المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بحمدك ذي الإكرام ما رمت أبتدي - مجموعة القصائد الزهديات - جـ ١

[عبد العزيز السلمان]

فهرس الكتاب

- ‌يا فَاطِرَ الخَلْقِ البَدِيْعِ وكَافِلاً

- ‌بِذِكْرِكَ يَا مَوْلى الْوَرَى نَتَنَعَّمُ

- ‌صَرَفْتُ إلى رَبِّ الأنام مَطَالِبي

- ‌يَا خَالقِي عَبدُكَ الخاطِي الحَزينُ لَقَدْ

- ‌يَا مَنْ إلَيْهِ جَمِيْعُ الخَلْقِ يبتهلوا

- ‌يا مَنْ يُغِيْثُ الوَرَى مِنْ بَعْدِ ما قَنَطُوا

- ‌أَيَا لائِمِي مَالِي سِوَى البَيْتِ مَوْضِعٌ

- ‌لَكَ الحَمْدُ وَالنَّعْمَاءً وَالمُلْكُ رَبَّنَا

- ‌يَا نَفْسُ قَدْ طَابَ في إمْهَالِكِ العَمَلُ

- ‌لَكَ الحَمْدُ يَا ذَا الجُوْدِ والمَجْدِ والعُلَا

- ‌تَمَسَّكَ بِحَبْلِ اللهِ وَاتَّبِعِ الهُدَى

- ‌الَقْلبُ أَعْلَمُ يا عَذُولُ بِدَائِهِ

- ‌تَبَيَّنَ ثَغْرُ الفَجْرِ لمَا تَبَسَّمَا

- ‌ولَيْسَ اغْتِرَابُ الدِّينِ إلَاّ كَمَا تَرَى

- ‌لهَفِيْ عَلَى الإِسْلَامِ مِنْ أَشْيَاعِهِ

- ‌خَاتِمَة وَنِدَاء لِلعلماءيا مَعْشَرَ العُلَمَآءِ لَبُّوا دَعْوةً

- ‌تَيَقَّضْ لِنَفْسٍِ عَنْ هُدَاهَا تَوَلتِ

- ‌أَيَا لَاهِيًا في غَمْرَةِ الجَهْلِ وَالهَوَى

- ‌ذُنُوبُكَ يَا مَغْرُورُ تُحْصَى وَتُحْسَبُ

- ‌إلَى كَمْ تَمَادَى في غُرُوْرٍ وَغَفلَةٍ

- ‌عَلَيْكُم بِتَقْوَى اللهِ لَا تَتْرُكُوْنَهَا

- ‌وَقَدِّمْ أَحَاديثَ الرسولِ ونَصَّهً

- ‌على العِلمِ نبكي إِذْ قَدِ انْدرَسَ العِلْمُ

- ‌وللدَّهْرِ تَارَاتٌ تَمرُ على الفَتَى

- ‌عِلْمُ الحَدِيْثِ أجِلُّ السُّؤلِ والوَطَر

- ‌دَعِ البكاءَ على الأطْلَالِ والدَّار

- ‌يا تارِكًا لِمَرَاضِي اللهِ أَوطَانًا

- ‌دعونِيْ على نَفْسِي أَنُوحُ وأنْدُبُ

- ‌تَفُتُّ فُؤادَكَ الأيَّامُ فَتًّا

- ‌يَقُولُونَ لِي فِيْكَ انْقِباضٌ وإنَّمَا

- ‌مَعَ العِلْمِ فاسْلُكُ حيثُ مَا سَلَك العِلْمُ

- ‌لَقَدْ عَفَتْ مِنْ دِيَارِ العِلْمِ آثَارٌ

- ‌ذَوو العِلْمِ في الدنيا نُجومُ هِدايةٍ

- ‌تَعَلَّمْ فإنَّ العِلْمَ زينٌ لأهْلِهِ

- ‌واعْلمْ بأنَّ العِلمَ أرفعُ رُتْبَةً

- ‌جَزَى الله أَصْحَابَ الحَدِيثِ مَثْوبَةً

- ‌سَلَامِي على أهل الحديث فإِنني

- ‌أُوْصِيْكُمُ يَا مَعْشَرَ الإِخْوَانِ

- ‌يُشَارِكُكَ المُغْتَابُ في حَسَنَاتِهِ

- ‌تَفِيْضُ عُيُوْنِيْ بالدُّمُوعِ السَّواكِبِ

- ‌إذا طَلَعتْ شمسُ النَّهارِ فإنِّها

- ‌نَمْضِي عَلَى سُبُلٍ كَانُوا لَهَا سَلَكُوا

- ‌وَمَا النَّاسُ إلَا رَاحِلُوْنَ وَبَيْنَهُمْ

- ‌يَا طَالِبًا رَاحَةً مِنْ دَهْرِهِ عَبَثًا

- ‌اكْدَحْ لِنَفْسكَ قَبْلَ المَوْتَِ في مَهلٍ

- ‌أَيَا لِلْمَنَايَا وَيْحَهَا مَا أَجَدَّهَا

- ‌أَلَمْ تَر أنَّ المرءَ يَِحْبسُ مَالَهُ

- ‌خَفِّضْ هُمُومَكَ فَالحَيَاةُ غَرُوْرُ

- ‌نَادَتْ بِوَشْك رَحْيْلكَ الأيَّامُ

- ‌فَاسْمَعْ صِفَاتِ عَرَائِس الْجَنَّاتِ

- ‌بِاللهِ مَا عُذْرُ امْرِءٍٍ هُو مُؤْمِنٌ

- ‌سِهَامُ المَنَايَا في الوَرَى لَيْسَ تُمْنَعُ

- ‌وَلَا بَأْسَ شَرْعاً أَنْ يَطِبَّكَ مُسْلِمٌ

- ‌فَيَا سَاهيًا فِي غَمْرِة الجَّهْلِ والْهَوَى

- ‌إِلَى مَتى أَرَى يا قَلْبُ مِنْكَ التَّرَاخِيَا

- ‌وَكَيْفَ قَرَّتْ لأَهْل العِلْمِ أَعْيُنُهم

- ‌دَعِ التَّشَاغُلَ بالْغِزْلَانِ وَالغَزَلِ

- ‌مَنْ ذَا الَّذِي قَدْ نَالَ رَاحَةَ فِكْرِهِ

- ‌يَا أيُّها السُّنيُّ خُذْ بِوَصِيَّتي

- ‌أَتَبكِيْ لِهَذَا الموتِ أمْ أنتَ عارِفُ

- ‌أَعَارَتْكَ دُنْيَا مُسْتَردٌ مُعارُهَا

- ‌أَنَا العَبْدُ الَّذِي كَسَبَ الذُّنُوبَا

- ‌لَيْسَ الغَرِيْبُ غَرِيْبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ

- ‌يَا نَفْسُ هَذَا الَّذِي تَأْتِينَهُ عَجَبٌ

- ‌هو اللهُ مَن أَعْطَى هُدَاهُ وَصحّ مِِن

- ‌مَحَمَّد الْمَبْعُوثُ لِلخَلْقِ رَحْمَةً

- ‌بِحَمْدِكَ ذِي الإِكْرَامِ مَا رُمْتُ أَبْتَدي

- ‌وَكُنْ عَالِمًا إِنَّ الذُّنُوبَ جَمِيْعَهَا

- ‌ومالِيْ ولِلدُّنْيَا وَلَيْسَتْ ببُغْيَتِي

- ‌تَبَارَك مَنْ عَمَّ الوَرَى بِنَوَالِهِ

- ‌إِلَى اللهِ نَشْكُوا غُربَةَ الدِّيْن والهُدَى

- ‌فَلَا يَغُرَنَّكُمَّ لَمَّا جَرَى قَدَرٌ

- ‌وأَنَّ ذَوِي الإِيمَانِ والعِلْمِ والنُهَى

- ‌سَعِدَ الذِيْنَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى

- ‌ فيما جرى على الإسلام وأهله من الظلمة والطغاة والمجرمين: جَازَاهُم اللهُ بِمَا يَسْتَحِقُّوْن:

- ‌وَكُنْ ذَاكِرًا للهِ في كُلِّ حَالَةٍ

- ‌إِليْكَ إِلهَ العَرْشِ أَشْكُو تضَرُّعَا

- ‌فِيْمَ الرُّكُونُ إلى دَارِ حَقِيْقَتُهَا

- ‌حَمِدْتُ الذِيُ يُوْلي الجَمِيْلَ وَيُنْعِمُ

- ‌الحمدُ للهِ القَوِيّ الماجدِ

- ‌إِنِّي أرِقتُ، وَذِكْرُ المَوتِ أَرَّقَني

- ‌مَنْ كَانَ يُوْحِشُهُ تَبْدِيْلُ مَنْزِلِه

- ‌إِذَا شِئْتَ أَن تَحْيا سَعيْدًا مَدَى العُمْرِ

- ‌وكُنْ بَيْنَ خَوْفٍ والرَّجَا عَاملاً لِمَا

- ‌قَوْمٌ مَضَوْا كَانَتِ الدُّنْيَا بهم نُزَهًا

- ‌إِنَّ القَنَاعَةْ كَنْزٌ لَيْسَ بالفَانِيْ

- ‌يَا بَاغِيَ الإِحْسَانِ يَطْلُبُ رَبَّهُ

- ‌رَأَيْتُكَ فِيْمَا يُخْطِيءُ النَّاسُ تَنْظُرُ

- ‌يَا مُطْلِقَ الطَّرْفِ المُعَذَّبِ بالأُولَى

- ‌يَا خَاطِبَ الحُورِ الحِسَانِ وَطَالبًا

- ‌لِيَبْكِ رسولَ اللهِ مَن كان بَاكِيَا

- ‌يا مَن يَطُوفُ بكَعْبَةٍ الحُسْنِ التي

- ‌تَذَكَّرْ وَلَا تَنْسَ الْمِعَادَ وَلا تَكُنْ

- ‌إِنْ كُنْتَ تَطْمَعُ في الحَيَاةِ فَهاتِ

- ‌عَسَى توْبَةٌ تُمْحَى بِهَا كُلُّ زَلَّةِ

- ‌لَيْسَ الحَوادِثُ غَيرَ أَعْمَالِ امْرِيءٍ

- ‌إلَهِي لا تُعَذَبَنْي، فَإِنِّي

- ‌وَالجَنَّةُ اسْمُ الجنسِ وهْيَ كَثِيْرَةٌ

- ‌أذَلّ الحِرْصُ والطّمَعُ الرِّقابَا

- ‌لَيْتَ شِعْري سَاكَن القَبرِ المشِيْدْ

- ‌وَعَبْدُ الهَوَى يَمْتَازُ مِن عَبْدِ رَبِّهِ

- ‌قَدْ أَمْسَتْ الطَّيرُ وَالأَنْعَامُ آمِنةً

- ‌أَوَ مَا سَمِعْتَ مُنَادِيَ الإِيْمَانِ

- ‌محَمَّدُ المُصْطفى المُخَتارُ مَنْ ظَهَرَتْ

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَرَانِيْ إِذَا حَدَّثْتُ نَفْسِيْ بِتَوْبَةٍ

