الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
198 - " بَابُ نوْمَ الرِّجَالَ في الْمَسْجِدِ
"
238 -
عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنهما قَالَ:
جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ رضي الله عنها فَلَمْ يَجِدْ عَلِياً في البَيْتِ، فقالَ:" أينَ ابْنُ عَمِّكِ؟ "، قَالَتْ: كَانَ بَيني وَبَيْنَهُ شَيءٌ
ــ
الحافظ: وفي الحديث إباحة المبيت والمقيل في المسجد لمن لا مكان له من المسلمين رجلاً أو امرأة عند أمن الفتنة. أما إذا كانت المرأة شابة فلا يجوز لها ذلك لما تتعرض له من خطر. ثانياًً: جواز نصب الخيمة وشبهها في المسجد للمسكين الذي لا مأوى له، شريطة أن لا يؤدي ذلك إلى التضييق على المسلمين .. ثالثاً: مشروعية هجرة الإِنسان من البلد التي يفتن فيها في دينه أو نفسه أو عرضه أو ماله، وربما كانت هذه الهجرة سبب خير، وبداية حياة سعيدة، كما وقع لهذه المرأة التي كانت تترنم بهجرتها قائلة:
وَيَومَ الوِشَاح من أعاجِيْبِ رَبِّنَا
…
ألا إنه من بَلْدَةِ الكُفْرِ أنجاني
فتذكر دائماً يوم الوشاح بالحمد والشكر لله، لأنه كان سبباً لهجرتها إلى بلدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقالها من بلاد الكفر إلى بلاد الإِسلام. الحديث: أخرجه البخاري في هذا الباب. والمطابقة: في قولها: "فكان لها خباء في المسجد".
198 -
" باب نوم الرجال في المسجد "
238 -
معنى الحديث: يقول سهل رضي الله عنه: " جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة رضي الله عنها " بعد الظهر، وفي وقت القيلولة ليتفقد أحوال ابنته وعلاقتها مع زوجها " فلم يجد علياً في البيت " في ذلك الوقت الذي جرت فيه العادة بوجود الرجال في منازلهم، فلفت ذلك نظره صلى الله عليه وسلم،
فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ فَلَمْ يقلْ عِنْدِي، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لإنْسَانٍ:" انْظر أينَ هُوَ "، فَجَاء فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هُوَ في الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فجاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قد سَقَطَ رِدَاؤهُ عِن شِقِّهِ، وأصَابَهُ تُرَاب، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيقُول:" قُمْ أبا تُرَابٍ قُمْ أبا تُرَابٍ ".
ــ
وأدرك أن تغيب عليّ لا بد أن يكون لسبب ما " فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج " أي حدث بينيِ وبينَه نزاع واختلاف أدّى إلى إثارة الغضب في نفسي ونفسه، فخرج متألماً مستاءً مني " ولم يقل عندي " أي ولم يقض وقت القيلولة عندي " فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع " أي فوصل إليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع في المسجد وهذا هو موضع الترجمة ودليلها " فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عنه " أي يمسح عنه التراب بيده الشريفة، " ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب " بحذف حرف النداء والتقدير قم يا أبا تراب.
ويستفاد منه: أولاً: جواز نوم الرجال في المسجد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر علياً على نومه فيه، وإقراره صلى الله عليه وسلم حجة شرعية. قال الترمذي: وقد رخص قوم من أهل العلم بالنوم في المسجد وهم الجمهور. اهـ. وكرهه الحنفية (1) إلّا لغريب، وقال مالك: لا أحب لمن له منزل أن يبيت فيه. ثانياً: جواز التكنية بغير الولد ممازحة وملاطفة لمن لا يُغضبه ذلك. الحديث: أخرجه مسلم في الفضائل. مطابقته للترجمة: في إقراره صلى الله عليه وسلم نوم على في المسجد.
…
(1) وحملوا حديث الباب على حال الضرورة.