ لِلرَّحمنِ

تمَّ هذَا الجُزْءُ الأول بِعَوْنِ الله وَتَوْفِيْقِهِ، وَنسْألُ اللهُ الحَيَّ القَيَّوْمَ العَلِيَّ العَظِيْمَ ذا الجَلَالِ والإِكْرَامِ، الوَاحِدَ الأَحَدَ الفَرْدَ الصَّمَد الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كفوًا أَحَد - أنْ يُعِزَّ الإسْلَامَ والمُسْلِمِيْنَ، وأنْ يَخْذُلَ الكَفَرَةَ والمُشْرِكِيْنَ

ص: 588

وأَعْوَانَهُمْ وأنْ يُصْلِحَ من في صلاحه صَلاحٌ للإِسْلامِ والمُسْلِمِيْنَ، وَيُهْلِكَ منْ في هلَاكِهِ عز وصلاح للإِسْلامِ والمُسْلِمِيْنَ، وَأَنْ يَلُمَّ شَعَث المُسْلِمِيْنَ وَيَجْمَعَ شَمْلَهُمْ وَيُوَحِّدَ كَلِمَتَهُمْ، وَأَنْ يَحْفَظَ بِلادَهُمْ، ويُصْلِحَ أولادَهُمْ، وَيَشْفِي مَرْضَاهُمْ، وَيُعَافِي مُبْتَلَاهُمْ، وَيَرْحَمَ مَوْتَاهُمْ، وَيَأخُذَ بِأَيْدِيْنَا إلى كُلِّ خَير، وَيَعْصِمَنَا وأيَّاهم مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَيَحْفَظنا وإيَّاهم مِن كُلِّ ضُرٍ، وأن يَغْفِرَ لنا ولوالدينا وجميع المسلمين بِرَحْمَتِهِ إنَّه أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ، وصلى الله على محمد وعلى آله وَصَحْبِهِ أجمعين.

والله المسؤول أن يجعل عملنا هذا خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به نفعًا عامًا إنه سميع قريب مجيب على كل شيء قدير.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

ص: 589