- ‌أَحْسِنْ جَنَى الحَمْدِ تَغْنَمْ لَذَّةَ العُمُرِ

- ‌وَلَمَّا رَأيتُ القَوْمَ لا وِدَّ عِنْدَهُمْ

- ‌أَقُولُ وَأَوْلَى ما يُرَى في الدَّفَاترِ

- ‌جَزَا اللهُ رَبَّ الناس خَيَر جَزَائه

- ‌لَقَدْ خَابَ قَومٌ زَالَ عَنْهُم نَبِيُّهُم

- ‌رَسَائِلُ إِخوانِ الصَّفَا والتَّودُّدِ

- ‌يَا مَنْ يُتَابِعُ سَيّدَ الثَّقَلانِ

- ‌مُرَادُكَ أنْ يَتِمَّ لَكَ المُرَادُ

- ‌لِمَنْ وَرْقَاءُ بِالوَادِي المَرِيْعِ

- ‌هُوَ الموتُ فَاصْنَعْ كُلَّ مَا أَنْتَ صَانِعُ

- ‌يَا صَاحِبِيْ إِنَّ دَمْعِيْ اليَوْمَ مُنْهَمِلٌ

- ‌كرِهْتُ وَعَلَاّمِ الغُيوبِ حَيَاتِي

- ‌وَاهًا لِدُنْيَا إِذَا مَا أَقْبَلَتْ قَتَلَتْ

- ‌أخْلِ لِمَنْ ينْزِلُ ذَا المَنْزِلِ

- ‌يا قَومُ فَرْضُ الهِجْرَتَيْنِ بحَالِهِ

- ‌الدهْرُ يُعقب ما يَضَرُّ وينفع

- ‌يا قاعِدًا سَارَتْ بِهِ أَنْفَاسُهُ

- ‌يَا مَنْ يَرُوْمُ الفَوزَ في الجَنْاتِ

- ‌يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ المُرِيْدُ نَجَاتَهُ

- ‌أَتَأَمَلُ في الدُنْيَا تَجِدُ وَتَعْمُرُ

- ‌لَقَدْ دَرَجَ الأسْلَافُ مِن قَبْلِ هَؤُلاءِ

- ‌أيا نَفْسُ لِلْمَعْنَى الأجَلِّ تَطَلَّبِي

- ‌أيَا ابْنَ آدَمَ والآلَاءُ سَابِغَةٌ

- ‌حَمَدْتُ الّذي أغْنَى وَأَقْنَى وَعَلَّمَا

- ‌عُرىَ الأعمارِ يَعْلُوها انْفِصَامُ

- ‌إلى مَتَى يَا عَيْنُ هَذَا الرُّقادُ

- ‌ألَا اِرْعِوَاءَ لِمَنْ كَانَتْ إِقَامَتُهُ

- ‌للهِ دَرُّ رِجَالٍ وَاصَلُوا السَّهَرا

- ‌ألَا يَا غَوَانِي مَنْ أرادت سَعَادَةً

- ‌إِلى اللهِ أُهْدِي مِدْحَتِيْ وَثَنَائِيَا

- ‌خُلِقْنَا لأَحْدَاثِ الليَالِي فَرائِسَا

- ‌غفلتُ وليس الموتُ في غفلةٍ عنِّي

- ‌وَإنِّيْ امْرُؤٌ بِالطَّبْعِ أُلْغِيْ مَطَامِعِيْ

- ‌هَذَا وَنَصْرُ الدِّيْنِ فَرْضٌ لَازِمٌ

- ‌أَسِيْرُ الخَطَايَا عِنْدَ بَابِكَ وَاقِفُ

- ‌خُزَّانُ وَحْي اللهِ لَمْ يُرَ غَيْرُهُم

- ‌يا جامعَ المالِ إن العُمَر مُنْصَرِمٌ

- ‌زِيادةُ المرءِ في دُنياهُ نقصانُ

- ‌خَبَتْ نَارُ نَفْسِي باشْتِعَالِ مَفَارِقِي

- ‌أَلَا قُلْ لأَهلِ الجهلِ مِن كُل مَن طَغى

- ‌اللهُ أَعْظَمَ مِمَّا جَالَ في الفِكَر

- ‌تَبَارَكَ مَنْ شُكْرُ الوَرَى عَنْهُ يَقْصُرُ

- ‌مشِيبُ النَّواصِيِ للِمنون رَسَول

- ‌أَفي كُلَّ يَوْمٍ لي مُنىً أَسْتَجِدُّها

- ‌عَجَبًا لِعَيني كَيْفَ يَطْرقُها الكَرى

- ‌نَادِ القُصورَ التي أقوَتْ مَعالِمُها

- ‌لاحَ المشيبُ بعَارِضَيْكَ كَما تَرى

- ‌يَا بَائعَ الدِّيْنِ بِالدُنْيَا وبَاطِلِهَا

- ‌خَلِيْلَيَّ عُوْجَا عَنْ طَرِيْقِ العَوَاذِلِ

- ‌بأَمْر دُنْياك لا تَغْفُلْ وكُنْ حَذِرًا

- ‌يَا نَائِمًا وَالْمَنُونَ يَقْضِي

- ‌باتُوا على قُلَلِ الأجْبَالِ تَحْرُسُهُمْ

- ‌خَبَتْ مَصَابِيْحُ كُنَّا نَسْتَضِيْئُ بِهَا

- ‌يَقُولُون ليْ هَلَاّ نَهَضَتَ إلى العُلَا

- ‌أَحَاطَ بِتَفْصِيلِ الدَّقَائِقِ علْمُهُ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌بَكَيْتَ فَمَا تَبْكِيْ شَبَابَ صَبَاكَا

- ‌وَصِيَّتِيْ لَك يَا ذَا الفَضْلِ وَالأَدَبِ

- ‌يَا آمِنَ السَّاحَةِ لَا يَذْعَرُ

- ‌كل يَزَوْلُ وَكَلٌ هَالكٌ فَان

- ‌عَلَامَةُ صِحَّةٍ لِلْقَلْبِ ذِكرٌ

- ‌أَجَلُ ذُنُوبِي عِنْدَ عَفْوِكَ سَيِّدِيْ

- ‌صَبَرْتُ على بَعْضِ الأَذَىَ خَوفَ كُلِّه

- ‌هُوَ المَوْتُ ما مِنْهُ مَلاذٌ ومَهْرَبُ

- ‌إِذا ما حَذِرْتَ الأَمْرَ فاجْعَلْ إِزاءَه

- ‌إِلى اللهِ نَشْكُ قَسْوةً وَتَوَحَّدَا

- ‌قالَ ابنُ عباسٍ وَيُرْسَلُ رَبُنا

- ‌تَمَسَّكْ بِتَقْوَى اللهِ فالمَرءُ لَا يَبْقَى

- ‌قَضَى اللهُ أنْ لا تَعْبُدوا غَيْرَهُ حَتْما

- ‌فلا تُطِعْ زَوْجَةً في قَطْعِ وَالِدَةٍ

- ‌أعوُذُ برَبِّ العَرشِ مِن كُلِّ فِتْنَةٍ

- ‌تَبَارَكَ مَنْ لَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ غَيْرُهُ

- ‌إذا مُوْجِدُ الأشْيَاءِ يَسَّرَ لِلْفَتَى

- ‌احْفَظْ هَدَاكَ إلهُ الخَلْقِ يا وَلَدِي

- ‌أَتَذْهَلُ بَعْدَ إنْذَارِ المنَايَا

- ‌كم ذا أُؤمِّلْ عفوًا لسْتُ أكْسَبهُ

- ‌إِنَّ أُولِي العِلْمِ بِما فِي الفِتَنْ

- ‌فُجُدَّ ولا تَغْفُلْ وَكُنْ مُتَيَقِّظًا

- ‌أأحُورُ عنْ قَصْدِي وقد بَرِحَ الخَفا

- ‌دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ كَانَ في زَمَنِ الصِّبَا

- ‌إِنَّ الحَيَاةَ مَنَامٌ والمَآلُ بِنَا

- ‌طُوبي لِمن في مَراضِي رَبِّه رَغِبَا

- ‌لا يَأمَنِ المَوْتِ إلَاّ الخَائِنُ البَطِرُ

- ‌أَرَى الصَّبْرَ مَحْمُودَاً وَعَنْهُ مُذَاهِبٌ

- ‌اصْبِرْ فَفِي الصَّبْرِ خَيْرٌ لَوْ عَلِمْتَ بِهِ

- ‌وَكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ

- ‌نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثارُ تَنْدَرِسُ

- ‌لَقَدْ خَابَ مَنْ غَرّتْهُ دُنْيا دَنِيَّةٌ

- ‌نَبيُ تَسَامَى في الْمَشارقِ نُورُهُ

- ‌لِكُلّ شَيءٍ إذا مَا تَمَّ نُقْصَانُ

- ‌ألَا إِنّما الدٌّنيا مَطِيَّةُ راكِبِ

- ‌أَنْتَ المُسَافِرُ والدُنْيَا الطَّرِيْقُ

- ‌فَبَادِرْ إلى الخَيْرَاتِ قَبْلَ فَوَاتِهَا

- ‌تَزَوَّدْ مِن الدنيا بِسَاعَتِكَ التي

- ‌يَا غَافِليْنَ أَفِيْقُوا قَبْلَ مَوْتِكُمُ

- ‌بِسْمِ الذِي أُنْزِلَتْ مِنْ عِنْدِهِ السُّوَرُ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌يا نَفْسُ كُفِي فَطُولُ العُمرِ في قِصَرٍ

