الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
452 - " بَابُ المَيِّتِ يَسْمَعُ خفْقَ النِّعَالِ
"
527 -
عَنْ أنَسٍ رضي الله عنه:
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى، وَذَهَبَ أصْحَابُهُ حتى إِنَّهُ لَيَسمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أتَاهُ مَلَكَانِ فأقْعَدَاهُ، فَيَقُولانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَيَقُولُ: أشْهَدُ أنَّهُ عَبْدُ اللهِ
ــ
بعد تكبيرة الإِحرام لقوله: " ليعلموا أنّها سنة " أي ليعلموا أن قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة سنة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال الترمذي: والعمل على هذا عند بعض أهل العلم، وهو قول الشافعي وأحمد وقال أبو حنيفة ومالك: لا يقرأ فيها بالفاتحة، وإنما يقتصر فيها على الثناء على الله (1) والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم:" إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ". والمطابقة: في قوله: " صلى على جنازة، فقرأ بفاتحة الكتاب ". الحديث: أخرجه أيضاً أبو داود والترمذي.
191 -
" باب الميت يسمع خفق النعل "
527 -
معنى الحديث: يحدثنا أنس رضي الله عنه: " عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: العبد إذا وضع في قبره، وتولى، وذهب أصحابه " أي إذا دفن وبدأ أصحابه ينصرفون عنه، " حتى إنه ليسمع قرع نعالهم "، أي في ذلك الوقت الذي يسمع فيه صوت نعال المشيعين، وهي تضرب الأرض أثناء مشيهم، " أتاه ملكان فأقعداه فيقولان " أي جاءه ملكان، وهما منكر ونكير فيجلسانه فيقولان له:" ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم " ولم يقولا ما تقول في هذا النبي أو غيره من ألفاظ التعظيم، لقصد امتحان
(1) فيقول: الحمد لله الذي أمات وأحيا والحمد لله الذي يحيي الموتى له العزة والكبرياء والملك والقدرة والثناء.
وَرَسُولُه، فَيُقَالُ: انْظر إلى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أبدَلَكَ اللهُ مَقْعَداً مِنَ الْجَنَّةِ -قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: فَيَراهُمَا جَمِيعاً، وأما الكَافِرُ أوِ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ: لا أدْرِي! كُنْتُ أقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ ولَا تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطرقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ مَنْ يَلِيهِ إلَّا الثَّقَلَيْنِ ".
ــ
المسؤول، ولكن يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله "، أي فيقول المؤمن الصادق الإيمان: أشهد أن هذا الرجل - الذي تشيرون إليه هو عبد الله ورسوله، فيشهد لمحمد بالرسالة، بتوفيق وتثبيت من الله تعالى، وذلك لأنه كان في دنياه مؤمناً موقناً برسالته صلى الله عليه وسلم " فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله مقعداً من الجنة " أي فيكشف الله له عن منزله في النار الذي أبدله به منزلاً في الجنة " وأما الكافر والمنافق فيقول: لا أدري " (1) أي ما كنت في الدنيا أجزم بشيء فيما يتعلق برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، لأن الكافر كان ينكرها، والمنافق يشك فيها، ولم يعرف اليقين سبيلاً إلى قلبيهما. " فيقال: لا دريت ولا تليت " أي لا عرفت الحق بنفسك، ولا اتبعت أهل الحق في إيمانهم به، " ثم يضرب بمطرقة من حديد بين أذنيه " لو ضرب بها جبل لصار تراباً كما في الأحاديث الأخرى " فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلاّ الثقلين " أي يسمع صوت صيحته كل الخلائق (2) إلا الأنس والجن وذلك رحمة بهم، وابقاءً على حياتهم، لأنهم لو سمعوها لصعقوا.
(1) أي أقول ما يقول أهل الكفر: -وهذا حال الكافر- وأقول بلساني فقط دون القصد من قلبي: وهو حال أهل النفاق في الدنيا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.
(2)
أي كل الخلائق الذين هم بالقرب منه.