الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
379 - " بَابُ الْجَهْرِ بِالْقِرَاءَةِ في الْكُسُوفِ
"
445 -
عنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها:
"جَهَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في صَلَاةِ الْخُسُوفِ بِقِرَاءَتِهِ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ كَبَّرَ فَرَكَعَ، وِإذَا رَفَعَ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ
ــ
ولما يترتب عليها من محو الزلات، وتكفير السيئات.
ويستفاد منه: استحباب العتق عند حدوث الكسوف، لأنه صلى الله عليه وسلم قد أمر به في كسوف الشمس، وأمرُه صلى الله عليه وسلم به للندب والاستحباب، كما ترجم له البخاري، وهو قول أهل العلم. ولما كان الكسوف من التخويف، وأشد ما يتوقع من التخويف نار جهنم، جاء الندب على شيء تتقى به النار، وهو العتق لقوله صلى الله عليه وسلم:" من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضواً منه من النار ". فمن لم يقدر على ذلك، فليعمل بالحديث العام، وهو قوله صلى الله عليه وسلم:" اتقوا النار ولو بشق تمرة " فيأخذ من وجوه البر ما أمكنه، كما أفاده ابن أبي جمرة. الحديث: أخرجه الشيخان والنسائي بألفاظ. والمطابقة: في كونه صلى الله عليه وسلم أمر بالعتاقة عند الكسوف، والله أعلم.
379 -
" باب الجهر بالقراءة في الكسوف "
445 -
معنى الحديث: تقول عائشة رضي الله عنها: " جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف "، أي قرأ النبي صلى الله عليه وسلم فيها جهراً " فإذا فرغ من قراءته " أي فكان إذا انتهى من قراءته " كبّر فركع، وإذا رفع من الركعة قال: سمع الله لمن حمده "، أي: كبر عند الركوع، وقال: سمع الله لمن حمده، عند الرفع منه، كما يفعل في الصلوات الأخرى تماماً، " ثم يعاود القراءة في صلاة الكسوف "، أي يكرر القراءة في الركعة الواحدة فيقرأ فيها
الْحَمْدُ، ثُمَّ يُعَاوِدُ الْقِرَاءَةَ في صَلَاةِ الْكُسُوفِ أرْبَعَ رَكْعَاتٍ في رَكْعَتَيْنِ وأرْبَع سَجْدَاتٍ".
ــ
الفاتحة والسورة مرتيْن " أربع ركعات في ركعتين " أي: ويصلي أربع ركوعات في ركعتين. ويأتي في كل ركعة بركوعين " وأربع سجدات " أي ويأتي بأربع سجدات في الركعتين فيسجد في كل ركعة سجدتين كالصلوات الأخرى. الحديث: أخرجه الشيخان وأبو داود والنسائي.
ويستفاد منه ما يأتي: أولاً: مشروعية الجهر بالقراءة في خسوف الشمس والقمر معاً. وهو قول بعض أهل العلم، وإليه ذهب أحمد بن حنبل، وأبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة. وقال الجمهور: إنما يجهر بالقراءة في خسوف القمر، لأنّها صلاة ليلية. أما كسوف الشمس فإنّه يُسن فيه الإِسرار بالقراءة، لأنّ الصلاة فيه نهارية، ولقول ابن عباس:" قرأ نحواً من قراءة (سورة البقرة) " لأنه لو جهر لم يحتج إلى التقدير. وقد كان ابن عباس (1) يصلّي إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في الكسوف، فلم يسمع منه حرفاً. كما أخرجه الشافعي تعليقاً، ووصله البيهقي. ثانياً: أن صلاة الكسوف ركعتان، كل ركعة بركوعين، كما ذهب إليه الجمهور. والمطابقة: في قوله: " جهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف ".
…
(1)" شرح القسطلاني على البخاري " ج 2.