- ‌يَا مَنْ يُجِيْبُ دُعَا المُضْطَرِّ في الظُّلَمِ

- ‌مَثِّلْ لِنَفْسِكَ أَيُّهَا المَغْرُوْرُ

- ‌قد آنَ بعد ظلامِ الجهلِ إبصارِي

- ‌نُورُ الحَدِيْثِ مُبِينٌ فادْنُ وَاقْتَبِِسِ

- ‌إِذَا مَا اللَّيْلُ أَظْلَمَ كَابَدُوْهُ

- ‌لَحَى الله دُنيا لا تَكُونُ مَطِيَّةً

- ‌أَطِل جَفْوَةَ الدُنْيَا وَدَعْ عَنْكَ شَأْنَهَا

- ‌بِرُوحِي أُناسًا قَبْلَنا قَد تَقَدَّمُوا

- ‌قِفْ بالمَقَابِرِ واذْكُرْ إنْ وَقَفْتَ بِهَا

- ‌يَمْشُونَ نَحْوَ بُيُوتِ اللهِ إذ سَمِعُوا

- ‌لا في النهار ولا في الليل لِي فرحٌ

- ‌لَعَمْرِي لَقْد نُودِيْتَ لَوْ كُنْتَ تَسْمَعُ

- ‌وَلَمَّا قَسَا قَلْبِيْ وَضَاقَتْ مَذَاهِبِيْ

- ‌أَجَاعَتْهُمْ الدُّنْيَا فَخَافُوا وَلَمْ يَزَلْ

- ‌اجْعَل شِعَارَكَ حَيْثُمَا كُنْتَ التُقَى

- ‌ونَفسَكَ فازْجُرْها عَن الغَي والخَنَا

- ‌تَجهَّزِي بجَهازٍ تَبلَغينَ به

- ‌كَيْفَ احْتِيَالي إِذا جَاءَ الْحِسَابُ غَدَاً

- ‌وَإِنَّ جِهَادَ الكُفْرِ فَرْضُ كِفَايَةٍ

- ‌نَرْضَى بما قَدَّرَ الرحمنُ مَوْلَانَا

- ‌قَلَّ الْحُمَاةُ وَمَا فِي الْحَيِّ أَنْصَارُ

- ‌حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا

- ‌تَطَاوَلَ ليْليِ في اكْتِسَابِ المَعَائِبِ

- ‌لِمَنْ جَدَثٌ أَبْصَرْتُهُ فَشَجَانِي

- ‌لِمَنِ الأقْبُرُ فِي تِلْكَ الرُّبَى

- ‌أُمْدُد يَمِيْنَكَ مِن دُنْيَاكَ آخِذة

- ‌أَلَم تَسْمَعْ عَنِ النَّبَأِ العَظَيمِ

- ‌إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَوْمًا فَلا تَقُلْ

- ‌ومُجَرِّرٍ خَطِّيَّةً يَوْمَ الوَغَي

- ‌أَبَادَ ذَا المَوْتُ أَمْلاكًا وَمَا مَلَكَوا

- ‌وشَيَّعُوْهُ جَمَاعَاتٌ تَطُوْفُ بِهِ

- ‌ماذا تُؤْمِّلُ والأيَّامُ ذَاهِبَةٌ

- ‌واذكُرْ رُقَادَكَ في الثَّرى

- ‌ولَمَّا حَلَلْنَا مِنْ بِجَايةَ جَانِبًا

- ‌قَطَعْتُ زَمَانِي حِيْنًا فَحِيْنَا

- ‌وما تَبْنِيهِ في دُنْيَاكَ هَذِي

- ‌لأَمْرِ مَا تَصَدَّعَتِ القُلُوبُ

- ‌يَا بَاكِيًا مِن خِيْفَةِ الموتِ

- ‌يَا رَبِّ يا مَنْ هُوَ العَلَاّمُ في الأَزَلِ

- ‌ورَيَّانَ مِن مَاء الشَّبَابِ إذا مَشَى

- ‌تَبًا لِطَالِبِ دُنْيَا لَا بَقَاءَ لَهَا

- ‌رَفَعْتَ عَرْشكَ في الدنيا وَتُهْتَ بِهِ

- ‌قَدْ طَوَاكَ الزَّمانُ شَيْئًا فشيْئا

- ‌الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ على

- ‌اعتَزلْ ذكر الغواني وَالغَزَلْ

- ‌تدبَّرْ كِتابَ اللهِ يَنْفَعْكَ وَعْظُهُ

- ‌ولكِنَّنَا والحمدُ للهِ لَمْ نَزَلْ

- ‌انَتَبِهْ مِن كُلِ نَوْمٍ أَغْفَلَكْ

- ‌دَوَامُ حَالٍ مِن قَضَايَا المُحَالْ

- ‌سَأَنْظِمُ مِنْ فَخْرِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ

- ‌يا أَيُّهَا العَاصِي الْمُسِيء إِلَى مَتَى

- ‌يا مَنْ لَهُ سِتْرٌ عليَّ جَمِيْلُ

- ‌يا مَن لهُ السِتْرُ الجميل على الورى

- ‌كرِّرْ عَليَّ الذَّكْرَ مِن أسْمَائِهِ

- ‌مَن رَامَ أَنْ يَأْخُذَ الأَشْيَا بقُوّتِهِ

- ‌مَضَى الزَّمَانُ وَعَيْشِيْ عَيْشُ تَنْكِيدْ

- ‌اعْلَمْ هُدِيْتَ وَخَيْرُ العِلْمِ أَنْفَعُهُ

- ‌أَحَاطَتْ بِهِ أَحْزَانُهُ وهُمُومُهُ

- ‌أَلَا إنما الدُّنيا مَتَاعُ غُرُورِ

- ‌فَيَا مَعْشَرَ الحُكَّامِ مِن كُلِّ مسلٍم

- ‌فَأَمْسَوا رَمِيْمًا فِي التُّرابِ وَعُطلتْ

- ‌إِليْكَ رَسُولَ اللهِ منَّا تَحِيَّةً

- ‌لا بد للضّيق في الدنيا من الفرج

- ‌أتيت إِليكَ يا رَبَّ العِبَادِ

- ‌إذا شِئْتَ أَنْ تَرْثي فَقِيْدًا مِن الوَرَى

- ‌كَأَنَّكَ لََم تَسْمَعْ بِأخْبَارِ مَن مَضَى

- ‌فَلِلَّهِ دَرُّ الْعَارِفِ النَّدْبِ إِنَّهُ

- ‌إلىْ كَمْ إِذَا مَا غِبْت تُرْجَى سَلامَتِي

- ‌أَسَأتُ فَمَا عُذْرِي إِذَا انْكَشفَ الغِطَا

- ‌صُنِ الحُسْنَ بالتَّقْوَى وإلا فَيَذْهَبُ

- ‌غَفَلْتُ وَحَادِيْ المَوتِ فِي أَثَرِيْ يَحْدُوْ

- ‌«إذا شَغَّلَ الضُّيَاعُ آلاتِ لَهُوِهِمْ

- ‌فَلَا تَرْجُ إِلَاّ اللهَ في كُلِّ حَادِثٍ

- ‌هُوَ الوقتُ فَاصْبِرْ مَا عَلَى الوقت مَعْتَبُ

- ‌وإنْ تُبْدِ يَوْمًا بالنَّصيحَةِ لامْرِئ

- ‌يا مُنْفِقَ العُمْرِ فِي حِرْصٍ وَفِي طَمَعٍ

- ‌فَهُبُّوا أُهِيْلَ العِلْمِ مِنْ رَقْدَةِ الهَوَى

- ‌أرَىَ الوقت أَغْنَى خَطْبُهُ عن خِطَابِهِ

- ‌لَنَا كُلَّ يَوْمٍ رَنَّةٌ خَلْفَ ذَاهِبٍ

- ‌ولَمَّا قَسَا قَلْبِي وضَاقَتْ مَذَاهِبِي

- ‌أَسْتغْفِرُ الله رَبي في مُنَاجَاتي

- ‌ألَمْ تَرَ أنَّ المَرْءَ يُوْدِى شَبَابُهُ

- ‌سِنُّوا هِجْرَةِ المخَتارِ فِيهَا حَوَادِثٌ

- ‌إذَا رُمْتَ أن تَنْجُو مَن النارِ سَالِمًا

- ‌يا ذَا الجَلالِ ويا ذَا الجُوَدِ وَالكَرمِ

- ‌خَلِ ادَّكَارَ الأَرْبُعِ

- ‌كأني بِنفْسِي وهْيَ في السَّكَرِاتِ

- ‌مَا دَارُ دُنْيا لِلْمُقِيمِ بِدَارِ

- ‌قِفْ بِالقُبُورِ بِأَكْبَادٍ مُصَدَّعَةً

- ‌إِني بُلِيتُ بِأَرْبعٍ مَا سُلِّطُوا

- ‌ألا أيَّهُا اللَاّهِي وَقَدْ شَابَ رَأْسُهُ

- ‌فلا تَجْزَعَنْ لِلْبَيْنِ كل جَمَاعَةٍ

- ‌يَشْتاق كُلُ غَرِيْبٍ عند غرْبتِهِ

- ‌أشتَاقُ أهْلِي وَأوْطَانِي وقَدْ مُلِكَتْ

- ‌خَلَتْ دُوْرُهُم مِنْهُمْ وَأقْوَتْ عِرَاصُهُمْ

- ‌وَفي ذِكْرِ هَوْلِ المَوْتِ وَالقَبْرِ والْبِلَى

- ‌وَلم تَتَزَوَّدْ لِلرَّحِيْل وَقَدْ دَنَا

- ‌لهفي على عُمُري الذي ضَيَّعْتُهُ

- ‌تُخَرِّبُ مَعْمُوْرًا وَتَعْمُرُ فَانِيا

- ‌كم ضَاحكِ والمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ

- ‌يُفْنِي البَخِيْل بِجَمْعِ المَالِ مُدَّتَهُ

- ‌وذِيْ حِرْصٍ تَرَاهُ يَلِمُّ وَفْرًا

