الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
197 - " بَابُ نوْمَ الْمَرْأةِ فِي الْمَسْجِدِ
"
237 -
عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
أنَّ وَلِيدَةً كَانَتْ سَوْدَاءَ لِحَي مِنَ الْعَرَبِ فأعْتَقُوهَا، فَكَانَتْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: فَخَرَجتْ صَبِيَّة لَهُمْ عَلَيْهَا وِشاح أحْمَرُ مِنْ سُيُورٍ، قَالَتْ: فَوَضَعَتْهُ أو وَقَعَ مِنْهَا، فَمرَّتْ بِهِ حُدَيَّاة، وهُوَ مُلْقَى، فَحَسِبَتْهُ لَحْمَاً فخَطَفَتْهُ، قَالَتْ: فَالْتَمَسُوهُ، فلمْ يَجِدُوهُ، قالتْ: فاتَّهَمُونِي به، قَالَتْ: فَطَفِقُوا يُفَتِّشُونَ حتى فَتَّشُوا قُبُلَهَا، قَالَتْ: وَاللهِ إنِّي لَقَائِمَة مَعَهُمْ، إذْ مَرَّتْ الْحُدَيَّاةُ، فألْقَتْهُ، قَالَتْ: فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ، قَالَتْ: فقُلْتُ: هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ زَعَمْتُمْ وأَنا مِنْهُ بَرِيْئَة، وَهُوَذَا هُوَ، قَالَتْ: فجاءَتْ إلى
ــ
197 -
" باب نوم المرأة في المسجد "
237 -
معنى الحديث: تحدثنا عائشة رضي الله عنها " أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب " أي أن أمة سوداء كانت مملوكة لبعض قبائل العرب " فخرجت صبية لهم عليها وشاح " بكسر الواو وضمها، وهو قطعة من الجلد مرصّعة باللؤلؤ تشبه الحزام تشدها المرأة بين عاتقها وكشحها " فمرت حُدَيَّاة " بضم الحاء وفتح الدال وتشديد الياء تصغير حدأة التي هي الطائر المعروف، " فخطفته " أي فاختطفت الوشاح حيث ظنته لحماً لحمرة لونه " فاتهموني به " أي بسرقته " حتى فتشوا قبلها " أي ففتشوا ثيابها وجميع جسمها حتى فتشوا فرجها " قالت: فوقع منها " أي فلما لم تجده الحدأة لحماً ألقته في وسطهم، وهم يشاهدون ذلك " فأسلمت هذا الذي اتهمتموني به زعمتم " أي هذا هو الوشاح الذي زعمتم أني سرقته "فأسلمت، قالت
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأسْلَمَتْ، قَالَتْ عائِشَةُ رضي الله عنها: فكانَ لَهَا خِبَاء في الْمَسْجِدِ أو حِفْش، قَالَتْ: فَكَانَتْ تَأتِيني، فَتَحَدَّثُ عِنْدِي، فَلَا تَجلِسُ عِنْدي مَجْلِساً إلَّا قَالَتْ:
وَيَوْمَ الْوِشَاحِ مِنْ أعَاجِيبِ رَبِّنَا
…
ألَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أنْجَانِي
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لَهَا: مَا شَأنُكِ، لا تَقْعُدِينَ مَعِي مَقْعَداً إلَّا قُلْتِ هَذَا؟ قَالَتْ: فَحَدَّثَتْنِي بهذَا الْحَدِيثِ.
ــ
عائشة رضي الله عنها: فكان لها خباء" بكسر الخاء وفتح الباء المخففة، أي خيمة من وبر أو صوف " في المسجد " أي وكانت الخيمة منصوبة في المسجد " أو حفش " وهو البيت الصغير " قالت: فلا تجلس ضدي مجلساً إلاّ وقالت: وَيَوْمَ الوِشَاحِ مِنْ أعَاجيب رَبِّنَا
…
إلخ " أي كانت الفتنة التي تعرضت لها من إيذائها واتهامها سبباً في إسلامها وهجرتها، وكان الوشاح سبباً في نجاتها، وكان يوم الوشاح من الأعاجيب، لأن ما وقع فيه من اختطاف الحدأة للوشاح، واتهامها به كان من أعاجيب الزمان، وغرائب الأيام وكان من نعم الله عليها حيث كان نقطة تحول في حياتها من شقاء إلى سعادة، وسبباً في إسلامها، وهجرتها من دار الكفر إلى دار الإِيمان على حد المثل القائل " رب ضارة نافعة ".
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: جواز نوم المرأة في المسجد، كما ترجم له البخاري لقول عائشة رضي الله عنها:" فكان لها خباء في المسجد " وذلك يقتضي أن هذه الأمة السوداء كانت تبيت في المسجد وتنام فيه، وقد أقرها صلى الله عليه وسلم على ذلك، وإقراره حجة شرعيّة فدل على جوازه، إلا أن ذلك مشروط بأمن الفتنة، وقد كانت تلك الأمة عجوز شمطاء لا مطمع فيها للرجال، قال