الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
350 - " بَابُ الاسْتِسْقَاءِ في الْخطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
"
413 -
عنْ أنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَة عَلَى عَهْدِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَبَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ في يْومِ جُمُعَةٍ، قَامَ أعْرَابِيٌ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ! هَلَكَ المَالُ، وجَاعَ العِيَالُ، فادْعُ اللهَ لَنَا، فرَفَعَ يَدَيه، ومما نَرَى في السَّمَاءِ قَزَعَةً، فوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، مَا وَضَعَهَا حتَّى ثَارَ السَّحَابُ أمثَالَ الْجِبَالِ، ثم لَمْ ينْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأيْتُ الْمَطر يَتَحَادَرُ على لِحْيَتهِ صلى الله عليه وسلم، فمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ،
ــ
الداخل للمسجد أثناء الخطبة يستحب له أن يصلي تحية المسجد، ويخففها وجوباً ليسمع الخطبة، فيقتصر على واجباتها. وهو مذهب الشافعية والحنابلة قال الترمذي (1): وقال بعضهم: إذا دخل الجامع والإِمام يخطب فإنّه يجلس ولا يصلي، وهو قول سفيان الثوري وأهل الكوفة. اهـ. وبه قال مالك والليث وأبو حنيفة كما أفاده القاضي عياض. والمطابقة: في قوله: " قم فاركع ".
350 -
" باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة "
413 -
معنى الحديث: يقول أنس رضي الله عنه: " أصابت الناس سنة " أي قحط ومجاعة بسبب انقطاع المطر وموت الكلأ والعشب، " فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم جمعة قام أعرابي فقال: يا رسول الله: هلك المال " أي: ماتت الماشية بسبب انقطاع الأمطار، لأنه معظم المال كان عند العرب يعتمد على الثروة الحيوانية، " فرفع يديه، وما في السماء قزعة " بفتح القاف والزاي، أي: ليس في السماء قطعة من سحاب، "ثم لم ينزل عن منبره
(1)" جامع الترمذي ".
ومِنَ الْغَدِ، وبَعْدَ الْغَدِ، والَّذِي يَلِيهِ، حتىَّ الْجُمُعَةِ الأخْرَى، وَقَامَ ذَلِكَ الإِعْرَابِيُّ، أوْ قَالَ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ تَهَدَّمَ البِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فادْعُ اللهَ لَنَا، فَرَفَعَ يَدَيْه فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوالَيْنَا ولا عَلَيْنَا، فما يُشِيرُ بِيَدِهِ إلى نَاحِيةٍ من السَّحَابِ إلَّا انْفَرَجْت، وَصَارَتْ الْمَدِينَةُ مِثْلَ الْجَوْبَةِ، وسَالَ الْوَادِي قَنَاةُ (1)، ولم يَجِيءْ أحَدٌ منْ نَاحِيةٍ إلَّا حَدَّثَ بِالْجَوْدِ (2).
ــ
حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته" أي: يتقاطر عليها، " وقام ذلك الأعرابي " بعد أن استمر المطر أسبوعاً كاملاً، " فقال: يا رسول الله تهدم البناء " أي سقطت المنازل بسبب كثرة الأمطار واستمرارها، " فرفع يديه فقال: اللهم حوالينا ولا علينا " أي: اللهم أنزل الأمطار في ضواحي القرى والمدن، بعيدة عن الدور والمنازل، " فما يشير إلى ناحية من السحاب إلّا انفرجت " أي: تكشف السحاب عنها " وصارت المدينة مثل الجوبة " بفتح الجيم وسكون الواو، أي: مثل الحوض المستدير الخالي من الماء.
ويستفاد منه: مشروعية الاستسقاء أثناء خطة الجمعة عند الحاجة إليه.
وكذلك رفع اليدين عند الدعاء، وكرهه مالك، وأجازه غيره لحديث سلمان:" إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً " أخرجه الترمذي. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي. والمطابقة: في قوله: " فرفع يديه " أي: فرفع يديه يستسقي ويدعو الله بنزول الغيث.
…
(1) ويقع وادي قناة في شمال المدينة بالقرب من أحد.
(2)
أي بكثرة العشب والماشية والخير الكثير الذي أنعم الله به على عباده.