- ‌قُلْ لِيْ بِرَبِّكَ مَاذَا يَنْفَعُ المَالُ

- ‌تَمُرُّ لِدَاتِي واحِدًا بَعْدَ واحِدِ

- ‌يا آمنَ الأقدارِ بَادِرْ صَرْفَها

- ‌والمرءُ يُبْلَيِْه فِي الدنيا ويَخْلقُهُ

- ‌«أُؤَمِّلُ أَنْ أَحُيَا وَفي كُلِّ سَاعَةٍ

- ‌يا أيُّهَا البَانِي الناسِي مَنِيَّتهُ

- ‌سِتٌّ بُلِيْتُ بِهَا والمُسْتَعاَذُ بِهِ

- ‌تَصْفُو الحَيَاةُ لِجَاهِلِ أَوْ غَافِلٍ

- ‌ضيَّعْتَ وَقْتَكَ فانقضَى في غَفْلَةٍ

- ‌أَتَبْنِي بِنَاءَ الخَالِدين وإِنَّمَا

- ‌إذا اكْتَسَبِ المالَ الفَتَى مِن وُجُوْهِهِ

- ‌أَبَدًا تُفهِّمُنَا الخُطُوبُ كُرُوْرَهَا

- ‌لا تَحْسِدَنَّ غَنِيًا في تنعُمِهِ

- ‌يا عينُ فابِكِي عَلَى الإِخوانِ لَوْ بِدَمِ

- ‌سُؤآلٌ فَهَلْ مُفْتٍ مِن القومِ يَنْظِمُ

- ‌أُفٍّ لَهَا دُنْيَا فلا تَسْتَقِرَّ

- ‌يا نَفسُ مَا عيشُك بالدائبِ

- ‌ومن عاش في الدنيا طويلا تَكررتْ

الفصل: ‌بحمدك ذي الإكرام ما رمت أبتدي

فَهَذَا حَبِيْبٌ بِل خَلِيْلٌ مُكَلَّمٌ

وَخُصّصَ بِالرُؤْيَا وََبِالْحَقِّ أَشْرَحُ

وَخُصّصَ بِالْحَوْضِ العَظِيْمِ وََباللِّوَا

وَيَشْفَعُ لِلْعَاصِيْنَ وََالنَّارُ تَلْفَحُ

وَبالْمَقْعَدِ الأَعْلَى الْمُقَرَّبِ عِنْدَهُ

عَطَاءٌ بِبُشْرَاهُ أَقِرُّ وََأَفْرَحُ

وَبِالرُّتْبَةِ العُلْيَا الوَسِيْلةِ دُوْنَهَا

مَرَاتِبُ أَرْبَابِ الْمَوَاهِب تَلْمَحُ

وَفِي جَنَّةِ الفِرِدَوْسِ أَوَّلُ دَاخِل

لَهُ سَائِرُ الأَبْوَابِ بِالْخَيْرِ تُفْتَحُ

انْتَهَى

من منظومة الآداب لابن عبد القوي رحمه الله:

‌بِحَمْدِكَ ذِي الإِكْرَامِ مَا رُمْتُ أَبْتَدي

كَثِيْرًا كَمَا تَرْضَى بِغَيْرِ تَحَدُّدِ

وَصَلِّ على خَيْرِ الأَنَامِ وَآلِهِ

وَأَصْحَابِهِ مِنْ كُلِّ هَادٍ وَمُهْتَدِ

وَبَعدُ فإِنِّي سَوْفَ أُنظمُ جُمْلَةً

مِن الأَدَبِ المَأْثُوْرِ عَن خَيْرِ مُرْشِدِ

مِنْ السُّنَّةِ الغَراءِ أَوْ مِن كِتَابٍ مَنْ

تَقَدَّسَ عَنْ قَوْلِ الغُواةِ وَجُحّدِ

ومِن قَوْلِ أَهلِ العِلْمِ مِن عُلَمَائِنَا

أَئِمَةِ أَهْلِ السِلْمِ مِن كُلِّ أَمْجَدِ

ص: 180

لَعَلَّ إلهَ العَرْشِ يَنْفَعُنَا بِه

وَيُنْزِلُنَا في الحَشْرِ في خَيْرِ مَقْعَدِ

ألا مَن لَه في العِلْمِ وَالدِّيْنِ رَغْبَةٌ

لِيَصْغِ بِقَلْبٍ حَاضِرٍ مُتَرَصِّدٍ

وَيَقْبَل نُصْحًا مِن شَفِيْقٍ على الوَرَى

حَرِيْصٍ عَلَى زَجْرِ الأَنَامِ عَنِ الرَّدِى

فَعِنْدِيَ مِن عِلْمِ الْحَدِيْثِ أَمَانةٌ

سَأَبْذِلُهَا جهْدِي فَأَهْدِي وَأَهْتَدِي

أَلا كُلُّ مَن رَامَ السَّلَامَةَ فَلْيَصُنْ

جَوَارِحَهُ عن مَا نَهَى الله يَهْتَدِي

يَكُبُّ الفَتَى فِي النَّارِ حَصْدُ لِسَانِهِ

وإِرْسَالُ طَرَفِ الْمَرْءِ أَنْكَى فَقَيِّدِ

وَطَرْفُ الْفَتَى يَا صَاحِ رائدُ فَرْجِهِ

وَمُتْبعِهُ فَاغْضُضْهُ مَا اسْطَعْتَ تَهْتَدِي

وَيَحْرُمُ بُهْتٍان وَاغْتِيَابُ نَمِيْمَةٍ

وإِفْشَاءُ سِرّ ثُمَّ لَعْنِ مُقَيَّدِ

وَفُحْشٌ وَمَكْر وَالبِذَا وَخَدِيعَةٌ

وَسُخْرِيَةٌ والهُزْؤُ وَالْكَذِبُ قَيِّد

بِغَيْرِ خِدَاعٍ الكافِرِينَ بِحَرْبِهِم

وَللعرْس أَوْ إصْلَاحِ أَهْلِ التَّنَكُّدِ

وَيَحْرُمُ مِزْمَارٌ وَشِبَّابَةٌ وَمَا

يُضَاهِيْهِمَا مِنْ آلَةِ اللَّهْوِ وَالرَّدِى

ص: 181

وَلَوْ لَمْ يُقَارِنْهَا غِنَاءٌ جَمِيعُهَا

فَمِنْهَا ذَوُوْ الأَوْتَارِ دُونَ تَقَيُّدٍ

وَلَا بَأْسَ بِالشِّعْرِ الْمُبَاحِ وَحِفْظِهِ

وَصَنْعَتِهِ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ يَعْتَدِي

فَقَدْ سَمِعَ الْمُخْتَارُ شِعْرَ صِحَابِة

وَتَشْبِيْبَهُم مِن غَيْرِ تَعْيِينِ خُرَّدِ

وَحَظَرَ الْهجَا وَالْمَدْحِ بِالزورِ وَالخَنَا

وَتَشْبِيْبِهِ بالأَجْنَبِيَّاتِ أَكِّدِ

وَوَصْفُ الزِّنَا وَالْخَمْرِ وَالْمُرْدِ والنسا الـ

ـفَتِيَّاتِ أَوْ نَوْحِ التَّسَخُّطِ مُوْرَدِ

وَأَوْجِبْ عَن المَحْظُورِ كَفَّ جَوَارِحٍ

وَنَدْبٌ عن المَكروهِ غَيْرُ مُشَدِّدِ

وَأَمْرُك بِالمَعْروفِ وَالنَّهْي يا فَتَى

عن المُنْكَرِ اجْعَلْ فَرْضَ عَيْنٍ تُسَدَّدِ

على عَالِمٍ بِالحَظْرِ وَالفِعْلِ لَمْ يَقُمْ

سِوَاهُ بِهِ مَعَ أَمْنِ عُدْوَانِ مُعْتَدِي

وَلو كَانَ ذَا فِسْقٍ وَجَهْلٍ وفي سِوَى الـ

ذِي قِيْلَ فَرْضٌ بِالكِفَايَةِ فَاحْدُدِ

وَبِالعُلَمَا يَخْتَصُّ مَا اخْتَصَّ عِلْمُهُ

بِهِم وَبِمَنْ يَسْتَنْصِرُونَ بِهِ قَدِ

وَأَضْعَفُهُ بِالقَلْبِ ثُمَّ لِسَانِهِ

وَأَقْوَاهُ إنْكَارُ الفَتَى الجَلْدِ بِالْيَدِ

ص: 182

وَأَنْكِرْ عَلى الصِبْيَانِ كُلَّ مُحَرَّمٍ

لِتَأْدِيبِهِمْ وَالعِلْمِ فِي الشَّرْعِ بالَرَّدِي

وبالأَسْهَلِ ابْدَأْ ثُمَّ زِدْ قَدْرَ حَاجَةٍ

فَإِنْ لَمْ يَزُلْ بِالنَّافِذِ الأَمْرِ فَاصْدُدْ

إذَا لَمْ يَخْفَ فِي ذَلِكَ الأَمْرُ حَيْفَهُ

إذَا كَانَ ذَا الإنْكَارِ حَتْمَ التَّأَكُّدِ

وَلَا غُرْمَ فِي دُفِّ الصُّنُوجِ كَسَرْتَهُ

وَلَا صُوَرٍ أَيْضًا وَلَا آلةِ الدَّدِ

وَآلَةِ تَنْجِيمٍ وَسِحْرٍ وَنَحْوِهِ

وَكُتُبٍ حَوَتْ هَذَا وَأَشْبَاهَهُ اُقْدُدْ

«وَقُلْتُ كَذَاكَ السِّينمَاءُ وَمِثْلُهُ

بِلَا رَيْبَ مِذْيَاعٌ وَتِلْفَازٌ مُعْتَدِي»

«وَأَوْرَاقُ أَلْعَابٍ بِهَا ضَاعَ عُمْرُهُم

وَكُوْرَاتِهم مَزِّق هُدِيْتَ وَقَدِّدِ»

«كَذَا بِكَمَاتٌ وَالصَّلِيبُ وَمِزْمَرٌ

وَآلةُ تَصْويْرٍ بِهَا الشَّرُّ مُرْتَدِي»

«كَذَلِكَ دُخَّانٌ وَشِيشَةُ شُرْبِهِ

وَآلةُ تَطْفَاةٍ لَهُ اكْسِرْ وَبدِّدِ»

«وَمِنْ بَعْدِ ذَا فَاسْمَعْ كَلامًا لِنَاظِمٍ

يَسُوقُ لَكَ الآدَابَ عَن خَيْرِ مُرْشِدِ»

وَبِيْضٍ وَجَوْزِ لِلْقِمَارِ بِقَدْرِ مَا

يُزِيْلُ عن الَمَنْكُورِ مَقْصَدَ مُفْسِدِ

ص: 183

وَلَا شَقِّ زِقِّ الخَمْرِ أَوْ كَسْرِ دَنّهِ

إذَا عَجَزَ الإِنْكَارُ دُونَ التَّقَدُّدِ

وَإِنْ يَتَأَتَّى دُوْنَهُ دَفْعُ مُنْكَرٍ

ضَمِنْت الذي يُنْقَى بِتَغْسِيلِهِ قَدْ

وَهِجْرانُ مَن أَبْدَى الْمَعَاصِيَ سُنَّةٌ

وَقَدْ قِيْلَ إنْ يَرْدَعْهُ أَوْجِبْ وَآكَدِ

وَقِيلَ عَلَى الإطْلَاقِ مَا دَامَا مُعْلِنًا

وَلَاقِهْ بوَجْهٍ مُكْفَهِرٍ مُعَرْبَدِ

وَيَحْرُمُ تَجْسِيسٌ عَلَى مُتَسَتِّرٍ

بِفِسْقٍ وَمَاضِي الْفِسْقِ إنْ لَمْ يُجْدَدْ

وَهِجْرَانُ مَنْ يَدْعُو لِأَمْرٍ مُضِلٍّ أَوْ

مُفَسِّقٍ احْتِمْهُ بِغَيْرِ تَرَدُّدِ

على غَيْرِ مَنْ يَقْوَى عَلَى دَحْضِ قَوْلِهِ

وَيَدْفَعُ إضْرَارَ الْمُضِلِّ بِمِذْوَدِ

وَيَقْضِي أُمُورَ النَّاسِ فِي إتْيَانِهِ

وَلَا هَجْرَ مَعَ تَسْلِيمِهِ الْمُتَعَوَّدِ

وَحَظْرُ انْتِفَا التَّسْلِيْمِ فَوقَ ثَلَاثَةٍ

على غَيْرِ مَن قُلْنَا بِهَجْرٍ فَأَكِّدِ

وَكُنْ عَالِمًا أَنَّ السلامَ لَسُنَّةٍ

وَرَدُّك فَرْضٌ لَيْسَ نَدْبًا بِأَوْطَدِ

وَيُجْزِئُ تَسْلِيْمُ امْرِىءٍ مِن جَمَاعَةٍ

وَرَدُّ فَتىً مِنُهم على الكُلِ يا عَدِي

ص: 184

وَتَسْلِيْمُ نَزْرٍ والصَّغِيْرِ وَعَابِرِ

سَّبيْلِ وَرُكْبَانٍ عَلى الضِدِّ أيِّدِ

وإنْ سَلَّمَ المَأْمُوْرُ بالرَّدِ مِنهُمُ

فَقَدْ حَصَلَ المَسْنُونُ إذْ هُوَ مُبْتَدِي

وَسَلَّمَ إذَا مَا قُمْتَ عَن حَضْرَةِ امْرئٍ

وَسَلَّمْ إِذا مَا جِئْتَ بَيْتَكَ تَهْتَدِي

وإفْشاؤُكَ التَّسْلِيْمَ يُوْجِبْ مَحَبَّةً

مِن الناسِ مجْهُولاً وَمَعْرُوْفاً أقْصُدِ

وَتَعْرِيفُهُ لَفْظَ السَّلَامِ مُجَوَّزٌ

وَتَنْكِيرُهُ أَيْضًا عَلَى نَصِّ أَحْمَدِ

وَقَدْ قِيلَ نَكِّرْهُ وَقِيلَ تَحِيَّةً

كَلِلْمَيِّتِ وَالتَّوْدِيعَ عَرِّفْ كَرَدِّدِ

وَسُنَّةٌ اسْتِئْذَانُهُ لِدُخُولِهِ

عَلَى غَيْرِهِ مِنْ أَقْرَبِينَ وَبُعَّدِ

ثَلَاثًا وَمَكْرُوهٌ دُخُولٌ لِهَاجِمِ

وَلَا سِيَّمَا مِنْ سَفْرَةٍ وَتَبَعُّدِ

وَوَقْفَتُهُ تِلْقَاءَ بَابٍ وَكُوَّةٍ

فَإِنْ لَمْ يُجَبْ يَمْضِي وَإِنْ يُخْفَ يزدد

وَتَحْرِيكُ نَعْلَيْهِ وَإِظْهَارُ حِسِّهِ

لِدَخْلَتِهِ حَتَّى لِمَنْزِلِهِ اشهد

وكُلُ قِيَامٍ لَا لِوَالٍ وَعالِمٍ

وَوَالِدِهِ أَو سَيّدٍ كُرْهَهُ أمْهَدِ

ص: 185

وَصَافِحْ لِمَنْ تَلْقَاهُ مِن كُلِّ مُسْلِمٍ

تَنَاثَرْ خَطَايَاكُمْ كَمَا في المُسَنَّدِ

وَلَيْسَ لِغَيْرِ اللهِ حَلَّ سُجُوْدُنَا

وَيُكْرَهُ تَقْبِيْلُ الثَّرَى بِتَشَدُّدِ

وَيُكْرَهُ مِنْك الِانْحِنَاءُ مُسَلِّمًا

وَتَقْبِيلُ رَأْسِ الْمَرْءِ حَلَّ وَفِي الْيَدِ

وحَلَّ عِنَاقٌ لِلْمُلَاقِي تَدَيُنَاْ

وَيُكْرَهُ تَقْبِيْلُ الفَمْ افْهَمْ وَقَيِّدِ

وَنَزْعُ يَدٍ مِمَّنْ يُصَافحُ عَاجِلاً

وَأَنْ يَتَنَاجَى الجَمْعُ مِن دُوْنِ مُفْرَدِ

وَأَنْ يَجْلِسَ الإِنْسَانُ عِنْدَ مُحَدِّثٍ

بِسِرٍّ وَقِيلَ احظر وَإِنْ يَأْذَنْ اُقْعُدْ

وَمَرْأَى عَجُوزٍ لم تُرَدِ وَصِفَاحُهَا

وَخُلْوَتُهَا أكْرَهْ لا تَحِيْتَهَا أَشْهدِ

وَتَشْمِيْتَهَا واكْرهْ كِلَا الخِصْلَتَيْنِ

لِلشَبَاب مِن الصِّنفَيْنِ بُعْدَى وَأَبْعَدِي

وَيَحْرُمُ رَأْيُ الْمُرْدِ مَعَ شَهْوَةٍ فَقَطْ

وَقِيلَ وَمَعْ خَوْفٍ وَلِلْكُرْهِ جَوِّدْ

وَكُنْ واصِلَ الأَرْحَامِ حَتَّى لَكَاشِحٍ

تُوَفَّرَ في عُمْرٍ وَرِزْقً وَتَسْعَدِ

وَيَحْسُنُ تَحْسِينٌ لِخُلْقٍ وَصُحْبَةٍ

وَلَا سِيَّمَا لِلْوَالَدِ المُتَأَكِّدِ

ص: 186

وَلَوْ كَانَ ذَا كُفْرٍ وَأَوْجَبَ طَوْعَهُ

سِوَى في حَرَامٍ أَوْ لأَمْرٍ مُؤَكَّدِ

كَتَطْلَابِ عِلْمٍ لَا يَضُرُّهُما بِهِ

وَتَطْلِيْقِ زَوْجَاتٍ بِرْأٍي مُجَرَّدِ

وَأَحْسِنْ إلَى أَصْحَابِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ

فَهَذَا بَقَايَا بِرِّهِ الْمُتَعَوَّدِ

وَيُكْرَهُ فِي الْحَمَّامِ كُلُّ قِرَاءَةٍ

وَذِكْرُ لِسَانٍ وَالسَّلَامُ لِمُبْتَدِي

وَغَيِّرْ بِغَيْرِ الْأَسْوَدِ الشَّيْبَ وأبقه

وَلِلْقَزَعِ اكْرَهْ ثُمَّ تَدْلِيسَ نهد

وَيُشْرَعُ إِيْكَاءِ السِقَا وَغِطَا الإِنَا

وَإيْجَافُ أَبْوَابٍ وَطَفْءُ لمُِوَقَّدِ

وَتَقْلِيْمُ أَظْفَارٍ وَنَتْفٌ لإِبْطِهِ

وَحَلْقاً وَلِلتَّنْوِيْرِ لِلْعَانَةِ اقْصدِ

وَيَحْسُنُ خَفْضُ الصَّوتِ مِن عَاطِسٍ وأَنْ

يُغَطِّيَ وَجْهاً لاسْتِتَارٍ مِن الرَّدِي

وَيَحْمَدُ جَهْراً وَلْيُشَمِّتْهُ سَامِعٌ

لِتَحْمِيْدِهِ وليُبْدِ رَدَّ المُعَوَّدِ

وَقُلْ لِلْفَتَى عُوْفِيْتَ بَعْدَ ثَلَاثَةٍ

وَلِلطّفْلِ بُوْرِكْ فِيْكَ وَأْمُرهُ يَحْمَدِ

وَغَطِّ فَمًا وَاكْظِمْ تُصِبْ فِي تَثَاؤُبٍ

فَذَلِكَ مَسْنُونٌ لِأَمْرِ الْمُرَشَّدِ

ص: 187

وَلَا بَأْسَ شَرْعاً أَنْ يَطِبَّكَ مُسْلِمٌ

وشَكْوَى الذي تَلْقَى وبالحَمْدِ فابْتَدِي

وَتَرْكُ الدَّوا أَوْلَى وَفْعْلُكَ جَائِزُ

ولم تَتَيَقَنْ فِيْهِ حُرْمَةَ مُفْرَدِ

وَرَجِّحْ عَلَى الْخَوْفِ الرَّجَا عِنْدَ يَأْسِه

ولَاقِ بِحُسْنِ الظَّنِّ رَبَّك تسعد

وَيُشْرَعُ لِلْمَرْضَى الْعِيَادَةُ فَأْتِهِمْ

تَخُضْ رَحْمَةً تَغْمُرْ مَجَالِسَ عُوَّدِ

فَسَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ مَلَائِكَةِ الرِّضَا

تُصَلِّي عَلَى مَنْ عَادَ مُمسِى إلَى الْغَدِ

وَإِنْ عَادَهُ فِي أَوَّلِ الْيَوْمِ وَاصَلَتْ

عَلَيْهِ إلَى اللَّيْلِ الصَّلَاةَ فَأَسْنِدْ

فَمِنْهُمْ مُغِبًّا عُدْهُ خَفِّفْ وَمِنْهُمْ ال

ذِي يُؤْثِرُ التَّطْوِيلَ مِنْ مُتَوَرِّدٍ

وَفَكِّرْ وَرَاعِ فِي الْعِيَادَةِ حَالَ مَنْ

تَعُودُ وَلَا تُكْثِرْ سُؤَالًا تنكد

وَمَكْرُوهٌ اسْتِئْمَانُنَا أَهْلَ ذِمَّةٍ

لِإِحْرَازِ مَالٍ أَوْ لِقِسْمَتِهِ اشهد

وَمَكْرُوهٌ اسْتِطْبَابُهُمْ لَا ضَرُورَةً

وَمَا رَكَّبُوهُ مِنْ دَوَاءٍ مُوَصَّدٍ

وَإِنْ مَرِضَتْ أُنْثَى وَلَمْ يَجِدُوا لَهَا

طَبِيبًا سِوَى فَحْلٍ أَجِزْهُ ومهد

ص: 188

وَيُكْرَهُ حَقْنُ الْمَرْءِ إلَّا ضَرُورَةً

وَيَنْظُرُ مَا يَحْتَاجُهُ حَاقِنٌ قَدْ

كَقَابِلَةٍ حِلٌّ لَهَا نَظَرٌ إلَى

مَكَانِ وِلَادَاتِ النِّسَا فِي التَّوَلُّدِ

وَيُكْرَهُ إنْ لَمْ يَسْرِ قَطْعُ بواسر

وَبَطُّ الْأَذَى حِلٌّ كَقَطْعِ مُجَوَّدٍ

لآِكِلَةٍ تَسْرِي بِعُضْوٍ أَبِنْهُ إنْ

تَخَافَنَّ عُقْبَاهُ وَلَا تَتَردد

وَقَبْلَ الْأَذَى لَا بَعْدَهُ الْكَيَّ فاكرهن

وَعَنْهُ عَلَى الْإِطْلَاقِ غَيْرُ مُقَيَّدِ

وَفِيمَا عدا الْأَغْنَامِ قَدْ كَرِهُوا الْخِصَا

لِتَعْذِيبِهِ الْمَنْهِيِّ عَنْهُ بِمُسْنَدِ

وَقَطْعُ قُرُونٍ وَالْآذَانِ وَشَقُّهَا

بِلَا ضَرَرٍ تَغْيِيرُ خَلْقٍ مُعَوَّدِ

وَيَحْسُنُ فِي الْإِحْرَامِ وَالْحِلِّ قَتْلُ مَا

يَضُرُّ بِلَا نَفْعٍ كَنَمِرٍ وَمَرْثَدِ

وَغِرْبَانُ غَيْرِ الزَّرْعِ أَيْضًا وَشِبْهُهَا

كَذَا حَشَرَاتُ الْأَرْضِ دُونَ تَقَيُّدِ

كَبَقٍ وَبُرْغُوثٍ وَفَأْرٍ وَعَقْرَبٍ

وَدَبرو حَيْاَّتٍ وَشِبْهِ المُعَدِّدِ

وَيُكْرَهُ قَتْلُ النَّمْلِ إلَّا مَعَ الْأَذَى

بِهِ وَاكْرَهَنَّ بِالنَّارِ إحْرَاقَ مُفْسِدِ

ص: 189

ولو قِيلَ بِالتَّحْرِيمِ ثُمَّ أُجِيزَ مَعْ

أَذًى لَمْ يَزُلْ إلَّا بِهِ لَمْ أُبَعِّدْ

وَقَدْ جَوَّزَ الْأَصْحَابُ تَشْمِيْسَ قَزِّهِمْ

وَتَدْخِينَ زُنْبُورٍ وَشَيًّا بِمَوْقِدِ

وَيُكْرَهْ لِنَهْيِ الشَّرْعِ عَنْ قَتْلِ ضِفْدَعٍ

وَصِرْدَانِ طَيْرٍ قَتْلُ ذَيْنِ وَهُدْهُدِ

وَيُكْرَهُ قَتْلُ الْهِرِّ إلَّا مَعَ الأَذَى

وَإِنْ مُلِكَتْ فَاحْظُرْ إذَا غَيْرَ مُفْسِدِ

وَقَتْلُكَ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ وَلَمْ تَقُلْ

ثَلَاثًا لَهُ اذْهَبْ سَالِمًا غَيْرَ مُعْتَدِ

وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ اُقْتُلْ وَأَبْتَرَ حَيَّةٍ

وَمَا بَعْدَ إيذَانٍ تُرَى ، أَوْ بِفَدْفَدِ

وَمَا فِيْهِ إضْرَارٌ وَنَفْعٌ كَبَاشِقٍ

وَكَلْبٍ وَفَهْدٍ لِاقْتِصَادِ التَّصَيُّدِ

إِذَا لَمْ يَكُنْ مُلْكاً فَأَنْتَ مُخَيَّرُ

وإنْ مُلِكَتْ فاحْظِرْ وإنْ تُؤْذِ فاقْدُدِ

وَيُكْرَهُ نَفْخٌ فِي الْغَدَا وَتَنَفُّسٌ

وَجَوْلَانُ أَيْدٍ فِي طَعَامٍ مُوَحَّدِ

فَإِنْ كَانَ أَنْوَاعًا فَلَا بَأْسَ فَاَلَّذِي

نَهَى فِي اتِّحَادٍ قَدْ عَفَا فِي التَّعَدُّدِ

وَأَخْذٌ وَإِعْطَاءٌ وَأَكْلٌ وَشُرْبُهُ

بِيُسْرَاهُ فَاكْرَهْهُ وَمُتَّكِئًا دَدْ

ص: 190

وَأَكْلَكَ بِالثِّنْتَيْنِ وَالْأُصْبُعِ اكْرَهْنَ

وَمَعْ أَكْلِ شَيْنِ الْعَرْفِ إتْيَانَ مَسْجِدِ

وَيُكْرَهُ بِالْيُمْنَى مُبَاشَرَةُ الْأَذَى

وَأَوْسَاخِهِ مَعَ نَثْرِ مَاءِ أَنْفِهِ الرَّدِي

كذا خَلْعُ نَعْلَيْهِ بِهَا وَاتِّكَاؤُهُ

عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى ورا ظَهْرِهِ اشْهَدْ

وَيُكْرَهُ فِي التَّمْرِ الْقِرَانُ وَنَحْوُهُ

وَقِيلَ مَعَ التَّشْرِيكِ لَا فِي التَّفَرُّدِ

وَكُنْ جَالِسًا فَوْقَ الْيَسَارِ وَنَاصِبَ الْـ

ـيَمِينِ وَبَسْمِلْ ثُمَّ فِي الْاِنْتِهَا أحْمَدِ

وَيُكْرَهُ سَبْقُ الْقَوْمِ لِلْأَكْلِ نَهْمَةً

وَلَكِنَّ رَبَّ الْبَيْتِ إنْ شَاءَ يَبْتَدِي

ولا بَأْسَ عِنْدَ الْأَكْلِ مِنْ شِبَعِ الْفَتَى

وَمَكْرُوهٌ الْإِسْرَافُ وَالثُّلْثَ أَكِّدْ

وَيَحْسُنُ تَصْغِيرُ الْفَتَى لُقْمَةَ الْغِذَا

وَبَعْدَ ابْتِلَاعٍ ثَنِّ وَالْمَضْغَ جَوِّدْ

وَيَحْسُنُ قَبْلَ الْمَسْحِ لَعْقُ أَصَابِع

وَأَكْلُ فُتَاتٍ سَاقِطٍ بِتَثَرُّدِ

وَتَخْلِيلُ مَا بَيْنَ الْمَوَاضِعِ بَعْدَهُ

وَأَلْقِ وَجَانِبْ مَا نَهَى اللَّهُ تَهْتَدِ

وَغَسْلُ يَدٍ قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَهُ

وَيُكْرَهُ بِالمَطْعُومِ غَيْرَ مُقَيَّدِ

ص: 191

وَكُلْ طَيِّبًا أَوْ ضِدَّهُ وَالْبَسْ الَّذِي

تُلَاقِيهِ مِنْ حِلٍّ وَلَا تَتَقَيَّد

وما عِفْتَهُ فَاتْرُكْهُ غَيْرَ مُعَنِّفٍ

وَلَا عَائِبٍ رِزْقًا وَبِالشَّارِعِ اقْتَدِ

ولا تَشْرَبَنْ مِنْ فِي السِّقَاءِ وَثُلْمَةِ الـ

إنَاءِ وَانْظُرَنْ فِيهِ وَمَصًّا تَزَرَّدِ

وَنَحِّ الإنا عَن فِيْكَ واشْرَبْ ثَلَاثةً

هُوْ أهْنَا وَأَمْرَا ثم أَرْوَي لِمَنْ صُدِي

ولا تَكْرَهَنَّ الشُّرْبَ مِنْ قَائِمٍ وَلَا انْ

تِعَالَ الْفَتَى فِي الْأَظْهَرِ الْمُتَأَكِّدِ

وَيُكْرَهُ لُبْسٌ فِيهِ شُهْرَةُ لَابِسٍ

وَوَاصِفُ جِلْدٍ لَا لِزَوْجٍ وَسَيِّدٍ

وإنْ كَانَ يُبْدِي عَوْرَةً لِسِوَاهُمَا

فَذَلِكَ مَحْظُورٌ بِغَيْرِ تَرَدُّدِ

وَخَيْرَ خِلَالِ الْمَرْءِ جَمْعًا تَوَسُّطُ الـ

أُمُورِ وَحَالٌ بَيْنَ أَرْدَى وَأَجْوَدِ

وَلُبْس مِثَالِ الحَيِّ فَاحْضر بِأَجْوَدِ

وَمَا لَمْ يُدَسْ مِنْهَا لِوَهْنٍ فَشَدِّدْ

وَأَحْسنُ مَلْبُوسٍ بَيَاضٌ لِمَيِّتٍ

وَحَيٍّ فَبَيِّضْ مُطْلَقًا لَا تُسَوِّدْ

وَلَا بَأْسَ بِالْمَصْبُوغِ مِنْ قَبْلِ غَسْلِهِ

مَعَ الْجَهْلِ فِي أَصْبَاغِ أَهْلِ التَّهَوُّدِ

ص: 192

وَقِيلَ اكْرَهَنْهُ مِثْلَ مُسْتَعْمَلِ الْإِنَا

وَإِنْ تَعْلَمْ التَّنْجِيسَ فَاغْسِلْهُ تَهْتَدِ

وَأَحْمَرَ قَانٍ والمُعَصْفَرَ فاكْرَهَنْ

لِلُبْسِ رِجَالٍ حَسْبُ في نَصِّ أَحْمَدِ

وَلَا تَكْرَهَنْ في نَصِّ ما قَدْ صَبَغَتَهُ

مِن الزَّعْفَرانِ البَحْتِ لَوْنَ المُوَرَّدِ

وَلَيْسَ بِلُبْسِ الصُّوفِ بَأْسٌ وَلَا الْقَبَا

وَلَا لِلنِّسَا ، وَالْبُرْنُسِ افْهَمْهُ وَاقْتَدِ

وَلُبْسُ الْحَرِيرِ احْظُرْ عَلَى كُلِّ بَالِغٍ

سِوَى لِضَنًى أَوْ قَتلٍ أَوْ حَرْبِ جُحَّدِ

وَيَحْرُمُ بَيْعٌ لِلرِّجَال لِلِبْسِهِمْ

وَتَخَيْيطُهُ والنَّسْجُ في نَصِّ أَحْمَدِ

وَيَحْرُمُ لُبْسٌ مِنْ لُجَيْنٍ وَعَسْجَدٍ

سِوَى مَا قَدْ اسْتَثْنَيْتُهُ فِي الَّذِي ابْتُدِي

وَيَحْرُمُ سِتْرٌ أَوْ لِبَاسُ الْفَتَى الَّذِي

حَوَى صُورَةً لِلْحَيِّ فِي نَصِّ أَحْمَدِ

وفي السِّتْرِ أَوْ مَا هُوَ مَظِنَّةُ بَذْلَة

لَيُكْرَهَ ككَتْب لِلْقُرَآنِ الْمُمَجَّدِ

وَلَيْسَ بِمَكْرُوْهٍ كِتَابَةُ غيْرِهِ

مِنَ الذِكْرِ فيْما لَم يُدَنسْ وَيُمَهَّدِ

وَحَلَّ لمَنْ يَسْتَأْجِرُ البَيْتَ حَكُّهُ الـ

ـتَصَاوِيْرَ كَالحَمام لِلدَّاخِلِ اشْهَدِ

ص: 193

وَفِي نَصِّهِ اكْرَه لِلرِّجَالِ وَلِلنِّسَا الرَّ

قِيقَ سِوَى لِلزَّوْجِ يَخْلُو وَسَيِّدِ

وَيُكْرَهُ تَقْصِيرُ اللِّبَاسِ وَطُولُهُ

بلا حَاجَةٍ كِبْرًا وَتَرْكُ الْمُعَوَّدِ

وَأَطْوَلُ ذَيْلِ الْمَرْءِ لِلْكَعْبِ وَالنِّسَا

بِلَا الْأُزُرِ شِبْرًا أَوْ ذِرَاعًا لتَزْدَدِ

وَأَشْرَفُ مَلْبُوسٍ إلَى نِصْفِ سَاقِهِ

وَمَا تَحْتَ كَعْبٍ فَاكْرَهَنْهُ وَصَعِّد

ولِلرُّصْغِ كُمُّ الْمُصْطَفَى فَإِنْ ارْتَخَى

تَنَاهَى إلَى أَقْصَى أَصَابِعِهِ قَد

ولا بَأْسَ فِي لُبْسِ السَّرَاوِيلِ سُتْرَةً

أَتَمُّ مِنْ التَّأْزِيرِ فَالْبَسْهُ وَاقْتَدِ

بِسُنَّةِ إبْرَاهِيمَ فِيهِ وَأَحْمَدٍ

وَأَصْحَابِهِ والأُزُرَ أَشْهَرُ أكد

وَيَحْسُنُ تَنْظِيفُ الثِّيَابِ وَطَيُّهَا

وَيُكْرَه مَع طُولِ الغِنَا لُبْسُكَ الرَّدِي

ولا بَأْسَ فِي لُبْسِ الفِرَاءِ واشْتِرَائِها

جُلُودَ حَلَالٍ مَوْتُهُ لَمْ يوطد

وكاللَّحْمِ الْأَوْلَى احظرن جِلْدَ ثَعْلَبٍ

وَعَنْهُ لِيُلْبَسَ وَالصَّلَاةَ بِهِ اصدد

وَمَنْ يَرْتَضِي أَدْنَى اللِّبَاسِ تَوَاضُعًا

سَيُكْسَى الثِّيَابَ الْعَبْقَرِيَّاتِ فِي غَدِ

ص: 194

وَيَحْسُنُ حَمْدُ اللَّهِ فِي كُلِّ حَالَةٍ

ولا سِيَّمَا فِي لُبْسِ ثَوْبٍ مُجَدَّدِ

وَكُنْ شَاكِرًا لِلَّهِ وَارْضَ بِقَسْمِهِ

تُثَبْ وَتُزَدْ رِزْقًا وَإِرْغَامَ حسَّد

وَقُلْ لِأَخٍ أبْلِ وَأَخْلِقْ وَيُخْلِفُ الْإ

لهُ كَذَا قُلْ عِشْ حَمِيدًا تُسَدَّد

ولا بَأْسَ بِالْخَاتَمِ مِنْ فِضَّةٍ وَمِنْ

عَقِيقٍ وَبِلّوْرٍ وَشِبْهِ الْمُعَدَّدِ

وَيُكْرَهُ مِنْ صُفْرٍ رَصَاصِ حَدِيدِهِمْ

وَيَحْرُمُ لِلذُّكْرَانِ خَاتَمُ عَسْجَدِ

وَيَحْسُنُ فِي الْيُسْرَى كَأَحْمَدَ وَصَحْبِهِ

وَيُكْرَهُ فِي الْوُسْطَى وَسَبَّابَةِ الْيَدِ

وَمَن لَمْ يَضَعْهُ فِي الدُّخُولِ إلَى الْخَلَا

فَعَنْ كَتْبِ قُرْآنٍ وَذِكْرٍ بِهِ اصدد

وَيَحْسُنُ فِي الْيُمْنَى ابْتِدَاءُ انْتِعَالِهِ

وَفِي الْخَلْعِ عَكْسٌ وَاكْرَهْ الْعَكْسَ ترشد

وَيُكْرَهُ مَشْيُ الْمَرْءِ فِي فَرْدِ نَعْلِهِ اخْـ

تِيَارًا أَصِخ حَتَّى لِإِصْلَاحِ مُفْسِدِ

ولا بأْسَ فِي نَعْلٍ يُصَلَّى بِهِ بِلَا

أَذًى وَافْتَقِدْهَا عِنْدَ أَبْوَابِ مَسْجِدِ

وَيَحْسُنُ الِاسْتِرْجَاعُ فِي قَطْعِ نَعْلِهِ

وَتَخْصِيْصِ حَافٍ بِالطَّرِيقِ الْمُمَهَّدِ

ص: 195

وَقَدْ لَبِسَ السِّبْتِيّ وَهُوَ الَّذِي خَلَا

مِنْ الشَّعْرِ مَعَ أَصْحَابِهِ بِهِمْ اقْتَدِ

وَيُكْرَهُ سندي النِّعَالِ لِعُجْبِهِ

بصرارها زِيُّ الْيَهُودِ فأبعد

وَسِرْ حَافِيًا أَوْ حَاذِيًا وَامْشِ وَارْكَبَنْ

تَمَعْدَدْ وَاخْشَوْشَن وَلَا تَتَعَود

وَيُكْرَهُ فِي الْمَشْيِ الْمُطَيْطَا وَنَحْوُهَا

مَظِنَّةَ كِبْرٍ غَيْرَ فِي حَرْبِ جُحَّدِ

وَيُكْرَهُ لُبْسُ الخُفِّ وَالأُزُرِ قَائِمًا

كذاكَ الْتِصَاقُ اثْنَيْنِ عُرْيًا بِمَرْقَدٍ

وثِنْتَيْنِ وَافْرُقْ فِي الْمَضَاجِعِ بَيْنَهُمْ

ولَوْ إخْوَةً مِنْ بَعْدِ عَشْرٍ تُسَدَّدْ

وَيُكْرَهُ نَوْمُ الْمَرْءِ مِنْ قَبْلِ غَسْلِهِ

مِنْ الدُّهْنِ وَالْأَلْبَانِ لِلْفَمِ وَالْيَدِ

وَنَوْمُك بَعْدَ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ أَوْ عَلَى

قَفَاك وَرَفْعُ الرِّجْلِ فَوْقَ أُخْتِهَا اُمْدُدْ

وَيُكْرَهُ نَوْمٌ فَوْقَ سَطْحٍ ، وَلَمْ يُحَطْ

عَلَيْهِ بِتَحْجِيرٍ لِخَوْفٍ مِنْ الرَّدِي

وَيُكْرَهُ بَيْنَ الظِّلِّ وَالشَّمْسِ جِلْسَةٌ

وَنَوْمٌ عَلَى وَجْهِ الْفَتَى الْمُتَمَدِّدِ

وَقُلْ فِي انْتِبَاهٍ وَالصَّبَاحِ وَفِي الْمِسَا

وَنَوْمٍ مِنْ الْمَرْوِيِّ مَا شِئْت تُرْشَدْ

ص: 196

وَيَحْسُنُ عندَ النَّوْمِ نَفْضُ فِرَاشِهِ

وَنَوْمٌ عَلَى الْيُمْنَى وَكُحْلٌ بِإِثْمِدِ

وَخُذْ لَك مِنْ نُصْحِي أُخَيَّ نَصِيْحَةً

وَكُنْ حَازِمًا وَاحْضُرْ بِقَلْبٍ مُؤَيَّدِ

ولا تَنْكِحَنْ إنْ كُنْت شَيْخًا فتِيَّةً

تَعِشْ فِي ضِرَارِ الْعَيْشِ أَوْ تَرْضَ بِالرَّدِي

ولا تَنْكِحَنْ مِنْ تسْمِ فَوْقِكَ رُتْبَةً

تَكُنْ أَبَدًا فِي حُكْمِهَا فِي تَنَكُّدِ

ولا تَرْغَبَن فِي مَالِهَا وَأَثَاثِهَا

إذَا كُنْتَ ذَا فَقْرٍ تُذَلُّ وَتُضْطهَد

ولا تَسْكُنَنْ فِي دَارِهَا عِنْدَ أَهْلِهَا

تُسَمَّعْ إذَنْ أَنْوَاعَ مِنْ مُتَعَدِّدٍ

فلا خَيْرَ فِيمَنْ كَانَ فِي فَضْلِ عِرْسِهِ

يَرُوحُ عَلَى هُونٍ إلَيْهَا وَيَغْتَدِي

ولا تُنْكِرَنْ بَذْلَ الْيَسِيرِ تَنَكُّدًا

وَسَامِحْ تَنَلْ أَجْرًا وَحُسْنَ التَّوَدُّدِ

ولا تَسْأَلَنْ عَنْ مَا عَهِدْت وَغُضَّ عَنْ

عَوارٍ إذَا لَمْ يَذْمُم الشَّرْعُ تَرْشُدْ

وَكُنْ حَافِظًا إنَّ النِّسَاءَ وَدَائِعُ

عَوانٌ لَدَيْنَا احْفَظْ وَصِيَّةَ مُرْشِدِ

ولا تُكْثِر الْإِنْكَارَ تُرْمَ بِتُهْمَةٍ

ولا تَرْفَعَنَّ السَّوْطَ عَنْ كُلِّ مُعْتَدِ

ص: 197

ولا تَطْمَعَنْ فِي أَنْ تُقِيمَ اعْوِجَاجَهَا

فَمَا هِيَ إلَّا مِثْلُ ضِلعٍ مُرَدَّدِ

وَسُكْنَى الْفَتَى فِي غُرْفَةٍ فَوْقَ سِكَّةِ

تَؤُولُ إلَى تُهْمَى الْبَرِيِّ الْمُشَدِّدِ

وَإِيَّاكَ يَا هَذَا وَرَوْضَةَ دِمْنَةٍ

سَتَرْجِعُ عَنْ قُرْبٍ إلَى أَصْلِهَا الرَّدِي

ولا تَنْكِحنَ فِي الْفَقْرِ إلَّا ضَرُورَةً

وَلُذْ بِوِجَاءِ الصَّوْمِ تَهْدِى وَتَهْتَدِي

وَكُنْ عَالِمًا إِنَّ النِّسَا لُعَبٌ لَنَا

فَحَسِّن إذَن مَهْمَا استَطَعْتَ وُجود

وخَيْرُ النِّسَا مَنْ سَرَّتْ الزَّوْجَ مَنْظَرًا

وَمَنْ حَفِظَتْهُ فِي مَغِيبٍ وَمَشْهَدِ

قَصِيرَةُ أَلْفَاظٍ قَصِيرَةُ بَيْتِهَا

قَصِيرَةُ طَرْفِ الْعَيْنِ عَنْ كُلِّ أَبْعَدِ

عَلَيْك بِذَاتِ الدِّينِ تَظْفَر بِالْمُنَى الْـ

وَدُودِ الْوَلُودِ الْأَصْلِ ذَاتِ التَّعَبُّدِ

حَسِيبَةُ أَصْلٍ مِنْ كِرَامٍ تَفُزْ إذًا

بِوُلْدٍ كِرَامٍ وَالْبَكَارَةَ فَاقْصِد

وَوَاحِدَةٌ أَدْنَى مِن الْعَدْلِ فَاقْتَنِعْ

وَإِنْ شِئْت فَابْلُغْ أَرْبَعًا لَا تُزَيَّد

وَمَنْ عَفَّ تَقْوًى عَنْ مَحَارِمِ غَيْرِهِ

يُعِفُّ أَهْلِهِ حَقًّا وَإِنْ يَزْنِ يَفْسُد

ص: 198

فَكَابِد إلى أَنْ تَبْلُغَ النَّفْسُ عُذْرَهَا

وَكُنْ فِي اقْتِبَاسِ الْعِلْمِ طَلَّاعَ أَنْجُدِ

ولا يذهبن الْعُمْر مِنْك سَبَهْلَلًا

وَلَا تُغْبَنَن بالنعمتين بَل اجْهَد

فَمَنْ هَجَرَ اللَّذَّاتِ نَالَ الْمُنَى وَمَنْ

أَكَبَّ عَلَى اللَّذَّاتِ عَضَّ عَلَى الْيَدِ

وفي قَمْعِ أَهْوَاءِ النُّفُوسِ اعْتِزَازُهَا

وَفِي نَيْلِهَا مَا تَشْتَهِي ذُلٌّ سَرْمَد

فلا تَشْتَغِلْ إلَّا بِمَا يُكْسِبُ الْعُلَا

ولا تَرْضَ لِلنَّفْسِ النَّفِيسَةِ بِالرَّدِي

وفي خَلْوَةِ الْإِنْسَانِ بِالْعِلْمِ أُنْسُهُ

وَيَسْلَمُ دِينُ الْمَرْءِ عِنْدَ التَّوَحُّدِ

وَيَسْلَمُ مِنْ قِيلَ وَقَالَ وَمِنْ أَذَى

جَلِيسٍ وَمِنْ وَاشٍ بَغِيضٍ وَحسد

وَكُنْ حِلْسَ بَيْتٍ فَهُوَ سِتْرٌ لِعَوْرَةٍ

وَحِرْزُ الْفَتَى عَنْ كُلِّ غَاوٍ وَمُفْسِدِ

وَخَيْرُ جَلِيسِ الْمَرْءِ كُتب تُفِيدُهُ

عُلُومًا وَآدَابًا كَعَقْلٍ مُؤَيَّدٍ

وَخَالِطْ إذَا خَالَطْتَ كُلَّ مُوَفَّقٍ

مِنْ العُلَمَا أَهْلِ التُّقَى وَالتَّعَبُّدِ

يُفِيدُك مِنْ عِلْمٍ وَيَنْهَاك عَنْ هَوًى

فَصَاحِبْهُ تُهْدَى مِنْ هُدَاهُ وتَرْشُد

ص: 199

وَإِيَّاكَ وَالْهَمَّازَ إنْ قُمْت عَنْهُ وَالْـ

بَذِيَّ فَإِنَّ الْمَرْءَ بِالْمَرْءِ يَقْتَدِي

ولا تَصْحَبْ الْحَمْقَى فَذُو الْجَهْلِ إنْ

يَرُمْ صَلَاحًا لِأَمْرٍ يَا أَخَا الْحَزْمِ يَفْسُد

وَخَيْرُ مَقَامٍ قُمْت فِيهِ وَخَصْلَةٍ

تَحَلَّيْتهَا ذِكْرُ الْإِلَهِ بِمَسْجِدِ

وَكُفَّ عَنْ العورى لِسَانَك وَلْيَكُنْ

دَوَامًا بِذِكْرِ اللَّهِ يَا صَاحِبِي نَدِي

وَحَصِّنْ عَنْ الفَحْشَا الْجَوَارِحَ كُلَّهَا

تَكُنْ لَك فِي يَوْمِ الجزا خَيْرَ شُهَّدِ

وَحَافِظْ عَلَى فِعْلِ الْفُرُوضِ بِوَقْتِهَا

وَخُذْ بِنَصِيبٍ فِي الدُّجَى مِنْ تَهَجُّدٍ

ونَادِِ إذَا مَا قُمْت فِي اللَّيْلِ سَامِعًا

قَرِيبًا مُجِيبًا بِالْفَوَاضِلِ يَبْتَدِي

وَمُدَّ إلَيْهِ كَفَّ فَقْرِك ضَارِعًا

بِقَلْبٍ مُنِيبٍ وَادْعُ تُعْطَ وَتَسْعَد

ولا تَسْأَمَنَّ الْعِلْمَ وَاسْهَرْ لَنَيْلِهِ

بلا ضَجَرِ تَحْمَدْ سُرَى اللَّيْلِ فِي غَد

ولا تَطْلُبَنَّ الْعِلْمَ لِلْمَالِ وَالرِّيَا

فَإِنَّ مِلَاكَ الْأَمْرِ فِي حُسْنِ مَقْصِدِ

وكُنْ عَامِلًا بِالْعِلْمِ فِيمَا اسْتَطَعْته

لِيُهْدَى بِك الْمَرْءُ الَّذِي بِك يَقْتَدِي

ص: 200

حَرِيصًا عَلَى نَفْعِ الْوَرَى وَهُدَاهُمْ

تَنَلْ كُلَّ خَيْرٍ فِي نَعِيمٍ مُؤَبَّدِ

وكُنْ صَابِرًا بِالفَقْرِ وَادَّرِعِ الرِّضَا

بمَا قَدَّرَ الرَّحمنُ وَاشْكُرْهُ تُحْمَد

فَمَا الْعِزُّ إلَّا فِي الْقَنَاعَةِ وَالرِّضَا

بِأَدْنَى كَفَافٍ حَاصِلٍ وَالتَّزَهُّدِ

فَمَنْ لَمْ يُقْنِعْهُ الْكَفَافُ فَمَا إلَى

رِضَاهُ سَبِيلٌ فَاقْتَنِعْ وَتَقَصَّدْ

فَمَنْ يَتَغَنَّى يُغْنِهِ اللَّهُ وَالْغِنَى

غِنَى النَّفْسِ لَا عَنْ كَثْرَةِ الْمُتَعَدِّدِ

وَإِيَّاكَ وَالإِعْجَابَ وَالْكِبْرَ تَحْظَ بِالسَّـ

عَادَةِ فِي الدَّارَيْنِ فَارْشُدْ وَأَرْشِد

وَهَا قَدْ بَذَلْتُ النُّصْحَ جَهْدِي وَإِنَّنِي

مُقِرٌّ بِتَقْصِيرِي وَبِاَللَّهِ أَهْتَدِي

تَقَضَّتْ بِحَمْدِ اللَّهِ لَيْسَتْ ذَمِيمَةً

وَلَكِنَّهَا كَالدُّرِّ فِي عِقْدِ خُرَّدِ

يُحَارُ لَهَا قَلْبُ اللَّبِيبِ وَعَارِفِ

كَرِيمَانِ إنْ جَالَا بِفِكْرِ مُنَضَّدِ

فَمَا رَوْضَةٌ حُفَّتْ بِنَوْرِ رَبِيعِهَا

بِسَلْسَالِهَا الْعَذْبِ الزُّلَالِ الْمُبَرَّدِ

بِأَحْسَنَ مِنْ أَبْيَاتِهَا وَمَسَائِلٍ

أَحَاطَتْ بِهَا يَوْمًا بِغَيْرِ تَرَدُّدٍ

ص: 201